بالنسبة لأمراض النساء فعادةً ما تعتبر تشوهات الرحم كثيرة و منتشرة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالرحم الطفولي، واسمه العلمي هو "نقص التنسج" ويحدث في 4-6 ٪ من النساء،  فما هو الرحم الطفولي، إليكِ ملكتي أهم المعلومات حول هذا الأمر..

ما هو الرحم الطفولي 

الرحم الطفولي هو عندما يتم تكوين الجسم بشكل صحيح، لكنه يتخلف و يتأخر في النمو حين تبدأ التغيرات عادةً في مرحلة البلوغ، و يمكن أن يحدث الرحم الطفولي كعرض مع أنواع أخرى من الطفولية التناسلية (كاملة أو جزئية)، مع قصور الغدد التناسلية (عدم اكتمال وظائف الغدد التناسلية).

الرحم بعد ولادة الفتاة يختلف في الحجم، ولكن ليس في الهيكل، حيث يتم وضع جميع البصيلات في الرحم بالفعل وتقع في تجويف البطن ويمكن اعتبار بعض البصيلات ناضجة بعد الولادة حيث يبلغ طول الرحم في الفتاة 4 سم، في عمر 4 سنوات وقد تنحدر إلى الحوض الصغير.

بعد 7-8 سنوات تبدأ المرحلة النشطة لنمو الرحم، ومن سن الثامنة تبدأ التحولات الأولى في تحول الفتاة في بداية سن البلوغ و بعمر 11-13 سنة، يجب أن يكون للرحم نفس الأبعاد التي تتمتع بها الفتاة البالغة، خلاف ذلك (إذا لم يصل الرحم إلى الأحجام المحددة)، يتم تشخيص الفتاة بـ "التخلف" أو بأن لديها الرحم الطفولي، والسبب هو اختلال في النظام الهرموني.

يخلق الرحم الطفولي عادةً صعوبات في الحمل وتحمل الجنين، ويعتبر العلاج معقد وغير ناجح دائمًا حيث يعتمد على درجة الاختلال.

أسباب الرحم الطفولي

عادةً ما يحدث الرحم الطفولي في النساء ذات المظهر والجسد النحيف، حيث تعاني الفتاة من قامة قصيرة، أكتاف ضيقة، ثديين غير متطورين، ويبدأ العديد من المراهقين في فقدان الوزن بشكل مكثف فجأة، وهذا لا يهدد فقط بمرض فقدان الشهية، ولكن أيضًا بحدوث الرحم الطفولي.

يمكن أن تساهم أيضًا العدوى مثل الحصبة والحصبة الألمانية وأمراض المناعة الذاتية مثل الروماتيزم في الرحم الطفولي، إليكِ بعض الأسباب الإضافية التي تتسبب في الرحم الطفولي:

- ضعف الوراثة (يورث الاستعداد من أنثى لأخرى).

- اعتلال الغدد الصماء (أمراض جميع الغدد الصماء المحيطية).

- اضطرابات داخل رحم الأم في الثلث الأول من نمو الجنين.

- آثار الإشعاع والمواد السامة (بما في ذلك المخدرات والتدخين).

- الأمراض الجسدية المزمنة.

- التغذية السيئة والرتيبة مع محتوى منخفض من البروتينات والفيتامينات.

- عمل بدني شاق.

- الضغط النفسي والعصبي في المدرسة والأسرة.

وهناك  أمر مهم جدًا قد يسبب الرحم الطفولي وهو حدوث انتهاك واختلال لـ"ما تحت المهاد - الغدة النخامية - المبيضين - الرحم"

الأبعاد الطبيعية للرحم الطفولي

• أبعاد الرحم للمرأة البالغة - التي لم تحمل بعد - يكون بطول 4.2-4.8 سم، وعرض 4.2-5.0 سم، ويبلغ طول التجويف 7 سم، ولا يزيد طول عنق الرحم عادة عن 2.5 سم.
• المرأة البالغة - التي سبق لها الحمل -   4.8-5.4 سم في الطول،  4.5-5.5 سم في العرض.
• المرأة البالغة - التي سبق لها الولادة - 5.5-6.1 سم في الطول، 4.8-6 سم - في العرض، طول التجويف 8 سم.
• لا يقتصر وجود الرحم الطفولي على صغر حجم الرحم فحسب، بل يشمل أيضًا نسبة التجويف وعنق الرحم .

