ذكر الله -عز وجل- الرضاعة الطبيعية في القرآن الكريم حيث قال تعالى: ﴿وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ﴾ (البقرة 233)، لكن الرضاعة خلال شهر رمضان يمكن أن تمثل ذلك تحديًا فريدًا للأم المرضعة، لذلك أعطى الله -عز وجل- الأم المرضعة رخصة إفطار رمضان إذا شقّ الأمر عليها، حيث قال: ﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ (البقرة:185)، والحامل والمرضع في حكم المريض. 
ومع ذلك، قد تختار بعض النساء المرضعات صيام رمضان طالما أنه لا يشكل خطرًا على صحتهن أو صحة أطفالهن، وإذا كنت امرأة مرضعة وتتساءلين عما إذا كان يجب عليك الصيام خلال شهر رمضان أم لا، فتابعي القراءة للحصول على معلومات قيمة قد تساعدك على اتخاذ القرار الأفضل لك ولطفلك!

هل يمكنني صيام شهر رمضان أثناء الرضاعة الطبيعية؟

وفقًا للدكتورة "نعومي ميرزا"، من مستشفى سانت جوزيف هيلث في نيوجيرسي: "إذا كان الصيام قصيرًا -مثلًا بين الساعة 5 صباحًا و7 مساءًا- فلا ينبغي أن يكون هناك انخفاض كبير في إدرار الحليب، لكن في أجزاء من العالم حيث تغرب الشمس في الساعة 9 مساءًا، فقد يكون الصيام بالنسبة للأم المرضعة أمرًا صعبًا للغاية، وتوصي الدكتورة بأنه إذا كان عمر طفلك أقل من ستة أشهر ويعتمد بشكل كامل على حليب الثدي، فمن الأفضل عدم الصيام، أما إذا كان عمر طفلك أكثر من عام واحد وكان نظامه الغذائي مكملًا بالفعل بالأطعمة الصلبة، فلا ينبغي أن يمثل الصيام مشكلة.

كيف يؤثر الصيام على حليب الثدي

تشير الدراسات إلى أن الصيام لا يؤثر عادة ًعلى المغذيات الكبيرة في حليب الثدي، ولكن قد تتأثر بعض المغذيات الدقيقة، مثل الزنك والمغنيسيوم والبوتاسيوم، لكن هذه التغييرات في تركيبة حليب الثدي شوهدت فقط عند النساء اللاتي صُمن لأكثر من 24 ساعة، بالإضافة إلى ذلك، يظهر البحث أن إنتاج الحليب بقي ثابتًا نسبيًا، لهذا السبب، من المهم للأمهات المرضعات اللاتي يقررن الصيام التأكد من تناولهن السحور الذي يحتوي على العديد من المغذيات حتى يبقى محتوى الدهون في حليب الثدي دون تغيير أثناء الصيام، مما يسمح لطفلك بمواصلة النمو، وذلك لأن جسمك سيستخدم رواسب الدهون الخاصة بك إذا كنت لا تأكلين ما يكفي من الطعام.

أكلات تدر الحليب لكل أم مرضعة في رمضان

الحبوب الكاملة

إذا كنت تبحثين عن أكلات تدر الحليب بكثرة فيجب أن تعلمي أن الحبوب الكاملة مغذية جدًا للأمهات المرضعات، حيث يعتقد أنها تحتوي على خصائص تدعم الهرمونات المسؤولة عن إنتاج حليب الثدي، لذا، فإن تناول الحبوب الكاملة قد يزيد من إدرار حليب الثدي، والحبوب الأكثر شيوعًا التي يمكن أن تساعد في زيادة حليب الثدي هي دقيق الشوفان القديم المطبوخ ببطء، ويمكنك أيضًا تجربة الشعير أو الأرز البني كامل الحبوب أو كعك الشوفان أو غيرها من الأطعمة المصنوعة من الحبوب الكاملة.

الخضروات الداكنة

الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة مثل الخس واللفت والسبانخ والبروكلي مليئة بالعناصر الغذائية، وخاصةً الكالسيوم، كما أنها تحتوي على "فيتويستروغنز" الذي قد يكون له تأثير إيجابي على إنتاج حليب الثدي.

الشمر

الشمر نبات من منطقة البحر الأبيض المتوسط، تضيف بذور الشمر نكهة للعديد من الأطعمة المختلفة، ولكن الشمر أيضًا من الخضروات التي يمكن طهيها أو تناولها نيئة، ويمكنك إضافتها إلى الحساء أو اليخنة أو وصفات الشمر الأخرى، قد يساعد هرمون الاستروجين النباتي الموجود في الشمر الأمهات المرضعات على إنتاج المزيد من حليب الثدي.

