على الرغم من أن معظم خبراء الرعاية الصحية يوصون بالانتظار من أربعة إلى ستة أسابيع لمعاودة الجماع بعد الولادة، ما يمنحكِ الوقت اللازم للتعافي بعد الولادة أو الجراحة، لكن الواقع أنه وسط الرضاعة الطبيعية الليلية المتكررة وتغيير الحفاضات في الصباح الباكر، قد تكون العلاقة الحميمة آخر ما يخطر في بالكِ ! فجسدكِ يمر بالكثير من التغيرات خلال هذه الفترة، بما في ذلك التغيرات التي تُحدثها الرضاعة الطبيعية.

بعض النساء يشعرن بأن الاهتمام الإضافي بالثديين، بالإضافة إلى شكلهما الممتلئ، يجعلهن أقل جاذبية، بينما تشعر أخريات بمزيد من الجاذبية، وكل هذه المشاعر طبيعية تمامًا.

الألم أثناء العلاقة الحميمة بعد الولادة أكثر شيوعًا مما تظنين

كشفت دراسة حديثة أن 90% من النساء عانين من الألم في أول مرة يقمن فيها بالعلاقة الحميمة بعد الولادة، وكانت هذه النسبة متساوية تقريبًا بين من أنجبن ولادة طبيعية أو قيصرية.

والمفاجأة؟

أن 25% من النساء أكّدن استمرار الألم أثناء العلاقة حتى بعد مرور 18 شهرًا من الولادة! ورغم أن الأمر شائع، إلا أن الحل ممكن، شرط التشخيص المبكر والدقيق لأسباب الألم والانزعاج.

6 أشياء يجب أن تعرفيها عن العلاقة الحميمة بعد الولادة

1. فترة الستة أسابيع بعد الولادة ليست قاعدة ثابتة

جزء من الرعاية الروتينية بعد الولادة هو زيارة بعد ستة أسابيع من الولادة، حيث يعتقد الكثيرون أن هذا الموعد يمثل الإذن باستئناف العلاقة الحميمة، لكن الحقيقة أنه لا يوجد دليل طبي يدعم الانتظار ستة أسابيع !

فقط قبل استئناف العلاقة الكاملة، ينبغي أن تتحقق هذه الشروط الثلاثة:

1. توقّف النزيف.
2. غياب الألم.
3. شعوركِ بالرغبة.

وقد تختلف هذه المعايير من امرأة لأخرى، وهذا أمر طبيعي.

2. الاستعداد الجسدي والعاطفي والذهني يختلف

خلال موعد المتابعة بعد الولادة، قد تُجري القابلة فحصًا داخليًا، والهدف لا يقتصر فقط على التحقق من التعافي العضوي، بل أيضًا من الألم.

فإذا لم تشعري بالألم بعد هذا الفحص، فقد يمثل ذلك مؤشرًا على استعدادكِ الجسدي لاستئناف العلاقة، لكن حتى لو كان جسدكِ مستعدًا، قد يحتاج عقلكِ أو قلبكِ إلى وقت أطول، وهذا طبيعي ولا يستوجب الإحساس بالذنب.

3. انخفاض الرغبة الجنسية أمر شائع

بغضّ النظر عن نوع الولادة التي خضعتِ لها، فإن الرغبة الجنسية قد تتضاءل خلال مرحلة ما بعد الولادة؛ فالتوتر، قلة النوم، والتغيرات الهرمونية تجعل من الصعب التكيّف مع حياة الأمومة.

وقد تؤثر الصحة النفسية على الرغبة الجنسية أيضًا، سواء كنتِ تعانين من اكتئاب ما بعد الولادة، أو كان لديكِ تاريخ نفسي سابق.

كما أن التغيرات الجسدية تُعتبر عاملًا مؤثرًا؛ فبطنكِ وثدياكِ قد يبدوان مختلفين تمامًا بعد الحمل والولادة والإرضاع.

إحدى الأمهات قالت إنها كانت تتخيل نفسها أثناء الحمل أماً جذابة ومثالية، ولكنها شعرت لاحقًا بأن مشاعرها السلبية تجاه جسدها أثرت سلبًا على رغبتهاظن كما أن الأعضاء الجنسية قد تبدو وتشعر بشكل مختلف بعد الولادة، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لفهم هذه التغيرات.

4. الألم له أسباب متنوعة

الألم أثناء العلاقة يمكن أن يحدث بعد أي نوع من الولادة، وأحد أكثر الأسباب شيوعًا هو جفاف المهبل الناتج عن التغيرات الهرمونية.

