نوبات الغضب شائعة خلال السنة الثانية من عمر الطفل عندما يبدأ نظام المهارات اللغوية في التطور، نظرًا لأن الأطفال الصغار لا يمكنهم حتى هذا العمر قول ما يريدون أو يشعرون به أو يحتاجون إليه، فقد تتسبب التجربة المحبطة في حدوث نوبة غضب، ومع تحسن المهارات اللغوية، تميل نوبات الغضب إلى الانخفاض.
أما إذا استمرت نوبات الغضب بعد عمر العامين فيجب التدخل لتعليم الطفل كيفية التحكم فيها.
إنه أمر صعب على كلًا من الوالدين والأطفال عندما يعاني الطفل من الغضب، ولكن يصاب بعض الأطفال بالإحباط بسهولة وقد ينفجرون ويصرخون بسبب أحداث تبدو بسيطة، حتى أنهم قد يصبحون عدوانيين!
إذا كان طفلك يعاني من نوبات غضب، وخاصةً إذا كان غضبه يتعارض مع علاقاته بالآخرين وأسلوب حياته فمن المهم أن تعلميه المهارات التي يحتاجها للتعامل مع مشاعره بطريقة صحية.
من المرجح أن يغضب الأطفال عندما لا يفهمون مشاعرهم أو عندما لا يكونون قادرين على التعبير عنها، فالطفل لا يستطيع أن يقول "أنا متوتر!" بل قد يحاول إظهار غضبه بالهجوم، أو الطفل الذي لا يستطيع إدراك أو شرح أنه حزين قد يسيء التصرف لجذب انتباهك.
ولمساعدة طفلك على تعلم التعرف على المشاعر وتسميتها، ابدأي بتعليمه كلمات الشعور الأساسية مثل: "أنا متوتر" و"أنا حزين" و"أنا سعيد" و"أنا خائف".
صنفي مشاعر طفلك تجاهه بالقول: "يبدو أنك تشعر بالغضب حقًا الآن"، وبمرور الوقت سيتعلم تسمية مشاعره، وعندما يطور طفلك فهمًا أفضل لمشاعره وكيفية وصفها علميه كلمات أكثر تعقيدًا مثل الإحباط وخيبة الأمل والقلق والوحدة.
علمي الأطفال ماذا يفعلون عندما يبدأون في الشعور بالغضب، فبدلًا من رمي الأشياء عندما يكونون محبطين على سبيل المثال، قد يذهبون إلى غرفتهم أو إلى ركن هادئ، وشجعيهم أيضًا على التلوين أو قراءة كتاب أو الانخراط في نشاط مهدئ آخر حتى يشعروا بالتحسن.
مقياس أو ترمومتر الغضب هي أدوات تساعد الأطفال على التعرف على العلامات التي تدل على أن غضبهم يتصاعد، ارسمي ميزان حرارة كبير على قطعة من الورق، وابدأي من الأسفل بالرقم 0 حتى 10.
على ترمومتر الغضب هذا، الصفر يعني أنه ليس غاضب على الإطلاق، ورقم 5 يعني أنه على قدر متوسط من الغضب، و10 تعني أنه غاضب للغاية!
في الوقت الذي لا يشعر فيه طفلك بالضيق أو الغضب، تحدثي معه عما يحدث في جسمه عند كل رقم على مقياس الغضب، قولي له أنه يبتسم عندما يكون في المستوى 0 ولكن يكون وجهه مرتبك عندما يصل إلى المستوى 5، وأنه قد يشعر بأن وجهه يصبح ساخنًا وغاضبًا للغاية عندما يصل لرقم 10.
من أفضل الطرق لمساعدة الطفل الذي يشعر بالغضب هو تعليمه تقنيات معينة للتحكم في الغضب، يمكنه أخذ أنفاس عميقة لتهدئة عقله وجسمه عندما يكون منزعجًا، وقد يساعده أيضًا الذهاب في نزهة سريعة أو العد حتى 10 أو تكرار عبارة مفيدة.
يكتشف الأطفال أحيانًا أن نوبات الغضب هي طريقة فعالة لتلبية احتياجاتهم، وإذا قام الطفل بنوبة غضب وأعطاه والده أو والدته ما يريد لإبقائه هادئًا، فسوف يتعلم أن نوبات الغضب فعالة لأخذ كل ما يريد.
لذلك لا تستسلمي لنوبات غضب طفلك لتجنب الانهيار، وعلى الرغم من أن ذلك قد يكون صعب على المدى القصير، إلا أن الاستسلام على المدى الطويل لن يؤدي إلا إلى تفاقم المشاكل السلوكية والعدوانية، لذا بدلًا من ذلك اعملي على التواصل مع طفلك حتى يشعر بمزيد من الثقة في تلبية احتياجاته.
النظام والانضباط المستمر ضروري لمساعدة طفلك على تعلم أن العدوانية أو السلوك غير المحترم هي أمور غير مقبولة، يمكن أن تكون سحب الامتيازات استراتيجيات تأديبية فعالة.
مثال: إذا كسر طفلك شيئًا ما عندما يكون غاضبًا، فاطلبي منه المساعدة في إصلاحه أو القيام ببعض الأعمال المنزلية البسيطة.
إذا أظهر طفلك سلوكًا عدوانيًا غير مسبق وبدون سبب، فقد يكون ذلك بسبب رؤيته لبرامج تلفزيونية أو ألعاب فيديو عنيفة، لذلك ملكتي يجب أن تركزي على قراءته للكتب وممارسة الألعاب الرياضية التي تناسب سنه ومشاهدة الوسائط التي تتناسب مع عمره.
قد يفيدكِ قراءة هذا الموضوع: كيف تهدئي طفلك الغاضب في أقل من دقيقتين؟
كيف يؤثر الضرب والكلام القاسي في تربية الاطفال
الضرب والكلمات القاسية ضارة ولا تنفع، وإليكم السبب!
أطفالنا ليسوا فئران تجارب، فلا تجازفي باستخدام أساليب خاطئة!
كل ام لديها تلك اللحظات حيث أنها قد تفقد رباطة جأشها مع الاطفال، وقد تشعر انها مقصرة في لحظة من الإحباط أو الارتباك.
طرق بسيطة لتربية الطفل على الرحمة واللطف مع الآخرين
إن تربية الأطفال أن يكونوا طيبين ورحماء في عالمنا اليوم حيث يرون العنف في كل مكان، يجعل من المهم جدًا غرس الرحمة واللطف فيهم