متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي اضطراب هرموني شائع يؤثر على العديد من النساء في سن الإنجاب، وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 10% من النساء في جميع أنحاء العالم قد يعانين من متلازمة تكيس المبايض، لكن لا يزال الكثير من الناس غير مدركين لهذه الحالة أو تأثيرها على المصابات بها.
لذلك ملكتي سنستكشف اليوم بعض أساسيات متلازمة تكيس المبايض مثل أعراضها وأسبابها وعلاجاتها، حتى تتمكني من فهم هذه الحالة بشكل أفضل وكيف يمكن أن تؤثر عليك أو على أي امرأة تعرفيها وتتمكني من مساعدتها بإذن الله.
ما هي متلازمة تكيس المبايض؟
متلازمة تكيس المبايض (PCOS) هي حالة تؤثر على مبيضي المرأة وتتسبب في إنتاج كمية زائدة من هرمونات الأندروجين، ويُشار إلى الأندروجينات عادةً باسم "الهرمونات الذكرية" وهي موجودة لدى الرجال والنساء كذلك، عند النساء ينتج المبيضان عددًا صغيرًا من الأندروجينات المسؤولة عن تحفيز نمو وتطور الجريبات (أكياس صغيرة تحتوي على البويضات) في كل دورة شهرية، لكن عند النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، ينتج المبيض الكثير من الأندروجين، مما قد يعطل الدورة الشهرية ويسبب مجموعة من الأعراض الأخرى.
ما هي أعراض متلازمة تكيس المبايض؟
يمكن أن تظهر متلازمة تكيس المبايض بعدة طرق، وتختلف الأعراض من امرأة لأخرى، لكن تشمل بعض الأعراض الأكثر شيوعًا لمتلازمة تكيس المبايض ما يلي:
- عدم انتظام الدورة: قد تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من دورات غير منتظمة، مما يعني أن الدورة الشهرية إما أطول أو أقصر من 21 إلى 35 يومًا.
- زيادة الأندروجين: قد تعاني النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من زيادة في هرمونات الأندروجين، مما قد يؤدي إلى أعراض مثل حب الشباب، وزيادة شعر الوجه أو الجسم، والصلع الذكوري.
- المبيض المتعدد الكيسات: قد يكون لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض تضخم في المبايض والتي تحتوي على عدة أكياس صغيرة، ويمكن رؤيتها من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية.
- زيادة الوزن: قد تواجه النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض صعوبة في فقدان الوزن أو قد يكتسبن الوزن بسهولة أكبر من غيرهن.
- اسمرار الجلد: يمكن أن تتشكل بقع داكنة من الجلد في تجاعيد الجسم مثل تلك الموجودة على الرقبة وفي الفخذ وتحت الثديين.
- الصداع: التغيرات الهرمونية يمكن أن تسبب الصداع لدى بعض النساء.
- العقم: قد تواجه النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض صعوبة في الحمل، حيث أن عدم انتظام الدورة الشهرية قد يجعل من الصعب التنبؤ بالإباضة.
ما الذي يسبب متلازمة تكيس المبايض؟
- السبب الأساسي لمتلازمة تكيس المبايض غير معروف بعد، لكن الباحثين يعتقدون أنه قد يكون مرتبطًا بعدة عوامل، مثل الوراثة ومقاومة الأنسولين والالتهابات، فالنساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بمتلازمة تكيس المبايض يكن أكثر عرضة للإصابة به.
- يُعتقد أيضًا أن مقاومة الأنسولين (وهي حالة تكون فيها خلايا الجسم أقل استجابة للأنسولين) هي عامل مساهم في الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، خاصةً لدى أولئك اللائي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة، ولديهن عادات غذائية غير صحية، ولا يمارسن ما يكفي من النشاط البدني، ولديهن تاريخ عائلي من مرض السكري (عادةً مرض السكري من النوع 2)، ومع مرور الوقت يمكن أن تؤدي مقاومة الأنسولين إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ويمكن أن تؤدي كذلك إلى زيادة إنتاج الأندروجين، مما قد يعطل الدورة الشهرية ويسبب أعراضًا أخرى.
