التشوهات الخلقية هي تغيّرات غير طبيعية في النمو تحدث خلال تطوّر الجنين، ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات على أي جزء من جسم الطفل، كما يمكن للطبيب معرفة بعض اسباب تشوهات الجنين، واكتشافها خلال الحمل، أو بعد ولادة الطفل، أو لاحقًا خلال حياة الطفل، وغالبًا ما يتم تشخيص التشوه الخَلقي في السنة الأولى من حياة الطفل.
رغم أن بعض التشوهات الخلقية قد تُهدد الحياة، إلا أن تأثيرها على حياة الطفل يختلف تبعًا للتشخيص، فبعضها يغيّر مظهر الطفل فقط، بينما يؤثر البعض الآخر على تفكيره أو حركته.
فكل كروموسوم يحتوي على آلاف الجينات التي تتحكم في تطوّر أو وظيفة جزء معين من الجسم، وعندما يكون هناك خلل في عدد الكروموسومات، تتلقى الخلايا تعليمات مشوشة.
ومن أمثلة ذلك:
بعض التشوهات موروثة، بينما تحدث أخرى عشوائيًا دون تاريخ عائلي.
بعض الأدوية قد تؤثر سلبًا على تطوّر الجنين وتسبب تشوهات، منها:
استشيري طبيبكِ دائمًا بشأن الأدوية والمكملات التي تتناولينها، ولا توقفي أي دواء بدون استشارة طبية.
بعض المواد الموجودة في البيئة قد تُؤثر على الجنين، مثل:
التشوهات كانت شائعة في مناطق استخدمت مبيدات ضارة، مثل مادة Agent Orange المستخدمة في فيتنام بين عامي 1962 و1971.
قد تؤدي بعض مضاعفات الحمل إلى تشوهات، مثل:
استشيري طبيبكِ بشأن طرق الوقاية من هذه المضاعفات.
عوامل الخطر
تشمل العوامل التي تزيد من خطر ولادة طفل مصاب بتشوه خلقي:
الحمل ليس مجرد رحلة بيولوجية فحسب، بل هو أيضًا رحلة نفسية عميقة، تعيش فيها المرأة تقلبات عاطفية حادة، بين فرح وترقّب، وقلق وخوف.
لكن عندما تخرج هذه المشاعر عن نطاقها الطبيعي، وتتحوّل إلى توتر مزمن أو اكتئاب أو قلق حادّ، فإن آثارها لا تقتصر على الأم فقط، بل تمتد لتطال الجنين أيضًا... بشكل قد لا تتوقّعينه.
الإجابة: نعم، وبشكل موثق علميًا.
تشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أن الصحة النفسية السيئة للأم خلال الحمل قد ترتبط بارتفاع خطر الإصابة بتشوهات خلقية أو مشكلات في النمو العصبي لدى الجنين.
وللأسف عند تعرّض الأم لضغط نفسي مزمن، يحدث لها خلل في الهرمونات، فحين تعيش المرأة تحت وطأة التوتر والقلق، يبدأ جسمها بإفراز كميات كبيرة من هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر).
هذا الهرمون يعبر المشيمة بسهولة ويصل إلى الجنين، خاصة في المراحل المبكرة من الحمل، وقد يؤدي إلى:
في دراسة منشورة في مجلة Journal of Neuroscience وجدت أن المستويات المرتفعة من الكورتيزول في الثلث الأول من الحمل، تؤثر على حجم الحُصين في دماغ الطفل (وهو المسؤول عن الذاكرة والعاطفة).
حتى لو وُلد الطفل سليمًا من حيث الشكل، إلا أن القلق أو الاكتئاب غير المعالَجَين خلال الحمل قد يتركان بصمات طويلة الأمد على:
وفقًا لدراسة أجراها National Institutes of Health (NIH)، فإن الأطفال المولودين لأمهات عانين من اكتئاب شديد خلال الحمل أظهروا لاحقًا معدلات أعلى من اضطرابات القلق والمزاج مقارنةً بأقرانهم.
رغم أن التشوهات الخلقية ترتبط غالبًا بعوامل جينية أو بيئية، إلا أن بعض الأبحاث الحديثة تلمّح إلى وجود صلة بين الضغط النفسي الشديد في الأشهر الأولى من الحمل وزيادة احتمالية حدوث اضطرابات بنيوية أو وظيفية.
في دراسة دنماركية شملت أكثر من 80 ألف امرأة، لوحظ أن التوتر النفسي المرتفع في الثلث الأول من الحمل ارتبط بشكل طفيف بزيادة خطر الإصابة بتشوهات خلقية في القلب.
