تعكس نتائج تحليل السائل المنوي صحة الحيوانات المنوية لدى الزوج وتحدد فرص الحمل تقريبًا؛ فالسيولة واللزوجة تتعلقان بسماكة السائل المنوي، وفي ظل الظروف العادية يسيل السائل المنوي بسبب عمل الإنزيمات، حيث تعمل هذه الإنزيمات على تكسير التركيب الجيلاتيني للسائل المنوي مما يجعله مائيًا ويعزز حركة الحيوانات المنوية بطريقة طبيعية، ويلاحظ أخصائيو الأحياء الوقت الذي تستغرقه عينة السائل المنوي لتسييلها لتقدير درجة اللزوجة فيه.

كيف يتم اختبار لزوجة السائل المنوي؟

يتم ملاحظة اللزوجة في بيئة معملية عن طريق السماح للسائل المنوي بالتسيل أولًا، ثم يتم سكب العينة بفعل قوة الجاذبية عبر ماصّة (شاليموه)، ويتم قياس طول الخيط عند نزول السائل المنوي؛ إذا كان السائل المنوي له لزوجة طبيعية فإنه يترك خيطًا صغيرًا جدًا، ووفقًا لمواصفات منظمة الصحة العالمية يترك السائل المنوي ذو اللزوجة غير الطبيعية خيطًا يزيد طوله عن 2 سم.

كيف تؤثر اللزوجة على خصوبة الرجل وحدوث الحمل؟

تجعل اللزوجة من الصعب على الحيوانات المنوية السباحة بطريقة طبيعية وبالتالي فإن قلة حركة الحيوانات المنوية تقلل من فرص تخصيب البويضة وحدوث الحمل، وقد اكتشف العلماء ارتباطات بين لزوجة السائل المنوي والعقم وحالات مرضية أخرى، حيث درس د.فلينت وفريقه عينات السائل المنوي شديدة اللزوجة ووجدوا أن عدد كريات الدم البيضاء لديهم (عدد خلايا الدم البيضاء) كان مرتفعًا أيضًا، وفي هذه الحالة حدد الباحثون وجود ارتباط محتمل بين زيادة عدد الكريات البيضاء ولزوجة الحيوانات المنوية وارتباطها بـ العقم عند الذكور، والمرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بزيادة كريات الدم البيضاء لديهم أيضًا انخفاض في كمية الحيوانات المنوية.

كذلك أكدت دراسة أخرى أن السائل المنوي شديد اللزوجة أظهر ضعفًا في جودة السائل المنوي وأثر سلبًا على معايير الحيوانات المنوية، ويمكن أن يكون السائل المنوي اللزج أيضًا ناتجًا عن حالة التهابية وعدوى في الجهاز التناسلي والاستعداد الوراثي والعوامل البيئية، كما تؤثر الحالة الالتهابية على العديد من جوانب السائل المنوي بما في ذلك محتواه من الزنك والكالسيوم والفركتوز وحمض الأسكوربيك، وأثّر التغيير في التركيب الكيميائي الحيوي للسائل المنوي سلبًا على حيوية الحيوانات المنوية وحركتها وقدرتها على تخصيب البويضة.

كيف يتم علاج لزوجة السائل المنوي؟

تؤثر لزوجة الحيوانات المنوية على عملية اندماج الحيوانات المنوية مع البويضة بطرق مختلفة، حيث تتسبب في انخفاض عدد الحيوانات المنوية وتمنع دخول الحيوانات المنوية إلى الغشاء المخاطي لعنق الرحم بل ويؤثر على استقرار الكروماتين في الحيوانات المنوية، وتتجلى الآثار غير المرغوب فيها لزيادة لزوجة الحيوانات المنوية في انخفاض معدلات الإخصاب والحمل ونمو الجنين.

لكن لحسن الحظ تتوفر عدة طرق علاجية لعلاج لزوجة الحيوانات المنوية وتشمل هذه استخدام علاجات مذيبة للبلغم والمضادات الحيوية وإبرة تحت الجلد والعوامل المضادة للالتهابات، ومع ذلك فإن هناك حاجة إلى مزيد من البصيرة البحثية لابتكار مناهج تشخيصية وعلاجية مناسبة لحل مشكلة لزوجة الحيوانات المنوية والعقم عند الذكور.