ماذا يعني عندما يُحكم طفلك قبضته أو يركل ساقيه باستمرار؟ يعد النظر والاستماع إلى إيماءات طفلك أمرًا بالغ الأهمية، خاصةً قبل أن يتمكن من التحدث، وذلك لأن سلوك الطفل ينقل بالتأكيد رسائل تخبرك بما يحتاجه. 

إن القدرة على فهم هذه الرسائل والرد عليها ستجعل طفلك أكثر سعادة وتساعدك على تعلم الكثير عن شخصيته ومزاجه، وبالنسبة للآباء والأمهات الذين يضيعون في الترجمة، اليوم سنعطيكم تفسير للغة الجسد الشائعة لدى الأطفال.

1. تقوس الظهر

قد يقوم الطفل بتقويس ظهره كنوع من التمرد، ولكن عندما يفعل الرضع هذا الشكل بكثرة فقد يكون ذلك رد فعل للألم، وتشمل الأسباب الشائعة لتقوس الظهر عند الأطفال ما يلي:

• غازات مؤلمة
• الارتجاع المؤلم
• مغص

وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبب النوبات أو الحالات مثل الشلل الدماغي تقوس الظهر عند الرضع، بالإضافة إلى تقوس الظهر، تشمل العلامات المبكرة للشلل الدماغي التيبس والتراخي وعدم المقدرة على رفع الرأس أثناء الاستلقاء على ظهره.

التشنجات الطفولية هي شكل من أشكال الصرع الذي يصيب الأطفال، ووفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP)، تحدث هذه التشنجات النادرة في 1 من كل 2000 طفل، هذه النوبات قصيرة، تدوم ثانية أو ثانيتين فقط وتحدث في مجموعات، بفاصل 5 إلى 10 ثواني، وبالإضافة إلى تقوس الظهر، قد يتصلب الجسم بأكمله، وقد ينحني الذراعان والساقان والرأس إلى الأمام.

في حالة الألم الأكثر شيوعًا، فإن حرقة المعدة تكون السبب الأكثر احتمالًا، كما يقول "آري براون": "إذا كان طفلك يقوس ظهره في منتصف الرضاعة ويبكي أو يبصق بشكل مفرط، فقد يكون ذلك علامة على الارتجاع أو مرض الارتجاع المعدي المريئي، وهي حالة يؤدي فيها التدفق العكسي للحمض من المعدة إلى تهيج المريء".

يوضح الدكتور "براون": "عندما يصل حمض المعدة إلى المريء في منتصف الصدر، يقوم الطفل بتقويس ظهره لمحاولة تخفيف الانزعاج"، أما إذا لم يكن تقوس ظهر طفلك مرتبطًا بالرضاعة، فقد يكون بسبب أنه يشعر بالإحباط ويحتاج ببساطة إلى بعض الراحة.

إذا كنت تشكين في أن طفلك قد يعاني من مرض ارتجاع المريء أو الارتجاع الحمضي، فتحدثي إلى طبيب الأطفال، قد يوصي بزيادة سماكة تركيبة حليب طفلك ورفع رأسه بعد الوجبات، أو قد يقترح تناول الدواء.

2. الركل المستمر

قد يكون لديك لاعب كرة قدم مستقبلي، ولكن ما السبب الحقيقي وراء ركل الطفل ساقيه باستمرار؟ ذلك يعتمد على كيفية تصرفهم في باقي الأمور.

تقول "كلير مكارثي"، دكتوراه في الطب، أستاذة مساعدة في طب الأطفال في كلية الطب بجامعة هارفارد في مستشفى الأطفال في بوسطن: "إذا بدا طفلك سعيدًا ومبتسمًا، فمن المحتمل أن تكون هذه علامة على رغبته في اللعب، ولكن إذا كان طفلك منزعجًا أو يبكي، فمن المحتمل أن يكون ذلك مؤشرًا على وجود شيء ما يزعجه".

يمكن أن يكون أي شيء بدءًا من الغازات أو الحفاضات المتسخة أو مقعد السيارة الضيق، لذا قومي بإلقاء نظرة سريعة مرة أخرى لمعرفة ما قد يزعجه، واعلمي فقط أن بعض الأطفال يركلون أرجلهم لمجرد أنهم يستطيعون ذلك!

3. ضرب الرأس

من المثير للقلق أن ترى طفلك البالغ من العمر 10 أشهر يضرب رأسه بشكل مستمر على الأرضية الصلبة أو على قضبان سريره، لكن العديد من الأطفال الصغار يفعلون ذلك بشكل روتيني دون أن يبدو أنهم يسببون أي ألم لأنفسهم! ولكن لماذا؟

تقول "كاثرين نيلسون"، طبيبة الأطفال في مركز سانتا كلارا فالي الطبي في سان خوسيه، كاليفورنيا: "يجد الأطفال الرضع هذه الحركة الإيقاعية ذهابًا وإيابًا مهدئة"، ووفقًا للأكاديمية الأمريكية لطب النوم (AASM)، فإن ضرب الرأس هو جزء من مجموعة من اضطرابات الحركة الإيقاعية المرتبطة بالنوم (RMDs)، والتي تؤثر على 59٪ من الرضع في عمر 9 أشهر.

على الرغم من تصنيفه على أنه "اضطراب"، إلا أنه في الواقع شيء يتخلص منه معظم الأطفال بمرور الوقت ولا يتطلب العلاج، وفي الواقع هذه الحركات الإيقاعية هي جزء من الطريقة التي تتطور بها عملية النوم.

