تعد الحالة النفسية للمرأة الحامل من الأمور المؤثرة عادة في الحالة النفسية لطفلها الجميل، هل سمعتي من قبل كيف أن الطفل السعيد لابد أن أمه كانت سعيدة وإيجابية أثناء حملها.. دعينا نتطرق اليوم إلى محاولة رؤية كيف يمكن أن نفعل ذلك.

أخلقي لنفسكِ فئة من الداعمين لكِ

من أكثر الأمور التي عادة ما تجعل الحالة النفسية سعيدة ومستقرة وتجعل حملك يمر بسلام وهدوء هو أن تحيطي نفسك بمن يدعمكِ أكثر فمثلًا عائلتك وأصدقائك وزوجك، فوجود أشخاص يشاركونكِ همومك ومخاوفك يمكن أن يجعلكِ لا تشعرين بالوحدة علي الإطلاق.

وحين تكونين في حالة مزاجية سيئة يمكنهم أن يساعدوكِ علي الإحساس بالثقة والطمأنينة بداخلك، كما سيؤدي اختيار فريق رعاية صحية تثقين به إلى زيادة إحساس بالإيجابية والاطمئنان لديكِ. 

فإذا لم تشعري أبدًا بالراحة بشكل كامل مع طبيبة الأسرة؛ نصيحة اليوم فكري في البحث عن طبيبة جديدة، اسألي صديقتك والمقربين وخذي بعض الوقت في البحث عن طبيبة تجعلكِ تشعرين بالارتياح، وإذا كنتِ المرأة الوحيدة الحامل في عائلتكِ فقد يكون من المفيد مقابلة نساء حوامل ينتظرن قدوم أطفال مثلك حتى تتمكنين من التفاعل مع الأشخاص الذين يمرون بأشياء مماثلة، أو يمكنكِ مقابلة أشخاص من خلال الانضمام عادة إلى فصل تعليمي حول فكرة الحمل وما يتبعها، أو هناك اختيار آخر وهو الانضمام إلى المنتديات والمجتمعات التي تختص بذلك عبر الإنترنت، ومنها بالطبع تطبيق #الملكة حيث يمكن أن تجدي في منتدى الملكة عونًا وصديقات يتسائلن ويتحاورن عن أمور تهمك وتشغل بالك.

الاستعداد للحمل

عادة ما تكون أفضل طريقة لتحسين الحالة النفسية والشعور بالإيجابية هي الاستعداد لما هو قادم، عندما نشعر بالتوتر أو نشعر بالسلبية تجاه شيء ما يمكن أن يساعد اتخاذ إجراء تجهيزي لما أنتِ قلقة بشأنه نحو تخطي ذلك بنجاح علي تحسين الموقف، فمثلا: إذا كنتِ تشعرين بالسلبية بشأن قدراتك كأم، فلم لا تقضِين بعض الوقت في القراءة حول كيفية الاعتناء بالمولود الجديد. 

إن الاستعداد الجيد لذلك سيساعدك على الشعور بمزيد من الثقة والإيجابية، سواء كان الأمر يتعلق بقراءة الكتب أو المجلات، أو أخذ دورة تدريبية عبر الإنترنت، أو حضور فصل شخصي.

وإذا كانت لديكِ أية أفكار سلبية باستمرار حول صحة طفلك، أو احتمالية حدوث أي إجهاض ، ففكري فيما يمكن أن تفعليه للحفاظ عليه مثل تناولك للطعام الصحي، الهدوء وراحة الأعصاب، ابتعادك عن العادات السيئة، وعندما تسمعين دقات قلب طفلك ستشعرين عادة بتحسن عندما تعرفين أنه بخير.. وحين تشعرين بالضيق لعدم خروجك بسبب خوفك من الإصابة بغثيان الصباح في مكان عام، فاحملي معكِ بعض "أكياس القيء" كلما غادرتِ المنزل. 

استرخي وتأملي

عندما تفعلين كل ما في وسعكِ لتقليل احتمالية حدوث أي مواقف سلبي، فيجب عندها أن تهدأ أفكارك السلبية.. فالتأمل مع الجلوس وعدم القيام بأي شيء يكون له دورًا كبيرًا في مساعدتك على أن تصبحين أكثر إيجابية في التفكير بشأن حملك. 

أظهرت العديد من الدراسات أن التأمل يمكن أن يساعد في تخفيف القلق والتوتر.. وما هو أكثر من ذلك هو أن التأمل أثناء الحمل له تأثير إيجابي أيضًا على صحة الأطفال حديثي الولادة ومزاجهم وذلك وفقًا لدراسة أجريت عام 2014.

إذا لم تكوني قد مارستي التأمل من قبل فقد تجدين صعوبة في بداية الأمر للجلوس بصمت والإنصات للأفكار الخاصة... قد يكون من الصعب "تصفية" عقلكِ الآن ولكن بمرور الوقت، ستتقنين الأمر فلا تقلقي. 

هناك عدة أنواع مختلفة من التأمل يمكنكِ تجربتها لمعرفة أيها يناسبك بشكل أفضل: فهناك التأمل الخاص بالذهن أو تأمل التخيل أو تأمل المشي.. وليست كل التمرينات تنجح مع الجميع، ولكن هناك احتمال أن تغير من طريقة تفكيرك!