عندما تسمعين كلمة "الطفولة"، ما أول شيء يتبادر إلى ذهنك؟ ربما تفكرين في أوقات خالية من الهموم، أو اللعب والضحك، أو الرسم بأقلام التلوين، أو الركض مع الأصدقاء في حديقة واسعة!
لكن الأمور ليست دائمًا هادئة ومثالية في مرحلة الطفولة، فهناك أوقات تحدث فيها أحداث صعبة في حياة الطفل، في بعض الأحيان تكون هذه الأحداث صغيرة، مثل كسر لعبته المفضلة، أو الشجار مع صديق وأحيانًا أخرى يمكن أن تكون أحداثًا أكبر بكثير، مثل وفاة أحد أفراد أسرته أو طلاق الوالدين.
تعجبنا جميعًا مما نراه الآن من قوة وشجاعة وتحمل وصبر من أطفال غزة! لكن لِمَ التعجب؟ فقد أبهرنا الشعب الفلسطيني دومًا بقوة ثباته على الحق، لكن ما أبهرنا حقًا هو ثبات الأطفال وتحملهم كل تلك الظروف المخيفة والصعبة، بل إننا نرى بعضهم يبتسمون لعدسات الكاميرات ولا يأبهون لما يحدث لهم ويتمنون أن يختارهم الله من الشهداء! فما سر هذه القوة وما سر هذا الإيمان!
لا يمكننا دائمًا التحكم في ما يحدث، ولكن دورنا كأمهات في تربية الأطفال أن نساعد أطفالنا على تعلم كيفية التغلب على هذه الأوقات الصعبة في حياتهم، فكيف نفعل ذلك بأمان ودون أن نسبب لأطفالنا أي أذىً نفسي؟
إن تربية الأطفال على العقيدة أو التوحيد الخالص والمعرفة الراسخة بالله تعالى هو أمر بالغ الأهمية! فمعرفة الله هي أهم المعرفة وهي غاية الخلق، وعندما يعرف الأطفال الله -سبحانه وتعالى- بشكل كافٍ، سيتمتعون بالسلام والقوة، فعن معاذٍ رضي الله عنه قَالَ: بعَثني رسولُ اللَّهِ ﷺ إِلى اليَمن فَقَالَ: إِنَّكَ تأْتي قَوْمًا منْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَادْعُهُمْ إِلى شَهَادةِ أَنْ لا إِله إِلاَّ اللَّه، وأَنِّي رسولُ اللَّه، فَإِنْ أَطاعُوا لِذلكَ، فَأَعْلِمهُم أَنَّ اللَّه تَعالى افْتَرَض عَلَيْهِمْ خمْسَ صَلواتٍ في كلِّ يَوْمٍ ولَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلكَ، فأَعْلِمهُم أَنَّ اللَّه افْتَرَض علَيْهِمْ صَدقة تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيائِهم فَتُردُّ عَلى فُقَرائِهم، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلَكَ، فَإِيَّاكَ وكَرائِم أَمْوالِهم وَاتَّقِ دَعْوة َالمظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ متفقٌ عَلَيهِ.
إن نقل هذه العقيدة الطيبة إلى أطفالك سيساعدهم في تعلم أشياء أخرى كثيرة، فعندما يكون لديهم العقيدة الصحيحة، سوف يتعاملون ويشاهدون ويتواصلون مع الناس دون قلق، وذلك لأنهم يعرفون بالفعل ما هو الصواب وما هو الخطأ.
يجب أن تُعلمي أطفالك كيفية عبادة الله سبحانه وتعالى، وعلميهم أركان الإسلام الخمسة من خلال مدى التزامك بها وفهمك لمعناها وبركتها، وأيضًا يجب أن يتعلموا ويحفظوا القرآن معكِ، كوني رفيقتهم وقدوةً حسنةً لهم بدلًا من جعلهم يشعرون أنك تريديهم أن يكونوا شيئًا غير واقعي أو بعيد المنال.
لا تربي أطفالك على الخوف من الكلام لأن ذلك سيربك عقل الطفل! إن جعل أطفالك أحرارًا في التحدث -مع وضع حدود التربية السليمة- سيضمن أن يكون عقل طفلكِ شفافًا وخاليًا من المشاكل، لذا وفري لأطفالك بيئة صحية للمناقشة والتعلم.
