#الملكة

أحد الأشياء المفضلة لدي في كوني مؤلفًة هو التعلم من المؤلفين الأخرين، ومؤخراً كنت أتحدث مع زميلة لي صدر كتابها في فصل الربيع، واعترفت لي وهي خجولة: "لم أعتقد أبدًا أنني سأكون هذا الشخص الناجح، لكنني أتحقق من أرقام مبيعاتي كل يوم، الأمر رائع لقد انتشر الكتاب بين الناس بسرعة! "

فاعترفت لها بأنني كثيرًا ما يراودني نفس الشعور بعدم الثقة، فضحكت مازحة "عندما يمر علي يومين ولا يعجبني مستوى أدائي أو انجازي الشخصي ، اصدر حكمًا جازمًا على نفسي بالفشل"، في بعض الأحيان ، نكون غير مدركين تمامًا لحقيقة أن هناك أشياء  تسبب لنا الهزيمة الذاتية بحيث لا نكتشفها إلا عندما نعترف بها لشخص آخر😓

فبمجرد أن خرجت الكلمات من فمي، تساءلت هل يعقل الأمر، هل أفعل ذلك حقًا؟🤔

يصف علماء النفس رؤيتنا لأنفسنا والحكم عليها بناءًا على اختيار واحد قمنا به، أو موقف واحد، أو نتيجة واحدة ، يصفون ذلك بالشئ الكارثي!😥

حسنًا فكري في الأمر ملكتي👸

 ألم تسمعي عن أحدهم استلم وظيفة كمندوب مبيعات الإ أنه  بعد شهر واحد فقط من انخفاض أرقام المبيعات أصدر حكمًا على نفسه بالفشل فاستسلم وترك الوظيفة🤔

 ألم تصدري حكمًا على نفسكِ مرة بعد أن تشاجرتي مع صديقتك بأنك صديقة سيئة لكثرة خلافاتكما!😥

كثيرات يعشقن جلذ الذات فبعد تعرض صديقتي للانفصال حزنت كثيرًا وظلت تردد جازمة أنها ستموت وحيدة وستعيش بائسة!🤔

 هذه فقط بعض الأمثلة الكارثية لما يمكن أن يحدثه جلذ الذات في حياتنا، ربما لا تحتاجين أن أخبرك بمدى ضرر مثل هذا التفكير وتأثيره السلبي على سعادتنا وثقتنا  بأنفسنا ونجاحنا، ملكتي👸 نريدك أن تعيشي مطمئنة، وأن تتوقفي عن لوم نفسك ومن حولك لأن الأمر خطير بالفعل وفق ما تؤكده الأبحاث.

 ✍ ما الذي يجعل جلذ الذات أمر خطير بشكل خاص

يعد جلذ الذات أمر خطير بالفعل لأننا نؤمن ونصدق تلك الاعتقادات السلبية التي نقولها عن أنفسنا كأنها واقع حقيقي، مع أننا إذا تعاملنا مع الأمر بطريقة النقد البناء وحاولنا أن نفهم بموضوعية أن هذا الموقف على سبيل المثال كان أداؤنا فيه سيئ.. لكن لا نقوم بسحب هذه النتيجة على بقية المواقف والحياة، فأنتِ لستِ سيئة بإستمرار ولا أحد كذلك.

من الجيد أن تكونين قادرة بشكل موضوعي على تقييم إمكانياتك وحدود ما يمكن أن تصلين إليه، لكن ما نحاول أن نثنيكِ عنه هو جلذ الذات الذي يقلل من قيمة أي إنجاز أو نجاح نتيجة لفشل واحد، فهذا غير مقبول.

دعيني اقترح عليكِ بعض الأساليب لمكافحة أفكار جلذ الذات التي تهاجمك بين الحين والآخر

✍التركيز على قبول الذات

 إذا شعرتي أنكِ تقومين بفعل شئ بطريقة كارثية، فلا تقلقي كثيرًا فهذا يعني في حقيقة الأمر أنكِ فعلتي شيئًا ربما كان عليكِ أن تفعليه فقط بشكل أفضل قليلًا ، فما العمل؟!

لقد طلبت منكِ أن تتوقفي عن جلذ الذات لكن في نفس الوقت لا بأس إن شعرتي أنك أخطأتي أو قمتي بالأمر بشكل غير مناسب أن تتوقفي وتعالجي الأمر لتصلحيه، تقبلي الخطأ واعملي على الإصلاح كل ذلك وأنت مطمئنة متقبلة لذاتك.👌

ملكتي👸 إن قبول الذات والتوقف عن جلذ الذات ليست مجرد أفكار جيدة نطرحها من الناحية النظرية، ولكن كوني على ثقة أنك ستجدين له فوائد ملموسة للغاية، دعيني أخبرك عن إحدى الدراسات التي أجريت على طلاب جامعيين مرتبطين بسوق العمل حيث طُلب منهم المشاركة في مقابلة وهمية لوظيفة "يرغبونها حقًا." ثم طلب المحاور من الطلاب أن يصفوا أكبر نقاط ضعفهم ، فأفاد أولئك الذين يتمتعون بقبول ذاتي لأنفسهم أنهم أقل عصبية ووعي للذات، ولو كانت مقابلة عمل فعلية ، لكان من المحتمل أن يكون الأداء أفضل بكثير نتيجة لذلك التقبل لذواتهم.

