الملكة

الاختطاف الرقمي للأطفال: صورة قد تسرق هوية طفلك

نهلة عبد الرحمن كاتب المحتوى: نهلة عبد الرحمن

05/05/2025

الاختطاف الرقمي للأطفال: صورة قد تسرق هوية طفلك

في زمن أصبحت فيه لحظات حياتنا تُوثق على مواقع التواصل الاجتماعي، بات من السهل مشاركة صورة لطفلك وهو يبتسم في الحديقة، أو يحتفل بعيد ميلاده، ولكن هل فكرتِ يومًا أن هذه الصورة قد تكون الخطوة الأولى في الاختطاف الرقمي لهوية طفلك؟ نعم، الأمر مرعب، ولكنه حقيقي، ويحدث كل يوم.

ما هو الاختطاف الرقمي للأطفال؟

الاختطاف الرقمي هو شكل حديث من أشكال سرقة الهوية، ويعني سرقة صور الأطفال التي ينشرها الآباء والأمهات على الإنترنت، ثم استخدامها من قِبل غرباء على حساباتهم الشخصية وكأن هؤلاء الأطفال أبناؤهم، حيث يتم تغيير الأسماء، واختراع قصص، بل وقد يُطلب من المتابعين "تبني" الطفل رقميًا ضمن عالم افتراضي يشعرك بالقشعريرة !

هذه الظاهرة ليست ضربًا من الخيال، بل واقع تعيشه أسر كثيرة دون أن تدري !

قصة حقيقية: "لقد سرقوا حياة أطفالي"

"ميريديث ستيل"، أم ومدونة تعيش في ولاية مين الأمريكية، كانت تشارك صور حياتها اليومية مع زوجها وطفليها عبر إنستغرام، ومع الوقت، أصبحت تحظى بمتابعة واسعة، حتى جاء اليوم الذي اكتشفت فيه أن أحدهم أنشأ حسابًا وهميًا يستخدم جميع صورها، ويعيد نشرها بأسماء وتعليقات مختلفة، وكأن الأطفال هم أطفاله!

الأمر لم يتوقف عند الصور، بل وصل إلى استخدام نفس مواقع التفاعل، والكتابة عن مناسبات خاصة للعائلة، مثل عشاء تخرّج، بصيغة مزيفة!

ورغم أن "ميريديث" أبلغت إدارة إنستغرام، فإن الحساب لم يُحذف، مما اضطرها إلى حذف كل صور أطفالها، ومنع المدارس والمخيمات من تصويرهم مستقبلًا، وقالت: "لقد شعرت وكأنهم يلعبون بدمى باربي، لكن الدمى كانت أطفالي."

قد يفيدكِ الإطلاع على : احذري من أضرار التكنولوجيا والهواتف على أطفالكِ!

الاختطاف الرقمي للأطفال

أرقام صادمة:

بحسب تقرير صادر عن منظمة The Parent Zone البريطانية:

  • ينشر الآباء في المتوسط 973 صورة لأطفالهم قبل أن يبلغوا الخامسة من العمر.
  •  17% من الآباء لم يراجعوا إعدادات الخصوصية على حساباتهم مطلقًا.

لماذا يعد هذا خطرًا حقيقيًا؟

  1. الطفل لا يستطيع الموافقة: أطفالنا لا يملكون الوعي الكامل لإعطاء إذن بنشر صورهم، ومع ذلك نحن نقرر بالنيابة عنهم أن نعرضهم للعالم.
  2. استغلال عاطفي ومَرَضي: بعض الأشخاص يصابون بهوس عاطفي تجاه أطفال لا يعرفونهم، ويختلقون قصصًا خيالية عنهم، وقد يتطور الأمر إلى تهديدات أو مطاردة.
  3. صعوبة التتبع والإزالة: إزالة الصور من الإنترنت، خاصة بعد انتشارها، قد تكون مهمة مستحيلة تقريبًا.

قد يفيدك الإطلاع على : القواعد الذهبية لبقاء الطفل آمنًا على الإنترنت!

مخاطر غير مباشرة لنشر صور الأطفال

  1. تحديد الموقع الجغرافي: كثير من الأمهات ينشرن الصور مع تفعيل الـ GPS أو ذكر اسم الحي أو المدرسة، مما يسهل على الغرباء تتبع الطفل فعليًا.
  2. التنمر الإلكتروني مستقبلاً: ما يُنشر اليوم قد يُستخدم ضد الطفل لاحقًا من قبل أقرانه.
  3. سرقة الهوية مستقبلاً: عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، يمكن إعادة تركيب صور الأطفال في فيديوهات مزيفة (deepfake) لأغراض سيئة.
  4. الاستغلال الجنسي الرقمي: بعض الصور – حتى البريئة منها – يمكن أن تُستخدم في منصات مشبوهة من قبل متحرشين.

من هم الأشخاص الذين يمارسون الاختطاف الرقمي؟

ليسوا دومًا مجرمين بالمعنى التقليدي، لكنهم:

  • أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية: مثل اضطرابات الهوية أو العزلة الشديدة، فيحاولون خلق حياة خيالية لأنفسهم.
  • نساء يفتقدن الأمومة: بعضهن قد يسرق صور الأطفال ويتخيل أنهم أولادهن، وينشئن حسابات للحديث عن "أمومتهن".
  • سارقوا المحتوى (Content Thieves): ينقلون الصور الجذابة لبناء جمهور أو بيعها لاحقًا لمواقع أو شركات دون إذن.

