ماذا أفعل وكيف أتعامل مع طفل يضرب طفلي؟! هل تعلمين أن كيفية استجابتك لمواقف مثل هذه تعلم طفلك ما يجب أن يفعله بمشاعره في المستقبل؛ أي أنه كلما ازدادت اليقظة في تربيتك، كلما ازدادت فعالية التربية!
تقول إحدى الأمهات: "تبلغ ابنتي من العمر ثلاث سنوات وكانت تأخذ درسًا للباليه مع أطفال آخرين في سنها، أثناء الدرس، صفعت إحدى الفتيات ابنتي على وجهها ولم يقل والد الفتاة شيئًا ولم يفعل شيئًا! وكانت المعلمة غير مبالية ولم تفعل شيئًا أيضًا! ولهذا فقد زوجي أعصابه مع الأب الآخر والمعلمة، فكيف كان ينبغي لنا أن نستجيب في تلك اللحظة وماذا يمكننا أن نفعل إذا حدث شيء مثل هذا مرة أخرى؟"
عندما يشهد أيٍ منا تعرض طفله للأذى مهما كان السبب فإن ذلك يثير غرائز الحماية البدائية لدينا! أوافق على أن والد الفتاة الأخرى يتحمل عبء التأديب بالطبع، وأتخيل أن المعلمة فوجئت أيضًا بعدم تدخله، لذلك لا أعجب أن زوجك كان غاضبًا ومحبطًا بسبب هذا التهديد لطفلتك بالإضافة إلى عدم الاستجابة من جانب البالغين الآخرين!
وعلى الرغم من أنني أتفهم تمامًا الاستجابة العاطفية لزوجك، إلا أنني أفكر كذلك في كيف كان الأمر بالنسبة لغرفة مليئة بالأطفال في سن الثالثة عند مشاهدة شخص بالغ يفقد أعصابه! يمكن أن تكون هذه لحظة تعلُّم للجميع للتفاعل بشكل مختلف في المستقبل، وكلما فكرنا في الأمر مسبقًا، كلما أصبحنا أكثر استعدادًا!
من المرجح أن يثير رؤيتكِ لطفلك وهو يتعرض للضرب من قبل طفل آخر بعض مشاعر القلق أو الظلم أو حتى الغضب لديك! لكن قبل أن تقولي أو تفعلي أي شيء، خذي وقفة لتتقبلي المشاعر الموجودة لديك بالفعل!
أثناء هذه اللحظة، قد يكون من الصعب أن تأخذي الوقت الكافي لملاحظة مشاعرك وتسميتها، إلا أن هذه خطوة مهمة للاستجابة بوعي، بدلًا من رد الفعل اللاواعي.
في كتاب "الذكاء الاجتماعي"، يقول "دانييل جولمان": "إن تسمية المشاعر التي نشعر بها لأنفسنا يمكن أن يهدئ اللوزة الدماغية، ويؤكد ذلك قدرتنا على إعادة النظر في ردود الفعل السلبية الانفعالية تجاه شخص ما".
إذا لم يتدخل والد الطفل المسيء، يمكنك أن تتدخلي وتسألي ابنتك عما إذا كانت بخير؛ أتخيل أنها كانت تبكي! قولي بهدوء للطفلة الأخرى أنها قد آذتك ابنتك وأحزنتها، هذا التصرف قد يؤدي إلى حث المعلمة والوالد الآخر على القيام بشيء أو قول شيء ما أيضًا، كما أن استجابتك الهادئة تطمئن طفلك إلى أن كل شيء تحت السيطرة.
في مثل هذه المواقف، من السهل أيضًا الوقوع في فخ الحكم على الأطفال ووصفهم بأنهم "متسلطون" أو "ضحية" أو "أشرار"، إلخ! لكن هذه الأنواع من التصنيفات ليست مفيدة في نهاية المطاف لفهم سلوك الأطفال.
عندما أجد نفسي أصنف وأحكم على الآخرين، فإنني أعيد صياغة الموقف، وهذا ما يسميه "دانييل جولمان" "إعادة التقييم" في كتابه "الذكاء الاجتماعي"، حيث يقول: "من خلال تغيير معنى ما نراه، فإننا نغير تأثيره العاطفي علينا".
فمثلًا يمكنني أن أقول لنفسي: "هذه هي الطريقة التي يتعلم بها الأطفال التعايش" أو "الغضب هو صرخة الأطفال طلبًا للمساعدة"، كما أعيد صياغة الموقف من خلال القول لنفسي، "هذا هو أهم شيء سأفعله اليوم، لذلك يجب أن أهدأ وأتصرف بحكمة".