كما أشارت دراسة من جامعة كاليفورنيا إلى أن النساء اللواتي عانين من صدمات نفسية (مثل فقدان أحد المقربين أو التعرض لعنف) خلال الحمل، كُنّ أكثر عرضة لإنجاب أطفال يعانون من انخفاض الوزن، أو ولادة مبكرة، وهي عوامل بدورها مرتبطة بزيادة خطر التشوهات أو مشكلات النمو.
الوقاية من التوتر لا تقل أهمية عن تجنّب التدخين أو السموم، لذا إليكِ بعض النصائح التي يُوصي بها الأطباء النفسيون وخبراء الحمل:
1. تحدثي عن مشاعركِ: لا تحملي همومكِ وحدكِ، بل عبّري عمّا يزعجكِ لزوجكِ، أو لصديقة موثوقة، أو لطبيبة نفسية.
2. مارسي الرياضة الخفيفة: المشي، أو تمارين التنفس العميق تساعد على تقليل الكورتيزول.
3. قلّلي من الأخبار والمنبهات: تجنّبي متابعة الأخبار المزعجة أو الإفراط في تصفّح وسائل التواصل الاجتماعي.
4. احرصي على النوم الجيد: النوم غير الكافي يزيد من حدّة التوتر والقلق.
5. خصصي وقتًا للراحة الذهنية: التأمل، الذكر، القراءة، أو الاستماع إلى القرآن، كلها مصادر راحة داخلية.
6. اطلبي المساعدة الطبية عند الحاجة: إذا شعرتِ أن الحزن أو القلق يسيطران عليكِ، لا تترددي في زيارة طبيب نفسي مختص في الصحة النفسية أثناء الحمل، فهناك علاجات آمنة.
اعلمي أنتِ لستِ وحدكِ... ومن الطبيعي أن تشعري بالقلق أو الخوف في بعض أيام الحمل، لكن لا تسمحي لتلك المشاعر أن تتحوّل إلى سجن يومي.
سلامكِ النفسي هو غذاء لطفلكِ، وهدوؤكِ هو رسالته الأولى عن العالم.
حافظي على قلبكِ دافئًا، فكلماتكِ، وأفكاركِ، وحتى نبضاتكِ... تُشكّل ملامح طفلكِ القادم.
خلال الحمل، يمكنكِ اختيار الخضوع لفحوصات تحري للتشوهات الخلقية والحالات الجينية من خلال التصوير بالموجات فوق الصوتية أو فحوصات الدم.
إذا أظهر التحري نتائج غير طبيعية، يتم إجراء فحوصات تشخيصية أكثر دقة، خاصة في حالات الحمل عالية الخطورة، مثل:
قد يتم تشخيص بعض التشوهات بعد الولادة مباشرة (مثل الشفة الأرنبية)، بينما تُشخّص حالات أخرى لاحقًا خلال الطفولة أو البلوغ.
يعتمد العلاج على نوع التشوه، ويركّز على التخفيف من الأعراض أو إصلاح التشوه البنيوي، وقد يشمل:
ليست كل اسباب تشوهات الجنين قابلة للوقاية، لكن المؤكد أن كثيرًا منها يرتبط بأخطاء شائعة يمكن تلافيها، وقد تقع بعض النساء في هذه الأخطاء دون إدراك مدى خطورتها، مما يزيد من احتمال إصابة الجنين بمشكلات بنيوية أو وظيفية منذ الأسابيع الأولى للحمل.
إليكِ أبرز هذه الأخطاء التي ينبغي تفاديها:
الخطأ: عدم البدء في تناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل أو الاكتفاء بالغذاء فقط.
النتيجة: زيادة احتمال إصابة الجنين بتشوهات الأنبوب العصبي مثل الصلب المشقوق أو انعدام الدماغ.
التصحيح: تناولي 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا على الأقل قبل الحمل بشهر واحد، وواصلي تناوله طوال فترة الحمل.
الخطأ: الدخول في الحمل دون إجراء فحص طبي شامل أو مناقشة خطة علاجية مع الطبيب.
النتيجة: احتمالية الاستمرار في استخدام أدوية غير مناسبة للحمل، أو تفويت لقاحات ضرورية مثل لقاح الحصبة الألمانية الذي يجب أخذه قبل الحمل بفترة.
التصحيح: زوري طبيبكِ قبل الحمل لتقييم صحتكِ، والتأكد من سلامة الأدوية واللقاحات.
الخطأ: الحمل في حالة سمنة مفرطة أو نقص شديد في الوزن.
النتيجة: ارتفاع خطر حدوث مضاعفات في الحمل، وتزايد احتمالية التشوهات الخلقية، خاصة في القلب والجهاز العصبي.