- كذلك قد يلعب الالتهاب دورًا في تطور متلازمة تكيس المبايض، حيث أن النساء المصابات بهذه الحالة غالبًا ما يكون لديهن مستويات مرتفعة من علامات الالتهاب في دمائهن.
هل ترتبط متلازمة تكيس المبايض بمشاكل صحية أخرى؟
نعم، لقد وجدت الدراسات روابط بين متلازمة تكيس المبايض وبعض المشاكل الصحية، مثل:
- السكري: أكثر من نصف النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض يصابن بمرض السكري أو مقدمات السكري (عدم تحمل الجلوكوز) قبل سن 40.
- ارتفاع ضغط الدم: النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم مقارنةً بالنساء في نفس العمر اللاتي لا يعانين من متلازمة تكيس المبايض، وارتفاع ضغط الدم هو السبب الرئيسي لأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- الكوليسترول غير الصحي: غالبًا ما يكون لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض مستويات أعلى من الكوليسترول الضار (LDL) ومستويات منخفضة من الكوليسترول الجيد (HDL)، وارتفاع نسبة الكوليسترول يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- توقف التنفس أثناء النوم: يحدث هذا عندما يتوقف التنفس مؤقتًا ومتكررًا عن النوم، وتعاني العديد من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض من زيادة الوزن أو السمنة، مما قد يسبب انقطاع التنفس أثناء النوم، وانقطاع التنفس أثناء النوم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري.
- الاكتئاب والقلق: يعد الاكتئاب والقلق أمرًا شائعًا بين النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض.
- سرطان بطانة الرحم: تزيد مشاكل الإباضة والسمنة ومقاومة الأنسولين ومرض السكري من خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم.
لا يعرف الباحثون ما إذا كانت متلازمة تكيس المبايض تسبب بعضًا من هذه المشكلات، أو ما إذا كانت هذه المشكلات تسبب متلازمة تكيس المبايض، أو إذا كانت هناك حالات أخرى تسبب متلازمة تكيس المبايض ومشاكل صحية أخرى، لكن الفكرة هي أنهم جميعهم مرتبطون ببعضهم البعض.
كيف يتم علاج متلازمة تكيس المبايض؟
على الرغم من عدم وجود علاج محدد لمتلازمة تكيس المبايض، إلا أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في التحكم في الأعراض، حيث قد تشمل خيارات العلاج ما يلي:
- تغييرات نمط الحياة: يمكن أن يساعد إجراء تغييرات على نظامك الغذائي وعادات ممارسة الرياضة في تحسين مقاومة الأنسولين وتعزيز فقدان الوزن، مما قد يؤدي بدوره إلى تحسين أعراض متلازمة تكيس المبايض.
- الأدوية: يمكن لبعض الأدوية، مثل حبوب منع الحمل، أن تساعد في تنظيم الدورة الشهرية وتقليل مستويات الأندروجين الزائد.
- الجراحة: في حالات نادرة، قد يوصى بإجراء عملية جراحية لإزالة الأكياس الموجودة على المبيضين والمساعدة في استعادة الخصوبة.
- الدعم النفسي: قد تستفيد النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أيضًا من الدعم النفسي، حيث يمكن أن تترافق هذه الحالة مع القلق والاكتئاب.
متى تذهبي للطبيب؟
- إذا فاتتك الدورة الشهرية ولم يحدث الحمل.
- إذا كانت لديك أعراض متلازمة تكيس المبايض، مثل نمو الشعر على وجهك وجسمك.
- إذا كنت تحاولين الحمل منذ أكثر من 12 شهرًا ولكنك لم تنجحي.
- إذا كانت لديك أعراض مرض السكري، مثل العطش الشديد أو الجوع، أو عدم وضوح الرؤية، أو فقدان الوزن غير المبرر.