عادةً ما يطلق المبيضان بويضة واحدة فقط أثناء الإباضة في كل دورة شهرية، لكن في بعض الأحيان، يمكن أن تنضج أكثر من بويضة واحدة ويطلقها المبيض في عملية تسمى فرط الإباضة، والتي يمكن أن تؤدي إلى الحمل بأكثر من طفل، واليوم ملكتي سنشرح لكِ كل ما يتعلق بفرط الإباضة والحمل بتوأم، وهل يمكنكِ تنشيط المبايض للحمل بتوأم أم لا.

عندما يتم الحمل بتوأم بشكل طبيعي (أي بدون علاجات الخصوبة)، فذلك لأنه تم تخصيب بويضتين بواسطة الحيوانات المنوية في دورة شهرية واحدة، وهناك طريقة واحدة فقط يمكن أن يحدث بها ذلك وهي فرط الإباضة، والتي تحدث عندما يقوم كلا المبيضين بإطلاق بويضة أو عندما يتم إطلاق أكثر من بويضة واحدة من أحد المبيضين، ولكن كم مرة يمكن أن يحدث فرط الإباضة؟

ما مدى شيوع فرط الإباضة؟

لقد درس الباحثون الإباضة ووجدوا أن السيدات قد يطلقن أكثر من بويضة واحدة أكثر مما كان يُعتقد سابقًا، ووجدت دراسة كندية أجريت عام 2003 ونشرت في المجلة الطبية البريطانية أن 40% من 63 مشاركة لديهن القدرة على إنتاج أكثر من بويضة واحدة في أي شهر معين.
ووجدت دراسة أخرى أجريت عام 2003، ونشرت في مجلة الخصوبة والعقم، أن 68% من 50 مشاركة لديهن موجتان مختلفتان من تطور الجريبات خلال الدورة، والجريبات أو البصيلات عبارة عن أكياس مملوءة بالسوائل تنضج لتشكل بويضات عندما يكون هناك ارتفاع في الهرمون الملوتن (LH)، وهذا يعني أنه إذا كان لدى أي امرأة ما توازن هرموني محدد، فمن المحتمل أن تحدث الإباضة عدة مرات، ويمكن أن يكون هذه المرأة خصبة في أي وقت من الشهر.

هل يمكنني تنشيط المبايض للحمل بتوأم؟

دعينا أولًا نكتشف الطرق الطبيعية للحمل بتوأم ملكتي، فيما يلي بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها لزيادة احتمالية إطلاق المبيضين لأكثر من بويضة واحدة في المرة الواحدة:

الحمل في الثلاثينيات أو ما بعدها

من المرجح أن تحملي بتوأم عندما يكون عمرك أكثر من 30 عامًا، ويرجع هذا الاحتمال إلى زيادة إنتاج الهرمون المنبه للجريب FSH، وهو الهرمون مسؤول عن نمو البويضات في المبيضين، تكون هناك حاجة إلى مستويات أعلى من هرمون FSH مع تقدم المرأة في السن لأن هناك حاجة إلى مزيد من التحفيز لنمو البويضات، وتؤدي زيادة مستويات هرمون FSH الناتج عن انخفاض الخصوبة في بعض الأحيان إلى المبالغة في رد فعل البصيلات مما يؤدي إلى إطلاق العديد من البويضات التي تؤدي إلى الحمل بتوأم!

الزواج من شخص له تاريخ عائلي من التوائم

من الأرجح أن التوائم الذكور ينجبون توائم متطابقة، وكذلك عندما يكون هناك توائم غير متماثلة من جانب الأب والأم، فإن فرص إنجاب التوائم قد تزيد بشكل أكبر.

زيادة وزنك

السيدات اللائي يعانين من السمنة المفرطة تكون لديهن فرص متزايدة للحمل بتوأم، حيث ترتفع مستويات هرمون الاستروجين مع زيادة الدهون في الجسم، وتؤدي زيادة الوزن إلى تحفيز مفرط للمبيضين مما يجعلهما يطلقان عدة بويضات بدلًا من واحدة.