لكن أيضًا لا تتجاهلي لغة جسد طفلك تمامًا، يقول الدكتور "براون": "إذا كان طفلك يضرب رأسه لفترات طويلة بدلًا من التفاعل مع الآخرين أو اللعب بألعابه، فيجب عليك لفت انتباه طبيب الأطفال إلى هذا الأمر أثناء الفحص الطبي"، لكن ضعي في اعتبارك أن معظم الأطفال يتخلون عن هذا السلوك في سن الثالثة، لذا إذا استمر هذا السلوك بعد ذلك، فيجب استشارة الطبيب!

4. شد آذانهم

لا تفترضي على الفور أن الشد يعني إصابة الأذن، يقول الدكتور "نيلسون" إن العديد من الآباء يقفزون إلى هذا الاستنتاج فورًا ولكن في معظم الأحيان يدرك طفلك للتو أن لديه أذنين ويحب اللعب بهما!

في الواقع، الأطفال الذين يكون شد الأذن هو العرض الوحيد لديهم نادرًا ما يصابون بعدوى الأذن، وتشمل أعراض التهاب الأذن التي يجب عليك مراقبتها الحمى وانسداد الأنف وصعوبة النوم ليلًا.

لذا، شجعي طفلك على تحديد موقع هذا الجزء من الجسم، لكن راقبيه باستمرار، يقول الدكتور "براون": "في بعض الأحيان، يشد الأطفال آذانهم أثناء مرحلة التسنين، خاصةً عند ظهور الأضراس التي يبلغ عمرها سنة واحدة، إذا كان الأمر كذلك، فأحضري حلقات التسنين وأدوات الدفء الإضافية للمساعدة في جعل الأمر أكثر راحة.

5. قبضات اليد المشدودة

يقول الدكتور براون: "معظم الأطفال حديثي الولادة يمسكون بأيديهم في هذا الوضع أثناء الراحة، ولا يستطيع طفلك الرضيع القيام بالمزيد بعد لأن المهارات الحركية الدقيقة مثل حركة الأصابع واليد تتطلب نظامًا عصبيًا أكثر تطورًا ووظائف دماغية أكثر تعقيدًا".

يبدأ الأطفال عادةً بفتح أيديهم في عمر 8 أسابيع ويبدأون في الوصول والإمساك في عمر 3 إلى 4 أشهر، لكن قبضة اليد يمكن أن تكون في بعض الأحيان علامة على التوتر أو حتى الجوع، كما تقول "ميشيل لونج"، ممرضة أطفال معتمدة في مدينة نيويورك: "أجد أنه عندما يشعر الأطفال بالجوع الشديد، فإنهم يتوترون ويشدون قبضتهم".

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، فإن هذه القبضة هي إحدى العلامات الرئيسية للجوع لدى الأطفال الأصغر سنًا، وهذا صحيح بشكل خاص عندما تكون مصحوبة بإشارات أخرى في لغة جسد الطفل مثل وضع قبضته على فمه، وتحريك الرأس وكأنه يحاول العثور على الثدي أو الببرونة.

بالنسبة للأطفال أقل من 3 أشهر، تأكدي من أن طفلك الصغير ليس جائعًا أو منزعجًا، يمكنك أيضًا تجربة تقديم الألعاب، مثل الشخشيخة، لمساعدته على الإمساك بها، إذا استمر ميل طفلك إلى قبض يديه بعد 3 أشهر، فراجعي الطبيب.

6. ثني الركبتين

يقول الدكتور "نيلسون": "عادةً ما تكون هذه الوضعية علامة على عدم الراحة في البطن، إما بسبب وجود غازات أو حركة الأمعاء أو الإمساك".

حاولي تخفيف انزعاجه، إذا كان يبدو أن الغازات هي المشكلة، فساعدي طفلك على التجشؤ أثناء الرضاعة، وفي حالة الرضاعة الطبيعية، تحققي من نظامك الغذائي بحثًا عن مسببات الغازات الشائعة مثل البروكلي أو الفول.

إذا كنت تعتقدين أن الإمساك هو السبب، والذي يمكن أن يحدث عندما ينتقل الطفل من حليب الثدي إلى الحليب الصناعي أو عندما يبدأ بتناول الأطعمة الصلبة في عمر 6 أشهر تقريبًا، فاستشيري طبيبك.

7. هزات الذراع

طفلك الصغير الذي يشعر بالنعاس ولكنه لا يزال مستيقظًا مستعد تمامًا لوقت القيلولة، عندما تقومين بإنزاله برفق إلى السرير، تتطاير أذرعه إلى الجانبين، مما يذهله فيصبح متسع العينين ومستيقظًا مجددًا! 

تقول الدكتورة "مكارثي": "هذا رد فعل نموذجي عند الأطفال حديثي الولادة، حتى أن لها اسمًا علميًا: 'منعكس مورو' حيث يؤدي هذا المنعكس إلى قيام الرضيع برمي أذرعه فجأة إلى الجانبين ثم إعادتها بسرعة نحو منتصف الجسم عندما يفاجأ بضوضاء أو ضوء ساطع أو حركة مفاجئة".

هذا المنعكس هو منعكس حديث الولادة قصير الأمد، وعادةً ما يختفي هذا المنعكس بعد حوالي شهرين، وغالبًا ما يكون هذا المنعكس استجابة لفقدان الدعم المفاجئ، غالبًا عندما يشعر الرضيع وكأنه يسقط، كما يقول الدكتور "نيلسون"، إنه أمر طبيعي، ولكن يمكنك تجنب رد الفعل المنعكس من الفزع إلى الاستيقاظ عن طريق لفه بالقماط أثناء القيلولة ووقت النوم.