من منا لا تحب أن تعرف جنس وليدها القادم إلى الحياة، فما بالك إذا علمنا أنه ربما يمكننا تحديد نوع الجنين من خلال النمط الغذائي أو العناية بـ صحة المرأة، تحدثنا سابقًا كيف أن الكروموسومات ليست هي صاحبة الكلمة الوحيدة والنهائية في تحديد نوع الجنين، إذ وجدت بعض الدراسات أن النظام الغذائي ربما يكون له دورًا في ذلك، بل إن نمط الحياة وطبيعة الأحداث التي تعيشها الأم وتدور حولها تساهم في تحديد نوع الجنين كذلك !

ضغط الدم

وجدت دراسة حديثة وجود صلة بين ضغط الدم وجنس الطفل حيث قيم البحث 1411 امرأة صينية متزوجة حديثًا في حوالي 26 أسبوعًا قبل الحمل، حددت أن ضغط الدم الانقباضي كان أعلى بنحو 3 ملم زئبقي في هذا الوقت لدى الأمهات اللائي سيتمكن بعد ذلك من إنجاب طفل، كان هذا صحيحًا حتى بعد تعديلهم لعوامل بما في ذلك العمر والتعليم ومؤشر كتلة الجسم والتدخين والكوليسترول والجلوكوز.

زادت احتمالية ولادة الصبي تدريجياً مع ارتفاع ضغط الدم الانقباضي قبل الحمل وعند قراءة 123 ملم زئبقي ، كانت فرصة إنجاب ولد أعلى بمقدار 1.5 مرة من احتمال إنجاب فتاة.

الأهم من ذلك كان ضغط الدم الانقباضي قبل الحمل هو المتنبئ المستقل الوحيد لولادة طفل ذكر، والجدير بالذكر أن هذه الفروق في ضغط الدم بين أمهات الأطفال الذكور والإناث لم تُلاحظ أثناء الحمل.

من غير الواضح كيف يمكن أن يؤثر ضغط الدم على جنس الأبناء حيث يبدو أن العمليات المتضمنة في تكوين المشيمة تختلف باختلاف جنس الجنين حيث يجب أن تخضع الدورة الدموية للمرأة لتعديلات مهمة في بداية الحمل لاستيعاب زيادة تدفق الدم إلى الجنين ومن المحتمل أن يؤثر ضغط دم الأم على ما إذا كانت كثر عرضة لفقدان الأجنة الذكور أو الإناث.

في حين أن نتائج هذه الدراسة رائعة للغاية إلا أن هناك عددًا من القيود المهمة، تم إجراء الدراسة على نساء صينيات شابات وهنا أول دليل على كون صحة المرأة وعمرها من العوامل الهامة، كما كانت النساء ذات وزن طبيعي وقد لا تنطبق هذه العوامل على مجموعات سكانية أخرى.

علاوة على ذلك لا تشير النتائج إلى وجود علاقة سببية بل مجرد ارتباط، بمعنى آخر لم يتم إثبات أن المرأة يمكن أن تزيد من فرصتها في ولادة طفل من خلال رفع ضغط الدم لديها !

من المرجح أن يكون قياس ضغط الدم الانقباضي قبل الحمل مؤشرًا على صحة المرأة وحالة وظائف الأعضاء الأساسي للأم وقدرتها على حمل طفل من جنس معين، وفي كلتا الحالتين فقط المزيد من البحث يمكن أن يوفر إجابات موثوقة.

كل هذا البحث وكل هذه المحاولات لا تهدف إلى أن تنخرط النساء في الثقافات التي يُفضل فيها ولادة أحد الجنسين على الآخر في تجارب خطيرة لمحاولة تغيير ضغط الدم أو النظام الغذائي أو التوازن الهرموني قبل الحمل، وإنما الهدف منها العلم بحقائق الأمر ودعم صحة المرأة بشكل عام على كل من المستوى النفسي والجسدي.