تطور سلوكيات الاطفال ودليل الكذب حسب العمر!

يلعب الآباء دورًا حيويًا في إظهار الصدق، باعتبارهم قدوة أساسية في حياة الأطفال.  لديهم أيضًا التأثير الأكبر عندما يتعلق الأمر بسلوكيات الاطفال وغرس التزام عميق الجذور بقول الحقيقة.

نعم، قد يكذب الأطفال! ولكن هذا ما يفعله الكبار أحيانا أيضا مع الأسف.
الخبر السار: أنه إذا أخذ الآباء زمام المبادرة بقوة في سياسة عدم الكذب، فسيتعلم معظم الأطفال السير بشكل مستقيم وستنضبط سلوكيات الاطفال.

عندما ينضج الأطفال ويكتسبون فهمًا أكثر تطورًا للآداب الاجتماعية، يجب على الآباء مساعدة الأطفال على التمييز بين الأكاذيب المباحة لتجنيب إيذاء مشاعر الناس. 

تعليم الأطفال أهمية الصدق مبكرًا وتعليمهم كيفية حل المواقف بحيث لا يحتاجون إلى الاعتماد على الكذب سيضمن أنهم سيكونون صادقين معظم الوقت، كما

قد يكذب الأطفال والكبار لأسباب مماثلة:

- للخروج من المتاعب.
- لتحقيق مكاسب شخصية.
- لإثارة إعجاب أو حماية شخص ما.
في سن مبكرة، سيختبر الأطفال الحقيقة ويستمرون في القيام بذلك خلال جميع مراحل النمو، بدرجات متفاوتة من التطور والتفصيل. 

لتحقيق أقصى تأثير في كل مرحلة من مراحل النمو، قومي بمعالجة سلوكيات الاطفال فيما يتعلق بموضوع الكذب بطريقة مناسبة للعمر.

 تعرفي على كيفية الرد بشكل مناسب على الأطفال من مختلف الأعمار عندما يكذبون:

- الأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة (الأعمار من 2 إلى 4 سنوات):

نظرًا لأن المهارات اللغوية للأطفال الصغار آخذة في الظهور للتو، فليس لديهم فكرة واضحة حتى الآن عن أين تبدأ الحقيقة وأين تنتهي. 
في هذا العمر، يكون لدى الأطفال الصغار أيضًا فهم هش إلى حد ما للفرق بين الواقع، وأحلام اليقظة، والرغبات، والتخيلات، والمخاوف.
يمكن للعواطف القوية أن تجعل طفلًا يبلغ من العمر عامين أو ثلاثة أعوام يصر على أن أخيه الرضيع قد أكل ورقة هامة تخص الأب! عندما من الواضح أن الأخ الرضيع لم يفعل أي شيء من هذا القبيل.
تذكري أن الأطفال الصغار يحاولون إظهار استقلاليتهم ويمكنهم خوض صراع على السلطة بسبب أي خلاف. 
لذا جربي ردًا دبلوماسيًا معتدلًا يثير الشك، مثل:
حقًا؟ إذًا لا يجب أن تكون تلك الفتات التي أراها على ذقنك. 
إن قول هذا يساعد في تجنب معركة الإرادات. 
الأطفال الصغار هم أصغر من أن يعاقبوا على الكذب، لكن يمكن للوالدين أن يبدؤوا بمهارة في تشجيع الصدق.

في سن الرابعة تقريبًا عندما يصبح الأطفال أكثر قدرة على الكلام، يمكنهم الرد بـ "لا" عندما تطرحي أسئلة بسيطة مثل: "هل قرصت أختك؟" 
استغلي كل فرصة لشرح ما هي الكذبة ولماذا هي سيئة. 
قدمي الموضوع من الناحية المثالية، بعد وقت قصير من أن يروي طفلك الكذبة حتى تظل الذكرى حية. 
ابدأي بعبارة: دعنا نتحدث عن الكذب ولماذا لا بأس بذلك، قد لا تكون محادثة طويلة، ولكن أعطه رسالة مفادها أن الصدق مهم. 
ردًا على الكذبة كوني حازمًة وجادًة، وقولي: "يبدو أنك لا تقول الحقيقة" أو "هل أنت متأكد تمامًا من أن هذا ما حدث؟" 
أوضحي أنك لست منجذبة بالأكاذيب، لكن استمري برشاقة بعد الاستماع إلى طفلك وتصحيح سلوكه برفق. 
تجنبي مواجهة الطفل أكثر أو البحث عن الحقيقة إلا إذا كان الموقف خطيرًا ويتطلب مزيدًا من الاهتمام.