ما هي أنواع المحتوى الأكثر عرضة للاختطاف ؟

الاختطاف الرقمي للأطفال

  • صور حديثي الولادة (خاصة المذكور بها أسماء أو بطاقات تعريف).
  • صور أعياد الميلاد، المناسبات، أو اللحظات العاطفية.
  • صور الأطفال وهم يرتدون الزي المدرسي أو يحملون معلومات شخصية.
  • صور الأمومة التي توثق لحظات الولادة أو الرضاعة (لأنها مثيرة عاطفيًا).

هل تعلمي أن هناك قوانين حول حماية الأطفال رقميًا ؟

  • في الاتحاد الأوروبي، يمنع قانون GDPR استخدام صور الأطفال دون إذن قانوني، حتى من الآباء والأمهات.
  • في فرنسا، يمكن للطفل أن يقاضي والديه إذا شعر أن صوره تم استخدامها بطريقة أضرت به!

أما في العالم العربي، فلا تزال هناك فجوة قانونية كبيرة في هذا الجانب، وهو ما يجعل الوعي الشخصي هو خط الدفاع الأول.

نصائح ذهبية لحماية أطفالك من الاختطاف الرقمي:

الاختطاف الرقمي للأطفال

  • لا تنشري وجه الطفل بوضوح: يمكنكِ مشاركة لحظات جميلة دون إظهار ملامحه، مثلاً صوره من الخلف أو أثناء اللعب دون تركيز على وجهه.
  • لا تذكري اسمه الكامل أو موقعه المباشر: لا داعي لذكر اسم المدرسة، أو مكان التنزه في الوقت الحقيقي.
  • تأكدي من إعدادات الخصوصية: اجعلي حساباتك خاصة وراجعي قائمة المتابعين دوريًا.
  • توقفي عن التوثيق المفرط: ليس كل شيء يستحق أن يُنشر، فبعض اللحظات أجمل حين تظل لنا فقط.
  • علّمي طفلك أهمية الخصوصية: منذ الصغر، ازرعي في نفسه الوعي بعدم مشاركة الصور أو التفاصيل مع الغرباء.
  • راقبي من يلتقط الصور لطفلك: سواء في المدرسة أو أثناء الأنشطة، لا تعطي الموافقة التلقائية على التصوير والنشر.

هل يستحق الأمر هذا الثمن؟

قد تكونين أنتِ الحصن الأول لطفلك في العالم الواقعي، وأنتِ أيضًا الدرع الرقمي له في العالم الافتراضي، والإنترنت لا ينسى، والطفولة تستحق أن تُحترم وتُصان بعيدًا عن العيون الغريبة.

وفي النهاية، طفلك ليس "محتوى"، ولا هو وسيلة لجذب الإعجابات أو زيادة المتابعين، طفلك إنسان صغير له خصوصيته وحقه في أن يختار متى وأين يظهر، والاختطاف الرقمي جريمة جديدة، ولكنها ناتجة عن قراراتنا البسيطة اليومية؛ لذا لنكن حذرين، فصورة اليوم قد تكون بداية مشكلة الغد.

إذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعي تطبيق الملكة على Instagram Facebook Twitter  لتصلك أحدث المقالات والتحديثات !

ذات صلة

هل سمعت من قبل عن مقياس حرارة الغضب وفعاليته في تهدئة الطفل؟

هل سمعت من قبل عن مقياس حرارة الغضب وفعاليته في تهدئة الطفل؟

نوبات الغضب شائعة خلال السنة الثانية من عمر الطفل عندما يبدأ نظام المهارات اللغوية في التطور، أما إذا استمرت لأكثر من هذا فيجب تعلم التحكم فيها

كيف تضعي قوانين المنزل للأطفال بطريقة تسعدكما معًا!

كيف تضعي قوانين المنزل للأطفال بطريقة تسعدكما معًا!

يساعد وضع قوانين المنزل للأطفال على إنشاء شكل محدد ومنظم للعائلة، وهي عبارة عن بيان محدد وواضح حول السلوكيات التي تتوقعيها من أطفالك

22
من الصراخ إلى الاحتضان: كيف اترك الصراخ على أطفالي؟

من الصراخ إلى الاحتضان: كيف اترك الصراخ على أطفالي؟

الصراخ يخيف أطفالك ويجعلك تشعرين بالسوء، ويقول الخبراء إنه غير مفيد حتى في تربية الاطفال، لذلك ستقدم لكِ الملكة خطوات للتغلب

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

أفضل الطرق لتأديب الطفل بطريقة ذكية وصحية

استشارات صغيري

أفضل الطرق لتأديب الطفل بطريقة ذكية وصحية

فيما يلي بعض النصائح من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على تعلم السلوك المقبول أثناء نموه

أشياء لا يجب أن تقوليها لأطفالك، فقد تضر أكثر مما تنفع!

استشارات صغيري

أشياء لا يجب أن تقوليها لأطفالك، فقد تضر أكثر مما تنفع!

هناك الكثير من الأشياء التي يجب تجنب قولها للأطفال من أجل مصلحتهم.

طفلك عصبي؟ إليك نصائح يمكننا المساعدة لتهدئته!

استشارات صغيري

طفلك عصبي؟ إليك نصائح يمكننا المساعدة لتهدئته!

لا يحب الوالدين رؤية الاطفال منزعجين، ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة كيفية التصرف عندما يكون طفلك متوترًا أو عصبيا

Powered by Madar Software