ربي أولادك على الحب كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُقبِّلُ الحَسَنَ بنَ علِيٍّ، فقال الأقرَعُ بنُ حابِسٍ: إنَّ لي عَشَرةً مِن الوَلَدِ، ما قبَّلتُ منهم أحَدًا. فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَن لا يَرحَمْ، لا يُرحَمْ.
يجب أيضًا إظهار الحب تجاه زوجك، وسوف ينتقل الحب بينك وبين زوجك إلى الأطفال تلقائيًا!
علمنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الدعاء للذرية في عدة مواضع، حيث قال:
رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) سورة إبراهيم
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) سورة الفرقان
عندما تصلي وتدعي لأطفالكِ فإنك تخضعين لله سبحانه وتعالى وتسلمي رعاية أطفالك ومستقبلهم وأمرك كله له سبحانه وتعالى، وكفى به وكيلًا!
استخدمي دومًا اللحظات القابلة للتعليم خلال اليوم كفرص لإجراء هذه المحادثات، فمثلًا عندما تشاهدي الأحداث الحالية أو تقرأي كتابًا أو تتابعي برنامجًا تلفزيونيًا مع طفلك، اسأليه عن شعوره تجاه ما يراه أو يسمعه، دعيه يعرف أنه ليس من الطبيعي أن يكون سعيدًا طوال الوقت وأنه من الطبيعي تمامًا أن يشعر بالغضب أو الحزن أو الإحباط في بعض الأحيان.
هل يريد ابنك ارتداء جوارب غريبة الشكل؟ دعيه يرتديها! احترمي تفضيلات طفلك وأسلوبه حتى لو لم يعجبكِ -طالما أنه في حدود الأدب- وبهذه الطريقة فأنتِ تحترمين حقيقة أن هذا الإنسان مختلف عنك وله إرادة تختلف عن إرادتك وإن كانت في غير ما تحبين.
تذكري أن طريقة تحدثك مع طفلك هي الطريقة التي سيتحدث بها معك ومع الجميع، فمثلًا: "لماذا تستغرق وقتًا طويلاً دائمًا لارتداء حذائك؟ هذا شيء ممل للغاية!" يمكن التعبير عن هذه المشكلة بشكل أفضل وبملاحظة محترمة: "أنت تعمل بجد لربط حذائك! أنا أحب ذلك، وأتساءل عما إذا كان ينبغي لنا أن نبدأ في الاستعداد مبكرًا حتى يكون لديك المزيد من الوقت للتدرب دون أن أستعجلك"، بهذه الطريقة ستعلمي طفلك أن يحترم الآخرين ويقدر ظروفهم حتى لو كانت تضغط أعصابه.
من ضمن أساليب تربية الأطفال هي محاولة إخراجهم من منطقة الأمان أو الراحة الخاصة بهم، ومن ثم دفع هذه المنطقة إلى الخارج أكثر فأكثر، فنحن نعلم أن القدرة على تحمل الانزعاج هي سمة حياتية هامة، وبالرغم من أنها تجعلهم أكثر حزنًا في البداية إلا أنها تجعلهم أكثر مرونة في وقتٍ لاحق من الحياة! حيث يرى خبراء التربية أن تشجيع الأطفال على خوض تجارب جديدة أو التعرض للمواقف الصعبة يمكن أن يعزز ثقتهم بأنفسهم.
التربية الرقمية ستعزز ذكاء طفلك وتغير طريقة تفكيره!
أصبح واقعًا في حياتنا وسيبقى لا نعلم حتى متى، ولهذا يتساءل الآباء والأمهات في كل مكان عن آثاره الثورية على أطفالهم، وكيفية التربية الرقمية
تحفيظ القرآن بسهولة: كيف تجعلي الدروس ممتعة للأطفال؟
تحفيظ القرآن للأطفال: أهمية تعلمهم المبكر للقرآن الكريم وتأثيره في تنمية الروحانية وتركيزهم، وتعزيز العلاقة بالله. فوائد تربوية وروحية لبناء أسس
عندما يسيء المعلم معاملة ابنك او يتنمر عليه! ماذا تفعلين؟
هناك مدرسون لا يتعاملون مع مسؤولياتهم بشكل جيد وبعضهم يتنمرون على الأطفال بدلاً من إدارة الفصل الدراسي بفعالية، يستخدمون قوتهم