فانخفاض الإستروجين أمر طبيعي لمدة شهرين بعد الولادة، وقد يستمر لفترة أطول في حالة الرضاعة الطبيعية، مما يسبب الجفاف، والضيق، والحساسية.

وبعيدًا عن الهرمونات، قد يكون السبب وراء الألم وجود جروح لا تزال تلتئم أو ندوب غير مرنة.

5. التواصل هو المفتاح

بعض النساء عبّرن عن خوفهن من أن يكنّ قد خيّبن آمال أزواجهن بسبب الألم أثناء العلاقة، لكن عليكِ أن تعرفي أن الألم لا يعني وجود خطأ بكِ، بل إن جسدكِ يحتاج إلى وقت للتعافي.

الكثير من الناس لا يتوقّعون أن تكون العلاقة بعد الولادة مؤلمة، خاصةً إذا كانت الولادة طبيعية ولم تتضمن تمزقات.

على الزوج ألا يضغط على الأم لاستئناف العلاقة الكاملة، وبدلاً من ذلك يمكن استكشاف طرق بديلة للحميمية الجسدية والعاطفية.

وعندما تكونين مستعدة، خذا الأمور ببطء، وكوني صريحة في التعبير عن شعوركِ.

6. لا تترددي في طلب المساعدة المتخصصة

بالنسبة لبعض النساء، قد يستغرق الأمر حتى ستة أشهر للشعور بالرغبة والراحة الجسدية أثناء العلاقة، ومهما كانت المدة الزمنية، سواء مرّت ستة أشهر أو أقل، من حقكِ طلب المساعدة إذا واجهتِ صعوبة.

فأفضل وقت للتحدث مع الطبيب هو عندما تشعرين أن ما تمرّين به يؤثر سلبًا على حياتكِ، فإذا كنتِ تعانين من ألم مزمن أثناء العلاقة، أو انخفاض شديد في الرغبة، فتحدثي مع طبيبكِ فورًا.

أسباب الألم أثناء العلاقة الحميمة بعد الولادة

العلاقة الحميمة غير المريحة تُعتبر شائعة إلى حد كبير بعد الولادة، ولها أسباب متعددة:

• المخاض والولادة

التمزقات المهبلية أو العجانية، وشقوق العجان (الشق الجراحي)، وجروح العملية القيصرية، وأماكن انفصال المشيمة عن الرحم، جميعها تحتاج إلى وقت للتعافي.

وبشكل عام، يُنصح بالانتظار ستة أسابيع على الأقل قبل معاودة العلاقة الحميمة، لتجنّب الألم بعد الولادة، ويمكن لطبيب النساء والتوليد أن يُطلعكِ على مدى تعافيكِ خلال فحص ما بعد الولادة.

كيف تسرّعين عملية الشفاء؟

يمكنكِ ممارسة تمارين التمدد اللطيف أو التدليك الذاتي للمنطقة، أو استشارة أخصائية علاج طبيعي متخصصة في صحة قاع الحوض للمساعدة في تخفيف الحساسية وتحضير الأنسجة للتمدد أثناء العلاقة.

كما يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية أو الليزر الخفيف على منطقة العجان لتليين الأنسجة المتليفة وتحفيز تدفق الدم للمساعدة في الشفاء، وكل ذلك دون ألم.

• تعافي عضلات قاع الحوض

قد تشعرين باختلاف في العلاقة الحميمة بعد الولادة، نظرًا لأن الحمل والولادة قد يؤدّيان إلى تمدد أو إصابة في عضلات قاع الحوض، ويمكن أن تساعد تمارين قاع الحوض والعلاج الطبيعي في إصلاح هذه الأنسجة الحيوية.

كيف نعالج الأمر؟

للأسف، نتيجة التركيز الدائم على تقوية قاع الحوض، قد تزيد النساء الأمر سوءًا بممارسة تمارين الانقباض دون أي استرخاء حقيقي.

الحل هو تمارين "الاسترخاء" أو ما يعرف بـ "كيجل العكسي"، والتي تتضمن تقنيات التنفس واليقظة الذهنية لتعليم الجسم العودة إلى حالته الطبيعية من الاسترخاء.

لهذا من المهم جدًا أن تخضع الأم الجديدة لفحص فردي لتقييم حالة عضلات الحوض إذا كانت تعاني من ألم أثناء العلاقة؛ فالعضلات المتوترة ليست بالضرورة قوية، بل مرهقة ومجهدة وقد تسبب أعراضًا أخرى مثل سلس البول.

