مع الكثير مما يحدث في العالم الآن قد يكون من الصعب على البالغين، ناهيكِ عن الأطفال، تفهم كل ما يسمعونه ويرونه من حولهم.
حيث يجد العديد من الآباء والأمهات أنفسهم غير قادرين على تحديد ما يحتاج أطفالهم إلى معرفته بشأن النزاعات الدائمة في فلسطين، مما يجعلنا نتساءل: كيف نبدأ هذه المحادثة العاطفية العميقة مع أطفالنا؟
بدءًا من أولئك الذين عاشوا في فلسطين ولديهم عائلات هناك، إلى الأشخاص الذين تنعموا بزيارة الأماكن المقدسة فيها، أو أولئك الذين بكل بساطة يعشقون رمال فلسطين دون أن يذهبوا إليها، فإن الطريقة التي نختار بها شرح الوضع هناك ستختلف نتيجةً لمواقفنا، لذلك ملكتي سنخبركِ ببعض المعلومات التي نأمل أن تكون بمثابة بداية للحوار مع أطفالك.
إن فهم تاريخ فلسطين وأهميتها هو الأساس الذي يمكنك أن تبدأي عليه حكايتكِ لطفلك، والبدء من هنا سيساعد طفلك على فهم ارتباطه بأرض فلسطين، يمكنكِ الحديث عن كون القدس واحدة من أقدم المدن وأكثرها قداسة في العالم، وكيف تعتبر أيضًا مدينة مقدسة للديانات الثلاث: الإسلام واليهودية والمسيحية.
وبما أن مدينة القدس ترتبط تاريخيًا بالعديد من الأنبياء الكرام، مثل سيدنا إبراهيم وسيدنا داود وسيدنا سليمان وسيدنا زكريا وسيدنا يحيى وسيدنا عيسى عليهم السلام أجمعين، فمن الطبيعي أن تصبح مدينة خاصة بالمسلمين، كما أنها ثالث أقدس مدينة في الإسلام بعد مكة والمدينة.
ساعدي طفلك على فهم أهمية المسجد الأقصى، وفيما يلي بعض الحقائق المهمة التي يجب مشاركتها مع أطفالك:
المسجد الأقصى هو ثاني مسجد بني في العالم، وكان المسلمون في صدر الإسلام يصلون ويوجهون أوجههم إلى المسجد الأقصى قبل أن يأمر الله نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- والمؤمنين أن يستقبلوا الكعبة.
المنطقة ليست مجرد مسجد واحد، بل مجموعة من المباني في مجمع مساحته 35 فدانًا يضم قبة الصخرة (المسجد ذو القبة الذهبية) والمسجد الأقصى الفعلي هو المسجد ذو القبة الفضية.
كما أن المسجد الأقصى المبارك مذكور في القرآن والأحاديث النبوية باعتباره الأرض التي بارك الله فيها بشكل خاص، فمثلًا تعتبر قصة الإسراء بسيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى القدس، ثم رحلة المعراج التي صعد فيها إلى السماء، هذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لطفلك يجب أن يفهمه.
واجبنا كأمهات أن نتكلم مع أطفالنا، وأن نرفع مستوى الوعي لديهم حول المسجد الأقصى، والقدس، وفلسطين، وأن نكون مصدرًا للمعلومات التي تحكي القصة الحقيقية.
في مثل هذا الوقت، يحتاج الأطفال إلى أن يكونوا على دراية بأحد أكبر الصراعات العربية وأن يفهموا جانبنا من القصة، فلسطين هي دولة عربية تحت الاحتلال ونحن لا نؤمن بإسرائيل ويجب أن يشار إليها فقط بفلسطين على الخريطة! كما أننا نرى أن الصهاينة أعدائنا وأن قتالهم عمل مشرف! إن أهل فلسطين وشعبها أبطال يتمتعون بالقوة والإصرار الشديد ويقاتلون من أجل أرضهم بشجاعة كبيرة! وقد وعدنا الله بالنصر وإعادة أرض فلسطين إلى أصحابها مجددًا.
