لا شك أن التغيرات الجسدية والعاطفية التي يمر بها جسم المرأة أثناء فترة الحمل معروفة جيداً، ولكن هل تعلمي أن هناك بعض الأدلة على أن الآباء أيضًا قد يتعرضون لتغيرات هرمونية ! وقد يؤثر ذلك بشكل أو بأخر على العلاقة الزوجية بشكل عام والعلاقة الحميمة بشكل خاص؛ لذلك دعينا نخبرك اليوم عن حقيقة ما يحدث، ونطمئنك حول بعض الحقائق التي نسج حولها الناس معلومات خاطئة فيما يخص العلاقة الحميمة أثناء الحمل !

التغيرات التي تحدث للزوج ويحتاج لدعمك فيها

كل من الأم والأب يمران بتغيرات جسدية وعاطفية مختلفة عندما يستعدان للأمومة والأبوة، بشكل يساعدهم على رعاية الطفل بطرق مختلفة؛ لمنحه كل ما يحتاجه للنمو جسديًا وعاطفيًا واجتماعيًا.

تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال عندما يصبحون آباءًا، جدير بالذكر أن هذا الهرمون يدفع الرجل بداية للبحث عن شريكة حياته ولكن عندما يعثر عليها ويصبح على وشك أن يصير والدًا، فإن انخفاض هرمون التستوستيرون يمكن أن يساعد على بناء علاقات أقوى ورعاية طفلك.

• يحتاج لشعور الارتباط بالجنين

زوجك يعاني من القلق إذ يبحث جاهدًا داخل مشاعره ووجدانه لما يربطه بالجنين؛ لذا ربما يساعدكما أن تأخذيه معكِ إلى بعض مواعيد الطبيب ليشعر أنه مرتبط بهذا الحمل ويتجهز ذهنيًا للحظة الولادة التي سيحتضن فيها طفله.

يمكن أن يساعده أيضًا مشاركة تجربته مع الآباء الآخرين من العائلة والأصدقاء؛ فمن المطمئن جدًا التحدث إلى آباء آخرين يواجهون أحداثًا مماثلة.

• شبكة الدعم

من المهم أن تحصل الأم على كل الدعم الذي تحتاجه، ولكن أعتقد أن الرجال يحتاجون إلى شبكة دعم أيضًا؛ لذا كما ذكرنا فإن وجود أصدقاء مقربين وهم آباء، سيمنحونه الدعم الذي يحتاج حتى لا يشعر بالوحدة.

• العلاقة الزوجية

قد يضغط الحمل أحيانًا على علاقتكما ويؤدي إلى الخلافات الزوجية، على سبيل المثال زوجك قلق جدًأ بشأن المال أو رفاهية الحياة التي بإمكانه تحقيقها، وأنتِ قد تشعري بأنكِ أقل جاذبية مع تغير جسمك؛ لذا قد تشعران بأشياء مختلفة بشأن ممارسة الجنس أثناء الحمل.

لكن كونكما منفتحين وصادقين مع بعضكما البعض يمكن أن يساعدكما على الشعور بالدعم، أعطوا بعضكم البعض وقتًا للتحدث وحاولوا عدم تجاهل مشاعر بعضكم البعض، ففي بعض الأحيان، كل ما نحتاجه هو الشعور بأن هناك من يسمعنا ويفهمنا.

وللمزيد عن العلاقة الحميمة، لا تدعي بعض الأفكار غير الصحيحة تؤثر على سعادتكم الزوجية، وتذكري أنكم في رحلة لمدة 9 شهور -فمن غير المقبول أن تبتعدا كل هذه الفترة- ولا سيما وأن الجنس أمر جيد تمامًا في الحمل الطبيعي دون مضاعفات، ويمكنكِ استشارة طبيبك بخصوص ذلك فإذا حصلتي على الضوء الأخضر من طبيبك، لا تدعي أي مخاوف تؤثر عليكما !

5 خرافات عن الجنس أثناء الحمل

• الأسطورة: الاختراق العميق يمكن أن يؤذي الطفل

هل تعلمين أن مهبلك (المذهل) يتمدد أثناء ممارسة الجنس؟ إنه يخلق بطبيعة الحال فجوة تبلغ عدة سنتيمترات بين القضيب وعنق الرحم (الفتحة المؤدية إلى الرحم)، بالإضافة إلى ذلك يتم إغلاق عنق الرحم وإغلاقه بسدادة مخاطية سميكة لحماية الطفل، علاوة على ذلك يتدلى الطفل في الكيس السلوي داخل الرحم، والذي تم تصميمه لإبقائه آمنًا ودافئًا، ولكن رغم كل ذلك فلا داعي للعنف الشديد أثناء ممارسة العلاقة الحميمة في الحمل.

• الأسطورة: الانقباضات الناتجة عن هزة الجماع يمكن أن تسبب الإجهاض

تلك التشنجات الصغيرة التي ربما تشعرين بها بعد ممارسة الجنس هي طبيعية تمامًا، فهي مجرد تقلص في عضلات الرحم قليلاً، وطالما لم يكن لديك حمل عالي الخطورة، فلن يحدث ضرر!

جدير بالذكر أن هناك نوعان مختلفان من الانقباضات، وتلك التي تشعرين بها أثناء وبعد النشوة الجنسية ليست من النوع الذي يسبب الإجهاض؛ لذا لا تخلطي بين هذه الانقباضات، التي تكون خفيفة وتختفي في النهاية، وبين انقباضات المخاض التي ستكون مؤلمة وتأتي على فترات منتظمة (كل ثلاث إلى خمس دقائق).

• الأسطورة: الجنس يمكن أن يحفز المخاض

الفكرة هي أنه إذا كنتِ قريبة من تاريخ ولادتك (أو تجاوزتيه)، فقد يدفعك ذلك قليلًا إلى تحفيز الولادة، فصحيح أن هرمون (البروستاجلاندين) يستخدم لتحفيز المخاض في المستشفى، لكنه نسخة اصطناعية بتركيز أعلى بكثير مما هو موجود في السائل المنوي، فإذا كان السائل المنوي يحتوي على ما يكفي منه لبدء المخاض، فإننا كنا سننصح جميع الحوامل بالامتناع عن الجماع خلال فترة الحمل بأكملها، لكن هذا لا يحدث ! 

• الأسطورة: النزيف بعد ممارسة الجنس هو علامة على الضرر

القليل من الدم قد يخيفكِ، لكن لا تقلقي إذا كان النزيف أثناء ممارسة الجنس أو بعده، هذا أمر شائع جدًا، وهناك تفسير له: خلال فترة الحمل، يصبح عنق الرحم مرنًا جدًا، وناعمًا جدًا، وحساسًا لأي لمسة، ويمكن أن يبدأ بالنزيف، ولكن إذا كان النزيف شديدًا أو لا يوجد تفسير جيد له اتصلي بطبيبك.

• الأسطورة: الطفل سوف يعرف

هل تصدقي أن الجنين سوف يراكما !

من المؤكد أنه سيشعر بحركتكما، لكنه لن يستطيع معرفة ما سبب الحركة، يمكن للطفل أن يلتقط الأصوات والحركة داخل الرحم ولكن لكي يتمكن الطفل من تفسير ذلك أو فهمه،هذا غير ممكن.