أصبح من الشائع جدًا استخدام مرطبات وأطعمة معززة بنكهة الشوكولاتة السبريد، وظهرت هذه الحلوى المصنوعة من الشوكولاتة القابلة للدهن في قوائم المطاعم حول العالم وهي عنصر أساسي في مطابخ الكثيرين، لكن ما هي مخاطرها على صحة الطفل؟
في حين أن الشوكولاتة القابلة للدهن لذيذة بلا شك، ويعتقد الكثير من الناس أنها صحية لأنها تحتوي على البندق، بل إن البعض يستخدمها كبديل لزبدة المكسرات.
لذلك سنلقي اليوم في هذه المقالة نظرة على القيمة الغذائية للشوكولاتة القابلة للدهن ومكوناتها لاكتشاف ما إذا كانت ستؤثر سلبًا على صحة الطفل أم لا.

ما هي الشوكولاتة القابلة للدهن؟

هي عبارة عن كاكاو محلى بالبندق، وهي ثالث أكبر منتج للشوكولاتة في العالم، تم إنشاؤه في الأصل في إيطاليا خلال الحرب العالمية الثانية عندما أضاف الخباز بيترو فيريرو البندق المطحون إلى الشوكولاتة لتعويض النقص في الكاكاو في البلاد، واليوم يستهلك الناس حول العالم الشوكولاتة السبريد وتستمر شعبيتها في الازدياد.
تُستهلك هذه الشوكولاتة بعدة طرق، وتُستخدم بشكل شائع كإضافة إلى الخبز المحمص والفطائر والعجنات، وعلى الرغم من أن الشوكولاتة القابلة للدهن تُصنف حاليًا على أنها تحتل المرتبة الأولى في الحلوى، إلا أن الشركات المنتجة كانت تدفع لإعادة تصنيف السبريد كوجبة إفطار، على غرار المربى، وقد لا يبدو هذا التغيير مهمًا، ولكن قد يكون له تأثير كبير على كيفية إدراك المستهلكين لقيمته الغذائية، حيث يؤدي هذا التغيير في التصنيف إلى خفض حجم الحصة المطلوبة على الملصق الغذائي للشوكولاتة من ملعقتين كبيرتين (37 جرامًا) إلى 1 ملعقة كبيرة (18.5 جرامًا).
إذا حدث ذلك، فإن العملاء الذين لا يقرؤون معلومات التغذية بعناية قد يدركون أن الشوكولاتة السبريد منخفضة نسبيًا في السعرات الحرارية والسكر والدهون، في حين أن هذه الأرقام ستكون منخفضة بسبب صغر حجم الحصة.
تركز إعلانات الشوكولاتة على الإعلان عن السبريد كخيار سريع وصحي للإفطار، خاصة للأطفال، ومع ذلك نظرًا لاحتوائها على كمية كبيرة من السكر فقد لا تكون أفضل طريقة لبدء يومك أو يوم طفلك.

أي أن الشوكولاتة القابلة للدهن عبارة عن كاكاو محلى بالبندق يتم تناوله بشكل شائع في وجبات الإفطار والحلويات حول العالم.

المكونات والتغذية

• السكر:

إما سكر البنجر أو قصب، فالسكر المكرر هو أكبر مكون لها.

• زيت النخيل:

نوع من الزيوت النباتية التي تأتي من ثمار شجرة النخيل الزيتية، حيث يعطي زيت النخيل المنتج قوامه الكريمي المميز وقابليته للدهن.

• البندق:

معجون بندق نقي 100٪، وقد تحتوي كل جرة على ما يعادل حوالي 50 من هذه المكسرات الحلوة.

• الكاكاو:

تأتي غالبية حبوب الكاكاو المستخدمة في الشوكولاتة السبريد من إفريقيا، وتتم معالجتها في مسحوق ناعم وخلطها مع المكونات الأخرى لإضفاء طعم الشوكولاتة.

• مسحوق الحليب منزوع الدسم:

يُصنع عن طريق إزالة الماء من الحليب المبستر الخالي من الدسم، حيث يتمتع الحليب المجفف بعمر افتراضي أطول بكثير من الحليب العادي ولا يحتاج إلى تبريد.

• ليسيثين الصويا:

ليسيثين الصويا هو مستحلب، مما يعني أنه يساعد على تجانس المكونات ومنعها من الفصل، والحفاظ على قوام ناعم وموحد للدهن، حيث إنها مادة دهنية مشتقة من فول الصويا وتعد من الإضافات الغذائية الشائعة.

• الفانيلين:

هو أحد مكونات النكهة الموجودة بشكل طبيعي في مستخلص حبوب الفانيليا، بينما يتم الإعلان عن الشوكولاتة القابلة للدهن على أنها زبدة البندق، لكن يتم إدراج السكر أولاً على ملصق المكونات، وذلك لأن السكر هو مكونه الأساسي، ويشكل 57٪ من وزنه.

