تحدث الكثير من الأشياء لجسم المرأة أثناء النشوة الجنسية ؛ يرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، ويفرز دماغها هرمونات مثل الأوكسيتوسين التي تجعلها تشعر بالدفء والغموض، وتنقبض عضلات قاع الحوض، وأشياء أخرى.
إن فكرة أن الوصول إلى هزة الجماع أثناء ممارسة الجنس يجعل الحمل أكثر احتمالًا تأتي من الاعتقاد بأن تقلصات الحوض التي تحدث أثناء هزة الجماع تساعد في جذب الحيوانات المنوية والاحتفاظ بها داخل الجهاز التناسلي، وتزيد من احتمالية التقاء البويضة بالحيوانات المنوية.
تعتمد هذه الفكرة على نظرية قديمة تسمى فرضية الامتصاص؛ تركز هذه الفرضية على انقباضات الرحم التي تصاحب هزة الجماع الأنثوية، وتشير إلى أن هزة الجماع تساعد الحيوانات المنوية على التحرك عبر قناة فالوب للوصول إلى البويضة، تدعي هذه النظرية أن الوظيفة الأساسية هزة الجماع الأنثوية هي "الاحتفاظ بالحيوانات المنوية"، أو الاحتفاظ بالقذف بالقرب من عنق الرحم.

هل وصول المرأة للنشوة يساعد على الحمل علميًا؟

الأوكسيتوسين هو الهرمون المسؤول عن انقباضات قاع الحوض أثناء النشوة الجنسية (وأيضًا عن الانقباضات أثناء المخاض!) وقد قامت الدراسات بإعطاء الأوكسيتوسين تجريبيًا للنساء ونظرت في كيفية تحرك السوائل الشبيهة بالحيوانات المنوية في جميع أنحاء الجهاز التناسلي، وقد وجدت بعض الدراسات أن إعطاء الأوكسيتوسين تجريبيًا للنساء يزيد من كمية السائل الشبيه بالحيوانات المنوية الذي تم نقله إلى قناتي فالوب؛ مما يعني أنه نظرًا لأن النشوة الجنسية تزيد من الأوكسيتوسين، فإن النشوة الجنسية يمكن أن تجعل نقل الحيوانات المنوية أسرع والحمل أكثر احتمالًا.
لكن هناك مشكلة واحدة ليست صغيرة، وهي جرعات الأوكسيتوسين المقدمة في هذه الدراسة تؤدي إلى ارتفاع مستويات الأوكسيتوسين في الجسم بما يصل إلى ستين مرة أعلى من مستويات الأوكسيتوسين بعد النشوة الجنسية! مما يعني أنه ليس لدينا أدنى فكرة عن تأثير الأوكسيتوسين عند مستوياته الطبيعية بعد النشوة الجنسية.
أي أنه بناءً على الأدلة العلمية الموجودة حاليًا، لا يدعم العلم وجود علاقة بين زيادة فرص الحمل وعدد مرات الوصول إلى هزات الجماع أثناء ممارسة الجنس، كل ما عليكِ هو الاستمتاع بالعلاقة الزوجية دون القلق بشأن ما سيفعله ذلك بفرص الحمل.
ولكن هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن هزة الجماع وفيضان الأوكسيتوسين أثناء النشوة الجنسية يجعلك بالتأكيد تشعرين بالاسترخاء، مما يعني أنك قد تخلصت بالفعل من أكبر مانع لإنجاب الطفل، ألا وهو التوتر.

نظريات علمية حول النشوة الجنسية عند المرأة

هناك ثلاث نظريات رئيسية حول كيفية مساعدة النشوة الجنسية المرأة على الحمل:

1) نظرية بولياكس (Poleaxe Theory)

تنص هذه الفرضية، التي اقترحها عالم الحيوان "ديزموند موريس" في عام 1967، على أن الغرض من هزات الجماع الأنثوية هو إرهاق المرأة، مما يجعلها تستلقي بعد ممارسة العلاقة، والفكرة هي أن هذا يسهل على الحيوانات المنوية الوصول إلى وجهتها.
لكن ليس من الواضح ما إذا كان الاستلقاء بعد ممارسة الجنس يمكن أن يساعدك على الحمل أم لا، لم تكن الدراسات حاسمة، على الرغم من أن إحدى الدراسات التي أجريت على علاج التلقيح داخل الرحم وجدت أن النساء اللاتي بقين في وضع أفقي بعد التلقيح كن أكثر عرضة للحمل.

