هل سمعتِ أن روبلكس قد حُظرت في دول عدة؟ هل تساءلتِ لماذا، وما الذي يُخفيه بعض الناس عن هذه اللعبة؟
روبلكس ليست مجرد لعبة أو منصة ترفيهية عابرة؛ إنها عالم واسع تلتقي فيه آلاف العوالم التي يُنشئها اللاعبون، ومساحات للتواصل، والتعلّم، والإبداع. لكن كما لكل عالم جوانب إيجابية، هناك تحديات وصراعات، خصوصًا عندما يتحول الأمان الرقمي إلى مسألة حياة أو منع دخول.
في هذا المقال، سأكشف لكِ ما لا يُقال غالبًا عن الحظر، وسأبيّن لكِ الحقائق المهمة حول لعبة روبلكس، وما الذي ينبغي أن تعرفيه كأم، أخت، أو مستخدمة، لتكوني قادرة على اتخاذ قرارات ذكية تحميكِ وتحمي من تحبين.
إليكِ بعض الدول التي قامت بحظر روبلكس أو فرض قيود عليها، مع الأسباب المُعلنة وبعض الأسباب التي قد لا تُقال دومًا:
تركيا: حُظرت روبلكس رسميًا في 7 أغسطس 2024 بسبب مخاوف تتعلق بحماية الأطفال، حيث رأت السلطات أن المحتوى الذي يمكن أن يراه الأطفال/المستخدمين دون رقابة قد يشجع على الإساءات أو التواصل مع أشخاص مجهولين.
قطر والكويت: في 2025، تم حظر روبلكس في قطر والكويت بسبب تقارير عن سلوكيات تنتهك السلامة الرقمية للأطفال، والمطالبة بتعزيز الرقابة على المحتوى والمحادثات.
عمان: كانت هناك قيود أو حظر جزئي، خصوصًا في المدارس، بعد عدد من الحوادث المتعلقة بتعرض الأطفال لمضايقات أثناء اللعب والمحادثات داخل المنصة.
الجزائر، الصين، الأردن وعدة دول أخرى تظهر في قوائم الدول التي أصدرت حظرًا أو تحذيرات رسمية حول روبلكس.
1. المحتوى غير الملائم للأطفال، مثل فضاءات أو ألعاب تُستخدم فيها محادثات غير مراقبة، أو صور وتفاعلات قد تكون مسيئة
2. السلامة الرقمية وعدم كفاية الرقابة أو عدم القدرة على ضمان أن المحتوى والمستخدمين المجهولين لا يمثلون خطرًا.
3. المخاطر المرتبطة بالمعاملات المالية واللهو الداخلي، مثل عمليات الشراء داخل اللعبة (microtransactions)، والمشتريات باستخدام العملة الافتراضية “Robux”، وأحيانًا تلاعبات تجارية أو عمليات شراء دون علم الآباء.
إليكِ بعض الحقائق التي لا تُروى دائمًا أو تُناقش بشكل كافٍ عند الحديث عن الحظر وأسبابها:
رغم أن روبلكس تملك أدوات رقابة ومراجعات، فإن العدد الهائل من المستخدمين والمحتوى الذي يُنشأ يوميًا يجعل من الصعب مراقبة كل محادثة أو كل لعبة. بعض الألعاب أو "الغرف" الخاصة يمكن أن تُستخدم لأغراض غير مناسبة، خاصة إذا تم مشاركة رمز دعوة أو الدخول عبر رابط خاص. هذا قد يُعرض الأطفال لمخاطر مثل ال grooming أو التعرض لمحتوى غير ملائم.
بعض المستخدمين يُدخلون تواريخ ميلاد خاطئة للدلالة على أنهم أكبر سنًا من واقعهم، أو يستخدمون حسابات متعددة، أو يدخلون ألعاب مُعدّة بشكل مخفي بحيث لا يظهر المحتوى غير المناسب إلا بعد تحميل اللاعبين أو انضمامهم. هذه الأساليب تجعل من الصعب على الرقابة الرقمية أن تكون فعالة بنسبة 100%.
غالبًا ما تُشجّع الألعاب التي يُنشئها اللاعبون على استخدام المشتريات داخل اللعبة، سواء لشراء ملابس الافتراضية، أو عناصر تجميل، أو أدوات توسّع من الخصائص.
الأطفال قد لا يدركون كم أن هذه الميزات مكلفة، أو قد تمنحهم خيارات تلقائية للشراء دون إذن الأهل.
