يعتبر اللولب الرحمي أحد أكثر أشكال تحديد النسل شيوعًا وفعالية، وذلك لأن فرص الحمل أثناء استخدامه منخفضة جدًا، لكن هناك عدد قليل جدًا من النساء يحملن أثناء استخدامه، لذلك ملكتي إليك ما تحتاجين لمعرفته حول أعراض الحمل أثناء استخدام اللولب والمضاعفات التي يمكن أن تظهر إذا حدثت لك هذه النتيجة غير المحتملة.

علامات الحمل أثناء استخدام اللولب

أثناء استخدام اللولب عادةً ما تكون إحدى أولى علامات الحمل هي غياب الدورة الشهرية، ولكن إذا كان لديك اللولب فقد لا تتمكني من الاعتماد على هذه العلامة وحدها، توضح الدكتورة "كريستينا بيريز" أن حوالي 25٪ من النساء تتوقف لديهن الدورة الشهرية أثناء استخدام اللولب الهرموني الذي يستخدم هرمون البروجستين لمنع الحمل، أما النوع الآخر من اللولب هو النحاسي ولا يحتوي على هرمونات، لذلك إذا كنت تستخدميه فلا بد أن تستمر الدورة الشهرية لديك.

في كلتا الحالتين إذا لم تأتِ دورتك الشهرية كما هو متوقع وتعتقدين أنكِ قد تكونين حاملًا فمن الجيد الاتصال بطبيبك وإجراء اختبار الحمل للتأكد، وعادةً ما يكون للحمل باستخدام اللولب نفس أعراض الحمل الطبيعي مثل آلام الثدي والغثيان والتعب، لذلك إذا كنتِ تعانين من أعراض الحمل المبكر وتغيبت الدورة الشهرية فقومي بإجراء اختبار الحمل لأن الحمل أثناء استخدام اللولب قد يسبب بعض المشاكل الصحية.

ملحوظة: اختبارات الحمل في المنزل غير دقيقة لأنها لا تستطيع الكشف عن الحمل في وقت مبكر مثل فحص الدم في المختبر.

مخاطر الحمل أثناء استخدام اللولب

إن الحمل أثناء استخدام اللولب تصاحبه بعض المخاطر والمضاعفات، حيث تزداد احتمالية الإجهاض بنسبة 50٪ إذا تُرك اللولب في مكانه دون علم المرأة بأنها حامل، وتكون النصيحة الطبية هنا هي ترك الحمل يستمر وإزالة اللولب، لكن من المهم ملاحظة أن المرأة تظل أكثر عرضة بنسبة 25٪ للإجهاض حتى إذا تمت إزالة اللولب، لذلك سيرغب الطبيب في مراقبة أي حمل أثناء استخدام اللولب عن كثب.

من أخطار الحمل أثناء استخدام اللولب أيضًا هي زيادة خطر حدوث الحمل خارج الرحم أو في قناتي فالوب حيث يتم زرع البويضة الملقحة في مكان ما خارج الرحم (عادةً قناتي فالوب)، وحالات الحمل خارج الرحم غير قابلة للحياة ويمكن أن تهدد حياة المرأة الحامل لذلك يجب معالجتها بسرعة. 

أنواع الحمل أثناء استخدام اللولب

1. الحمل داخل الرحم

هو حمل طبيعي في الرحم حيث ينمو طفلك لمدة 9 أشهر بداخله.

2. الحمل خارج الرحم

هو حمل يحاول فيه الجنين النمو خارج الرحم، ويحدث ذلك عادةً في قناتي فالوب اللتين تحملان البويضات إلى المبيضين ثم إلى الرحم، ويمكن أيضًا حدوث الحمل خارج الرحم في المبيضين أو البطن أو عنق الرحم، ولأنه لا يمكن أن ينمو الحمل في إحدى هذه المناطق بشكل طبيعي فسينهي الأطباء الحمل خارج الرحم لحمايتك من النزيف المحتمل الذي قد يعرض حياتك للخطر.

كيف نتعامل مع الحمل أثناء استخدام اللولب

خطوتنا الأولى هي تحديد نوع الحمل إما داخل الرحم أو خارج الرحم ثم نبحث عن سلاسل اللولب في عنق الرحم من أجل إزالته، حيث أظهرت الدراسات أن خطر الإجهاض والولادة المبكرة وعدوى الكيس الأمنيوسي والسوائل قبل الولادة (التهاب المشيمة والسلى) يكون أعلى بشكل ملحوظ عند ترك اللولب في مكانه أثناء الحمل مقارنةً بحالات الحمل التي يتم فيها إزالة اللولب.

لدى بعض النساء قد تلتف سلاسل اللولب على عنق الرحم، عندما يحدث ذلك يمكن أحيانًا استخدام أداة صغيرة لفك التشابك أو استخدام إرشادات الموجات فوق الصوتية لاسترجاع اللولب، لكن نظرًا لأن الرحم ينمو مع نمو الجنين فلا يمكن أحيانًا الوصول إلى اللولب، وفي هذه الحالات يتعين علينا ترك اللولب في مكانه لأن البحث عنه قد يؤدي دون قصد إلى إصابة الأم أو الحمل، ثم بعد الولادة يتأكد الطبيب من تحديد موقع اللولب داخل المشيمة أو الأغشية أو الرحم.

ماذا أفعل إذا كنت حامل أثناء استخدام اللولب؟

أولًا قومي بإجراء اختبار الحمل في المنزل، لا تقلقي لأن اختبارات الحمل أصبحت جيدة جدًا في تشخيص الحمل مبكرًا، إذا كانت نتيجة الاختبار سلبية وما زلت قلقة فاتصلي بطبيبك للإجابة على أسئلتك أو إجراء اختبارات إضافية إذا كنت في حاجة إليها.

إذا كانت نتيجة اختبارك إيجابية فاتصلي بطبيبك حيث يمكن أن يأمر بإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، وإذا كنت تعانين من ألم الحوض في الجانب الأيمن أو الأيسر مع نزيف مهبلي ولا يمكن لطبيبك رؤيته على الفور فمن الضروري زيارة قسم الطوارئ لأن السبب قد يكون الحمل خارج الرحم.

يعتبر اللولب وسيلة جيدة للغاية لتحديد النسل للعديد من النساء ولكن لا توجد وسيلة منع حمل فعالة بنسبة 100٪، وإذا كنت تفكرين في استخدام اللولب فتحدثي إلى طبيبك حول ما إذا كان هذا النوع من وسائل منع الحمل مناسبًا لكِ أم لا.