2) نظرية الإمتصاص

هناك نظرية أخرى حول كيفية مساعدة النشوة الجنسية الأنثوية في تحقيق الحمل تسمى نظرية الامتصاص، هذه الفرضية هي أن انقباضات الرحم التي تحدث أثناء النشوة الجنسية تساعد على امتصاص السائل المنوي الذي يترسب في المهبل بالقرب من عنق الرحم، تساعد هزة الجماع بعد ذلك على تحريك الحيوانات المنوية عبر الرحم وقناتي فالوب.
قامت إحدى الدراسات بالفعل بقياس كمية تدفق السائل المنوي واكتشفوا أنه عندما تحدث هزة الجماع الأنثوية قبل دقيقة أو أقل من قذف الرجل، يكون الاحتفاظ بالحيوانات المنوية أكبر، وإذا لم تحدث النشوة الجنسية الأنثوية خلال دقيقة واحدة من قذف الرجل فقد حدث انخفاض في احتباس الحيوانات المنوية.
لكن ماذا لو حدثت النشوة الجنسية بعد قذف الرجل؟ وجد الباحثون أنه طالما أن المرأة تصل إلى النشوة الجنسية لمدة تصل إلى 45 دقيقة بعد ذلك، فإن الاحتفاظ بالحيوانات المنوية يكون أعلى.

3) نظرية التطور

تفترض هذه النظرية أن هزات الجماع الأنثوية كانت ذات يوم مهمة للحمل، لكنها لم تعد تلعب مثل هذا الدور الحيوي، فاليوم، تتم الإباضة وفق جدول شهري، سواء مارست المرأة العلاقة الحميمة أم لا، ولكن قديمًا هل كان من الممكن أن تؤدي النشوة الجنسية الأنثوية إلى تحفيز الإباضة؟ نعن، فهذه هي الطريقة التي تعمل بها تحدث لبعض الثدييات، فمثلًا في حالة القطط، إذا لم تتزاوج، فلن تحدث إباضة لها.

فوائد النشوة الجنسية عند الأنثى في تعزيز فرص الحمل

1) النشوة الجنسية أثناء نقل الحيوانات المنوية

بعد الجماع، يحدث قذف الذكر في الجهاز التناسلي الأنثوي في الجزء العلوي من القناة المهبلية، حيث يقع عنق الرحم، يحدث هذا لأنه من الأسهل الاحتفاظ بالحيوانات المنوية حيث يتجمع السائل المنوي في القبو الخلفي للقناة المهبلية، وبمجرد أن يحدث احتباس الحيوانات المنوية عند مدخل عنق الرحم، سيساعد مخاط عنق الرحم الحيوانات المنوية على السفر عبر قناة عنق الرحم في طريقها للقاء البويضة، وستتأثر هذه الرحلة بشكل إيجابي للغاية بالنشوة الجنسية الأنثوية.

2) تعمل النشوة الجنسية الأنثوية كدفعة هرمونية

الأوكسيتوسين هو الهرمون الأول الذي يشارك في حياة جنسية ناجحة وغنية، حيث يفرز البشر الأوكسيتوسين في جميع تجاربهم الجسدية السعيدة، سواء كان ذلك أثناء الجماع أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية، ولكننا نفرز هذا الهرمون أيضًا عندما نشعر بأننا بخير ومحبوبين مثل عندما نتناول وجبة أو نقضي وقتًا ممتعًا مع أطفالنا أو الأصدقاء! أي أنه بدءًا من الاتصال الجنسي إلى الرضاعة الطبيعية وتربية الأطفال، يلعب وجود الأوكسيتوسين دورًا مهمًا جدًا في الجنس وفي عيش حياة ممتعة. وكلما زاد إنتاج هذا الهرمون، كلما كان ذلك أفضل.
جميع هزات الجماع التي تشعر بها المرأة قبل الحمل ستساعدها على الحمل بسهولة أكبر.

3) النشوة الجنسية الأنثوية بمثابة دعوة إنجابية!

يتم إطلاق هرمونات الأوكسيتوسين والبروستاجلاندين للمساعدة في عملية الزرع بشكل أكبر، ونحن نعلم أيضًا أن النشوة الجنسية تساعد على تنظيم الدورة الشهرية بنفس الطريقة وأن الحيوانات المنوية قد تساعد بالفعل في تحفيز الإباضة، فعندما تصل المرأة إلى النشوة الجنسية، من الممكن أن يكون جسدها قد بدأ بالفعل عملية الحمل، ولكن هل هناك جريب جاهز لإطلاق البويضة؟ إذا لم يكن هناك فقد تؤدي تقلصات الرحم التي تعززها النشوة الجنسية إلى حدوث الإباضة، وفي الوقت نفسه قد تدفع الحيوانات المنوية أقرب إلى البويضة لزيادة فرص الحمل!