درجات الرحم الطفولي

الدرجة الثالثة

الطول الكلي 1-3 سم، وغالبًا ما تحدث هذه الدرجة بسبب اضطرابات النمو داخل الرحم، ولا توجد دورات شهرية، بسبب استمرار الاختلال ولا يمكن علاج الأمر.

الدرجة الثانية

تبلغ أبعاد الرحم حوالي 3-5 سم، والعنق نفس الطول تقريبًا، فتكون المرأة بالغة ولكن جسدها يتوافق مع سن 9-10 سنوات، حيث المبيضان متخلفان فوق المستوى الطبيعي وقناتي فالوب متعرجتان وضيقتان.

على الرغم من أن الدورة قد تحدث مع وجود الاختلال، إلا أن هناك مظاهر أخرى للطفولية التناسلية، والعلاج المناسب يمكن أن يحسن الخصوبة.

الدرجة الأولى

مع رحم طفولي من الدرجة الأولى، لا يعتبر الأمر تخلفًا كاملًا، فالطول 6-7 سم و عنق الرحم أيضًا، ويتم الحفاظ على وظيفة الإنجاب. 

طريقة تطور المرض

يتم التحكم في وظيفة المبيض عن طريق نظام الغدة النخامية، في منطقة ما تحت المهاد "حلقة وصل بين الجهاز العصبي الذاتي، و الجهاز الإفرازي من خلال الغدة النخامية"، ويتم إنتاج هرمونات الغدة النخامية حيث يتم إعطاء الأوامر للغدة النخامية كونها "موصل"، تحرك هرموناتها لإنتاج الغدد التناسلية التي تؤثر على (المبيض).

الغدة النخامية وبشكل مجازي هي "المدير" المباشر للغدد التناسلية المسؤولة عن إنتاج المنشطات الجنسية، هذا يعني أنه مع نقص هرمونات المبيض في الغدة النخامية، تأتي الإشارة حول انخفاض مستوى الهرمونات الجنسية في منطقة ما تحت المهاد، وإذا كان نقل الإشارة في أي موقع مضطربًا، يصبح نمو الرحم الطفولي هو النتيجة.

الأعراض الملازمة للرحم الطفولي

التخلف الرحمي ليس له عرضًا واحدًا، لذلك سندمجه مع مظاهر الطفولية العامة.

الطفولة الجنسية هي: -

الأشفار الصغيرة غير المتطورة.

المهبل الضيق.

البظر يمتد إلى ما بعد الفرج. 

المبيضان صغيران ومتخلفان عن النمو أيضًا فوق وضعهما الطبيعي، ولا يمكن لأنابيب فالوب أن تؤدي وظيفتها بسبب قلة نموها، فهي ضيقة للغاية وطويلة ومتعرجة.

لا يسمح العضو المتخلف (الرحم الصغير للمرأة) بالحمل والإنجاب، و إذا حدث الحمل وكان ذلك مستحيلًا في كثير من الأحيان، فسيكون الحمل خارج الرحم.

العَرَض الرئيسي الذي يمكن من خلاله افتراض أن الرحم يعاني من نقص في النمو هو إذا كان هزيلًا وقصيرًا، وعدم حدوث الدورة الشهرية أو غيابها أيضًا.

الحيض مؤلم دائمًا حتى مع الذين يملكون رحمًا طفوليًا، فنجد أن متلازمة ما قبل الحيض لدى هؤلاء الفتيات عالية جدًا، ووفقًا للإحصاءات فإن 90٪ من حالات طفولة الرحم، يعانون من تكيس المبايض.