التصحيح: اعتمدي نظامًا غذائيًا متوازنًا مع نشاط بدني معتدل للحفاظ على وزن صحي قبل وأثناء الحمل.
الخطأ: التدخين ظنًا أن "كمية قليلة" لا تضر، أو التهاون مع بعض المواد المنبهة.
النتيجة: قد يؤدي ذلك إلىاضطرابات في الدماغ، أو تشوهات في الوجه والأطراف.
التصحيح: امتنعي تمامًا عن التدخين وأي مواد مخدّرة أو منبهة طيلة فترة الحمل.
الخطأ: العمل في أماكن تحتوي على مواد كيميائية دون اتخاذ احتياطات، أو تنظيف المنزل باستخدام منتجات قوية دون تهوية.
النتيجة: قد تنتقل السموم من الجلد أو الشعر أو الملابس إلى جسم الحامل، وتؤثر على الجنين، وتسبب تشوهات مثل العيوب القلبية أو الدماغية.
التصحيح: ارتدي القفازات، واستخدمي كمامة، وقومي بتهوّية المكان جيدًا، واطلبي تحويلكِ إلى مهام أكثر أمانًا إن كنتِ تعملين في بيئة عالية الخطورة.
الخطأ: عدم تلقي اللقاحات التي يوصي بها الأطباء قبل الحمل أو أثناءه، خاصة لقاح الحصبة الألمانية أو السعال الديكي.
النتيجة: الإصابة بعدوى قد تبدو بسيطة لكنها تسبب تشوهات خطيرة في القلب أو السمع أو الرؤية عند الجنين.
التصحيح: تأكدي من تلقي جميع اللقاحات الموصى بها، وناقشي جدول التطعيمات مع طبيبكِ.
الخطأ: إهمال متابعة الحمل وعدم إجراء التحاليل والموجات فوق الصوتية في مواعيدها.
النتيجة: تفويت فرصة الكشف المبكر عن أية مؤشرات على وجود تشوه خلقي أو خلل في النمو.
التصحيح: التزمي بمواعيد متابعة الحمل، وأجري الفحوصات الدورية بانتظام.
الخطأ: الاستمرار في استخدام بعض أدوية الأمراض المزمنة أو النفسية دون مراجعة الطبيب.
النتيجة: بعض الأدوية مثل حمض الفالبرويك أو الوارفارين قد تسبب تشوهات شديدة في أعضاء الجنين.
التصحيح: ناقشي مع طبيبكِ خطة تغيير الأدوية قبل الحمل، ولا تتوقفي عن أي دواء دون استشارة.
هدى كانت امرأة عاملة، تنشغل طوال الأسبوع بين البيت والعمل، وعندما حملت، شعرت بأنها بخير، فاعتقدت أن لا حاجة لمراجعة الطبيب بانتظام، خصوصًا أن حملها بدا طبيعيًا في البداية.
لكن مع دخولها الشهر السابع، بدأت تشعر بحركة ضعيفة للجنين، تجاهلت الأمر ظنًّا منها أن الطفل ينام كثيرًا، ولمّا ذهبت للطبيب أخيرًا، اكتشف أن الجنين يعاني من تشوه قلبي حاد بسبب نقص الأكسجين نتيجة قلة السائل الأمنيوسي.
تقول هدى:"لو أنني انتبهت مبكرًا، لكان بإمكان الأطباء التدخل.
اليوم، يعيش طفلي على أجهزة دعم الحياة... وأنا أحمل هذا الندم في قلبي كل يوم".
نورا كانت تُعاني من اكتئاب مزمن، وعندما حملت، توقفت عن تناول دوائها فجأة خوفًا على الجنين، دون الرجوع للطبيب، ثم لم تمضِ أيام حتى بدأت تشعر بتعب نفسي كبير، وانهارت حالتها.
ازداد توترها إلى حد أنها فقدت السيطرة على أعصابها، وبدأت تفقد شهيتها وتفكر بسوداوية.
وفي نهاية الشهر الثالث، تعرّضت لإجهاض مؤلم، نتيجة اضطراب جسدي ونفسي حاد سبّبه الانقطاع المفاجئ عن العلاج.
تقول نورا اليوم:"لو كنت أعلم أن هناك بدائل آمنة للحامل، لما تصرّفت من تلقاء نفسي.
نصيحتي لكل أم: لا تتخذي قرارًا بشأن الدواء دون طبيبك".
خلال حملها الأول، أصيبت سعاد بنزلة برد، فنصحتها جارتها بخلطة من الأعشاب القوية، من بينها عرق السوس وزيت المرمرية، شربت منها يوميًا لعدة أيام... وبعدها شعرت بتقلصات مبكرة.
