6 طرق لمساعدة طفلك على التغلب على الخوف من الفشل
"أولئك الذين لا يخافون من الفشل يمكنهم تحقيق الكثير."
لقد لاحظت عاملاً واحدًا يعيق الأطفال والمراهقين باستمرار وهو: الخوف من الفشل.
عندما يخشى الأطفال والمراهقين الفشل، فإنهم عادةً ما يستجيبون للتحديات والمعوقات بإحدى طريقتين:
- يستسلم الأطفال والمراهقين حتى قبل أن يبدؤوا ويفضلون تجنب احتمال الفشل.
- ينزعج الأطفال والمراهقين ويحبطون أنفسهم عندما لا يحصلون على نتائج جيدة في المرة الأولى للمحاولة، مما يؤدي إلى القلق وضعف الأداء.
حتى الطفل البالغ من العمر عامين أيضًا قد يشعر بالإحباط عندما يكون هناك شيء صعب عليه وقد يقول "أنا فاشل".
الخوف من الفشل يمكن أن يكون مُعيقًا لهم، لكن يجب أن تكون هناك طريقة لتغيير هذا، أليس كذلك؟
هذه الاستراتيجيات الست قائمة على البحث مع الكثير من الأطفال والمراهقين، وأدعوكِ لتجربتها مع أطفالك أيضًا!
يتعلم الأطفال والمراهقين من تجاربنا، لذلك علينا أن ننتبه لاستجاباتنا للأخطاء والفشل.
وجد الباحثان في جامعة ستانفورد كارول دويك وكيلا هايموفيتز أن الأطفال والمراهقين يتعلمون مواقفهم حول الفشل من والديهم، فمن خلال مشاهدة الوالدين يطور الأطفال إحدى فكرتين: أن الفشل "معزز" أو أن الفشل "منهك".
عندما ترتكبي أخطاء حاولي الرد بإيجابية أو بدعابة، وتحدثي إلى طفلك عما تعلمتيه من أخطائك سواء في الماضي أو الحاضر، وكوني على استعداد للمحاولة مرة أخرى، وابذلي قصارى جهدك لإظهار موقف متفائل تجاه المستقبل.
تقول إحدى الفتيات، إن والدها كان يشجعها وشقيقها على مشاركة إخفاقاتهما كل يوم حول مائدة الطعام، وإذا لم يفشلوا في شئ، كان يعرف أنهم لم يجربوا أي تحدٍ في ذلك اليوم، كما نصحهما الوالد بكتابة الدروس التي تعلماها من تجاربهم الغير ناجحة للاستفادة منها في المستقبل لتحقيق النجاح.
من المهم التأكيد على الجهد المبذول بدلاً من القدرات، وأظهري لطفلك أن الأداء لا يتعلق بالقدرة إنما يتعلق الأمر بالجهد والممارسة وطريقة التعلم والتخطيط وما إلى ذلك.
هذا لا يعني أنه يجب عليك أن تقولي لطفلك حاول بجد عندما يفشل خاصة إذا كان قد بذل جهدًا بالفعل، ولكن يمكنك مناقشة استراتيجيات وطرق محددة قد تنجح في المرة القادمة، بدلاً من قول شيء متعلق بالقدرات مثل: "لا بأس إذا لم تكن الرياضيات هي أفضل موضوع لديك"، وينطبق نفس الشيء عندما نمدح أطفالنا.
في مجموعة متنوعة من الدراسات على المئات من أطفال الصف الخامس، تم الثناء على مجموعة واحدة لقدرات الأطفال بها، والأخرى لجهود الاطفال بها.
واجهت المجموعتان تحديًا صعبًا مصممًا لطلاب الصف الثامن، وقد لوحظ أن المجموعة التي تم الإشادة بها على جهدها حاولت جاهدة، على الرغم من أنها ارتكبت الكثير من الأخطاء بشكل طبيعي، والمجموعة التي تم مدحها لذكائها أصيبت بالإحباط عندما ارتكبوا أخطاء، واعتبروا هذه الأخطاء على أنها نقص في القدرة وعلامة على الفشل.
بشكل عام ارتفع اختبار الذكاء لمجموعة "الجهد" بنسبة 30٪، بينما انخفض بنسبة 20٪ لمجموعة "القدرة"، وكل ذلك بسبب اختلاف المواقف حول الأخطاء والفشل.
اقرأي المزيد حول التخلص من أساليب التربية المدمرة واتباع أخرى صحيحة
لذا سواء كنت تتكلمين عن النجاح أو الفشل، ركزي على الجهد (والعملية) أكثر من القدرة (والنتيجة)، وسوف يتعلم طفلك أن يرى الفشل في ضوء جديد.
