تحدثنا بالأمس ملكتي عن العلاقة بين انقطاع الدورة (سن اليأس) وبين مشاكل الذاكرة المؤقتة، واليوم بإذن الله سنتحدث عن بعض الطرق للتأقلم إذا كنتِ تعانين من انقطاع الدورة أو مشاكل معرفية ناتجة عن انقطاعها:

ابتعدي عن الاكتئاب أو القلق

تقول "فوبيون" إنه في بعض الحالات تنبع صعوبة العثور على الكلمات والنسيان وضباب الدماغ من اضطرابات المزاج غير المعالجة.

على سبيل المثال، تشير الدراسات إلى أن انقطاع الدورة يمكن أن يزيد من خطر إصابة المرأة بالاكتئاب بينما يؤدي انقطاع الطمث إلى جعل بعض النساء أكثر عرضة للقلق.

وتشير الأبحاث أيضًا إلى أن مشاكل الذاكرة والاكتئاب يمكن أن تحدث معًا خاصةً في منتصف العمر، وإلى جانب المخاوف المعرفية يمكن أن تشمل علامات الاكتئاب مشاعر الحزن واليأس والغضب.

تقول "فوبيون" إنه في حين أن انقطاع الطمث هو تحول شامل في حياة النساء إلا أنه لا ينبغي أن يشعرك بالعجز، فعندما تؤدي المخاوف إلى النسيان والصراعات المعرفية الأخرى يمكن أن يساعد العلاج النفسي والأدوية والتمارين الرياضية، كما تقول.

"في حين أن مشاكل ذاكرة منتصف العمر مرهقة إلا أنها لا تدوم إلى الأبد بل يمكن أن يصبح دماغ الأنثى أقوى!" كما يقول "بريزيندين".

يوصي الطبيب النفسي مرضاه بممارسة تمارين تهدف إلى تنشيط أجزاء من الدماغ مثل المخيخ، والتي تساعد في حل المشكلات والذاكرة والتنظيم العاطفي، ويمكن أن يكون ذلك تمرين بسيط مثل المشي لمدة 10 إلى 20 دقيقة أو ممارسة اليوجا أو هز أصابع قدميك مما قد يؤدي إلى تنشيط المخيخ.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الأبحاث إلى أن اللعب يمكن أن يفيد إدراك البالغين، حيث يمكن للأنشطة مثل الرقص على أغنيتك المفضلة أو حل الألغاز أن تشحذ العقل! 

تقول "تشونج": "منذ بدأت لعبة الكلمات المتقاطعة لم تزداد ذاكرتي سوءًا بل ازدادت تحسنًا!".

انظري للأمر بطريقة إيجابية

غالبًا ما يُشار إلى انقطاع الطمث على أنه "البلوغ العكسي"، كما يقول "بريزيندين"، لسوء الحظ فإن هذا الدلالة السلبية تجعل بعض النساء يخجلن من الوصول لهذه السن.

يقول "بريزيندين": "إن التحدث عن فقدان الذاكرة والهبات الساخنة يمكن أن يشبه الحديث عن مواضيع محظورة!".

تتمثل إحدى طرق تغيير هذه الرواية السلبية في إعادة صياغة التجربة، فمثلًا يشجع "بريزيندين" النساء على رؤية هذه المرحلة من الحياة على أنها "ترقية" وأن هذا هو الوقت الذي يمكن فيه تجديد الإبداع والحيوية.

تقول الكاتبة "تارا إليسون" أنه منذ دخولها هذه الفترة الصعبة للدماغ حاولت إيجاد الجانب المشرق، لذا بدلًا من الخزن على ما فقدته تركز السيدة البالغة من العمر 54 عامًا على ما يجري بشكل جيد في حياتها، على سبيل المثال إذا كانت تشعر بالإحباط بشأن مظهرها فإنها تقول لنفسها: "على الرغم من أن جسدي لم يكن كما كان عندما كنت في الثلاثين من عمري إلا أنه لا يزال جيدًا وبصحة جيدة!".

ابحثي عن الدعم لتخفيف العزلة والحزن

قد تشعرك مواطن الخلل في الذاكرة مثل عدم تذكر المحادثات أو تذكر اسم زميلة بالحرج مما يجعل بعض النساء ينسحبن من حياتهن الاجتماعية، تقول "بيكلي": "في بعض الأحيان أشعر بالحزن لأن مشاكل ذاكرتي يمكن أن تؤثر على الآخرين".

يقول "بريزيندين" إن أي شخص منعزل يمكن أن يودي بنفسه إلى الشعور بالاكتئاب والوحدة، وبدون دعم اجتماعي يمكن لهذا التغيير الهائل أن يزيد من الاكتئاب.

ولتهدئة هذه المشاعر يقول الطبيب النفسي إنه غالبًا ما يكون من المفيد للنساء مشاركة مشاعرهن ومعاناتهن مع أحبائهن الموثوق بهن وكذلك مع أزواجهن في فترة انقطاع الدورة.

تجد "إليسون" قدرة تحمل عاطفية من خلال الوثوق في صديقاتها بتحدياتها وانعدام الأمن، وتقول: "إذا كان لدي سؤال حول أحد الأعراض أو كنت أبحث عن إحالة إلى أخصائي فأنا أتواصل مع صديقتي تلك"، يساعد التحدث بصراحة في تفكيك السرية وبالتالي تتذكر "إليسون" أنها ليست وحدها التي تمر بتلك الفترة.