تحدثنا سابقًا ملكتي عن مشكلتين تسببان العقم وتأخر الحمل مع قصتين لنجاح الحمل في كلتا المشكلتين، اليوم بإذن الله نتحدث عن ثلاث مشكلات جديدة مع ثلاث قصص نجاح! 

المشكلة الثالثة: انتباذ بطانة الرحم

يسبب الانتباذ البطاني الرحمي ألمًا شديدًا في الحوض بالنسبة لمعظم السيدات المصابات به ولكن لا تظهر الأعراض على الجميع، لكن بشكل عام الألم هو السبب الرئيسي للاشتباه به، وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص الانتباذ البطاني الرحمي عن طريق الجراحة، يتم جمع العينات حتى يتمكن الأخصائي من إجراء التشخيص النهائي. 

ولكن لا يخضع الجميع لعملية جراحية للتشخيص خاصةً إذا كان لديهن تاريخ من الألم الدوري الذي يحدث في وقت قريب من الدورة الشهرية، فهذه علامة منبهة جدًا على الانتباذ البطاني الرحمي، بقدر ما يكون العلاج قويًا فإن إزالة الإلتهاب هي الطريقة المفضلة، فالالتهاب الذي يسببه الانتباذ البطاني الرحمي يمكن أن يزيد من صعوبة زرع الجنين أو نجاح الحمل.

قصة نجاح

كانت لديّ مريضة خضعت لثلاث عمليات جراحية لانتباذ بطانة الرحم، وكان الألم الذي كانت تعانيه يغيّر حياتها ويضعفها، لذلك خضعت لعملية جراحية كبيرة جدًا للتعامل مع الألم وعندما قررت أنها تريد الحمل أتت إليّ!

عادةً لا تعاني السيدات المصابات بالانتباذ البطاني الرحمي من أي ألم أثناء الحمل لذا فإن أفضل وقت للحمل يكون بشكل عام خلال الأشهر الـ12 الأولى بعد جراحة إزالته، كانت هذه المريضة لا يزال في تلك النافذة، كانت في فترة التبويض مما يعني أن دوراتها كانت منتظمة إلى حدٍ ما. 

وأرادت نوعًا من المساعدة في تسريع الجدول الزمني للحمل لأنه مر عام تقريبًا على الجراحة وبعد ذلك سيبدأ معدل نجاحها المحتمل في الحمل في الانخفاض، بالإضافة إلى أنها لم ترغب في التوقف عن تناول أدويتها لفترة طويلة وربما كان الأمر كذلك إذا حاولت الحمل بشكل طبيعي.

لذلك قمنا بتحريض التبويض -ما نسميه فرط التبويض- لمساعدتها على إطلاق المزيد من البويضات أكثر مما تفعله عادةً بمفردها، وحملت في الدورة الأولى! نأمل لها ألا تعاني من أي ألم أو أي مشاكل أثناء الحمل، وقد فوجئنا جميعًا بشدة لأنه حتى الأشخاص الذين لديهم مخزون ممتاز من المبايض لا يحملن بعد الدورة الأولى، كنت متحمسة للغاية لها!

المشكلة الرابعة: العقم عند الذكور

يعتبر العقم عند الرجال عاملًا مساهمًا في ثلث حالات العقم على الأقل، يجب على كل مريض أو كل زوجين إجراء تحليل للسائل المنوي للتأكد من أن هذه ليست قضية مساهمة في تأخر الحمل، أشك بشدة في وجود عقم عند الذكور إذا استخدموا أي هرمونات مثل هرمون التستوستيرون لأن ذلك يمكن أن يؤدي بالتأكيد إلى مستويات منخفضة للغاية من الحيوانات المنوية.

العلاج الهرموني مثل هذا لفترة طويلة يتسبب في قلة عدد حيوانات منوية، لذلك هذا شيء أحاول دائمًا أن أطلبه للتأكد من أنه ليس عاملًا مساهمًا، في بعض الأحيان لا نجري الكثير من الاختبارات، ولكن إذا وجد الطبيب أن الخصيتين أصغر من المعتاد أثناء الاختبار فقد يكون ذلك عاملًا مساهمًا، وهنا يريد الطبيب بالتأكيد الحصول على تاريخ طبي لعائلته وإذا كان من المحتمل أن يكون مصابًا بمرض وراثي مثل التليف الكيسي أم لا.

لذلك في بعض الأحيان يكون التاريخ الطبي والاختبارات كافيين لتحديد ما إذا كانت المخاطر ستكون أعلى، ولكن بغض النظر عن أي شيء يجب أن يخضع كل رجل لتحليل السائل المنوي.

قصة نجاح!

كان لديّ مريض مصاب بالتليف الكيسي وقيل له إنه لا يمكنه إنجاب أطفال، وكما تعلمون ليس كل طبيب متخصص في كل شيء، يرتبط التليف الكيسي (أحيانًا، وليس دائمًا) بغياب الأسهر؛ وهو الأنبوب الذي ينقل الحيوانات المنوية من الخصية، لكن هذا لا يعني أن الرجل ليس لديه حيوانات منوية.

متى يجب على الزوجين اللذين يريدان الحمل زيارة الطبيب؟

إذا كان عمر شخص ما أقل من 35 عامًا ولم يتمكن من الحمل في غضون عام فيجب عليه التحدث إلى طبيب النساء أو إحالته إلى أخصائي.

نجري اختبارات روتينية لفحص احتياطي المبيض وتشريح الرحم، ويمكن أن يوفر لهم راحة البال لمعرفة حالة أنابيب الرحم، فمثلًا إذا كانت الأنابيب مفتوحة فسيبدو الرحم طبيعيًا واحتياطي المبيض طبيعي.

وإذا كان ذلك ممكنًا فمن المهم أيضًا إجراء تحليل للسائل المنوي للتأكد من عدم وجود أي عائق في طريق إنجابهم لطفل.

لا تزال هناك أهم مشكلة قد تؤخر حدوث الحمل؛ فهل هي بسبب الرجل أم المرأة؟!

تابعينا غدًا ملكتي لمعرفة الإجابة!