كثيرًا ما يطلب منا أطفالنا أن نقرأ لهم قصة قبل النوم، وقد نشعر أحيانًا بالملل أو التعب وعدم القدرة على سرد القصص، لكن هل فكرت من قبل في أهمية قراء قصص الأطفال لصغارك؟
يعد تعلّم مهارات المحادثة والاستماع أمرًا مهماً للغاية، وعادةً ما يفشل معظم الأشخاص الذين لا يجيدون هذه المهارات الأساسية في معظم نواحي حياتهم، أو قد يعانون في المستقبل من مشاكل اجتماعية وعاطفية عديدة، حيث أشارت دراسات مختلفة إلى أهمية تقوية هذه المهارات عند الأطفال منذ وقت مبكر من أعمارهم، ولهذا يشدد الخبراء على أهمية التفاعل الاجتماعي عند الأطفال في التعلّم، وتأثير المدخلات التي يقدمها كل شخص يتفاعل مع الطفل على تطوره العقلي.
بالإضافة إلى المتعة التي تصاحب رواية القصص للأطفال، فهي تملك العديد من الفوائد لتطور دماغ الطفل وشخصيته، حيث تساعد على تطوير مهارات الطفل المعرفية والإدراكية خلال حياته المستقبلية، كاللغة، والاستماع، والتحدث، وتمييز الأصوات، والتواصل، والحساب، والاستيعاب، وتساعد الأطفال على تعلّم القراءة والكتابة منذ الصغر، وتزيد من فضول الطفل للأشياء من حوله، وحثه على استخدام خياله.
لهذه الأسباب وأكثر ملكتي سنخبركِ اليوم عن قصة ليست جديدة بالنسبة لكِ بالطبع ولكنها بالتأكيد جديدة ومثيرة ومليئة بالعبر والنصائح بالنسبة لطفلك، ألا وهي قصة ذبيح الله اسماعيل -عليه السلام-، إن رواية قصص الأنبياء للأطفال ليست ممتعة فحسب ولكنها عبادة بإذن الله حيث أنكِ تعلمينهم دينهم بطريقة سهلة وبسيطة ولن ينسوها طوال عمرهم.
شاء الله سبحانه وتعالى أن تكون السيدة "سارة" زوجة سيدنا إبراهيم عقيمًا لا تلد، وكانت زوجة وفيّة مخلصة لزوجها وعارفة بحقوق ربها، وحين بلغ "إبراهيم" الكبر ولم يُرزق منها ذرية، شعرت بالحزن الشديد ألا ينعم بالولد بسبب عقمها، فأهدت إليه جارية تملكها اسمها "هاجر"، وطلبت إليه أن يتزوجها فلعلها تسعده بما عجزت هي عنه، ولقد كان ما تأملت بحدوثه، إذ لم تلبث "هاجر" أن وضعت ولدها "إسماعيل" عليه السلام، ففرح به نبي الله "إبراهيم" فرحًا عظيمًا وشاركته الفرحة زوجته "سارة"، لكن للأسف سرعان ما دبت الغيرة إلى قلبها فطلبت من سيدنا إبراهيم أن يأخذ "إسماعيل" وأمه "هاجر" إلى مكان بعيد.
وبالطبع كل هذه الخطوات يا صغيري كانت بإرادة الله سبحانه حيث أوحى إلى "إبراهيم" أن يأخذ "هاجر" وولدها بعيدًا، وسار بهما ترشده عناية الله وإرادته، حتى وقف بهما عند مكان البيت العتيق بمكة، فأنزلهما وتركهما في تلك الأرض الجرداء وليس معهما من الزاد ما يكفيهما يومًا أو بعض يوم!
تعلقت "هاجر" بزوجها ترجوه ألا يتركها في هذا المكان الموحش، وأن يرحم ضعفها وضعف طفلها الصغير، لكن "إبراهيم" أخبرها -وهو يغالب دموعه- بأن ما يفعله هو أمر الله وأن الله لا يُضيع عباده الصابرين، ثم دعا الله لهما، وانصرف راجعًا إلى حيث تقيم زوجته "سارة" بأرض فلسطين.