نُقلت سعاد إلى المستشفى، وهناك تبيّن أن بعض المكونات التي تناولتها تسبب انقباضات في الرحم، ما أدى إلى ولادة مبكرة، ودخول طفلها للحضّانة لمدة شهر.
تقول سعاد:"كنت أظن أن الأعشاب لا تضر... لكني اكتشفت أن بعضها أقوى من الدواء.
واليوم، لا أضع في فمي شيئًا إلا بعد سؤال الطبيب".
إيمان تزوجت قريبها، وكان في عائلتهما حالات تشوه خلقية سابقة، لكنها لم تُعِر الأمر اهتمامًا.
لم تجرِ أي فحوصات جينية قبل الحمل، وقالت لنفسها: "كل شيء سيكون بخير إن شاء الله".
لكن في الشهر الخامس، أظهر التصوير وجود تشوهات في الدماغ والجهاز العصبي.
وبعد تحاليل دقيقة، تبيّن أن هناك خللًا جينيًا متنحيًا كان من الممكن اكتشافه قبل الحمل.
تقول إيمان: "أدركت بعد فوات الأوان أن الاستشارة الوراثية ليست رفاهية... بل ضرورة في بعض الحالات، لو رجع بي الزمن، لذهبت فورًا".
منى لا تدخن، لكنها تعيش مع زوج مدخّن لا يترك السيجارة حتى داخل غرفة النوم.
حملت بمنتهى الفرحة، لكنها بدأت تعاني من صداع دائم وضيق تنفس.
عند زيارة الطبيب، تبيّن أن الجنين يعاني من نقص الوزن وتشوّه بسيط في سقف الفم نتيجة تعرضه المتكرر لدخان التبغ في الجو.
تقول منى: "ظن زوجي أن التدخين السلبي لا يؤثر... لكنه لم يكن يعرف أن الدخان يصل إلى رئتيّ صغيرتين لم تتنفّسا بعد.
اليوم، هو أول من يطالب الناس بالامتناع عن التدخين قرب الحامل".
تمامًا كما في قصة "أمينة"، ريهام كانت ترى أن المكملات الغذائية مجرّد مبالغة، واكتفت بطعامها فقط. في بداية الحمل، لم تلتزم بتناول حمض الفوليك رغم توصية الطبيب.
بعد الولادة، اكتشفوا أن طفلها مصاب بتشوه في العمود الفقري كان يمكن الوقاية منه بنسبة عالية جدًا لو تناولت المكمل في الوقت المناسب.
تقول ريهام: "كنت أظن أنني آكل جيدًا، فلم أحتج للمكملات.
اليوم، كلما رأيت طفلي يتألم من جلسات العلاج الطبيعي، شعرت أنني من سبّبت له هذا الألم دون قصد".
إذا لاحظتِ أي علامات مقلقة على طفلكِ، خصوصًا تأخرًا في التطوّر أو أعراضًا غير مألوفة، توجّهي إلى الطبيب فورًا.
متى يجب الذهاب إلى الطوارئ؟
اذهبي إلى قسم الطوارئ إذا ظهرت على الطفل أي من العلامات التالية:
أسئلة يُنصح بطرحها على الطبيب:
كل أم تطمح أن ترى طفلها سليمًا معافى، وهذه الطموحات تبدأ بخطوات صغيرة وواعية، قد لا يمكننا منع جميع اسباب تشوهات الجنين، لكننا بالتأكيد نستطيع تقليل خطرها بشكل كبير من خلال تصحيح هذه الأخطاء.
اعتني بنفسكِ... فأنتِ البيئة الأولى التي ينمو فيها قلب صغير وحلم كبير.
20 علامة تدل على الحمل بولد
الاستمتاع بمحاولة تخمين جنس الجنين، لما في ذلك من متعة وتشويق خلال فترة الانتظار! فاستمتعي بالتخمين، وإليكِ 20 علامة تدل على الحمل بولد
اكتشفي افضل وضعية لممارسة العلاقة الحميمة أثناء الحمل
تتساءل الحوامل عن العلاقة الحميمة أثناء الحمل وما إذا كانت وضعية الجنس تؤثر على سلامة الجنين أو عدد مرات الجماع، وهل يمكن الاكتفاء بـ المداعبة بين الزوجين
تجنبي هذا الشعور في كل مراحل الحمل
خلال مراحل الحمل، قد تشعرين وكأنكِ لا تستطيعين النهوض في الصباح، أو لا يمكنكِ الانتظار للوصول إلى الفراش بمجرد العودة إلى المنزل مساءً