الملكة

كيف أحفز ابني المراهق لينجح ويتفوق؟

أ/رقية علي مراجع المحتوى: أ/رقية علي

اخصائي استشارات اسرية و تربوية . 16/11/2021

كيف أحفز ابني المراهق لينجح ويتفوق؟

نحن بحاجة لمساعدة المراهقين على إدارة حياتهم بأنفسهم.

الإستشارة:

لديّ مراهقان، ولد في المدرسة الثانوية وفتاة في الكلية، لطالما كانت ابنتي طالبة متفوقة ولديها دوافع ذاتية، ولم أكن بحاجة أبدًا لإرغامها للقيام بواجبها المنزلي، وكانت تحصل دائمًا على درجات جيدة، وتعليقات رائعة من المدرسين.

ولكن ابني قصة أخرى، فمهاراته الدراسية مفقودة، ولا يحب المدرسة ولا يعمل بجد، ويجب أن أكون دائمًا معه بشأن عمله المدرسي، ولقد أجريت له اختبارات لقياس صعوبات التعلم واضطراب نقص الانتباه وقلة التركيز، وليس لديه أي منهم على الرغم من أن الاختبارات أظهرت أنه يواجه صعوبة كبيرة في الانتباه إلى الأشياء التي لا يهتم بها.

إنه الآن طالب في الصف الثالث الثانوي، ومع ذلك فأنا أساعده باستمرار في أداء واجباته المدرسية، وأذكره بالعمل الذي عليه، وما الاختبارات التي سيجريها، أو المهام التي ربما يفشل في تسليمها، أخشى أنه لا يقوم بذلك بنفسه.

يقول ابني إنه لا يريدني أن أتراجع وأنه يريدني أن أواصل مساعدته، وفي الوقت نفسه لا يرحب بمساعدتي في الوقت الحالي، وغالبًا ما يكون فظًا بعض الشيء عندما أذكره بمهامه، وعادة ما يقدم الأعذار لعدم اضطراره للعمل والمذاكرة. 

إنه يفتقر إلى الدافع الذاتي، وبدون أن أقوم بدفعه أخشى أنه قد يحصل بالفعل على درجات سيئة وأن لا يحصل على شهادة جامعية، وأخشى ان يحد هذا من فرص عمله، وأخشى أن ينتهي به الأمر بالعيش عالقًا على الأريكة يلعب ألعاب الفيديو.

لا يسعني إلا أن أتمنى أن يكون ابني أكثر استقلالية ولديه دوافع ذاتية، وقبل كل شيء أريده أن يبلي بلاءً حسناً في المدرسة الثانوية للذهاب إلى كلية محترمة. 

ماذا تنصحيني أن أفعل؟ وشكرا.

الرد:

أنتِ محقة في هذا القلق، فحوالي ربع الشباب في العشرينات من العمر عاطلون عن العمل، بالنظر إلى أن الرجال في العشرينات من العمر كانوا قديمًا أكثر الموظفين الموثوق بهم. 

في حين أن الاتجاه نحو البطالة يشمل الشباب من جميع المستويات التعليمية، فإن الرجال ذوي المهارات المتدنية، مثل أولئك الذين ليس لديهم شهادة جامعية أو تدريب في مهنة، من المرجح أن ينتهي بهم الأمر إلى العيش في المنزل دون عمل،
يلعبون ألعاب الفيديو ثلاث ساعات أو أكثر في اليوم.

لذا من الجيد أن يكون لديك طموحات في الكلية والعمل من أجل ابنك، ولكنني أخشى أن جهودك الحالية نيابة عنه لن تؤتي ثمارها، فلسوء الحظ غالبًا ما تكون محاولة السيطرة على الابناء عقيمة وعادًة ما تأتي بنتائج عكسية.

هذا هو الاستنتاج الواضح الذي توصلت إليه عالمة النفس "ويندي جرولنيك" منذ أكثر من عقدين من مشاهدة الآباء وهم يتحدثون مع أطفالهم. 