عندما نحاول تهدئة الأطفال، يكون هدفنا هو التناغم معهم، والتناغم هو مصطلح يعبر عن السعي إلى فهم طفلك وإعطائه كل انتباهك والاستماع إليه، يقول "دانييل" أنه عندما يكون لدينا اتصال حقيقي مع شخص آخر، فإننا نتناغم مع حالته العاطفية، وليس حالتنا نحن!
قد يكون لديك الكثير من المشاعر إذا وجدت نفسك في هذا الموقف، مثل الخوف والصدمة والغضب تجاه الطفل الآخر، لكن الاستجابة لطفلك تعني الانتباه إلى مشاعره، وليس مشاعرك، إذن كيف نطبق التناغم في الحياة الواقعية؟
إذا تم دفع الطفل على الأرض ولكنه لم يبكي، فمن المحتمل أنه يشعر بالارتباك ("لماذا أنا على الأرض؟")، في هذا الوقت يمكنك أن تقولي له: "لم تتوقع حدوث ذلك" أو "كانت مفاجأة، أنا أعرف" ومساعدته على النهوض.
إذا تم دفع الطفل على الأرض وكان حزينًا أو غاضبًا بسبب ذلك، يمكنك الاستماع إلى حزنه أو غضبه بالقول، "لم تكن تريد أن يتم دفعك!" أو "لم يعجبك ذلك!" أو "هذا يؤلم، أليس كذلك!".
النقطة المهمة هنا هي أنه من أجل أن يشعر الطفل بالفهم والاهتمام والراحة، يجب أن نستمع إلى مشاعره، وليس مشاعرنا.
أشعر بعدم الارتياح حقًا بشأن تأديب طفل شخص آخر، لكن قد أتدخل إذا لم يكن الطفل مسيطرًا على نفسه أو كان أحد الوالدين بعيدًا جدًا عنه من أجل حماية الأطفال الآخرين!
بعد أن أكون على دراية بمشاعري وأعيد صياغة أحكامي، أقول للطفل ببساطة، "لا بأس أن تغضب، لكن أصحابك لا ذنب لهم!"، وقد أضع جسدي بين الطفل والآخرين، إذا كان الموقف يستدعي ذلك، لحماية طفلي والأطفال الآخرين.
من الجيد أيضًا إخبار والد/ة الطفل بما حدث وبموقفك تجاه طفله، وأنكِ تدخلتِ فقط عندما كان الأب أو الأم غائبين عن الموقف لمنع أي ضرر للأطفال، إن الود والتفاهم والدعم تجاه الآباء الآخرين يقطع شوطًا طويلًا ويساعد في إنشاء البيئة التي نريدها جميعًا لأطفالنا.
إذا تكرر الأمر مرة أخرى تصبح المشكلة أكثر من مجرد مشكلة عابرة؛ فكل طفل يستحق أن يشعر بالأمان في الفصل أو التمرين وغيرهم، والسلوك العدواني المتكرر الذي لا يتم التعامل معه بشكل مناسب من قبل البالغين يتعارض مع هذا الشعور بالأمان عند الطفل!
إذا قام أي طفل بإيذاء طفلك لمرة أخرى، فاتبعي الاستراتيجيات التي تمت مناقشتها أعلاه لمعالجته مع الحفاظ على الهدوء، ثم بعد ذلك، يمكنك اتخاذ بضع خطوات إضافية، مثل:
كيف تُربي طفلًا سعيدًا؟ إليكِ أهم النصائح!
عندما يُسأل الآباء والأمهات عما يريدونه لأطفالهم يكون الرد الأكثر شيوعًا هو أنهم يريدون رؤية أطفالهم سعداء، وذلك لأن سعادة الأطفال أكثر أهمية
كيف تدربين طفلك على التخلص من الحفاض في ثلاثة أيام فقط
يعد استخدام المرحاض مهارة مهمة تزيد من استقلالية الاطفال وتزيد من ثقتهم بأنفسهم، والغرض من التدريب على استخدام المرحاض هو:
أفكار رائعة لابقاء الأطفال مستمتعين في العيد في المنزل!
إلى كل الآباء والأمهات أعلم أنكم مرهقين بعد شهر رمضان؛ حيث تعود حالة الإرهاق إلى أن الأمر يحدث يوميًا ويتكرر خلال شهر رمضان.