إن الخوف من الفشل مرتبط بشكل مباشر بتقدير الذات، أو بالاعتقاد بأنك شخص ذو قيمة.
عادة ما يربط الأطفال قيمتهم الذاتية بما يفكر فيه آباؤهم عنهم، وقد يشعرون أن والديهم لن يحبوهما أو يقدروهما بنفس القدر إذا لم يحافظوا على درجات عالية، وأداء رياضي أو فني رائع، وسلوك مثالي، وما إلى ذلك، وبطبيعة الحال ينتج عن هذا الاعتقاد الخوف من الفشل.
يمكنك زيادة مشاعر تقدير طفلك لذاته من خلال توضيح أنك تحبينه دون قيد أو شرط، حتى عندما يرتكب أخطاء.
ربما لا تتوقعين أن يكون طفلك مثاليًا، ولكن تأكدي من أنه يعرف ذلك أيضًا.
على سبيل المثال:
تجنبي إرسال رسالة خاطئة عن طريق القلق بشأن الواجب المنزلي لطفلك أو تصحيح جميع إجاباته الخاطئة، أو إخباره بالضبط بما يجب كتابته أو كيفية إكمال الواجب.
هذا يمكن أن يجعل طفلك يشعر أن عملية التعلم أقل أهمية بالنسبة لك من أدائه ودرجاته، قد يشعر بالقلق من أنك ستصابين بخيبة أمل إذا فشل في الوصول إلى توقعاتك العالية.
حاولي تخفيف هذا القلق على طفلك، واشرحي له أنك ستحبينه دائمًا وأنك فخورة بجهوده ومثابرته وتحسنه المستمر، ويمكنك أيضًا التعبير عن الفخر بالطريقة التي يستجيب بها للأخطاء والفشل.
يجري رائد الأعمال والمؤلف والمتحدث العام تيم فيريس تمرين "أسوأ سيناريو" باستخدام طريقة عصف ذهني من ثلاثة أعمدة:
في العمود الأول يسرد سيناريوهاته الأسوأ.
والعمود الثاني عبارة عن قائمة بالطرق لتقليل احتمالية حدوث هذه السيناريوهات.
وفي العمود الثالث يكتب كيف سيتعافى من كل من هذه السيناريوهات السيئة.
وبذلك يدرك الشخص أنه كان قلقًا للغاية من شيء يمكن منعه تمامًا أو عكسه أو التعامل معه على أنه طبيعي وليس مشكلة كبيرة جدًا.
وبالمثل إذا كان طفلك خائفًا من تجربة أشياء جديدة أو صعبة، فقد يساعدك تمرين "أسوأ سيناريو".
فابدأي بأخذ رقة وقلم حتى تتمكني من تبادل الأفكار مع طفلك.
اطرحي على طفلك أسئلة مثل:
- إذا سارت الأمور بشكل خاطئ، ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟
- ما مدى احتمالية حدوث ذلك الشئ؟
- هل هناك أي شيء يمكنك القيام به لمنع هذا السيناريو الأسوأ؟
- وماذا ستفعل إذا حدث أسوأ سيناريو؟
الفكرة هي مساعدة طفلك على فهم أن خوفه من الفشل لا أساس له في الغالب، وسيدرك طفلك أيضًا أنه يستطيع القيام بأشياء لمنع النتائج السلبية، وذلك قد يمنحه إحساسًا بالقوة والسيطرة.
هل يمكنك أن تتخيلي رؤية واجب طفلك المنزلي منسياً على الطاولة؟ هل ستذكريه ان ياخذه معه للمدرسة؟
أنصحك أن لا تذكريه به، ولكن يمكنك ارشاده عندما يعود لإعداد قائمة بكل ما يحتاجه ليأخذه إلى المدرسة كل صباح.
فنحن بحاجة إلى ترك أطفالنا يفشلون، بدلاً من حمايتهم من المشاكل، ساعديهم على التركيز على الحلول.
ناقشي أطفالك في الإجراءات التي يمكن ان يتخذوها وعواقب هذه الإجراءات وكيف يمكن تجنب هذه العواقب في المستقبل.
اطرحي أسئلة مثل:
- ماذا حصل؟
- كيف يمكنك إصلاح أو منع هذا في المرة القادمة؟
الجزء المفضل من التحدث إلى الأطفال حول إخفاقاتهم هو مساعدتهم في وضع إستراتيجية.
إنها أيضًا أفضل نصيحة يمكنني تقديمها للآباء الذين يرغبون في مساعدة أطفالهم على محاربة الخوف من الفشل.
