الشيخوخة هي حقيقة بيولوجية لها طريقتها المعينة في الحدوث خارج نطاق التحكم البشري، يصل البعض إلى عمر السبعين وهم يتمتعون بصحة جيدة، بينما البعض الآخر يحتاجون إلى رعاية الآخرين. 

توجد عدة عوامل فردية أو بيئية تؤثر على صحة كبار السن، وعادةً ما تتنوع المشاكل الشائعة التي تصيب المسنين ما بين الجسدية والاجتماعية والنفسية، لكن تكمن أهمية الشيخوخة الصحية في استمرار الاستقلالية عند أداء الاحتياجات اليومية.

الشيخوخة ليست فقدان الشباب، وإنما مرحلة جديدة للفرصة والقوة! فالعمر باهظ جدًا لكننا ندفعه ثمنًا للنضوج، وسر العبقرية هو أن نحتفظ بروح الطفولة إلى سن الشيخوخة وألا نفقد حماسنا أبدًا، فالشيخوخة بآلامها خير من شباب بلا أمل! 

العواطف لا مفر منها لكنها تتغير أيضًا بمرور الوقت وإذا كنت تعتقدين أنها ستبقى كما هي مشتعلة فأنتِ على وشك معرفة اكتشاف جديد! من الضروري أن تفهمي كيف تؤثر الشيخوخة على عواطفنا حتى تتمكني أخيرًا من فهم سبب تصرف جدك بالطريقة التي يتصرف بها على سبيل المثال! 

الأسباب التي تجعل كبار السن أكثر سعادة

• كبار السن أكثر قدرة على التعامل مع الغضب

ربما شهدنا جميعًا أو عانينا من التنمر عندما كنا أصغر سنًا وكانت حساسيتنا تجاهه أعلى بكثير مما هي عليه الآن، عادةً ما يكون المراهقون الصغار أكثر غضبًا لأنهم لا يعرفون كيفية تحليل مشاعرهم ومشاركتها بشكل صحيح، كما يمكن أن تؤثر هرموناتهم خلال فترة البلوغ على مزاجهم بشكل كبير ولا يمكنهم حقًا إدارة المشاعر الكبيرة مثل الغضب كالبالغين.

وبطريقةٍ ما يخطف الوقت الغضب الموجود فينا، حيث يستخدم كبار السن تجاربهم السابقة للتعامل مع الغضب بشكل أفضل، وعادةً ما ينتهي بهم الأمر بالعيش مع عدد أقل من الأشخاص والمشاركة في أحداث حياة أقل ومع عدد أقل من المحفزات في حياتهم.

• لديهم المزيد من المشاعر الإيجابية والنظرة الإيجابية

على الرغم من أننا نشعر بخوف أقل وغضب أقل مع تقدمنا ​​في العمر إلا أن حساسيتنا لاكتشاف السعادة تظل كما هي وتتراكم ببطء مع تقدمنا ​​في العمر، ربما هذا هو السبب في أن الأطفال متحمسون للغاية للذهاب إلى منزل أجدادهم!

لدى كبار السن أيضًا منظور عقلي مختلف عندما يتعلق الأمر بالشيخوخة، فكلما زاد وعيهم بأن لديهم القليل من الوقت المتبقي كلما زاد ميلهم إلى الضغط على أنفسهم في المواقف التي تتضمن المشاعر الإيجابية والتخلص من المشاعر السلبية.

• كبار السن أقل عرضة للقلق

على الرغم من أنه يبدو منطقيًا أن كبار السن قد يكونون أكثر قلقًا بسبب مشاكلهم الصحية وقلة العلاقات الاجتماعية إلا أنهم في الواقع عادة ما يكونون أقل قلقًا من الشباب.

إنهم يدركون تمامًا أنهم يتغيرون مع تقدمهم في العمر مما يجعلهم أكثر قدرة على التأقلم وقبول ما هم عليه مما يؤدي إلى تقليل القلق! ومع ذلك إذا كان من الصعب عليهم النظر إلى الجانب المشرق فإنهم بعد ذلك يستخدمون استراتيجيات تنظيم المشاعر لتقليل تلك المشاعر المؤلمة بشكل صحيح.

والآن ملكتي أخبرينا، هل لديك أحد أفراد أسرتك الذي تشعرين أنه تنطبق عليه تلك المواصفات؟ شاركينا في التعليقات!