إن قصة "الجمال النائم" هي حكاية خرافية تحمل في طياتها رموزًا ودروسًا عميقة، فهي تعكس قوة الحب والتضحية والأمل في التغلب على الصعاب من خلال رحلة الأمير لإنقاذ الأميرة الجميلة، واليوم سنكتشف قوة الإرادة والثبات في مواجهة التحديات وتحقيق العدالة في قصة الجمال النائم، وحكاية الأميرة "أورورا"

منذ زمن بعيد في فرنسا عاش ملك وملكة، وكانوا يتوقون إلى إنجاب اطفال أكثر من أي شيء آخر، وأخيرًا أنجبت الملكة فتاة صغيرة، وكان يوم سعادة كبيرة وفرح لكل المملكة.

دعا الملك والملكة جميع السكان في المملكة بما فيهم الاطفال إلى حفل تسمية الطفلة، ويا لها من حفلة! تم فيها ترصيع الأطباق والأواني الفضية من الذهب الخالص بعناية لكل ضيف حتى الاطفال. 

ولكن سيدة واحدة كانت قد غادرت قبل 50 عامًا ولم تتم رؤيتها طوال ذلك الوقت، ظهرت عند الباب، وسرعان ما وجد الملك والملكة مكانًا للضيف الجديد، ولكن للأسف الأطباق والأواني الفضية لم تكن من ذهب نقي، وهذا جعل السيدة العجوز غاضبة جدًا.

وسرعان ما حان الوقت لكل فرد أن يبارك الطفلة، وعندما جاء دور السيدة العجوز -وهي ساحرة شريرة-، وقفت ووجهت إصبعها الطويل نحو الطفلة النائمة في المهد، وصاحت قائلة: "أعلن أمامكم جميعًا، أن هذه الطفلة في عيد ميلادها السادس عشر ستضع إصبعها على مغزل عجلة دوارة وتموت!"

ومع وهج من الدخان اختفت الساحرة الشريرة! صرخ الاطفال والجميع بقلق، ولكن إحدى السيدات لم تباركها بعد، وكانت ساحرة طيبة، فطلب الملك والملكة من هذه الساحرة الطيبة، ابطار السحر اللعين، هزت الساحرة الطيبة رأسها بحزن، فلم يكن ذلك ممكنًا، ولكن يمكنها أن تخفف اللعنة، فقالت:

"في عيد ميلادها السادس عشر، عندما تدق الأميرة إصبعها على عجلة الغزل، بدلًا من أن تموت، ستنام لمدة 100 عام!"

قالت الملكة: "مائة عام! أي بعد أن تبلغ ابنتنا 16 عامًا، لن نراها بعد ذلك!"

أمر الملك بإحضار كل عجلة غزل دوارة في المملكة إلى القصر وحرقها للتأكد من أن الأميرة لن تكون في أي مكان بالقرب من عجلة الغزل، أمر أيضًا المربيات بأخذ الطفلة بعيدًا، وكانت المربيات تربي الطفلة في كوخ في أعماق الغابة معتقدين أن هناك سيبقونها آمنة حتى بعد عيد ميلادها السادس عشر، وبعد ذلك اليوم سيكون من الآمن إعادة الأميرة التي كانت تُدعى "أورورا" إلى القلعة.

نشأت "أورورا " وهي لا تعرف أي شخص آخر غير المربيات الثلاث اللاتي عرفتهن كخالات لها، وكانت حيوانات الغابة أصدقائها، وتبعها الطيور والغزلان والسنجاب والأرانب وهي تطعمهم وتعاملهم بلطف وتداعبهم، ومنذ أن كانت صغيرة قيل لـ "أورورا " إنها يجب أن تبقى داخل التلال التي تحيط بهم، ولم تمانع في ذلك، حيث كانت الغابة واسعة وعميقة داخل التلال، وكان هناك متسع كبير لها للعب.