اسمحي لطفلك بالعصف الذهني للحلول، ولكن يمكنك أيضًا تقديم اقتراحات مثل:
- "هل تعتقد أنه من المفيد أخذ درس مع معلمك بعد المدرسة؟
- ماذا لو بدأت واجبك المنزلي قبل ذلك بقليل؟
باستخدام هذا النهج، فإنك تعلمين طفلك عدم الاستجابة للفشل بالإحباط أو خيبة الأمل أو الاستسلام، وسوف يتعلم أن الفشل يعني ببساطة العودة إلى التخطيط والمحاولة وابتكار أساليب واستراتيجيات جديدة أفضل.
وجدت دراسة جديدة أجراها باحثون فرنسيون أن الأطفال الذين تم إخبارهم أن التعلم يمكن أن يكون صعبًا، وأن الفشل جزء طبيعي من عملية التعلم، وكان أداؤهم في الاختبارات أفضل من الأطفال الذين لم يعطوا مثل هذه التطمينات.
اعتمادًا على عمر طفلك قد تتمكني من إجراء مناقشة مفتوحة حول النجاح وكيف يمكن أن يكون من الصعب تحقيقه، وإذا لم تكوني على دراية بكيفية بدء المحادثة فاستخدمي الاقتراحات التالية:
تحدثي عن النجاح باستخدام تشبيه الجبل الجليدي.
أخبري طفلك انه عندما يرى أشخاصًا ناجحين، فإنه يرى فقط غيض من فيض.
أنه لا يرى ما هو "تحت الماء"، أو ما يلزمهم لتحقيق هذا النجاح من:
الفشل، والرفض، والعزيمة، والجهد، والانضباط، والمثابرة، وما إلى ذلك.
اشرحي له أن الفشل يمكن أن يكون مفيدًا لأنه يؤدي إلى النجاح عندما نتعلم منه ونحاول مرة أخرى.
اشرحي له أنه عندما يفشل، يتعلم ما الذي يجعله ينجح وما الذي لا يجعله ينجح، ويتحسن، ويتعلم الاستمرار بدلاً من الاستسلام، وما إلى ذلك.
اشرحي له أن الخوف من الفشل سيمنعه من المحاولة ويمنعه من الوصول إلى أحلامه وتحقيق أقصى إمكاناته.
اخبريه كيف فشل المشاهير في طريقهم إلى النجاح كحافز له للعمل بجدية أكبر.
من خلال إجراء هذه المحادثات المفتوحة مع طفلك، يمكنك مساعدته على الاعتراف بخوفه من الفشل ومعالجته.
- يمكن أن يكون للخوف من الفشل تأثير سلبي على ثقة الأطفال والمراهقين وأدائهم، ولكن لا يجب أن يكون هذا مستمرًا على الدوام.
- لمساعدة طفلك على التغلب على خوفه من الفشل حاولي تنفيذ هذه الاستراتيجيات الست:
غيّري موقفك من الفشل بقبول الأخطاء وحتى الدعابة بها.
ركزي على الجهد بدلاً من القدرة في استجابتك لكل من النجاح والفشل.
أظهري أنك تحبين طفلك دون قيد أو شرط.
جربي تمرين "السيناريو الأسوأ" لمعالجة مخاوف طفلك.
اسمحي لطفلك بالفشل وساعديه على التركيز على الحل.
قومي بإجراء محادثات مفتوحة حول النجاح والفشل.
عندما يتعلم أطفالنا تبني الأخطاء، سيدركون أن الاستسلام ليس الحل، وسيجدون الثقة والشجاعة لمواجهة التحديات الجديدة بحماس.
كيف تخففين من إرهاق رعاية أولادك؛ إليك 3 خطوات لِأمومة هادئة
يجب أن تفهم عائلتك بما في ذلك الاطفال أن لديك احتياجاتك العاطفية أيضًا، ولهذا السبب فإن وقت التوقف عن العمل الخاص بك غير قابل للتفاوض أيضًا
أخطاء شائعة في التربية عليك تجنبها فورا
هناك طرق عديدة في تأديب الاطفال ولكن الغرض من التأديب هو تحسين السلوك وليس كسر الطفل، ومن المهم تعزيز المرونة العاطفية والنفسية لدى الاطفال
هل يضايقك تدخل الأقارب في تربية الابناء؟ إليكِ الحل
يتوق العديد من الآباء إلى مشاركة تجاربهم المألوفة في تربية الابناء عندما يرون طفلًا آخر يتصرف على نحو غير لائق