ما من مسلم إلا وله دور في بناء هذه الأمة سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، حتى الطفل الصغير له من الأدوار ما يتناسب مع سنه وفهمه وقدرته على العطاء، وقد أتاح النبي الفرصة لمن تقدم من الأطفال للجهاد في غزوة بدر؛ فعن "سمرة بن جندب" قال: "كان رسول الله -صل الله عليه وسلم- يَعْرِضُ غِلْمَانَ الأنصار في كل عام فيُلحق من أَدْرَكَ منهم، قال: فَعُرِضْتُ عامًا فَأَلْحَقَ غُلامًا ورَدَّنِي، فقلت: يا رسول الله لقد أَلْحَقْتَهُ وَرَدَدْتَنِي ولو صَارَعْتُهُ لَصَرَعْتُه، قال: "فَصَارِعْهُ"، فصارعتُه فصرعتُه، فألحقني".
وعلى كل أب وأم أن يُعلما طفليهما شيم الإسلام وقيمه ومكارم أخلاقه؛ كالشجاعة والوفاء والكرم والصبر ونصرة المظلوم؛ ليخرج الطفل صالحًا يبني ولا يهدم! لكن كيف أشرح لطفلي الواجبات التي عليه تجاه فلسطين؟
الاستثمار في الطفولة هو الاستعداد للمستقبل؛ فالأمة التي تستطيع تنشئة أطفالها وفق أهدافها وتطلعاتها هي الأمة التي تستطيع حماية وجودها والتحكم في مستقبلها؛ والتحكم في المستقبل يعني التخطيط له، وهذا التخطيط يقتضي أن نفهم الحاضر فهمًا عميقًا واعيًا، وهنا يأتي واجب الأبوين والمعلم أن يغرسوا في عقل الطفل فهم هذه القضية ومعرفة حقيقة العدو.
يأتي دور الوالدين في عدة واجبات تتمثل في:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60].
دعاء الولد يرفع درجة أبيه في الجنة؛ فعن أبي هريرة قال: "تُرْفَعُ لِلْمَيِتِ بَعْدَ مَوْتِهِ دَرَجَتُهُ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَيُّ شَيْءٍ هَذَا؟ فَيُقَالُ: وَلَدُكَ اسْتَغْفَرَ لَكَ"
ودعاء الطفل لإخوانه في فلسطين أمر مهم؛ فدعاء الطفل الطاهر أحرى بالإجابة والقبول؛ ويمكنك تعليم طفلك الدعاء بما يلي:
يجب تعويد الطفل بذل المال والإنفاق في سبيل الله؛ ليُصبح فيما بعد سخيًّا كريمًا لا يبخل بما في يديه من رزق؛ وللوصول إلى هذه الغاية يجب على الطفل فعل ما يلي:
عندما يتعرف الطفل على قضية فلسطين بشتى جوانبها منذ صغره تترسخ في ذهنه قناعات مهمة مثل إسلامية أرض فلسطين ووجوب تحريرها وشرعية الجهاد لأجلها والارتباط بهذه الأرض، وكل هذا ضروري في الصغر! ويمكنكِ فعل التالي لمساعدته على ذلك:
يحب الأطفال الاحتفالات والإنشاد، وعلينا أن نستثمر في ما يحبه الطفل في إرساء القيم في نفسه، ومن ضمن ذلك الاحتفال بالأيام العظيمة في تاريخ الأمة خاصةً ما يتعلق منها بفلسطين وأهلها، ويمكنكِ فعل التالي لمساعدته:
إذا التزم الطفل بشيء في صغره سيداوم عليه في كبره، والمقاطعة واجب على كل فرد من أفراد الأمة صغيرًا كان أو كبيرًا، لذلك يجب الالتزام بها وتفعيلها من الصغير قبل الكبير، يمكنكم فعل التالي:
طفلتي رأتني أثناء الاستحمام! هل ستتأثر نفسيًا؟
في مرحلةٍ ما، يقوم العديد من الآباء والأمهات بتغيير ملابسهم أو الاستحمام أمام أطفالهم، باعتبارهم صغارًا ولن ينتبهوا إلى ذلك؛ ولكن يعتبر علماء النفس
أفضل الطرق للتعامل مع العناد والتحدي عند الأطفال!
نحن الآباء نحتاج إلى إيجاد خط يمكننا السير من خلاله حتى لا نقتل أرواح الاطفال الذين يريدون أن يقولوا حقيقة مشاعرهم الخام.
العودة للمدارس 2024: نصائح لتحضير لانش بوكس صحي ومغذي
العودة للمدارس 2024! هل أنتِ متحمسة ملكتي؟! هل تبحثين عن معلومات حول كيفية تحضير لانش بوكس صحي ويحبه أطفالكِ في نفس الوقت؟