في بعض الدول، قوانين حماية المستهلك تعتبر عمليات الـ loot box (الصناديق التي تُعطي عناصر عشوائية) قريبة من القمار، إذا كانت تُباع مقابل المال الحقيقي أو العملة الافتراضية، وقد تؤدي إلى إدمان أو إنفاق غير مدروس. هذا جزء من النقاش الذي استخدمته الحكومة التركية كمبرر لحظر روبلكس.
رغم أن بعض ما يُنشر عن الحظر أو أسباب الحظر يكون مبنيًا على تحقيقات ومصادر موثوقة، إلا أن الكثير من الشائعات تنتشر بين اللاعبين أو أولياء الأمور، كأن يُقال إن المنصة "ستنغلق"، أو أن "جميع الحسابات ستُحذف"، أو أن الأطفال يتعرضون لخطر دائم، دون تقديم أدلة قوية. هذه الشائعات تضاعف الخوف وتُشعر البعض بأن الحظر أمر وشيك دائمًا، حتى لو لم يكن كذلك.
ما يُخفى أيضًا أن روبلكس قامت بردود فعل وتعديلات:
- تقديم أدوات رقابة أبوية أوسع، تتيح للوالدين التحكم في من يمكنه مراسلة الطفل، والفلترة حسب العمر.
- تحسين الفلاتر الخاصة بالمحتوى غير الملائم، وزيادة عدد البلاغات التي يُسجّلها المستخدمون، والمراجعة اليدوية لبعض الحالات.
- تعاون مع السلطات في الدول التي فرضت الحظر، ومحاولات لتعديل السياسات الداخلية لتوافق التشريعات المحلية بشأن حماية الأطفال والمحتوى الرقابي.
كونكِ امرأة أو فتاة تستخدمين روبلكس، يمكن أن تواجهين تحديات خاصة قد لا يواجهها المستخدمين الذكور بنفس الدرجة. إليكِ بعض التأثيرات:
الفتيات اللاتي يردن ابتكار ألعاب أو مساحات خاصة قد يجدن قيودًا رقابية صارمة أو مخاطر من تجاوز المحتوى الذي يُعتبر من قبل المنصة حساسًا أو ممنوعًا، مما يدفعهن للتراجع أو الاختباء أو الابتعاد.
في البيئات المفتوحة التي تضم محادثات عامة أو غرف عامة بدون رقابة كافية، قد تتعرضين أنتِ أو فتيات أخريات للتنمر، أو التعليقات الجارحة، أو تحرش افتراضي.
عندما تُحظر المنصة أو تُغيّر السياسات فجأة، قد تفقدين إمكانية الوصول إلى المحتوى الذي أنشأتهِ، أو الحسابات التي بنيتها. هذا يمكن أن يشعركِ بالفقد، ويفقدكِ نوعًا من الاستقرار الرقمي.
يوجد دائمًا سؤال: من يملك بياناتكِ، ومن يمكن أن يرى ما تنشرينه، أو من تتحدثين معه؟ الفتيات اللواتي يستخدمن منصات تتيح مشاركة المحتوى والمحادثات يجب أن يكنّ أكثر حذرًا من ناحية الخصوصية.
إذا قرّرتِ أن تستمري أو تبدئي باستخدام روبلكس، فإليكِ استراتيجيات عملية تجعل تجربتكِ أو تجربة من تحبين أكثر أمانًا ومتعة:
استخدمي أدوات الرقابة الأبوية: تأكدي من إعداد الحساب حسب العمر، وتفعيل خاصية رقابة الوالدين على أصدقاء الطفل، والمحتوى الذي يصل إليه.
راقبي محادثات طفلكِ أو صديقاتكِ: اجلسي معهم، تحدثي عن من يتعرفون عليهم عبر الإنترنت، علميهم ألا يقبلوا طلبات صداقات من أشخاص مجهولين، وأن لا يرسلوا محتوى شخصي أو صور.
حدّدي أوقات اللعب والمكافآت: اجعلي اللعبة فيها وقت للمتعة، لكن لا تجعليها الوسيلة الوحيدة للترفيه.
استخدمي VPN إذا لزم الأمر لكن بحذر : حين يكون الروبلوكس محظورًا في بلدكِ، قد تفكرين في استخدام VPN، لكن كوني واعية أن هذا قد يكون مخالفًا للقوانين المحلية، وقد ينطوي على مخاطر أمنية.
راقبي التحديثات والسياسات الجديدة: غالبًا ما تطرح روبلكس تحديثات للأمان، أو تعديلات على الخصوصية، تابعيها لتكوني ملمة بما يمكن أن يتغير في صلاحيات الحساب أو المحتوى.