وإليك جوهر بحثها:

أطفال الآباء المسيطرين -أولئك الذين يخبرون أطفالهم بما يجب عليهم فعله بالضبط، ومتى يفعلون ذلك- لا ينجزون مثل الأطفال الذين يشارك آباؤهم ويدعمونهم دون أن يكونوا متسلطين، حيث يميل أطفال هؤلاء الآباء إلى أن يكونوا أقل إبداعًا وحيلة، وأقل ثباتًا عند مواجهة التحدي، وأقل نجاحًا في حل المشكلات، ولا يحبون المدرسة بنفس القدر، ولا يحققون نفس القدر من الناحية الأكاديمية.

وما ينطبق على الأطفال من حيث الرقابة الأبوية هو أكثر صحة بنحو ألف مرة فيما يتعلق بالمراهقين، وبمجرد أن يصل الأطفال إلى سن المراهقة، فإنهم يحتاجون إلى البدء في إدارة حياتهم الخاصة، وهم يعرفون ذلك. 

يقاوم معظم الأطفال الذين يعانون من إدارة آباءهم التفصيلية، ويفعلون ذلك ليس لأنهم كسالى أو لديهم قصر نظر، ولكن لأنهم بحاجة إلى استعادة الشعور بالسيطرة.

المراهقون الأصحاء، المنضبطون ذاتيًا، والمتحمسون لديهم شعور قوي بالسيطرة على حياتهم. 

تُظهر الكثير من الأبحاث أن القدرة على التأثير في حياتك هي أحد أهم عوامل النجاح والسعادة على حدٍ سواء، والاعتقاد بأنه يمكننا التأثير على حياتنا من خلال جهودنا الخاصة يتنبأ عمليًا بجميع النتائج الإيجابية التي نريدها للابناء:
- صحة أفضل للابناء
- صلاح الابناء والبعد عن الإنحراف
- انخفاض التوتر
- زيادة الرفاهية العاطفية
- زيادة الدافع الذاتي
- الانضباط الذاتي
- تحسين الأداء الأكاديمي
- النجاح الوظيفي

     والآن لديك خيارين:

الخيار(أ): استمري في متابعة ابنك لإبقائه منظمًا وعلى المسار الصحيح.
على الأرجح سيؤدي المزيد من الواجبات المنزلية، وسيدرس للاختبارات التي كان يتجنبها أو ينساها، وسيتقدم إلى الكليات التي تضعيها أمامه. 

ومع ذلك فإن السؤال الكبير الذي يدور في ذهني هو: ماذا سيحدث عندما يدخل الكلية ولا تكوني هناك إلى جانبه لإبقائه على المسار الصحيح.

في الواقع في رأيي هذا ليس سؤالًا صعبًا، فالاحتمال الأرجح أنه لن ينجح، حيث أن 56٪ من الطلاب الذين بدأوا دراستهم الجامعية لمدة أربع سنوات تسربوا من الدراسة قبل حصولهم على درجة علمية، وما يقرب من ثلث المتسربين تسربوا بعد السنة الأولى فقط. 

فإذا لم يطور ابنك مهارات الدراسة التي يحتاجها للنجاح بدونك، فمن غير المرجح أن يطورها بمجرد دخوله الكلية.

وهو ما يقودنا إلى الخيار (ب): تراجعي حتى يتمكن ابنك من بناء المهارات التي سيحتاجها للبقاء على قيد الحياة بدونك، وهذا يعني المخاطرة بترك ابنك يتعثر.

ابنك بالطبع لن يريدك أن تتراجعي، فلماذا يريد أن يبذل هذا النوع من الجهد إذا كنت ستفعليه من أجله؟ 

أعلم أنه من المهم بالنسبة لك أن تظلي مشاركًة وداعمًة لابنك، ولكن قومي بذلك دون أن تكوني موجِهة أو متحكمًة، وضعي حدودًا حتى يعرف أنك لا تقللي من توقعاتك. 
على سبيل المثال: إذا كنت تتوقعين منه أن يحافظ على مستوى متوسط فهذا رائع، وماذا يحدث إذا لم يفعل ذلك؟  قرروا معا كعائلة، ثم كوني حازمًة وثابتًة في تطبيق حدودك.