الرضاعة الطبيعية بانتظام

الحمل أثناء الرضاعة الطبيعية يمكن أن يزيد من فرص الحمل بتوأم، حيث يمكن أن تقلل الرضاعة الطبيعية من الخصوبة خلال الأشهر الستة الأولى من الولادة، إذا كانت الأم تقوم بإرضاع طفلها رضاعة طبيعية حصرية، لكن من الممكن الحمل بتوأم أثناء الرضاعة الطبيعية؛ حيث وجدت إحدى الدراسات أن معدل الحمل بتوأم لدى النساء غير المرضعات كان 1.1%، وهو أقل بكثير من معدل الحمل لدى النساء المرضعات (11.4%).

تناول منتجات الألبان

يزيد تناول الكثير من منتجات الألبان من فرص الحمل بتوأم لأن هرمونات النمو التي تفرزها الأبقار في حليبها تسبب تغيرات في مستويات الهرمونات لديك.

الحمل بشكل متكرر

ليس من الواضح السبب، ولكن وجود حالة حمل سابقة واحدة أو أكثر يزيد من فرص إنجابك لتوأم، من المتوقع أن يحدث هذا على الأرجح لأنه بحلول الحمل الثاني أو اللاحق، تصبحين أكبر سنًا، ربما أكثر من 30 عامًا كما ذكرنا سابقًا.

ما مدى شيوع ولادة التوائم؟

وفقًا للجمعية الأمريكية للطب التناسلي (ASRM)، فإن حالة واحدة فقط من بين 250 حالة حمل تنتج توأمًا، ومع ذلك، فقد زادت ولادة التوائم بشكل ملحوظ بالتزامن مع زيادة استخدام علاجات الخصوبة ومع اختيار المزيد من النساء لإنجاب الأطفال في سن متأخرة، فمنذ عام 1980، ارتفع معدل ولادة التوائم بنسبة تزيد على 75%،  ومن المرجح أن يكون لدى المرأة توائم غير متماثلة أكثر من التوائم المتماثلة، حيث يمثل التوائم المتماثلة حوالي ثلث حالات الحمل بتوأم فقط.

متى يمكنني استخدام علاجات الخصوبة وتنشيط المبايض للحمل بتوأم؟

يمكنك زيادة فرصك في الحمل بتوأم بشكل مصطنع باستخدام تقنيات الإنجاب المساعدة مثل التلقيح داخل الرحم والتخصيب في المختبر.

التلقيح داخل الرحم

لا يؤدي إجراء التلقيح داخل الرحم في حد ذاته إلى زيادة فرص الحمل بتوأم، بل يزيد من الأدوية التي يتم تناولها مع الإجراء، والتي قد تتسبب في إنتاج جسمك لبويضات أكثر مما يؤدي إلى تخصيب عدة بويضات، مما يؤدي إلى الحمل بتوأم.

الإخصاب في المختبر

تتلقى السيدات الأدوية أثناء إجراء الإخصاب في المختبر وفي هذا الإجراء، الشيء الرئيسي المسؤول عن زيادة فرص الحمل بتوأم هو عدد الأجنة التي تختارين نقلها، فمثلًا قد تقررين نقل جنين واحد، على أمل أن ينقسم إلى قسمين، ويؤدي إلى الحمل بتوأم، أما إذا قمت بنقل أجنة متعددة، فهناك احتمال متزايد لحدوث التوائم غير الشقيقة. 

تناول كلوميد لتنشيط المبايض للحمل بتوأم

يحتوي المبيضان على مئات الآلاف من الجريبات، ويحتوي كل جريب على خلايا بويضات غير ناضجة، وفي مرة واحدة كل شهر تبدأ عدة بصيلات في عملية التطور.

عادةً ما يتطور جريب واحد فقط بشكل كامل ويطلق بويضة وذلك لأنه بمجرد أن يصبح الجريب ناضجًا بدرجة كافية من تلقاء نفسه، يطلق هرمونات في مجرى الدم والتي تشير إلى الجسم لإبطاء إنتاج الهرمونات المحفزة للبويضات.

يعمل كلوميد عن طريق خداع الجسم لإفراز الهرمونات المحفزة للبويضات، مما يتسبب في استمرار نضج الجريبات في المبيض وهذا بدوره يزيد من احتمالية تطور أكثر من بويضة واحدة حتى مرحلة النضج وإطلاقها أثناء الإباضة.

إذا كنت ترغبين في تناول كلوميد لتنشيط المبايض للحمل بتوأم، فاعلمي أنه لا يوجد ضمان أكيد لحدوثع، حيث أن الحمل بتوأم يعتبر أثر جانبي محتمل لتناول هذا الدواء وليس الهدف الأساسي من تناوله.