تظهر الأبحاث أن هناك طريقة بسيطة لتعزيز قبولك الذاتي وهي مراقبة دوافعك الداخلية🤔 لذا في المرة القادمة التي تقومين فيها بفعل بطريقة غير جيدة أو كارثية من وجهة نظرك، راقبي نفسك

✍إذا ما كنتِ تنتقدين ذاتكِ بقسوة (" نسيت أن أضبط المنبه! ما مشكلتي لا أحسن فعل أي شئ؟ لماذا لا يمكنني القيام بالأشياء الأساسية؟")

✍أو إذا ما كنتِ تحسنين من قبولك لذاتك ("كان ذلك خطأ - لكنني بشر فقط ، وهذه الأشياء تحدث").

وإليك سؤال مفيد لطرحه: "هل يمكن أن اقول لشخص أحبه واحترمه، ما واجهت نفسي به الآن للتو؟!"👆

فإجابة هذا السؤال ستكون كالمؤشر لكم تقدرين نفسك وتحترمينها وتتقبلين أنكِ بشر لديكِ أخطاء.

✍احصلي على بعض الانطباعات الجيدة عن نفسك

 أداة أخرى قوية لمكافحة إحساس جلدُ الذات الأ وهي الانطباعات!🤔

فقد قام الباحثون في إحدى الدراسات  بسؤال أكثر من 100 من الأزواج في شيكاغو كل أربعة أشهر لمدة عام حول مشاعرهم بالرضا الزوجي والحميمية والثقة والعاطفة والحب لشريكهم، وخلال الدراسة طلبوا من المشاركين الكتابة عن الصراعات في زواجهما:-

✍ كتبت مجموعة لمدة 21 دقيقة حول الصراع الزوجي بشكل عام

✍وكتبت مجموعة أخرى عن كيفية رؤية "طرف ثالث محايد يريد الأفضل للجميع" للصراع  بين الزوجين-

✍لكن هناك مجموعة جنبوهم الحديث عن فكرة الصراعات وعن الاتجاه العام بأنه يوجد"انخفاض قوي في مستوي جودة العلاقات الزوجية ".

هذه هي طريقة الإنطباعات حين تقومين بالخروج من دائرة مشاكلك الشخصية، والحديث بشكل عام عما يواجهه الجميع ستجدي أن المشكلة التي تواجهينها مثلًا في صراعك مع زوجك تواجهها غيرك ، ستجدي أن شعورك بالفشل تجاه فعل ما ربما شعر بها غيرك لعدم ثقته بذاته، وهكذا فإن الإنسان حين يتجاوز منظوره الخاص حول مشكلة ما أو قضية ما ، فإنه يخرج من دوائره الخفية ويمضي بشكل أكثر إنتاجية"

أتذكرين هذا ما أخبرتكِ به أول المقال حول ما شعرت به وانا احدث صديقتي عن كتابها الناجح، فبعد أن أخبرتها بشأن "فشلي" ، قالت لي "عندما يحدث ذلك لي واشعر بأنني اقسو على نفسي ، أحاول أن أتذكر أنني نفس الشخص الذي كنت عليه في اليوم السابق، الشيء الوحيد المختلف هو الرقم الذي حققته في المبيعات".

لقد كانت فكرتها بسيطة لكنها قوية، فعندما نلوم أنفسنا علي الفشل أو نستعذب جلذ الذات ، فربما يساعدنا توسيع رؤيتنا لتقدمنا ​​بشكل عام على مدى أسابيع أو شهور أو سنوات حتمًا سيساعدنا تذكر نجاحاتنا في الحفاظ على الإيمان بأنفسنا والحفاظ على طاقتنا وتقدير إنجازاتنا وتجنب جلذ الذات ، وقد ساعدتني صديقتي في إدراك أنه حتى إذا لم يكن الأمر كذلك دائمًا مليئًا بالنجاحات، فإنني سأحقق تقدمًا في رؤيتي لعالم أكثر إدراكًا لذاتي، أنا لم احقق ما أريده بعد ، لكنني لن أتوقف أيضًا في أي وقت قريب، وعلى كل حال فالأحلام الكبيرة والأشياء المهمة لم يكن إدراكها مهمة سهلة في أي وقت من الأوقات!

علينا فقط أن نتذكر أهمية قبولنا لذواتنا والتوقف عن جلذ الذات مع محاولة رؤية أنفسنا بوضوح، ولكن بدون تعاطف وانحياز لأنفسنا، بدلاً من ذلك، إذا تذكرنا أننا بشر ، وبالتالي ناقصون - وأنه لا بأس من الأخطاء حقًا - ستصبح رحلتنا في الحياة أسهل بكثير وأكثر جمالًا وحيوية.👌