الملكة: هل تشتكى من قسوة الزوج وجفاف مشاعره ..؟

 اعلما أن بداية الخروج مما أنتما فيه، هو أن يتوقف كل منكما عن التوجه نحو شريك الحياة، وإلقاء اللوم عليه, ليبدأ الخطوة الأولى والحاسمة في الطريق إلى السعادة الزوجية من خلال سنة الله الربانية التي تقرر أن التغيير إلى الأفضل أو الأسوأ لا يحدث إلا إذا سبقه تغيير لما بالنفس .

السعادة في داخلك:

إذا بدأت جدران المنزل في الانهيار، فإن ما علينا أن نفعله هو النظر إلى الأساس ، وإذا بدأت النباتات تموت وتتحول إلى اللون الأصفر، فليس من المعقول أن نحاول طلائها باللون الأخضر لتبدو جيدة، وإنما بدلًا من ذلك علينا أن نقوم بريها.

وبنفس الطريقة نبدأ في حل مشاكلنا بتغيير ما بأنفسنا، فإذا واجهنا المشاكل في حبنا لشريك الحياة، فإن علينا محاولة إدارة العلاقة بيننا عبر الثقة في ذواتنا والحرص على سعادة الآخر ..

ومن هنا فإنه من الضروري أن يفكر كل طرف في سلوكه بنفسه ، وفي دوره هو في العلاقة الزوجية، قبل أن ينظر في دور الطرف الآخر .. وأن يعتقد كل طرف أنه هو المسئول عن سعادته الذاتية وليس الآخر، وأنه لكي يسعد شريك حياته فإنه لا بد أن يستشعر السعادة ولو كان وحده.

إن من أكبر الأخطاء التي نقع فيها كأزواج وزوجات أن نجعل شريك الحياة مسئولاً عن سعادتنا، ونلقي عليه باللوم عندما لانكون سعداء..

فكم مرة قلت فيها لنفسك: "لماذا لا يكون شريك حياتي شخصا آخر؟

أو أنني أغضب حين تتصرف زوجتي على هذا النحو، أو أنا متوترة لأن زوجي يعمل لساعات طويلة، وهكذا من الأقوال التي تحمل فكرة واحدة: وهي أن الآخر تقع على عاتقه مسئولية إسعادك.

والحقيقة أنه "عندما تؤمن أن الحل لعدم إحساسك بالسعادة في يد إنسان آخر ـ بغض النظر عن مدى حبك له ـ فأنت تواجه قدرًا هائلًا من المصاعب، ولوتمكن شريك حياتك من أن يتكيف معك، لإرضائك بإحداث بعض التغير من حين لآخر، فسرف تركن للاعتماد على تلك التغييرات لتزودك بالسعادة الدائمة، وسوف يكون هناك نتيجة واحدة متوقعة هي أنك في النهاية سوف تشعر بالخذلان فى حال التقصير.

والمقصود هنا أن نؤكد على أنك أنت وحدك مسئول عن إسعاد نفسك، وإذا لم تشعر بالسعادة مع شريك حياتك، فإن ذلك يكون بسبب ما تحمله أنت من أفكار، وما تأتيه أنت من أفعال، وعلى ذلك فإن الطريق الى السعادة هو أن تقوم بتعديل في أفكارك التي تحملها، وتغيير في أفعالك التي تقوم بها.