ولم يمض غير وقت قليل حتى انتهي الطعام والزاد الذي تحمله "هاجر" وجف الماء الذي معها من شدة الشمس، وراحت هذه الأم الصابرة تنظر بأسى إلى عيني صغيرها المهدد بالجوع والموت، وبعد أن جف الحليب من ثدييها، لم تعد قادرة على أن تمنح صغيرها الغذاء الذي يحتاجه، وتطلعت الأم أكثر من مرة إلى السماء ترجو وعد الله وتحقيق دعوة "إبراهيم" عليه السلام ﴿رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾، ثم راحت "هاجر" تجري هنا وهناك وتهرول كلما سمعت بكاء رضيعها "إسماعيل" وصراخه، حتى قطعت ما بين الصفا والمروة سبع مرات!
وعادت منهمكةً مذعورةً إلى ولدها وأصيب بالدهش حين رأت وعد الله قد أُنجز وأن دعوة "إبراهيم" قد استجيبت؛ فالماء بين قدمي الصغير ينساب من بئر زمزم! إنها لا تصدق عينيها ولكنها المعجزة التي لا يمكن إنكارها!
كما أنه وحدتها لم تطول؛ فقد كانت القوافل والركاب تقطع الصحراء فيمرون على مقربة من مكان هاجر ويرون الطيور تحوم من حولها فيوقنون أن هذا المكان به ماء ويقصدونه، ويرغبون في المُقام به ويستأذنون "هاجر" في الإقامة معها فتأذن، ومضت الأيام وعين الأم وقلبها على ولدها وعناية الله ترعاها وترعاه!
وذات ليلة فاجأت الرؤيا الصادقة "إبراهيم" تأمره أن يذبح ولده "إسماعيل"، فذهب إبراهيم إلى ولده يقص عليه ما رأى، وقال له: (.. يا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى ..) فرد إسماعيل: (.. يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ..) وأسلم نفسه وطلب من أبيه أن يشد وثاقه وأن يطرحه على صدره حتى لا يرى السكين وأن يحدها جيدًا وأن يسرع إمرارها على رقبته حتى لا تأخذه الشفقة فيتردد فيخالف أمر الله، ورجاه أن يبلغ أمه السلام وأن يقوم بالتسرية عنها بعد ذبحه.
فلما وضع "إبراهيم" ابنه على النحو الذي طلبه منه، أمر الله السكين فتوقفت عن القطع واحتار "إبراهيم" في الأمر وأحس أن الله سبحانه قد رحم هذا الابن المطيع، وسرعان ما ذهبت حيرته حين رأى أمامه كبشًا عظيمًا وسمع نداءًا علويًا يرتفع بالثناء عليه (.. وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ..) وبأن الله أنزل هذا الكبش فداءًا لإسماعيل فأسرع إليه "إبراهيم" ليذبحه، وفرج الله بهذا الكرب عن الوالد والولد معًا، ومن هذه القصة يا صغيري نتعلم الكثير من
رحلة تعلم ممتعة: كيف تعلمي طفلك ركوب الدراجة بثقة ومرح!
تعلم كيفية ركوب الدراجة من أهم طقوس الطفولة وتقليد هام في تربية الأطفال، ويمكن أن يساعد في فتح الأبواب لنشاط بدني مدى الحياة
دور اللعب في نمو الطفل وتنمية مهاراته المعرفية والجسدية
اللعب ضروري لتطوير نمو الطفل وتنمية مهاراته لأنه يساهم في النمو المعرفي والجسدي والاجتماعي والعاطفي للأطفال والشباب
في تربية الاطفال؛ كيف تمنعينهم من الضرب والعض والصفع؟
كل من لديها طفل عمره ما بين عام ونصف وثلاثة أعوام تعرف هذه المرحلة جيدًا في مراحل تربية الاطفال!