الوصفات الجاهزة لتمارين كيجل أو تمارين البطن والبيلاتس قد تزيد الحالة سوءًا، لذا لا تترددي في طلب المساعدة.

أسباب ألم العلاقة الحميمة أثناء الرضاعة الطبيعية

خلال الرضاعة، يُنتج جسدكِ كمية أقل من هرمون الإستروجين، وهو هرمون أساسي للإثارة والترطيب الطبيعي للمهبل، ومع انخفاض هذا الهرمون، قد تلاحظين أن الاستثارة تحتاج وقتًا أطول، وأن المهبل جاف جدًا لاختراق مريح.

كذلك، قد تشعرين بألم في الحلمتين بسبب الرضاعة؛ فالمص المستمر من طفلكِ قد يجعل الجلد حساسًا؛ لذا إذا كنتِ غير مرتاحة للمس ثدييكِ خلال العلاقة، تحدّثي معه مسبقًا.

كيف تتعاملين مع هذا الأمر؟

الاستراتيجية الأهم هنا هي إدراك أن ما تمرين به طبيعي تمامًا، خذي وقتكِ في المداعبة، واستخدام المزلقات بشكل استباقي، لكن انتبهي: معظم المزلقات الموجودة في الأسواق تحتوي على مواد كيميائية ومكوّن الجليسرين، الذي قد يفاقم الجفاف؛ لذا احرصي على اختيار مزلق عالي الجودة لا يسبب تهيّجًا إضافيًا للأنسجة الحساسة.

كيفية تقليل الألم أثناء العلاقة بعد الولادة

كما هو الحال مع الألم أثناء العلاقة في الحمل، هناك طرق ذكية لتخفيف الجفاف أو الانزعاج بعد الولادة.

إليكِ كيف تتعاملين مع هذا:

• استخدمي المزلقات: تنخفض مستويات الإستروجين بعد الولادة وأثناء الرضاعة، فلا تتخلي عن المزلقات أو مرطبات المهبل التي ربما استخدمتها في الحمل، فهي تخفف من الجفاف والتهيّج الذي قد يسبب الألم.
• فكّري في العلاج الهرموني: إذا استمر الجفاف والانزعاج رغم استخدام المزلقات، تحدّثي مع طبيبكِ حول استخدام كريم الإستروجين الموضعي، خاصة إذا كنتِ تُرضعين.
• استعدّي مسبقًا: هيّئي جسدكِ للراحة عبر إفراغ المثانة قبل العلاقة، ويمكنكِ تناول مسكّن خفيف بدون وصفة لتخفيف الانزعاج.
• قوّي قاع الحوض: تحدّثي مع طبيبكِ عن تمارين قاع الحوض مثل تمارين كيجل، التي تُقوّي هذه المنطقة وتجعل العلاقة أكثر راحة ومتعة؛ فتمارين كيجل يمكنها أن تُحدث فرقًا حقيقيًا، ويمكنكِ البدء بها فورًا بعد الولادة.

مثل كثير من التغيرات الجسدية خلال الحمل وبعد الولادة، فإن الألم الذي تشعرين به يكون مؤقتًا غالبًا، فلا تترددي في طرح أي سؤال على طبيبكِ بخصوص الألم أثناء العلاقة بعد الولادة، لتجدي الحل المناسب وتعودي للاستمتاع بالحميمية مجددًا.

هل تؤثر الرضاعة الطبيعية على الرغبة الجنسية؟

نعم، تؤثر الرضاعة الطبيعية على الرغبة الجنسية؛ فقد أظهرت نتائج دراسة أجريت عام 2005 أن النساء اللاتي يُرضعن أطفالهن كنّ أكثر ميلًا لتأجيل العودة لممارسة العلاقة الجنسية بعد الولادة مقارنةً بالنساء اللاتي لم يُرضعن.

لماذا تنخفض الرغبة الجنسية أثناء الرضاعة الطبيعية ؟

• ينخفض مستوى هرمون الإستروجين، بينما يرتفع مستوى هرموني البرولاكتين والأوكسيتوسين، وهذان الهرمونان لهما تأثيرات مختلفة تمامًا على الجسم، ويمكن لكل منهما أن يتداخل مع الرغبة الجنسية.
• قد يمنحكِ مزيج البرولاكتين المرتفع والأوكسيتوسين شعورًا عظيمًا بالرضا من الرضاعة الطبيعية؛ فحاجتكِ العاطفية والجسدية للحميمية قد تُشبع من خلال إرضاع صغيرك، ما يؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية لديكِ، حيث قد لا تشعرين بحاجة أو رغبة في طلب الحنان من زوجكِ.