وفي صباح يوم عيد ميلادها الخامس عشر، استيقظت الأميرة مبكرًا وكانت متحمسة للغاية حيث انها كبرت عامًا آخر فاستيقظت في وقت مبكر من الصباح، ووجدت الجميع لا يزالون نائمين فأخذت تتجول حول المكان كله إلى ان وصلت الي البرج القديم ، وجدت السلم المتعرج الضيق الذي أثار فضولها كثيرًا وبالفعل تسلقته لكي تصل إلي الباب الصغير، وإذا بالباب ينفتح أمام الأميرة، وداخل الغرفة الصغيرة تلك تجلس امراة عجوز مع مغزل، وبناءًا عن أمر والدها كانت الاميرة لم تري أو تسمع عن اي مغزل من قبل، فكانت تريد أن تستكشف ما هذا الشئ الموجود أمام العجوز، فطلبت من العجوز منها أن تجرب المغزل وتحاول أن تدوره وعند لمس الأميرة للمغزل أبرة الغزل وخزت اصابعها، وفي تلك اللحظة سقطت على الأرض ودخلت في سبات عميق .

وليست الأميرة فقط هي من نامت في سبات عميق وإنما كل من الملك والملكة والخدم والخيول والكلاب في الفناء، والحمام على السطح والذباب على الحائط ، حتى النار في الموقد انطفأت ، فكل من في القصر سقط نائمًا مع الأميرة، وبدأت الاشجار والورود تحوط القصر وتكبر وتكبر ونمت لدرجة أنه لا أحد يستطيع أن يري القصر من خلالها.

وكانت هناك دومًا أسطورة عن الجمال النائم أو الأميرة النائمة وكان بين الحين والآخر يأتي الأمراء من كل أنحاء البلاد يحاولون ان يدخلوا القصر بالقوة ولكن الاشجار كانت تمنعهم دومًا، وبعد سنوات عديدة جاء أمير إلى البلاد وسمع من رجل عجوز عن حكاية هذه القلعة التي أحاطتها الأشجار بالقوة وعرف قصة الأميرة الجميلة التي تنام داخل هذه القلعة لعشرات السنين، وسمع أيضًا أن هناك العديد من الأمراء الذين حاولوا أن يدخلو إلي هناك ولكن كل محاولتهم باءت بالفشل ومنهم من أصيب ومنهم من مات.

وقتها قرر الأمير الشاب وقال بداخله "أنا لست خائفًا ويجب أن أذهب وأرى هذا الجمال النائم"، وقد نصحه الرجل العجوز كثيرًا بعدم الذهاب لأنه يمكن أن يموت، ولكن الأمير الشاب لم يستمع إلي كلامه وأصر على أن يذهب داخل القلعة.

وعندما اقترب الأمير من السور الضخم المغطى بالورود الكبيرة الجميلة والشجيرات العملاقة كلًا منهما مهد الطريق له من تلقاء نفسه وقامت الورود والشجيرات بالسماح له بالمرور دون أن يمسونه بسوء! وفي الفناء رأى الأمير الخيول والكلاب نائمة بالفعل وعلى سطح القصر يجلس الحمام النائم مع رؤوسه المدسوسة تحت اجنحته، وعندما دخل القصروجد الذباب نائمًا على الجدران والخدم نائم في قاعات القصر وبالقرب من العرش وجد كلًا من الملك والملكة ينامون بسلام بجانب بعضها البعض.

ولكنه ترك كل هذا وذهب إلي أبعد من ذلك، فكان يبحث عن الجمال النائم، وأخيرًا وصل إلي البرج القديم وفتح باب الغرفة الصغيرة حيث وجد الأميرة نائمة كالملاك وكانت شديدة الجمال لدرجة أنه لم يستطع أن يرفع عينه من عليها لحظة واحدة فقام مسرعًا وأعطاها قبلة، وقتها فتحت الاميرة النائمة عيناها وابتسمت في وجه الأمير الشاب.

وفي جميع أنحاء القلعة، استيقظ الجميع وكل شيء عاد وكأن شيئا لم يحدث وكل من في القصر أخذوا ينظرون إلي بعضهم البعض بعيون الدهشة، وخلال شهر واحد كان الأمير والجميلة النائمة متزوجان ويعيشان بسعادة طوال حياتهم.