التوعية الشخصية والعائلية: تحدثي مع صديقاتكِ، أخواتك، بناتكِ أو أولادكِ عن السلامة الرقمية، وما يُعدّ تصرّفًا آمنًا أو غير آمن.
قد تبدو فكرة الحظر كحل خارجي سريع، لكن لديها عواقب سلبية، وأحيانًا يكون مجرد البداية لتغيير أكبر لكنه ليس دائمًا الأمثل. إليك لماذا:
- الحظر يُبعد المستخدمين الملتزمين الذين يستمتعون باللعبة بطرق آمنة، مما يقضي على فرصة الرقابة الذاتية والتعليم الرقمي.
- الحظر قد يدفع المستخدمين إلى حلول بديلة غير آمنة، أو الاتصال عبر شبكة افتراضية (VPN) التي قد تكون محكومة بتطبيقات قد تكون ضارة أو غير موثوقة.
- الحظر لا يُعالج الجذور: مثل ضعف الرقابة الداخلية، أو التوعية بالسلامة الرقمية، أو السياسات التجارية التي قد تُغضّ النظر عن الاستغلال أو المخاطر المالية.
- في بعض الحالات، الحظر يُحدث تذمّرًا أو فقدان ثقة بين الأهل والمستخدمين والمنصة، مما يخلق فجوة أكبر في التواصل حول الأمان الرقمي للأطفال.
روبلكس ليست ثابتة في مكانها؛ هناك تحركات وحوار مع السلطات والمستخدمين. بعض ما قامت به المنصة يشمل:
- إدخال أدوات رقابة أكبر للأهل: مثل تحديد المحادثات، من يمكن أن يكون صديقًا، والفلترة حسب العمر. ([ذي ناشيونال][4])
- تحسين مراقبة المحتوى: روبلكس أعلنت أنها تراقب أكثر الألعاب والمستخدمين، وتستجيب للشكاوى، وتفرض العقوبات على من ينتهكون القوانين أو شروط الاستخدام.
إشراك الجهات الحكومية في الدول التي تفرض الحظر، لإيجاد حلول تتماشى مع التشريع المحلي، مثل تحسين الفلاتر الرقمية وتقوية سياسات الخصوصية.
لكن هل هذه التغييرات كافية؟ بعض الخبراء يرون أن المنصة لا تزال تواجه فجوات كبيرة في الأمان الرقمي، وأن التحدي الأكبر هو التنفيذ الفعلي والمراقبة المستمرة، لا مجرد التصريحات أو التحديثات الجزئية.
عزيزتي، روبلكس هي ساحة كبيرة من الإبداع واللعب والتعلّم، لكنها ليست خالية من التحديات. الحظر الذي فرضته بعض الدول، أو المخاوف التي نُشرت، كلها دلائل على أن الأمان الرقمي أمر لا بدّ أن يُؤخَذ بجدية، وليس خوفًا أو تهويلًا.
خلاصة القول:
- اعلمي أن استخدام روبلكس أو عدمه خيار شخصي، لكن لا تختاريه بدون معرفة.
- كوني دائمًا على وعي بالمخاطر، واستخدمي وسائل الحماية الموجودة بين يديكِ.
- لا تدعي الشائعات تُخيفكِ دون التحقق، ولا تدعي الخوف يمنعكِ من الاستفادة من الأشياء الجيدة التي قد تقدمها المنصة إن استُخدمت بحذر.
وتذكّري أن السلامة الرقمية ليست عن التقييد فقط، بل عن المعرفة، والتمكين، والمسؤولية.
أسأل نفسكِ: كيف يمكنني الاستمتاع بروبلوكس إن قررتِ اللعب، دون التضحية براحتي أو خصوصيتي أو أمان أحبابي؟
طرق بسيطة لتربية الطفل على الرحمة واللطف مع الآخرين
إن تربية الأطفال أن يكونوا طيبين ورحماء في عالمنا اليوم حيث يرون العنف في كل مكان، يجعل من المهم جدًا غرس الرحمة واللطف فيهم
هل سمعت من قبل عن مقياس حرارة الغضب وفعاليته في تهدئة الطفل؟
نوبات الغضب شائعة خلال السنة الثانية من عمر الطفل عندما يبدأ نظام المهارات اللغوية في التطور، أما إذا استمرت لأكثر من هذا فيجب تعلم التحكم فيها
كيف تضعي قوانين المنزل للأطفال بطريقة تسعدكما معًا
يساعد وضع قوانين المنزل للأطفال على إنشاء شكل محدد ومنظم للعائلة، وهي عبارة عن بيان محدد وواضح حول السلوكيات التي تتوقعيها من أطفالك