في الواقع لا تقللي مجهودك على الإطلاق، فقط حوّلي تركيزك، فالآن أنت تدعمين ابنك بدلًا من بذل كل طاقتك في القيام بأشياء من الأفضل أن يفعلها ابنك لنفسه، ضعي جهدك في دعم دوافعه الذاتية.

كما أوضحت منذ وقت لأم أخرى كانت تساعد ابنها بشكل مفرط، فإن طريقة تعزيز الدافع الذاتي لدى الآخرين هي دعم استقلاليتهم وكفاءتهم وعلاقتهم، فهذه هي الاحتياجات النفسية الأساسية الثلاثة التي عند ملؤها، تؤدي إلى التحفيز الذاتي. 

   يمكنك اختيار إعادة تركيز انتباهك على تعزيز دوافع ابنك الذاتية، وإليك الطريقة:

1. امنحيه المزيد من الحرية

إنه يحتاج إلى الحرية في الفشل، والحرية في النجاح دون الحاجة إلى منحك الفضل، فلا يمكن لابنك أن يشعر بالاستقلالية في عمله المدرسي إذا كنت لا تزالين القوة المنظمة لعمله.

بدلاً من توجيه ابنك اسأليه: ما هي خطتك؟
إن سؤال الابناء عن خطتهم يوضح أنهم ما زالوا يتحكمون في سلوكهم، ويساعدهم في جعلهم على اتصال مع دوافعهم ونواياهم. 
غالبًا ما يحتاج الابناء ببساطة إلى وضع خطة، وأحيانًا إذا لم يُطلب منهم توضيح خطتهم، فلن يقوموا بوضعها، خاصةً الأطفال الذين اعتادوا على التذمر؛ هؤلاء الأطفال يعرفون أن والديهم سيصابون بالإحباط في النهاية ويقومون بالتخطيط لهم.

وبالمناسبة فإن هذا الشيء المتعلق بعدم وضع خطة هو أمر تنموي، فغالبًا ما يتعلق الأمر بوظيفتهم التنفيذية أكثر من دافعهم، فغالبًا ما لا يتطور الفص الأمامي من المخ، والمسؤول عن وضع خطط للمستقبل بشكل كامل حتى منتصف العشرينات من العمر، وهذا لا يعني أن المراهقين لا يستطيعون التخطيط، أو أننا يجب أن نفعل ذلك من أجلهم؛ فهذا يعني فقط أنهم بحاجة إلى مزيد من الدعم لممارسة التخطيط أكثر مما قد يكون واضحًا نظرًا لقدراتهم الأخرى.

من المهم أيضًا أن نولي نحن الآباء اهتمامًا وثيقًا لنبرة صوتنا، خاصة إذا كان ما نقوله يحتمل أن يحد من حرية الابناء بطريقة ما إذا كنا نتقدم بطلب يمكن تفسيره على أنه ضغط. 
تشير الأبحاث إلى أن الأمهات اللواتي يتحدثن مع أبنائهن المراهقين بنبرة التحكم في الصوت لا يميلون إلى الحصول على استجابة إيجابية، ومن المرجح أن يبدأوا جدال.

لسوء الحظ لا يكفي أن تظلي محايدًة على الرغم من أن نبرة الصوت المحايدة من غير المرجح أن تجعل المراهقين دفاعيين وجداليين، فقد وجد أنها غير فعالة بنفس القدر في تحفيز الأطفال.

ماذا تفعلين؟
الآباء الذين يستجيب ابنائهم المراهقين لطلباتهم غالبا ما يستخدمون نبرة صوت داعمة ومشجعة.

2. ساعديه على الشعور بمزيد من الكفاءة

اذا كان ابنك يشعر بأنه غير كفء مقارنة بأخته الخارقة، فمن المحتمل أن يؤدي هذا إلى أن تقل محاولاته للتفوق، فلماذا يجب أن يحاول إذا لم يكن جيدًا مثلها على أي حال؟

ساعديه في معرفة أين كان أداؤه جيدًا في الماضي من خلال جهوده الخاصة، ولا تخافي من سؤاله: أين تشعر بثقة أكبر؟ 
ثم ساعديه في رؤية أن جهوده هي التي أدت إلى تلك القدرة، ويمكنك أيضًا دعمه في بناء كفاءات جديدة، فهو يحتاج إلى بناء مهارات دراسية أفضل، فمن المهم بالنسبة له أن يطور قدرته على التعلم ودفع نفسه خارج منطقة الراحة الخاصة به.

