هل المشروبات الغازية تقلل من عدد الحيوانات المنوية

في حين أن الأسباب الدقيقة لـ العقم عند الرجال لا تزال قيد البحث، إلا أنه من المعتقد أن التعرض لبعض الظروف البيئية، مثل تلوث الهواء والمواد الكيميائية والنظام الغذائي، يلعب دورًا أكبر من الوراثة!

ففي الآونة الأخيرة شهد العالم زيادة في تناول المشروبات المحلاة بالسكر مثل المشروبات الغازية، وقد أثبتت العديد من الدراسات بالفعل وجود صلة بين هذه المشروبات وبين القضايا الصحية المختلفة مثل السمنة وأمراض القلب، لكن هناك نقص في الأدلة التي تدعم أي علاقة بينها وبين الوظيفة الإنجابية لدى الرجال.

لذلك أجريت دراسة لمعرفة العلاقة بين مشروبات الطاقة أو المشروبات الغازية ووظائف الخصية بما في ذلك جودة السائل المنوي وحجم الخصية والهرمونات التناسلية في الدم، حيث خضغ الرجال الأصحاء (متوسط العمر: 19 عامًا) للفحص البدني وقدموا عينة من السائل المنوي والدم، وتم جمع جميع عينات السائل المنوي، بعد 48 ساعة على الأقل من الامتناع عن ممارسة العلاقة، وتم تحليلها لمعرفة حجم السائل المنوي وتركيز الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.

لاحظ الباحثون أن الرجال الذين تناولوا المزيد من مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية كانوا أكثر عرضةً للتدخين أو تناول المخدرات، لكن أكد مؤلفون الدراسة أن انخفاض جودة السائل المنوي الذي لوحظ في هذه الدراسة لا يترجم بالضرورة إلى انخفاض الخصوبة.

ما العلاقة إذًا بين المشروبات الغازية والخصوبة؟

أكدت دراسة في مجلة "Epidemiology" أن تناول المشروبات الغازية -بمعدل كوب أو أكثر يوميًا- قد يقلل من الخصوبة عند الرجال والنساء، مما يعيق القدرة على الإنجاب، وبالتالي يحدث تأخر الحمل، وتوصل العلماء لهذه النتيجة المقلقة عن طريق مراجعة الحالة الصحية ونمط الحياة اليومي والنظام الغذائي لـ4873 شخص (3828 امرأة و1045 رجل) تتراوح أعمارهم بين 21 و45 عامًا، وبعد تقييم هذه البيانات وجد الباحثون أن هناك صلة بين تناول المشروبات الغازية بشكل يومي وضعف الخصوبة عند الجنسين، ويسبب التالي: 

1. تؤدي مشروبات الطاقة إلى انخفاض القدرة على الإنجاب أكثر من المشروبات الغازية.
2. شرب الصودا يقلل من فرص الإنجاب بنسبة 20% لدى الرجال والنساء.
3. تناول كوب واحد من المشروبات الغازية يوميًا يقلل من فرص الإنجاب عند النساء بنسبة 25%.
4. تناول كوب واحد من المشروبات الغازية يوميًا يقلل من فرص الإنجاب عند الرجال بنسبة 33%.
5. يرتبط تناول المشروبات الغازية عند النساء بالحيض المبكر.
6. يرتبط تناول المشروبات الغازية عند الرجال بضعف كفاءة السائل المنوي.

ويعتقد الباحثون أن ضعف الخصوبة الناتج عن تناول المشروبات الغازية بسبب محتواها العالي من السكريات، حيث تتسبب في زيادة الوزن وارتفاع الكوليسترول الضار والجلوكوز في الجسم، ومن ثم قلة تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى الأعضاء التناسلية، نتيجةً لتراكم اللويحات الدهنية في الجدران الداخلية للشرايين.

ويشير الباحثون أيضًا إلى أن أضرار تناول المشروبات الغازية لا تقتصر على الحمل والإنجاب فقط، بل تزيد أيضًا من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الصحية المختلفة مثل السكري والسمنة وأمراض الكبد، وذلك لأن كميات السكر الموجودة في المشروبات الغازية تساوي نفس كمياتها في عصائر الفاكهة الصناعية، إلا أن امتصاص الجسم لسكر الفاكهة يختلف عن امتصاص سكر المشروبات الغازية، وهو ما يفسر سبب عدم تأثير السكر في عصائر الفاكهة على الخصوبة.

وفي موقع "ديكان هيرالد" الأمريكي، أكد الباحثون أن انتشار تناول هذه المشروبات الغازية التي تحتوي على كمية عالية جدًا من السكريات قد يشكل تهديدًا صحيًا كبيرًا بجوانب مختلفة ومتنوعة في الصحة الإنجابية، والسبب هو احتمال تعرض البويضات والأجنة للفشل في النمو داخل بيئات عالية من الجلوكوز في الدم.