لا تفرطي في تناول كحك العيد:-

بعد شهر من التفاني وضبط النفس في رمضان، يكون من السهل أن تبالغي في تناول كحك العيد بحلول عيد الفطر، لذلك سألنا الخبراء عن كيفية تجنب تراكم الأوزان خلال الاحتفال بهذا الحدث المبارك.

جاء شهر رمضان هذا العام خلال درجات الحرارة المرتفعة في الإمارات العربية المتحدة، مما يعني أن هناك حاجة إلى قوة إرادة وتخطيط أكثر من المعتاد من أجل قضاء الشهر الكريم بصحة جيدة. 

والآن أصبح عيد الفطر على وشك القدوم، وهي أيام احتفالية واعدة نتواصل فيها مع الأصدقاء والعائلة وبالطبع الكثير من الطعام الرائع وبالأخص بسكويت وكحك العيد. 

خطوات بسيطة:-

لسوء الحظ، يمكن أن يكون هذا هو الوقت الذي يعكس فيه الأشخاص جميع الفوائد الجسدية التي حدثت لهم خلال شهر رمضان، وخاصةً التخلص من الدهون غير المرغوب فيها، ولكن لا يجب أن يكون الأمر كذلك إذا اتبعتِ بعض الإرشادات البسيطة، كما يقول الخبراء.

تقول الدكتورة "روتشيكا موخيرجي" المديرة الطبية المساعدة: "حتى لو كنتِ قادرة على الصيام بشكل صحي طوال شهر رمضان، يجب أن تسمحي لجسمك بالتكيف خلال العيد لأن تناول كميات كبيرة من كحك العيد يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في المعدة وعسر الهضم والانتفاخ".

"أحد أكثر الأمراض شيوعًا بسبب الإفراط في تناول كحك العيد والأطعمة الأخرى في العيد هو ألم البطن، يحدث هذا عندما يكون هناك كمية كبيرة من الكربوهيدرات، ومن المهم أن يكون الناس على دراية بما يضعونه على موائد الطعام، لأن الإفراط في تناول الطعام يمكن أن يسبب اضطرابات معوية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الظروف الصحية الحالية.

"تأكدي من التحكم في كمية الملح أيضًا وتجنب الأطعمة المقلية أو الزيتية أو الدهنية، وبدلًا منها تناولي وجبة متوازنة تحتوي على كميات متساوية من البروتينات والخضروات مع نسبة صغيرة من الكربوهيدرات، من الناحية المثالية يجب أن يحتوي طبق العشاء الخاص بك على نصف جزء من الخضار وربع جزء من البروتينات وربع جزء من الكربوهيدرات، من المهم التركيز على جودة الطعام بقدر الكمية، وتناول جميع المجموعات الغذائية والبقاء نشيطة جسديًا".

كما يجب على مرضى السكري التأكد من أنهم لا يأكلون الكثير من الحلوى وكحك العيد، حالات الطوارئ الطبية تكون بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم في الأيام التي تلي العيد، وبالطبع الخطر يكون أعلى بالنسبة لأولئك الذين يعانون من مرض السكري من النوع 1.

العودة إلى روتينك بشكل تدريجي هو مفتاح النجاح، لأن العودة إلى عادات ما قبل رمضان مرةً واحدة بدون تدريج قد تكون صدمة كبيرة لجسمك، ومن الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الناس خلال العيد أن يأكلوا أكثر مما كانوا يأكلون قبل رمضان.

تمهلي قليلًا:-

توصي خبيرة التغذية "بنين شاهين" بالسيطرة على النفس مباشرةً من خلال بدء العيد بتناول وجبة إفطار صحية، وتشرح قائلة: "سيساعدكِ هذا على التحكم في تناول الطعام في وقتٍ لاحق، وتعزيز طاقتكِ والتحكم في شهيتك".

تقترح "بنين" أيضًا تناول كميات صغيرة من الأطعمة الصحية على مدار اليوم، "هذا يرسل إشارة إلى دماغك بأن الإمدادات الغذائية وفيرة، لذلك لا بأس من حرق السعرات الحرارية بسرعة".

"إن الحد من تناول السعرات الحرارية في وجبة واحدة يمنحك أيضًا الكثير من الطاقة، لأن تناول عدد كبير جدًا من السعرات الحرارية في وجبة واحدة -حتى لو كانت سعرات حرارية صحية- يرسل إلى دماغك رسالة معناها أن وقت الراحة والكسل أصبح قريبًا، بحيث يتم تخزين هذه السعرات الحرارية كدهون، إن تناول الكثير من الطعام في وجبة واحدة يمكن أن يجعلك بطيئة وتشعرين بالنعاس.

"إن تناول الكمية الصحيحة من البروتين الكامل لوزنك ومستوى نشاطك يثبت نسبة السكر في الدم -مما يمنع انخفاض الطاقة- ويعزز التركيز ويبقيكِ نحيفة وقوية، البروتين الكامل هو أي منتج حيواني ومنتجات الألبان أو الحبوب بالإضافة إلى البقوليات، خاصةً عندما تشعرين أنكِ بحاجة إلى وجبة جيدة تدعم جسمك وتساعدكِ على الشعور بالشبع لفترة أطول.

"شيء آخر يجب الانتباه إليه هو أنه خلال تجمعات العيد، من المحتمل أن يتم تقديم الكثير من الشاي والقهوة، مما يؤدي إلى الإفراط في تناول الكافيين وبالتالي زيادة مستويات التوتر في الجسم وإزعاج نومك وهو أمر سيئ بشكل خاص إذا كنتِ تريدين العودة إلى روتين نومك قبل رمضان".

أحد أكبر جوانب العيد وأكثرها إغراءًا والتي يمكن أن تتسبب في ارتفاع عدد السعرات الحرارية هو مجموعة الحلويات السكرية الدهنية المعروضة، يمكن أن يزيد ذلك من مستويات الأنسولين مما يجعلكِ تشعرين بالتعب والنعاس، بالإضافة إلى زيادة الوزن بسرعة، ينصح خبراء التغذية بمحاولة الحد من كحك العيد واستبدالها بالفواكه الطازجة أو المجففة المفضلة لديك.

"المشكلة هي أن الجسم سيبقى في وضع المجاعة الذي كان عليه خلال شهر رمضان ولن يعزز عملية التمثيل الغذائي، وللحفاظ على عقلك وجسمك تناولي وجبات خفيفة صحية وشاركيها مع عائلتك وأصدقائك، الأمثلة الجيدة هي اللوز والخضروات النيئة والحمص واللبن والتوت والفواكه الطازجة والمجففة والبيض المسلوق".

تقول "فريدا مولامفي"،خبيرة الصحة والتغذية في دبي، على الرغم من أنه ليس غذاءاً من الناحية الفنية، إلا أن الماء هو أحد أهم مكونات نظامنا الغذائي، كما أن شرب الكثير منه خلال العيد سيساعد بشكل كبير، وتشرح قائلة: "إن الماء ضروري للغاية لجميع العمليات في الجسم، بمجرد قدوم العيد ابدأي بعملية إعادة ترطيب كاملة من خلال شرب عصائر الفواكه والخضروات المخففة والكثير من الماء طوال اليوم، اشربي كمية قليلة جدًا في كثير من الأحيان بدلًا من الكميات الكبيرة لأن ذلك يسمح للكلى بالعمل بكفاءة أكبر ويساعد على امتصاص السوائل".

"ابتعدي عن الشاي والقهوة والكولا قدر الإمكان لأنها مشروبات مدرة للبول وتساهم في فقدان السوائل، والتي يجب تجنبها".