تحتوي ملعقتان كبيرتان (37 جرام) من الشوكولاتة على:

• السعرات الحرارية: 200
• الدهون: 12 جرام
• السكر: 21 جرام
• البروتين: 2 جرام
• الكالسيوم: 4٪ من الاحتياج اليومي
• الحديد: 4٪ من الاحتياج اليومي

على الرغم من احتواء الشوكولاتة القابلة للدهن على كمية صغيرة من الكالسيوم والحديد، إلا أنها ليست مغذية للغاية وتحتوي على نسبة عالية من السكر والسعرات الحرارية والدهون.

من أضرار الشوكولاتة القابلة للدهن أنها قد تحتوي على السكر وزيت النخيل والبندق والكاكاو ومسحوق الحليب والليسيثين والفانيلين الصناعي، وبذلك فإنها تحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية والسكر والدهون.

هل الشوكولاتة القابلة للدهن صحية؟

غالبًا ما يتم الإعلان عنها على أنها طريقة سريعة وبسيطة لإعداد وجبة فطور لذيذة ومفيدة لـ صحة الطفل، تسلط الإعلانات التجارية الضوء على مكوناتها "البسيطة" و"عالية الجودة"، مثل البندق والحليب الخالي من الدسم، ولكنها لا تذكر أبدًا المكونات التي تشكل غالبية المكونات وهي: السكر والدهون.
على الرغم من عدم وجود شك في أن طعم الشوكولاتة القابلة للدهن جيد، إلا أنه لا ينبغي اعتباره مكونًا صحيًا للأطفال، فلماذا؟

1. لأنها محشوة بالسكر

فالسكر هو المكون الرئيسي للشوكولاتة القابلة للدهن، مما يعطي السبريد طعمه الحلو، تحتوي الحصة التي تحتوي على ملعقتين كبيرتين (37 جرامًا) على 21 جرامًا من السكر، أو حوالي 5 ملاعق صغيرة سكر، والحد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر المضاف أمر بالغ الأهمية لصحتك وصحة الطفل.
في الواقع توصي جمعية القلب الأمريكية بألا يستهلك النساء والأطفال أكثر من 6 ملاعق صغيرة (25 جرامًا) من السكر المضاف يوميًا، بينما يجب على الرجال الحد من تناولهم إلى 9 ملاعق صغيرة (38 جرامًا).
باستخدام هذه القاعدة ستكون المرأة أو الطفل قريبًا من حد السكر المضاف ليوم كامل بعد تناول ملعقتين كبيرتين فقط (37 جرامًا) من الشوكولاتة القابلة للدهن.
تم ربط استهلاك الكثير من السكر المضاف بمجموعة متنوعة من الأمراض والحالات المزمنة، بما في ذلك:
السمنة والسكري وأمراض القلب وأمراض الكبد والتدهور المعرفي وحتى بعض أنواع السرطانات، بما في ذلك سرطان المريء، بالإضافة إلى ذلك قد يكون السكر المضاف أحد العوامل الدافعة وراء زيادة السمنة لدى الأطفال.
لهذه الأسباب  يجب تقليل الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر المضاف مثل الشوكولاتة القابلة للدهن إلى الحد الأدنى.

2. بها نسبة عالية من الدهون والسعرات الحرارية

على الرغم من أن حجم الحصة الموصى به صغير، لا تزال ملعقتان كبيرتان (37 جرامًا) من الشوكولاتة القابلة للدهن تحتوي على 200 سعر حراري.
نظرًا لأن الشوكولاتة القابلة للدهن حلوة ودسمة، فقد يكون من الصعب على بعض الأشخاص الالتزام بحجم الحصة، مما يجعل من السهل استهلاك عدد كبير من السعرات الحرارية منها.
يمكن أن يؤدي تناول حصة أو حصتين منها يوميًا إلى زيادة الوزن بمرور الوقت، خاصة بالنسبة للطفل.
ما يجعل الشوكولاتة القابلة للدهن كثيفة السعرات الحرارية هو الكمية العالية من الدهون التي تحتوي عليها بعد السكر، ويعتبر زيت النخيل ثاني أكثر المكونات وفرة فيها.
في حين أن الدهون مفيدة للصحة من نواح كثيرة، فإن استهلاك الكثير من الدهون يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
تزيد زيادة الوزن أو السمنة من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة بما في ذلك أمراض القلب والسكري وأنواع معينة من السرطان.
تحتوي الشوكولاتة القابلة للدهن على نسبة عالية من السعرات الحرارية والسكر والدهون، وكلها يمكن أن تسبب مشاكل صحية بمرور الوقت إذا استهلكت بكميات كبيرة.