ماذا تفعلين عندما يكذب الأطفال الأكبر سنًا؟

- في سن المدرسة والأطفال الكبار (من 5 إلى 8 سنوات):

بين سن 5 و 8 سنوات، سيقول الأطفال المزيد من الأكاذيب لاختبار ما يمكن أن يفلتوا منه، خاصة الأكاذيب المتعلقة بالمدرسة والفصول الدراسية والواجبات المنزلية والمعلمين والأصدقاء. 
قد يكون الحفاظ على الأكاذيب أمرًا صعبًا، على الرغم من أنهم أصبحوا أفضل في إخفاءها.  
غالبًا ما تكون اللوائح والمسؤوليات في هذا العصر كبيرة جدًا على الأطفال، ونتيجة لذلك، غالبًا ما يكذب الأطفال لإرضاء القوى التي يبدو أنها تتطلب أداءً أكثر مما يمكنهم أدائه. 
لكن لحسن الحظ من السهل نسبيًا اكتشاف معظم الأكاذيب (لم نحصل على أي واجبات منزلية اليوم).  تحدثي بصراحة مع أطفالك واستمري في قراءة القصص معهم، مثل كوني صادقًة وأخبريه الحقيقة دائمًا، لاحظي أيضًا الطفل فعندما يكون صادقًا قدمي له الثناء وردود الفعل الإيجابية.

- المراهقين (من 9 إلى 12 سنة):

معظم الأطفال في هذا العمر في طريقهم إلى تكوين هوية جادة وجديرة بالثقة، لكنهم أصبحوا أيضًا أكثر مهارة في الحفاظ على الأكاذيب وأكثر حساسية لتداعيات أفعالهم، وقد يكون لديهم شعور قوي بالذنب بعد الكذب. 
المحادثات الصريحة والأطول حول الصدق ضرورية بالتأكيد، حيث ستكون هناك لحظات "كذبة صغيرة" نادرة يكون فيها بعض الكذب مقبولًا من أجل أن تكون مهذبًا أو لتجنب إيذاء مشاعر شخص آخر. 
عندما تظهر مثل هذه المواقف كوني صريحًة مع طفلك لتتجنبي إرسال رسائل مختلطة. 
ابدأي محادثة معه: أنت تعرف مدى أهمية إخبار والديك دائمًا بالحقيقة، أليس كذلك؟
حسنًا، هناك أيضًا أوقات يكون فيها من المهم أن تكون مهذبًا ولا تؤذي مشاعر شخص آخر.
إذا كنا نزور أصدقاء ويقدمون  غداء لا تحبه، ليس من الأدب أن ترفض تناول الطعام، يجب أن تأكل الطعام وتقول شكرًا. 
وبذلك ستكون ضيف عزيز وستتم دعوتك مرة أخرى!

لا تزال النماذج الجيدة ضرورية لأطفالك، لذا فكري في تجنيد أفراد الأسرة المقربين أو الجيران المهتمين لتوجيه أطفالك من خلال التفاعلات الاجتماعية الصعبة. 
سوف تزداد صعوبة الأمر قبل أن يصبح أسهل، ولكن هناك جانب مضيء: الأطفال الذين تربطهم علاقة ثابتة بوالديهم، حيث يشعرون بالراحة في التحدث والكشف عن المعلومات، هم أكثر عرضة لقول الحقيقة. 
لكن عليكِ أن تدركي أيضًا أن أطفالك لن يخبروك بالحقيقة دائمًا، وأخذ لحظة للتفكير في سبب كذبهم يجب أن يساعدك على الرد على أكاذيبهم بشكل مناسب.