إنها خرافة أن الكسل يسبب التبول اللاإرادي، فالملايين من الأطفال يتبولون في الفراش - لكن لماذا؟  وكيف يمكنك المساعدة! وهل يتطلب الموضوع الاهتمام الزائد! يسميها البعض مشكلة الطفولة الخفية! فهي على عكس الربو أو الحساسية، لا يتم الحديث عنها خارج المنزل.

التبول اللاإرادي: المشكلة السرية!

هذه السرية بشأن التبول اللاإرادي تجعل الوضع أكثر صعوبة للأطفال والآباء على حد سواء، حيث يعتقد تسعون في المائة من الأطفال أنهم الوحيدين الذين يتبولون في الفراش، مما يجعلهم يشعرون بالسوء ويمنحون الأمر الاهتمام الزائد.

• يتحكم الأطفال بشكل طبيعي في المثانة في الليل، لكنهم يفعلون ذلك في أعمار مختلفة. 
• يتبول من 5 إلى 7 ملايين طفل في الفراش في بعض أو معظم الليالي - مع ضعف عدد الأولاد الذين يتبولون في الفراش مثل البنات  بعد سن الخامسة.
• يستمر حوالي 15٪ من الأطفال في تبليل الفراش، وبحلول سن العاشرة، يجف 95٪ من الأطفال ليلاً.

تميل الكثير من الأمهات إلى الاهتمام الزائد قبل عمر الخمس سنوات وحين البدء بتدريب الطفل لدخول الحمام خلال اليوم - بإيقاظ أطفالهن عدة مرات للذهاب إلى الحمام، إلا أن تقرير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال يشير إلى أن ٢٠% من الأطفال في سن ٥ سنوات يبللون فراشهم و١٠ % من الأطفال في سن٧ سنوات يبللون الفراش، كما أن ٥ % من الأطفال البالغين من العمر١٠ سنوات يبللون الفراش ليلا.

لذلك فإن تبليل الفراش يعد أمراً شائعاً جداً في تلك المرحلة، ولا ينصح قبل هذا العمر بالتدخل لتدريب الطفل للوصول إلى الجفاف خلال الليل، ففي معظم حالات تبليل الفراش يكون الجهاز العصبي والجهاز البولي في طور النمو والنضوج ولا داعي للتدخل في هذا العمر.

أسباب أخرى للتبول اللاإرادي

• أسباب جينية أو بعض الحالات التي تستدعي التدخل الطبي.
• شرب كمية كبيرة من السوائل قبل موعد النوم قد يسبب تبليل الفراش، إلا أنه لا يعد السبب الرئيسي لتكرار هذا السلوك.

إجراءات روتينية تفيد في تعديل سلوكيات النوم والوصول إلى الجفاف الليلي 

▪ تثبيت موعد النوم، إذ أنه من الملاحظ أن اضطراب مواعيد النوم، يؤدي بصورة أكبر لتبليل الفراش خلال الليل.

▪ اتباع روتين مريح قبل النوم، ويحتوي على ثلاث إلى أربع خطوات نقوم بتكرارها كل يوم بنفس الترتيب.

▪ تحديد كمية السؤال قبل موعد النوم فقط، مع مراعاة الحصول على كمية كافية منها خلال اليوم.

▪ عدم لوم الطفل على تبليل الفراش، وعوضاً عن ذلك أخذ الاحتياطات مثل وضع غطاء يمنع تسرب البلل لمرتبة الطفل، وارتداء ملابس داخلية تمتص البلل فقط خلال الليل.

▪ وأخيراً لا بد من مراعاة البدء بالتدريب النهاري للحمام في العمر المناسب والذي غالباً يكون بين عمر ٢٤ إلى ٣٦ شهر مع  الانتظار إلى أن يصل الطفل للعمر المناسب للجفاف الليلي، ويجب استشارة الطبيب حين ملاحظة أعراض أخرى أو عند الشعور بعدم الراحة أو الشك بالموضوع.

التبول اللاإرادي: متى يستحق القلق؟ 

يعتبر التبول اللاإرادي الناجم عن مشاكل طبية أمرًا نادرًا حقًا - 3٪ من الحالات أو أقل.

التهابات المسالك البولية وانقطاع النفس النومي والسكري ومشاكل الحبل الشوكي وتشوهات المثانة أو المسالك البولية - كلها جديرة بالذكر، ولكن ربما لا تقلقي بشأنها.

إن الأسباب الطبية للتبول اللاإرادي يتم اكتشافها دائمًا بمجرد التحدث إلى الطفل ووالديه وإجراء اختبار البول، ان الغالبية العظمى من الأطفال الذين يبتلون ليلاً لا يعانون من أي مشكلة طبية.

لأن التبول اللاإرادي يتحسن من تلقاء نفسه، فانه كثيرًا ما يقول الأطباء للآباء والأطفال لا تقلقوا، ولكن إذا تسبب ذلك في القلق أو المشاكل الاجتماعية، فمن المهم معرفة أن هناك أشياء يمكن للأبوين القيام بها لتحسين الوضع.