الملكة

تعلمي فن الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة وتقدير الذات

تعلمي فن الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة وتقدير الذات

كم مرة قلتِ لنفسكِ "هذا شيء بسيط لا يُذكر" بعد إنجاز مهمة ما؟ أو شعرتِ بالخجل من تقدير نفسكِ والاحتفال بخطوة صغيرة أنجزتها لأنكِ تعتقدين أن النجاح الحقيقي يجب أن يكون عظيمًا أو مثاليًا؟

في عالم السرعة والمقارنات، أصبحنا نُحمِّل أنفسنا فوق طاقتنا، وننظر بعيون قاسية لما نحققه يوميًا. ننتظر الإنجاز الكبير لنسعد، ونُهمِل أثر الإنجازات الصغيرة، رغم أنها اللبنات الأساسية لكل حلم يتحقق.

فن الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة: لماذا عليكِ التوقف عن التقليل من نفسكِ؟

في هذا المقال، سنغوص سويًا في فن الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة، ولماذا هو ضرورة نفسية وعملية، لا رفاهية. سنتحدث عن تقدير الذات، كيف يؤثر الاعتراف بالنجاحات الصغيرة على تحقيق الأهداف الكبيرة، ولماذا آن الأوان لتتوقفي عن التقليل من نفسكِ.

 

أولًا: ما المقصود بالإنجازات الصغيرة؟ ولماذا نهملها؟

الإنجازات الصغيرة هي تلك اللحظات اليومية التي تتطلب جهدًا داخليًا، حتى وإن بدت بسيطة في ظاهرها:

- الاستيقاظ باكرًا رغم الإرهاق.

- إعداد وجبة صحية بدلاً من طلب طعام سريع.

- اتخاذ قرار صعب.

- الرد على بريد كنتِ تماطلينه منذ أيام.

- تخصيص 10 دقائق للقراءة أو الرياضة.

نحن نهمل هذه الخطوات لأننا برمجنا عقولنا على أن النجاح الحقيقي يجب أن يكون "عظيمًا": ترقية في العمل، فقدان 10 كغ من الوزن، إطلاق مشروع جديد. لكن الحقيقة أن هذه الإنجازات الكبرى لا تتحقق دون سلسلة طويلة من الخطوات الصغيرة.

 

ثانيًا: كيف تؤثر الإنجازات الصغيرة على تقدير الذات؟

 

1. التقدير يبدأ من الداخل

عندما تحتفين بإنجازاتك الصغيرة، فأنتِ ترسلين لعقلك رسالة تقول: "أنا أرى جهودي، وأحترمها". هذه الرسالة تغذي احترام الذات وتقلل من جلد الذات المستمر.

 

2. الإنجازات الصغيرة تصنع سجلًا من الأدلة

كل خطوة صغيرة تنجحين فيها، تصبح دليلًا داخليًا على أنكِ قادرة. هذا السجل يصبح مرجعًا نفسيًا في الأوقات الصعبة. عندما تضعفين، تتذكرين: "لقد أنجزت كثيرًا بالفعل".

 

3. محفز طبيعي للاستمرار

الاحتفال بكل خطوة يشعل فيكِ الحماس للمواصلة. على العكس، تجاهل الإنجازات الصغيرة يجعلكِ تشعرين أن المجهود لا يُجدي، فتتوقفين عن المحاولة.

 

ثالثًا: لماذا نقلل من أنفسنا؟ الأسباب النفسية والاجتماعية

المقارنات الدائمة: وسائل التواصل الاجتماعي تصوّر النجاح وكأنه لحظة واحدة ضخمة، دون أن تري خلف الكواليس.

التربية والتنشئة: البعض تربّى على ثقافة "لا تمدحي نفسكِ"، أو "الإنجاز واجب لا يُشكر عليه".

الخوف من الاتهام بالغرور: كثير من النساء يخفين فخرهن بأنفسهن حتى لا يُنتقدن.

التقليل الذاتي المعتاد: عادة عقلية نكتسبها بمرور الوقت، تجعلنا نميل لرؤية النقص بدل التقدير.

 

رابعًا: الاحتفاء بالإنجازات الصغيرة… مهارة يمكن تعلمها

 

1. اكتبي "سجل إنجازاتكِ اليومية"

احتفظي بدفتر أو تطبيق صغير تسجلين فيه كل ما أنجزتِه مهما بدا بسيطًا. ستفاجئين بعد أسبوع بكمّ التقدم الذي أحرزتِه.

 

2. احترمي مجهودكِ كما تحترمين غيركِ

توقفي عن عبارة: "لم أفعل شيئًا اليوم". إن كنتِ قد رتبتِ سريركِ أو اعتنيتِ بنفسكِ أو تجاوزتِ نوبة قلق… فأنتِ فعلتِ الكثير.

 

3. مارسي "الامتنان الذاتي"

كل مساء، احرصي على ذكر شيء واحد فعلتِه لنفسكِ تستحقين أن تشكري نفسكِ عليه.

 

4. استبدلي النقد بالتشجيع

بدلاً من قول "كان بإمكاني أن أفعل أكثر"، قولي "أنا فخورة بما فعلتُه اليوم، وغدًا سأُكمل الطريق".

