تحدثنا بالأمس ملكتي عن تأثير التدخين على الحيوانات المنوية وكذلك خصوبة الرجل وحتى المرأة! ولكن هل يمكن أن يصل تأثير التدخين إلى خصوبة الجنين في المستقبل!! إذا كنتِ مهتمة بمعرفة هذا الأمر فتابعي القراءة! 

● كيف يعيق التدخين خصوبة الرجل؟

كثيرًا ما يتم إلقاء اللوم على السموم الموجودة في السجائر عن الآثار الصحية السيئة، حيث يُعرِّض التدخين الرجال لمستويات عالية من الكادميوم والرصاص وهي معادن ارتبطت بانخفاض الخصوبة، كما تم العثور على مستويات الرصاص لتكون أعلى بشكل ملحوظ في المدخنين المصابين بالعقم عند مقارنتها بكل من غير المدخنين الذين يعانون من الخصوبة والعقم.

وتم اكتشاف أن المدخنين الشرهين (أولئك الذين يدخنون 20 سيجارة أو أكثر يوميًا) لديهم مستويات أعلى من الكادميوم في السائل المنوي، ولكن هذه السموم قد لا تكون العامل الوحيد حيث قد تلعب مستويات الزنك دورًا هامًا أيضًا.

وجدت إحدى الدراسات أن المدخنين الذكور الذين لديهم مستويات منخفضة من الزنك في السائل المنوي لديهم أيضًا ضعف في تركيز الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها، ومن ناحية أخرى بالنسبة للمدخنين الذين لديهم مستويات طبيعية من الزنك في السائل المنوي فلا تزال هناك مشاكل في تركيز الحيوانات المنوية وحركتها وتشكلها، ولكن درجة الشذوذ كانت أقل.

● تدخين الأب وخصوبة النسل

نظر الباحثون أيضًا في الآثار المحتملة لتدخين الأب، فمثلًا إذا كان زوجكِ مدخنًا فهل يؤدي تدخينه إلى عقم طفله المستقبلي؟ لم تُظهر النتائج وجود علاقة بين انخفاض الخصوبة عند الطفل إذا كان الأب يدخن، أما عندما تدخن الأم فإن ذلك يزيد من خطر تعرض ابنها للعقم في المستقبل.

هذا لا يعني أن تدخين الأب لا يؤثر على صحة الطفل بطرق أخرى، فقد وجد الباحثون أن هناك خطرًا متزايدًا للإصابة بعيوب خلقية لدى أطفال المدخنين الذكور، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان، وقد يكون هذا مرتبطًا بتلف الحمض النووي للحيوانات المنوية.

نظرت إحدى الدراسات أيضًا في الحمض النووي للحيوانات المنوية للمدخنين وغير المدخنين، ووجدوا أن الحيوانات المنوية من المدخنين تعرضت لتغييرات في الحمض النووي، وعلى الرغم من أنه لم يُعرف بعد بالضبط كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الجنين في المستقبل إلا أنه من الناحية النظرية يمكن أن يفسر زيادة خطر الإصابة بعيوب خلقية موجودة في ذرية المدخنين الذكور.

● تأثير تدخين الزوج على خصوبة المرأة

هناك عامل آخر يجب مراعاته وهو تأثير تدخين الذكور على خصوبة الزوجة، فقد أظهرت انخفاضًا محتملًا في خصوبة الإناث عندما تتعرض النساء للتدخين السلبي، وقد وجدت إحدى الدراسات أن التدخين السلبي قلل من عدد البويضات المسترجعة في دورة التلقيح الاصطناعي بنسبة 46٪،

إذا كان زوجك سيدخن فيجب القيام بذلك بعيدًا عنكِ تمامًا حتى لا يؤثر ذلك سلبًا على خصوبتك.

● نجاح الحقن المجهري أثناء التدخين

درس الباحثون أيضًا تأثير تدخين الذكور على معدل نجاح الحقن المجهري، يتضمن علاج الحقن المجهري أخذ حيوان منوي واحد وتوجيهه مباشرةً إلى البويضة على أمل أن يؤدي ذلك إلى الإخصاب ثم الحمل.

غالبًا ما يستخدم في حالات العقم المعتدل إلى الشديد عند الذكور، أو عندما تفشل علاجات أطفال الأنابيب السابقة لأسباب غير معروفة، ويستخدم الحقن المجهري أيضًا لأولئك الذين يجرون التلقيح الصناعي مع الاختبارات الجينية السابقة لزرع الأجنة.

وقد وجد الباحثون أن تدخين الذكور كان له تأثير كبير على معدلات نجاح علاج التلقيح الصناعي والحقن المجهري، في إحدى الدراسات الصغيرة التي أجريت على أطفال الأنابيب والحقن المجهري كان معدل الحمل السريري لدى النساء اللاتي يُدخن أزواجهن 22٪، وبالنسبة للنساء اللاتي لم يدخن أزواجهن كانت نسبة نجاح الحمل 38٪، لذلك إذا كنت تخضعين لعلاج الخصوبة فمن الضروري الإقلاع عن التدخين لتحسين فرصك في النجاح.

● ضعف الانتصاب والتدخين

يرتبط التدخين ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بضعف الانتصاب حيث أظهرت بعض الدراسات زيادة في خطر الإصابة بضعف الانتصاب بمقدار ثلاثة أضعاف بالنسبة للمدخنين الذكور، وكلما زاد تدخين الرجل كلما زادت احتمالية إصابته بضعف الانتصاب.

وبالرغم من أن ضعف الانتصاب يختلف عن العقم، إلا أنه إذا كان الأداء الجنسي صعبًا فلن يكون الحمل سهلًا! والخبر السار هو أن الإقلاع عن التدخين يبدو أنه يحسن الأداء الجنسي لدى الرجل! حيث وجدت إحدى الدراسات أنه بعد 6 أشهر من الإقلاع عن التدخين أفاد أكثر من 50٪ بقليل من تحسن الأداء الجنسي.