يحدث قصر النظر عادهً في مرحلة الطفولة نتيجة نمو العين لفترة طويلة من الأمام إلى الخلف (الطول المحوري)، ويتسبب قصر النظر عادهً في عدم القدرة على رؤية الصور والأشياء البعيدة بوضوح، مثل السبورة في الفصل أو شاشة التلفزيون عبر الغرفة أو الساعة على الحائط.

تركز العين التي تعاني من قصر النظر عادهً على الصورة في الجزء الأمامي من الشبكية، بدلاً من التركيز على الشبكية مباشرة، مما يتسبب عادهً في رؤية ضبابية بعيدة، ويمكن تصحيح قصر النظر باستخدام النظارات التصحيحية.

قصر النظر ليس فقط رؤية ضبابية ولكن يمكن أن يؤدي أيضًا إلى أمراض عيون خطيرة تهدد البصر.

يمكن أن يكون قصر النظر موروثًا، أو يمكن أن يكون بسبب عادات نمط الحياة، وتميل الحالة إلى التفاقم مع تقدم الأطفال في السن، حيث تستمر عيونهم في النمو أيضًا.

• انتشار قصر النظر بشكل متزايد.

على مدار العشرين عامًا الماضية، زاد عدد الأطفال المصابين بقصر النظر بشكل ملحوظ، ففي آسيا يعاني ما يصل إلى 90٪ من الأطفال من قصر النظر، وفي الولايات المتحدة سيزداد عدد الأطفال المصابين بقصر النظر من 39 مليونًا في عام 2020 إلى 45 مليونًا بحلول عام 2050.

تؤدي المستويات المرتفعة من قصر النظر إلى زيادة مخاطر الإصابة بأمراض العين التي تهدد الرؤية.

والخبر السار هو أنه من خلال فحوصات العين المنتظمة، وعلاج الرؤية، وإدارة قصر النظر، يمكن لطفلك استعادة الرؤية الواضحة، مع تقليل خطر الإصابة بأمراض العين.

ابحثي عن طبيب عيون بالقرب منك لمناقشة أفضل الخيارات لتصحيح قصر نظر طفلك ومناقشة كيفية التعامل مع هذه الحالة.

• ما الذي يسبب تطور قصر النظر؟

السبب الرئيسي لتطور قصر النظر هو زيادة الطول المحوري للعين.

يمكن أن تساهم العديد من العوامل في هذا:

- ارتداء النظارات طوال اليوم، كل يوم يمكن أن يؤدي إلى تفاقم قصر النظر.

فإذا كان لدى الطفل قصر نظر منخفض، فيجب ارتداء النظارات في بعض الأحيان فقط لأنشطة مثل مشاهدة التلفزيون أو ممارسة الرياضة، فليست هناك حاجة لنظارات قصر النظر المنخفض لمهام الرؤية القريبة، مثل القراءة أو الكتابة أو إكمال الواجبات المنزلية، وبالطبع، يحتاج الأطفال الذين يعانون من قصر نظر متوسط ​​إلى مرتفع إلى ارتداء نظاراتهم للرؤية القريبة والبعيدة، لذلك في حالتهم، لا يمكن السيطرة على هذا العامل.

- قد يساهم ارتداء النظارات مع التصحيح الكامل أيضًا في تفاقم قصر النظر.

وإذا كان لدى الطفل خطأ انكساري يبلغ -2.5 ديوبتر ، فإن بعض أطباء العيون يصفون عدسة مصححة تحت العدسة -2.25 أو -2.0، تحت التصحيح هو الأمثل لأن وصف وصفة طبية بصرية كاملة من -2.5، قد توفر رؤية أوضح بشكل ملحوظ، ولكن يمكن أن تسهم في تدهور قصر النظر بمرور الوقت.

- يؤدي النمو الطبيعي للعين إلى تفاقم قصر النظر مع نمو العين وتغير شكلها.

ويميل قصر النظر إلى التقدم ويزداد سوءًا خلال سنوات المراهقة، ويصل إلى مرحلة الاستقرار بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل 20 عامًا، حوالي 20 عامًا هو الوقت الذي تتوقف فيه العين عن النمو.

- تساهم الوراثة في تطور قصر النظر.

خاصة إذا كان كلا الوالدين يعاني من قصر النظر.

- أظهرت الأبحاث أن وقت اللعب المحدود في الهواء الطلق يتسبب في تطور قصر النظر.

خاصة إذا كان الطفل يقضي أقل من ساعة إلى ساعتين في الخارج يوميًا، حيث يعد وقت اللعب في الهواء الطلق ضروريًا للأطفال الذين يعانون من قصر النظر لأنه يمنح عضلات العين فرصة للاسترخاء والاستراحة من أنشطة التركيز المستمرة.

- تم ربط الاستخدام المطول للأجهزة الرقمية بتطور قصر النظر. 

يقضي الأطفال ساعات طويلة على جميع أنواع الأجهزة المختلفة؛ الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر وما إلى ذلك، ويمكن أن يؤدي الاستخدام المطول للأجهزة الرقمية إلى زيادة الضغط على مهارات التركيز لدى الطفل، مما قد يؤدي إلى إجهاد العين وتطور قصر النظر.

تبين أن مهام الرؤية القريبة لفترات طويلة من أي نوع؛ القراءة ، والكتابة ، واستخدام الكمبيوتر ، واستخدام الهاتف الذكي ، وما إلى ذلك ، هي سبب محتمل لتطور قصر النظر.

• نصيحة لضبط العوامل التي يمكنك التحكم فيها:

- نصيحة: قللي مدة مهام وأنشطة الرؤية القريبة، أو على الأقل تأكدي من أن طفلك يأخذ فترات راحة متكررة.

- نصيحة: اصطحبي طفلك إلى الخارج كل يوم، ويوصي الأطباء بـ 60-80 دقيقة يوميًا لمنح عضلات العين فرصة للاسترخاء.

- نصيحة: حددي موعدًا لفحوصات العين بانتظام مع طبيب عيون طفلك. 
طور أطباء العيون مؤخرًا برنامج إدارة قصر النظر للأطفال، تتضمن إدارة قصر النظر ارتداء النظارات متعددة البؤر أو العدسات اللاصقة، أو استخدام قطرات العين للسيطرة على تطور قصر النظر أو تفاقمه.

يصل تطور قصر النظر إلى معدلات وبائية في جميع أنحاء العالم، لا يتسبب فقط في إزعاج الحاجة إلى ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة، بل يؤدي أيضًا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض العين التي تهدد الرؤية في وقت لاحق من الحياة.