لكن العكس ممكن أيضًا !

• فالهرمونات المرتفعة والتلامس الحسي يمكن أن يُعزّزا من رغبتكِ الجنسية، فالثديان منطقة مثيرة جنسيًّا، وقد تجدين نفسكِ أكثر قابلية للاستثارة بفضل هذه الهرمونات المتدفقة والإحساس المتزايد في جسدكِ.

إذا شعرتِ أن الرضاعة تؤثر على رغبتكِ الجنسية، فاعلمي أن هذا أمر طبيعي، فبين التغيرات الهرمونية والتغيرات في نمط الحياة بعد قدوم الطفل، قد تتأرجح الرغبة الجنسية لفترة، لكنها تعود إلى طبيعتها مع مرور الوقت.

هل العلاقة الحميمة تُسبب تسرب الحليب من الثدي؟

نعم، عليكِ أن تكوني مستعدة لاحتمالية تسرّب الحليب إذا كنتِ تُرضعين وتمارسين العلاقة الحميمة.

فخلال أيام قليلة من الولادة، يمتلئ الثدي بالحليب، ولمس الحلمتين أو فركهما يمكن أن يُطلق الحليب، بل قد يتسرّب الحليب أو يُرشّ أثناء الوصول للنشوة الجنسية.

إليكِ ثلاث طرق تساعدكِ على التعامل مع هذا الأمر:

• الإرضاع أو الشفط مسبقًا: إذا كان لديكِ وقت، حاولي تقليل كمية الحليب في الثديين قبل العلاقة؛ فهذا يقلل من خطر التسرّب.
• ارتداء حمالة صدر مبطنة بضمادات الرضاعة: يمكن لضمادات الرضاعة أن تمتص التسربات.
• الحديث مع الزوج مسبقًا: تحدّثي مع زوجكِ عن احتمال حدوث ذلك أثناء العلاقة؛ فإذا لم يزعجكما الأمر، فلا داعي للقلق، إنه أمر طبيعي تمامًا.

كيف تتحدثين مع زوجكِ عن العلاقة الحميمة؟

في هذه المرحلة الجديدة والمثيرة من حياتكما، من المهم أن تكوني منفتحة وصادقة مع زوجكِ، حيث يمكن للعلاقة بعد الولادة أن تكون ممتعة ومليئة بالرضا، ولكنها، مثل باقي التغييرات الجديدة في حياتكِ -كالإرضاع في الثالثة فجرًا وتغيير الحفاضات والجوارب الصغيرة- تحتاج إلى تعاون.

تحدثي عن العلاقة وكيف تشعرين حيالها، قد يكون الأمر محرجًا أو صعبًا، لكنه ليس كذلك بالضرورة.

إليكِ بعض النقاط التي تساعدكِ:

• كوني صادقة: عبّري عن مخاوفكِ وهواجسك، ستكونين زوجة أفضل وسيفهمكِ بشكل أعمق إذا كنتِ صادقة في التعبير عن مشاعركِ، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
• فكري فيما ترغبين به: اسألي نفسكِ ما الذي تحتاجينه فعليًا من العلاقة والحميمية حاليًا، فإذا لم تكوني ترغبين في العلاقة الكاملة، قولي ذلك، وإذا كان هناك شيء غير مريح، أعلني ذلك بوضوح، وكذلك استمعي لزوجكِ عندما يشارككِ مشاعره وتوقّعاته.
• احترمي جسدكِ: ستشعرين متى تكونين مستعدة للعلاقة من جديد، فإذا لم تكن في الوقت الذي تمنيته، فهذا لا بأس به، يمكنكما اكتشاف طرق بديلة للحميمية.
  وإذا كنتِ قلقة بشأن الألم أو الانزعاج، استشيري طبيبكِ.
• لا تتجنبي الأحاديث المحرجة: يمر جسدكِ بالكثير من التغيرات أثناء الحمل وبعد الولادة؛ فإذا لم تعد العلاقة ممتعة كما كانت (فالولادة قد تمدد العضلات)، تحدّثي عن تجربة وضعيات جديدة، ولا تفترضي أن الصمت أفضل.