3. أخيرًا، دعم إحساسه بالانتماء والتواصل مع الآخرين خاصة في المدرسة

هل يوجد معلم يشعر بالارتباط به ويمكنه تشجيعه؟  أو مدرب يرغب أيضًا في التحدث معه عن حياته كطالب؟  أو مجموعة من الأقران تشجعه على إيلاء المزيد من الاهتمام للعمل المدرسي؟ 
في بعض الأحيان تكون أفضل طريقة لمساعدة ابنائنا هي مساعدتهم في العثور على مجتمع يمكنهم فيه الازدهار، وتتمثل إحدى طرق القيام بذلك في جذب اهتمام شخص آخر.

لقد حان وقت تقييد مساعدتك الآن، وعندما يسقط ابنك دعيه يلتقط أنفاسه ويحاول مرة أخرى، وهذا سوف يبني الاستقلالية والكفاءة لديه. 

ويمكنك الاحتفال بنجاحاته، فهذا سيبني الترابط بينكما، ودعيه يتعلم كيف يطلب المساعدة التي يحتاجها؛ وذلك يوسع إحساسه بالانتماء والتواصل مع الآخرين.

من المحتمل ألا تكون إعادة توجيه طاقتك نحو تعزيز الدافع الذاتي لابنك في منطقة راحتك، ولكن بمجرد أن تتعودي على عدم التوجيه المستمر، فمن المؤكد أن علاقتك بابنك ستكون أكثر إفادة لكما.

 

ذات صلة

الأنانية صفة ذميمة، لاترغبين ان يتسم بها طفلك، أليس كذلك؟

الأنانية صفة ذميمة، لاترغبين ان يتسم بها طفلك، أليس كذلك؟

تربية الاطفال رحلة مليئة بالتحديات، ولا أحد يريد تربية اطفال أنانيين، حيي يريد كل أب أن يرى الاطفال ينمون ويكون لديهم شخصية قوية

668
ماذا يجب أن نعلم الأطفال عن العيد؟ أفكار ليشعر الأطفال بفرحة العيد!

ماذا يجب أن نعلم الأطفال عن العيد؟ أفكار ليشعر الأطفال بفرحة العيد!

أجمل ما في العيد عند الأطفال: لبس الملابس الجديدة وترقب تسلم العيدية من الأهل وقت المعايدة

394
عيد الفطر مدرسة تربوية

عيد الفطر مدرسة تربوية

العيد مدرسة تربوية علينا استغلالها والاستفادة منها اجتماعيا وتربويا وماليا؛ إليك افكار ليشعر اطفالك بفرحة العيد ويتعلموا المزيد من القيم

543

إستشارات الملكة الذهبية

نخبة من الأطباء المختصين في أمراض النسا والولادة مع تطبيق الملكة

الأكثر مشاهدة

أفضل الطرق لتأديب الطفل بطريقة ذكية وصحية

استشارات صغيري

أفضل الطرق لتأديب الطفل بطريقة ذكية وصحية

فيما يلي بعض النصائح من الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال حول أفضل الطرق لمساعدة الأطفال على تعلم السلوك المقبول أثناء نموه

طفلك عصبي؟ إليك نصائح يمكننا المساعدة لتهدئته!

استشارات صغيري

طفلك عصبي؟ إليك نصائح يمكننا المساعدة لتهدئته!

لا يحب الوالدين رؤية الاطفال منزعجين، ولكن في بعض الأحيان يكون من الصعب معرفة كيفية التصرف عندما يكون طفلك متوترًا أو عصبيا

أشياء لا يجب أن تقوليها لأطفالك، فقد تضر أكثر مما تنفع!

استشارات صغيري

أشياء لا يجب أن تقوليها لأطفالك، فقد تضر أكثر مما تنفع!

هناك الكثير من الأشياء التي يجب تجنب قولها للأطفال من أجل مصلحتهم.