#الملكة

في حين أن الاطفال الصغار قد يستحضرون حكاية تفصيلية حول كيف أنه لم يكن من الممكن أن يركل شقيقه الأصغر، قد يكذب الاطفال الأكبر سنًا بشأن أداء واجباتهم المدرسية.

في بعض الأحيان يكون الكذب مفاجئًا وشديدًا، كما يقول ماثيو روس (دكتور في علم النفس في معهد تشايلد مايند).  يقول:
"قد يكون الكذب شيء جديد على الاطفال، حيث كانوا صادقين في معظم الأوقات قبل ذلك، ثم فجأة يكذبون بشأن الكثير من الأشياء".
ويجب عل  الآباء فهم سبب كذب الاطفال والاستعداد للتعامل مع المشكلة.

● لماذا يكذب الاطفال؟

• هناك دوافع شائعة:
الاطفال يكذبون للحصول على شيء يريدونه، أو تجنب العواقب أو الخروج من شيء لا يريدون القيام به. 

• وهناك أيضًا بعض الأسباب الأقل وضوحًا التي قد تجعل الأطفال لا يقولون الحقيقة - أو على الأقل الحقيقة الكاملة:

١- لاختبار سلوك جديد..

  إن أحد أسباب كذب الأطفال هو اكتشافهم لفكرة جديدة وتجربتها لمعرفة ما يحدث، تمامًا كما يفعلون مع معظم أنواع السلوكيات.

٢- لتعزيز احترام الذات والحصول على الدعم..

قد يتفوه الأطفال الذين يفتقرون إلى الثقة بأكاذيب ليثيروا الإعجاب بهم، وجعل أنفسهم جيدين في عيون الآخرين.

٣- لتسليط الضوء عليهم طلبًا للمساعدة..

  الاطفال الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب قد يكذبون بشأن الأعراض التي يعانون منها لتسليط الضوء عليهم، أو قد يقللون من مشكلاتهم كي لا يقلق الآخرين.

٤- يتحدثون قبل أن يفكروا..

  الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، قد يكذبون بسبب الاندفاع والتحدث قبل التفكير.

  في بعض الأحيان يمكن للاطفال أن يعتقدوا حقًا أنهم فعلوا شيئًا وأن يقولوا ما يبدو ككذب، ولكنهم قد ينسون حقا في بعض الأحيان، وعندما يحدث هذا، يحتاج الاطفال إلى مساعدة لاستكمال ذاكرتهم باستخدام تقنيات مثل قوائم المراجعة، وتنظيم الوقت، وكتابة المهام، حتى لا ينساها الطفل.

• ثم هناك أكاذيب بيضاء!!

قد يشجع الآباء في بعض المواقف الأطفال فعليًا على قول كذبة بيضاء لتجنيب مشاعر شخص ما.
في هذه الحالة، تقع الكذبة البيضاء تحت مظلة المهارات الاجتماعية.

● ما يمكن أن يفعله الآباء حيال الكذب؟

من المهم أولاً التفكير في وظيفة الكذب، وما هي أنواع الأكاذيب، وما هي ظروف الأكاذيب؟
إن العلاجات السلوكية تعتمد على وظيفة الأكاذيب وخطورة المشكلة، ولا توجد إرشادات صارمة وسريعة، فالمستويات المختلفة للكذب تعني تداعيات مختلفة.

مستويات الكذب:

(١) عندما يتعلق الأمر بالكذب الساعي للفت الانتباه، بشكل عام من الأفضل تجاهله. 
استخدم اسلوبًا لطيفًا حيث لا يكون للوالدين بالضرورة عواقب ولكنهم أيضًا لا يحاولون إثارة الكثير من الاهتمام.

وهذا صحيح بشكل خاص إذا كان الكذب يأتي من مكان تدني احترام الذات، بالنسبة لهذا النوع من الأكاذيب ذات المستوى المنخفض التي لا تؤذي أي شخص حقًا ولكنها ليست سلوكًا جيدًا، فإن التجاهل وإعادة التوجيه إلى شيء تعرف أنه أكثر واقعية هو السبيل للعلاج.

(٢) إذا لم ينجح ذلك، فيمكن للوالدين أن يكونوا أكثر شفافية بشأن ذلك من خلال تقديم توبيخ لطيف، فإذا كان الطفل يروي إحدى هذه القصص، فسيقول أحد الوالدين بلطف، "تبدو حكاية طويلة، لماذا لا تحاول مرة أخرى وتخبرني بما حدث بالفعل؟"
وبذلك يشير احد الوالدين إلى السلوك وتشجيع الأطفال للمحاولة مرة أخرى.

(٣) إذا كان هناك شيء أكثر جدية، مثل كذب الأطفال الأكبر سنًا بشأن مكان وجودهم أو ما إذا كانوا قد قاموا بواجبهم المنزلي، فيمكن للوالدين التفكير في وجود عواقب. 
يجب أن يكون الأطفال واضحين أنه ستكون هناك تداعيات لهذا النوع من الكذب، يجب أن يكون شيئًا ليس مبالغًا فيه، مما يمنح الطفل فرصة للعودة إلى ممارسة سلوكيات أفضل. 
بعض الأمثلة: أخذ هاتف الطفل لمدة ساعة أو تكليفه بالقيام بعمل روتيني.

أيضًا، اعتمادًا على درجة الخطورة، يجب أن يكون هناك معالجة لما كانوا يكذبون بشأنه. 
أمثلة:
- إذا قال الطفل إنه ليس لديه أي واجب منزلي طوال الاسبوع ثم اكتشف الوالد أنه كان لديه واجبات منزلية كل يوم، فيجب أن يكون هناك نوع من العواقب للكذب وعليه أيضًا الجلوس والقيام بكل العمل. 
- إذا ضرب طفلًا آخر وكذب بشأن ذلك، فهناك عواقب للكذب وأيضًا للضرب، حيث يُطلب منه أيضًا كتابة رسالة اعتذار إلى الطفل الآخر.

حفظ الله أطفالنا