 

خامسًا: كيف يؤثر هذا الاحتفاء على تحقيق الأهداف الكبيرة؟

 

1. يخلق مسارًا متماسكًا

حين تقسّمين الهدف الكبير إلى خطوات صغيرة وتحتفين بكل خطوة، يصبح الوصول للهدف أمرًا واقعيًا لا حلمًا بعيدًا.

 

2. يزيد من الانضباط الذاتي

عندما ترين أثر الخطوات الصغيرة، يصبح لديكِ دافع ذاتي للاستمرار بدون الحاجة لمحفزات خارجية.

 

3. يقلل من التوتر والضغط

بدلًا من الشعور بالذنب لأن الهدف لم يُنجز، تشعرين بالسلام لأنكِ في الطريق.

 

4. يحميكِ من الانسحاب

كثير من النساء يتوقفن عن السعي لأن الطريق يبدو طويلاً، لكن عندما تحتفين بكل محطة، يتحول الطريق إلى رحلة ممتعة.

 

سادسًا: نماذج حية... كيف تصنع الخطوات الصغيرة الفرق؟

- ريم: أم لطفلين بدأت بـ10 دقائق رياضة يوميًا

ريم لم تستطع تخصيص ساعة كاملة للتمارين، لكنها قررت أن تبدأ بـ10 دقائق فقط كل صباح. بعد شهر، لاحظت فرقًا في طاقتها ونشاطها. اليوم، تمارس نصف ساعة يوميًا وتشعر بالفخر بدلًا من الذنب.

- داليا: شابة عانت من القلق الاجتماعي

بدأت بقول "مرحبًا" فقط في الاجتماعات، ثم شاركت بتعليق بسيط، واليوم تقود فريقًا في عملها. احتفاؤها بكل خطوة ساعدها على تجاوز الخوف.

 

سابعًا: خطوات عملية لتدريب نفسكِ على هذا الفن

1. اكتبي إنجازاتكِ كل أسبوع في ورقة وعلقيها في غرفتكِ.

2. خصصي مكافأة بسيطة لكل مرحلة: فنجان قهوة، مشوار مفضل، جلسة استرخاء.

3. شاركي إنجازاتكِ مع صديقة تشجعكِ، ولا تستخفي بها.

4. توقفي عن مقارنة بدايتكِ بمنتصف طريق غيركِ.

5. كرري لنفسكِ: "أنا أستحق التقدير ولو لخطوة واحدة".

 

توقفي عن الانتظار… وابدئي بالاحتفاء

في كل مرة تنجحين فيها بخطوة صغيرة، تكونين قد اقتربتِ أكثر من حلمكِ. لا تهملي هذه الخطوات، ولا تقللي من نفسكِ. فالنجاح ليس صورة كبيرة في نهاية الطريق، بل هو تفاصيل صغيرة تمشينها بإصرار كل يوم.

احتفي بنفسكِ، أيتها المرأة القوية، فأنتِ تستحقين. ليس لأنكِ وصلتِ، بل لأنكِ تسعين…

ذات صلة

هذه الأشياء ستجعلك بارعة في تكوين العادات الجيدة

هذه الأشياء ستجعلك بارعة في تكوين العادات الجيدة

ركزي على خلق عادات أكثر صحة وإنتاجية، ركزي على عادة واحدة أو اثنتين في كل مرة وامنحي نفسك وقتًا كافيًا لإعادة برمجة سلوكياتك التلقائية

لا تمارسي الرياضة في هذا التوقيت أبدًا

لا تمارسي الرياضة في هذا التوقيت أبدًا

يتطلب النوم مثل أي عملية جسدية أخرى اهتمامنا لأنه جزء مهم جدًا من حياتنا وتذكري الاهتمام بصحتك عادة حميدة لا تتخلي عنها!

7 طرق لتوفير المال رغم الظروف الاقتصادية الخانقة

7 طرق لتوفير المال رغم الظروف الاقتصادية الخانقة

نصيحة ستوفري الكثير من الأموال عن طريق إجراء القليل من أبحاث السوق حول القروض والوكالات والتأمين وغير ذلك، وغالبًا ما يكون شراء السيارات المستعملة بدلاً من الجديدة أكثر اقتصادًا.

923

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

حتى لا تكوني ضحية للـ التلاعب النفسي ممن حولك افعلي التالي

تطوير الذات

حتى لا تكوني ضحية للـ التلاعب النفسي ممن حولك افعلي التالي

يحدث التلاعب النفسي عندما يتم استخدام شخص لصالح شخص آخر، حيث يتسبب المتلاعب عمداً في اختلال توازن القوة للضحية ويستغلها لخدمة أجندته

آداب وإتكيت الاعتذار

تطوير الذات

آداب وإتكيت الاعتذار

نصيحة الاعتذار سريعًا، عندما يشعر الشخص بأنه تسبّب بحدوث سوء تفاهم أو خطأ ما، وذلك عن طريقة كلمة "آسف(ة)"، متبوعة بابتسامة. ففي معظم الأحيان تحلّ هذه الكلمة المشكلات.

أنا متوترة ولا أستطيع أن أنجز أي شيء! ماذا أفعل؟!

تطوير الذات

أنا متوترة ولا أستطيع أن أنجز أي شيء! ماذا أفعل؟!

العقل غير المنظم عادةً ما تكون معه بيئة غير منظم والعكس صحيح، في كثير من الأحيان نشعر بالإرهاق وعدم الإنتاجية لمجرد أن كل ما يمكننا رؤيته هو

Powered by Madar Software