لا تستخدميها كبديل عن زبدة البندق

ترتبط الشوكولاتة القابلة للدهن بزبدة المكسرات لأنه غالبًا ما يشار إليها باسم سبريد البندق، على الرغم من أنها تحتوي على كمية صغيرة من معجون البندق، إلا أنه لا ينبغي استخدامها كبديل لزبدة الجوز.
زبدة المكسرات، بما في ذلك زبدة الفول السوداني وزبدة اللوز وزبدة الكاجو، غنية أيضًا بالسعرات الحرارية والدهون، ومع ذلك فإن زبدة المكسرات الطبيعية تقدم فوائد غذائية أكثر بكثير من الشوكولاتة القابلة للدهن.
في حين أن بعض زبدة المكسرات المصنعة تحتوي على زيوت وسكريات مضافة، إلا أن زبدة المكسرات الطبيعية التي تهديها لطفلك في المنزل تحتوي فقط على المكسرات وأحيانًا الملح.
على سبيل المثال تحتوي ملعقتان كبيرتان (32 جرام) من زبدة اللوز الطبيعية على:

• السعرات الحرارية: 200
• الدهون: 19 جرام
• البروتين: 5 جرام
• السكريات: أقل من 1 جرام
• المنغنيز: 38٪ من من الاحتياج البومي
• المغنيسيوم: 24٪ من الاحتياج اليومي
• الفوسفور: 16٪ من الاحتياج اليومي
• النحاس: 14٪ من الاحتياج اليومي
• الريبوفلافين (فيتامين ب 2): 12٪ من الاحتياج اليومي
• الكالسيوم: 8٪ من الاحتياج اليومي
• الفولات: 6٪ من الاحتياج اليومي
• الحديد: 6٪ من الاحتياج اليومي
• البوتاسيوم: 6٪ من الاحتياج اليومي
• الزنك: 6٪ من الاحتياج اليومي

كما ترين، توفر زبدة اللوز الطبيعية العديد من العناصر الغذائية الهامة التي يحتاجها جسم وصحة الطفل ليعمل ويزدهر.
علاوةً على ذلك، تحتوي معظم زبدة المكسرات الطبيعية على أقل من 1 جرام من السكر لكل حصة، وهذا فرق كبير عن 5 ملاعق صغيرة (21 جرامًا) من السكر الموجودة في حصة واحدة من الشوكولاتة القابلة للدهن.
بالمقارنة مع الشوكولاتة القابلة للدهن، فإن زبدة المكسرات الطبيعية هي خيار صحي أكثر.

زبدة المكسرات الطبيعية مغذية أكثر بكثير من الشوكولاتة القابلة للدهن، حيث توفر المزيد من البروتين، وأقل من السكر والكثير من العناصر الغذائية الهامة.

هل يجب أن يأكل الأطفال الشوكولاتة القابلة للدهن؟

مثل أي طعام يحتوي على نسبة عالية من السكر، تعتبر الشوكولاتة القابلة للدهن ممتعة، لكن تكمن المشكلة في أن الناس غالبًا ما يستخدمونها كوجبة إفطار أكثر من كونها حلوى.
سيؤدي استهلاك الشوكولاتة القابلة للدهن كل يوم إلى زيادة كمية السكر المضاف في نظام طفلك الغذائي، ويستهلك معظم الأطفال بالفعل المزيد من السكر المضاف أكثر مما هو موصى به.
على سبيل المثال: يستهلك الأطفال حوالي 19 ملعقة صغيرة (78 جرامًا) يوميًا.
يجب أن تحدي من كمية السكر في نظامك ونظام طفلك الغذائي كلما أمكن ذلك عن طريق تناول أطعمة تحتوي على كميات أقل من السكر وتقليل كمية المشروبات المحلاة في نظامك ونظام طفلك الغذائي.
على الرغم من أن الشوكولاتة القابلة للدهن يتم تسويقها كوجبة إفطار، فإن أذكى طريقة لاستخدامها هي باعتدال على إنها حلوى.
إذا كان طفلك من محبي الشوكولاتة القابلة للدهن، فلا مانع من الاستمتاع بكمية صغيرة منها من وقت لآخر.
ومع ذلك، لا تنخدعي بالاعتقاد بأنها تقدم إضافة صحية إلى نظام طفلك الغذائي مع الخبز المحمص أو الشطيرة الخاصة بطفلك، بغض النظر عن ما قد توحي به الإعلانات.

نظرًا لأن الشوكولاتة القابلة للدهن غنية بالسكر والسعرات الحرارية، يجب استخدامها كحلوى أكثر من تناولها كوجبة إفطار، وإذا كان طفلك يحبها قدميها له باعتدال.

الخلاصة

مزيج الشوكولاتة القابلة للدهن اللذيذة من الشوكولاتة والبندق يمكن أن يكون أفضل من أن يقاومه طفلك، ومع ذلك من المهم معرفة أن الشوكولاتة القابلة للدهن تحتوي على كميات كبيرة من السكر والدهون والسعرات الحرارية المضافة.
في حين أنه قد يكون من المغري إضافة الشوكولاتة القابلة للدهن إلى وجبة الإفطار اليومية، فمن الأفضل أن تفكري في هذه الشوكولاتة السبريد كحلوى، كما هو الحال مع المنتجات الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.