تشمل الأعراض الثانوية نقص الرغبة الجنسية والنشوة الجنسية، ومن الواضح أيضًا أن التطور الجسدي لهؤلاء الفتيات متأخر، فلا يغطي العانة والإبط الشعر، ويكون الجسد نحيلًا جدًا.

يكشف طبيب أمراض النساء عند الفحص فإنه يجد أن الرحم صغير والزوائد غير مناسبة للعمر، مهبل ضيق عنق طويل وفي نفس الوقت جسمه مسطح، مثلًا عظام الحوض ضيقة والصدر ضيق ومتخلف عما يفترض عليه أن يصبح، والنمو منخفض وليس مناسبًا لعمر الفتاة.

أيضًا مع نمو الرغبة الجنسية وعدم ظهور النشوة مع الرحم الطفولي، يكون المرضى عرضة لتطور التهاب بطانة الرحم، وعنق الرحم، وآفات الأعضاء والأجهزة المجاورة مع الالتهابات.

الرحم الطفولي والحمل

يشير التشخيص على الفور إلى وجود صعوبة في الحمل والولادة، وهذه هي الفرضية الأولى والرئيسية، الرحم الطفولي والحمل هما مزيج نادر، حيث تكون فرصة الحمل قليلة عادةً عندما تكون الزاوية بين الرحم وعنق الرحم منفرجة، وتفتح من الأمام ولا تتجاوز 120 درجة؛ و مع الرحم الطفولي فإن الأمر يزيد مما يعقد الحمل و الولادة، فنجد تقلصات انقباض الرحم بشكل حاد، والمبيضين أعلى بكثير من المعتاد، والأنابيب ضيقة ومتعرجة ورقيقة.

ما يعنيه هذا أن اضطرابات الدورة الدموية في الأعضاء التناسلية في وجود الرحم الطفولي تجعل حدوث الحمل صعبًا للغاية، وإذا حدث الحمل، فستكون الأم دائمًا مهددة بحدوث التسمم والتهديد المستمر بالإجهاض.

مع بداية الحمل، لن يحصل الجنين على تغذية جيدة، مما يزيد من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة، وإذا كان الحمل ينتهي بشكل طبيعي بعد تسعة أشهر، فسيكون الجنين ضعيفًا، وعنق الرحم مفتوح بشكل سيء للغاية وفترة المخاض أطول بكثير.

العلاج

1. يتم علاج الرحم الطفولي تحت إشراف مستمر من الطبيب ويجب أن يكون شاملاً، حيث يشمل تمارين العلاج الطبيعي، ولكن العلاج بالهرمونات البديلة سيكون أساسيًا.
2. مع المعالجة والتشخيص في الوقت المناسب، فدرجة حدوث المعاناة من الرحم الطفولي قليلة، و يمكن للمرأة أن تتحسن، لكن مدة العلاج تتطلب الصبر.
3. يتم إعطاء الفتيات نظام غذائي متوازن بالتأكيد من الفيتامينات والبروتينات، وربما تحتاج الفتاة إلى أخصائي نفسي للمتابعة بسبب الهرمونات وإكمال العلاج.
4. العلاج الهرموني مطلوب جدًا، لأن الهرمونات ضعيفة جدًا ومنخفضة في الجسم، وهذا هو السبب في عدم نمو الرحم.
5. يتم إجراء العلاج التعويضي بالهرمونات بجرعات صغيرة، وفي بعض الأحيان يتم العلاج بالهرمونات طوال فترة الإنجاب.
6. العلاج الهرموني محفز ويساهم في الحمل، ويشمل العلاج الطبيعي العلاج المغناطيسي، والعلاج بالبارافين، والعلاج بالطين، والعلاج الحراري، والعلاج بالليزر.
7. يحسن العلاج الطبيعي الدورة الدموية في الحوض ويساهم في تطبيع الأبعاد الفسيولوجية.

وأخيرًا يجب أن تكون المرأة أثناء الحمل متيقظة بشكل خاص لصحتها في الثلث الأول من الحمل.