التوازن الصحيح بين المديح والنقد هو المفتاح لتربية الاطفال المرنين
ذات يوم أتت سيدة بالغة من العمر 40 عامًا لتحدثني عن طفولتها والطريقة التي أثرت بها على طريقة رعايتها لأطفالها، وقالت:
"عندما كنت في المدرسة الابتدائية ذات يوم غنيت بشكل جميل وكنت سعيدًة جدًا، وشعرت أنني كنت في السحب، لكن والدي سرعان ما أوصلني إلى الأرض، لقد أمسك بي بعد الحفلة ووبخني.
حتى يومنا هذا أتذكر كل كلمة لوالدي لكني لا أتذكر الأغنية، فهذا ما حفرته ذاكرتي: صدام وحشي بين جمال ونقاء صوت الطفل والنقد بالفشل.
هل الفشل تجربة جيدة أم سيئة؟
والداي لم يربياني كثيرًا بقدر ما درباني، ولطالما كان هناك شيء خاطئ فيما أفعله، ولم يسبق لي أن شعرت بالضيق تجاه النقد، فأنا دائما غير راضية عن نفسي، ولا أستطيع تحمل المنافسة في العمل، وأفضل التراجع على بذل الجهد، وإذا كنت سأتحدث في اجتماع فلا يمكنني النوم طوال الليل.
ولهذا السبب أعامل ابنتاي مثل الأميرات الرائعات، وأنا أثني عليهما، وأحاول دائمًا التركيز على ما يفعلونه جيدًا، وأنا أميل إلى تجاهل ما لا يفعلونه جيدًا، وأريدهم أن يكبروا ليصبحوا نساء قويات وواثقات".
يمكن أن أشعر بمشاعر هذه السيدة أنا لست معارضًة لمدح الاطفال بأي وسيلة، لكني أحذر من الثناء التلقائي دون تفكير واعتدال.
إن إعجاب الوالدين بالاطفال ومدحهم هو وسيلة تعليمية سريعة وفعالة، ولكن إذا تم استخدامه بدون الفطرة السليمة فقد يكون ضارًا، فالمديح منبه طبيعي لكن من السهل المبالغة فيه، وهذا ما يمكن أن يجلب مزاجًا جيدًا مؤقتًا يمكن أن يؤدي إلى آثار ضارة في مرحلة البلوغ.
لا تعني الحماية المفرطة للأطفال أنهم سيعيشون في نفس الظروف المحمية مثل الكبار، وأنا قلقة من أن بنات هذه السيدة يمكن أن يعانين من مشاكل مماثلة لأمهن، على الرغم من أنهن يتم تربيتهن في جو مختلف بشكل جذري.
فإنه إن وجد الاطفال كل شئ سهل ومتاح فسيكون الكسل شعارهم والخمول مسارهم، فشجعيهم على بذل المجهود وإن كان يسيرا، وإجعلي شعارك مع الاطفال في رحلة التربية أن تدربي طفلك للإعتماد على نفسه.
وتأملي معي لماذا يأمر الله السيدة مريم وهي في مخاض أن تهز جذع النخلة لتسقط عليها رطباً جنيا {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً}.
فالذي خلق للتو طفلاً بدون أب قادر على أن ينزل موائد من السماء أو يسقط عليها الرطب بدون بذل مجهود...!!
وسيدنا أيوب بعد أن أعياه المرض لـ18سنة وخارت قواه وعجز تماما لكن حينما أذن الله له بالشفاء لم يفجر له الماء تلقائيا -وهو قادر سبحانه- بل أمره أن يضرب بقدمه الواهنة الضعيفة الأرض ليخرج الماء فيشرب ويغتسل ويُشفى.
{ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}
لا مجال للتواكل إذن، فالحياة كد وبذل ومجهود، والإرادة والمثابرة والصلابة في الحياة تحتاج إلى تمرين وتدريب حتى وإن كان هز جذع النخلة الصلب أو ضرب الأرض بقدم واهنة!
كيف تخففين من إرهاق رعاية أولادك؛ إليك 3 خطوات لِأمومة هادئة
يجب أن تفهم عائلتك بما في ذلك الاطفال أن لديك احتياجاتك العاطفية أيضًا، ولهذا السبب فإن وقت التوقف عن العمل الخاص بك غير قابل للتفاوض أيضًا
أخطاء شائعة في التربية عليك تجنبها فورا
هناك طرق عديدة في تأديب الاطفال ولكن الغرض من التأديب هو تحسين السلوك وليس كسر الطفل، ومن المهم تعزيز المرونة العاطفية والنفسية لدى الاطفال
هل يضايقك تدخل الأقارب في تربية الابناء؟ إليكِ الحل
يتوق العديد من الآباء إلى مشاركة تجاربهم المألوفة في تربية الابناء عندما يرون طفلًا آخر يتصرف على نحو غير لائق