هل تشعرين بأنكِ حامل لكنكِ لستِ كذلك؟ إذا كنتِ تحاولين الحمل منذ فترة فهذا قد يكون السبب، وإذا كنتِ تشعرين أنك حامل ولديك علامات وأعراض الحمل مثل التعب الغثيان وغيرها، ولكن بعد ذلك تأتي الدورة الشهرية أو يكون اختبار الحمل سلبيًا، فماذا يعني كل ذلك؟ ولماذا تظهر عليك الأعراض بعد الإباضة إذا لم تكوني حاملًا؟

تعاني الكثير من النساء مما يبدو أنها أعراض الحمل قبل وقت قصير من بدء الدورة الشهرية، ويحدث هذا لأن هرمون البروجسترون يرتفع أثناء الحمل المبكر وفي فترة ما قبل الحيض كذلك، أي أن أعراض الدورة الشهرية وأعراض الحمل المبكر متماثلة تمامًا في بعض الأحيان، وأن الوقت بين الإباضة والدورة الشهرية المتوقعة هو الوقت الذي من المرجح أن تشعرين فيه بالقلق بشأن ما إذا كنت حاملًا أم لا.

وهذا أيضًا هو الوقت الذي قد تكونين فيه أكثر عرضة للإصابة بألم في الثديين، والتعب، والانتفاخ، وتقلب المشاعر، والتقلصات الخفيفة، وحتى الرغبة الشديدة في تناول الطعام، نعم قد تكون هذه علامات الحمل المبكر ولكنها أيضًا تقلبات في هرمونات ما قبل الحيض.

في بعض الأحيان، تكون الأحاسيس التي تبدو وكأنها حمل هي عبارة عن هرمونات في جسمك تستعد لحمل الجنين، فبمجرد حدوث الإباضة، يبدأ الجسم في الاستعداد لحدث جديد! يحدث هذا الأمر حتى لو لم يحدث الحمل.

أحد الهرمونات المسؤولة عن الحفاظ على حمل صحي مبكر هو هرمون البروجسترون، حيث ترتفع مستويات البروجسترون بعد الإباضة، في منتصف الدورة الشهرية تقريبًا، فإذا أصبحتِ حاملًا، فسوف تستمر مستويات البروجسترون في الارتفاع بينما يستعد جسمك لدعم الطفل النامي، وإذا لم تحملي، فسوف تنخفض مستويات هرمون البروجسترون لديك مرة أخرى عندما تأتي دورتك الشهرية.

ارتفاع هرمون البروجسترون يمكن أن يجعلك تشعرين بالتعب وتقلب العواطف، وهذا الهرمون مسؤول أيضًا عن ألم الثدي والإمساك واحتباس السوائل، قد تكون هذه الأعراض بارزة جدًا حتى لو لم تكوني حاملًا، خاصةً إذا كان جسمك حساسًا للبروجستيرون، وإذا كنتِ قد حملت، فمن المرجح أن تتطور هذه الأعراض، لأن مستويات البروجسترون ترتفع بشكل كبير طوال فترة الحمل.

إذا كنت تعملين لتحسين فرصك في الحمل، فمن المهم أن تعرفي أن هناك بعض الآثار الجانبية لأدوية الخصوبة التي قد يتم أحيانًا الخلط بينها وبين أعراض الحمل المبكر، فمثلًا يمكن أن تسبب مكملات البروجسترون الغثيان والتبول المتكرر، بينما قد تؤدي علاجات فرط تحفيز المبيض إلى تقلب المزاج، وآلام الثدي، والانتفاخ.

يجب أن تستشيري طبيبك دائمًا وتسأليه عن جميع الآثار الجانبية المحتملة لأي أدوية تتناولينها للتأكد من أنك بصحة جيدة طوال فترة العلاج وللمساعدة في تخفيف التوقعات من شهر لآخر.

ما هو الحمل الكاذب؟

في حالات نادرة، يمكن أن يكون هناك أعراض جسدية مشابهة جدًا للحمل ولا يكون حملًا على الإطلاق! وتُعرف هذه الحالة بالحمل الكاذب، في حالة الحمل الكاذب، قد يكون لدى المرأة أعراض الحمل التي يمكن ملاحظتها، بما في ذلك غياب الدورة الشهرية والغثيان وألم الثدي والبطن والإحساس بركلات الطفل وحتى آلام المخاض!

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن السيدات اللائي يعانين من الحمل الكاذب قد يعانين من تقلبات هرمونية تنبع من التوتر المرتبط بالضغط من أجل حدوث الحمل.

تشعرين بالأعراض لكن نتيجة الاختبار سلبية؟

إذا كنت تشعرين بالحمل وفاتتك الدورة الشهرية لكن نتيجة اختبار الحمل سلبية، فلماذا هل لست حاملًا؟

إن الشعور بالحمل ملكتي لا يعني أنك حامل، ولكن اختبار الحمل السلبي قد يكون خاطئًا كذلك، فقد كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن أن ما يصل إلى 5% من اختبارات الحمل تعطي نتائج تشير إلى أن المرأة ليست حاملًا بينما هي في الواقع حامل! 

وهناك عدة أسباب وراء حصولك على نتيجة اختبار سلبية كاذبة، فمثلًا ربما تكونين قد أجريت الاختبار في وقت مبكر جدًا، وبالتالي فإن هرمونات الحمل ليست مرتفعة بدرجة كافية ليتم اكتشافها بواسطة الاختبار وذلك لأنه لا يوجد ما يكفي من هرمون الحمل hCG في البول حتى الآن، أو أن يكون قد حدث خلل في الاختبار بكل بساطة! 

ماذا يجب أن أفعل إذا اعتقدت أنني حامل؟

إذا كنت تعتقدين أنك قد تكونين حاملًا فيمكنك إما إجراء اختبار الحمل أو يمكنك الانتظار حتى تأتي دورتك الشهرية، وإذا حصلت على نتيجة سلبية ولكن الدورة الشهرية لم تأتي بعد، فقومي بإجراء اختبار آخر خلال يوم أو يومين.

من الممكن الحصول على نتيجة سلبية كاذبة إذا لم تصل هرمونات الحمل إلى مستوى عالٍ بما فيه الكفاية بعد، وإذا كنت تأملين في إنجاب طفل، فقد يكون من الحكمة الامتناع عن أشياء مثل شرب الكحول أو تناول الأطعمة النيئة حتى تتأكدي من الحمل.