أفكار إضافية للحميمية بعد الولادة

الحميمية ليست محصورة في العلاقة الكاملة؛ فإذا كنتِ وزوجكِ تبحثان عن طرق لإعادة التواصل والانخراط في الحميمية، فكّرا في هذه الطرق:

• اقضيا وقتًا معًا: قد تشعرين أنكِ لا تملكين دقيقة واحدة في يومك، بين الأطباق المتّسخة وزجاجات الحليب، لكن اجعلي قضاء الوقت مع زوجكِ أولوية؛ فهذا يعزز الإحساس بالتقدير، ويعيد إشعال شرارة الشغف.
• التقبيل والمداعبة: القبلة والمداعبة مع بقاء الملابس يمكن أن تعيد إليكِ شعور الإثارة، وتمهّد لأنشطة جنسية ممتعة مستقبلًا.
• اعتنيا ببعضكما: حين تنامين لساعات قليلة وتغطيكِ بقايا الحليب، قد لا تشعرين بأنكِ جذابة أو مرغوبة، أخبري زوجكِ باحتياجاتكِ ليتمكن من مساعدتكِ، فربما يكفي أن يحضن الطفل وأنتِ تستحمين، هذه اللفتات الصغيرة تصنع فرقًا كبيرًا في الإحساس بالحب والرغبة.
• اعتني بنفسكِ: قد تشعرين أن الانتقال من الأريكة إلى الحمام هو إنجاز بحد ذاته، لكن القليل من التمارين المعتدلة قد يُحسّن مزاجكِ كثيرًا، واعلمي أن العناية بالنفس تُعزّز صحتكِ النفسية، وجاذبيتكِ، وحماسكِ الجنسي.

هل الرضاعة الطبيعية وسيلة طبيعية لمنع الحمل؟

نعم، يمكن أن تكون الرضاعة الطبيعية وسيلة طبيعية لمنع الحمل، وتُعرف هذه الطريقة باسم "طريقة انقطاع الطمث الإرضاعي" (LAM).

وإذا استُخدمت بشكل صحيح، فإنها تكون فعالة بنسبة 98٪ في منع الحمل خلال الأشهر الستة الأولى بعد الولادة، لكن الأمر ليس بهذه البساطة.

فطريقة LAM تتطلب شروطًا دقيقة :

1. أولًا، يجب أن يكون عمر الطفل أقل من ستة أشهر.
2. ثانيًا، يجب أن تُرضعي طفلكِ رضاعة طبيعية حصرية، مع فواصل زمنية لا تزيد عن أربع إلى ست ساعات بين الرضعات.
3. فإذا استخدمتِ الحليب الصناعي أو الأطعمة الصلبة إلى جانب الرضاعة، فلن تنجح هذه الطريقة.
4. وأخيرًا، إذا بدأت دورتكِ الشهرية منذ الولادة، فإن الطريقة لم تعد فعالة.

وتُظهر الأبحاث أن 26٪ فقط من النساء اللواتي يستخدمن طريقة LAM يلبين المعايير المطلوبة؛ لذا إذا كنتِ تعتمدين على الرضاعة كوسيلة لمنع الحمل، يُستحسن مناقشة وسيلة احتياطية مع طبيبكِ إذا كنتِ ترغبين في تجنب الحمل، وتعرفي أيضًا على وسائل منع الحمل الآمنة خلال فترة الرضاعة.

الخلاصة

الفترة التي تعودين فيها للمنزل مع طفلكِ تمثّل مرحلة مليئة بالتغييرات والتعلّم والتأقلم، ستنامين أقل، وقد تأكلين أكثر، وربما لا تجدين الوقت أو الرغبة في العلاقة الحميمة، وهذا طبيعي تمامًا.

لكن، قد تُزيد الرضاعة أيضًا من رغبتكِ في العلاقة؛ فارتفاع الهرمونات قد يجعل الاستثارة والتلامس أكثر متعة، وهذا أيضًا طبيعي.

مهما كانت تجربتكِ، فبإمكانكِ الاستمتاع بالعلاقة بعد الولادة وجني فوائد الحميمية، قد تحتاجين فقط إلى قليل من التخطيط، ولا بأس بتحديد موعد للجماع في التقويم، كما قد تحتاجين إلى التعبير بوضوح عمّا يعجبكِ وما لا ترتاحين له.

مع القليل من الوقت والجهد والتفاهم، يمكنكِ أنتِ وزوجكِ أن تجدا طرقًا مريحة وعاطفية لإعادة الاتصال والاستمتاع ببعضكما البعض في هذه المرحلة الجديدة من الحياة.

نصيحة أخيرة الألم شائع لكنه ليس طبيعيًا؛ لذا احصلي على المساعدة من مختصين في العلاج الطبيعي لصحة المرأة، والعودة لممارسة العلاقة والرياضة بأمان ضمن برنامج مخصص لحالتكِ.