الثوم

الثوم مغذي للغاية وهو إضافة صحية لمعظم الوجبات الغذائية، ويُعتقد أيضًا أنه مدر للحليب، مما يساعد المرضعات على إنتاج المزيد من حليب الثدي، وعلى الرغم من أن الثوم له رائحة قوية تدخل في حليب الثدي، إلا أنه يبدو أن بعض الرضع يحبون مذاقه! لكن قد لا يتحمل بعض الأطفال الثوم جيدًا، لذلك إذا ظهرت على طفلك علامات حساسية الطعام بعد تناول الثوم، فقد ترغبين في محاولة تجنب الثوم لفترة من الوقت، اتبعي خطى طفلك الصغير! 

الحمص

الحمص من البقوليات الشائعة المستخدمة في الطبخ في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، وتتناوله المرضعات لإنتاج المزيد من حليب الثدي منذ العصور المصرية القديمة، يعتبر الحمص من الأطعمة المغذية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين كما أنه يحتوي على هرمون الاستروجين النباتي الذي يعتبر مدر للبن.

السمسم

يحتوي السمسم على نسبة عالية من الكالسيوم والخصائص النباتية الشبيهة بالإستروجين، وتستخدم الأمهات المرضعات بذور السمسم لإنتاج المزيد من حليب الثدي، يمكنك تناول بذور السمسم بمفردها، كعنصر في الوصفات التي تحضريها، أو كطبقة علوية للسلطات، أو في مزيج ممزوج مع البذور الأخرى والمكسرات والفواكه المجففة.

اللوز

المكسرات، وخاصةً اللوز الخام، صحية ومليئة بالبروتين والكالسيوم، تختار العديد من المرضعات تناول اللوز أو شرب حليب اللوز لزيادة كريمية وحلاوة وكمية حليب الثدي.

زيت بذور الكتان

مثل بذور السمسم، تحتوي بذور الكتان على "فيتويستروغنز" الذي يمكن أن يؤثر على إنتاج حليب الثدي، وتحتوي بذور الكتان أيضًا على الأحماض الدهنية الأساسية.

جذر الزنجبيل الطازج

لا يعد الزنجبيل الطازج إضافة صحية لنظامك الغذائي فحسب، بل يمكنه أيضًا زيادة إنتاج حليب الثدي، ويمكنك بسهولة إضافة الزنجبيل الطازج الخام إلى الأطباق التي تطبخيها أو عن طريق شرب مشروب الزنجبيل المصنوع من الزنجبيل الحقيقي أو عن طريق غلي الزنجبيل الخام وتناوله كمشروب، لكن على الرغم من أن الزنجبيل الطازج يعتبر آمنًا، إلا أنه لا يجب عليك تناول مكملات الزنجبيل دون استشارة طبيبك أولًا.

الخميرة البيرة

الخميرة البيرة هي مكمل غذائي صحي للغاية يحتوي على فيتامينات ب والحديد والبروتين والكروم والسيلينيوم والمعادن الأخرى، وتستخدمه الأمهات المرضعات ليس فقط للمساعدة على إنتاج المزيد من حليب الثدي، ولكنها قد تمنحك أيضًا المزيد من الطاقة، ولها تأثير إيجابي على حالتكِ المزاجية، والتخلص من الاكتئاب!

شاي الرضاعة

يعد شاي الرضاعة أحد الخيارات الأكثر شيوعًا للسيدات اللائي يرغبن في زيادة إمدادات الحليب لديهن، قد يحتوي شاي الرضاعة على عشبة واحدة أو مجموعة من الأعشاب التي تعمل معًا لدعم الرضاعة وزيادة إنتاج حليب الثدي، وتشمل الأعشاب الموجودة في شاي الرضاعة الطبيعية الحلبة، والشوك المبارك، وحليب الشوك، والشمر، وإلى جانب زيادة إمدادات حليب الثدي، فإن هذا الشاي أيضًا مريح ومهدئ.

حليب الشوفان

الشوفان عبارة عن حبوب كاملة ثبت أنها تزيد من إدرار الحليب، فهي تحتوي على نوع من الألياف يسمى بيتا جلوكان والذي قد يرفع مستويات البرولاكتين في الجسم، حليب الشوفان هو مشروب مصنوع من الشوفان وطعمه حلو بشكل طبيعي، ويمكنك شربه بمفرده أو إضافته إلى الحبوب المفضلة لديكِ.

الماء

يعد شرب الماء أحد أبسط الطرق لضمان قدرة جسمك على إنتاج الكثير من حليب الثدي لطفلك، أثناء الرضاعة الطبيعية، يجب عليك شرب كمية أكبر من الماء حتى أكثر من الكمية المطلوبة، وذلك لأن حليب الثدي يتكون من 87٪ ماء وخلال فترة ما بعد الولادة، يفقد جسمك كمية أكبر من الماء من المعتاد، لذلك استهدفي تناول حوالي ثمانية أكواب من الماء كل يوم وليس أقل!

كيف أعرف إذا كان حليبي كافيًا؟

قد تبدو الرضاعة الطبيعية بمثابة لغز في بعض الأحيان، خاصةً أنه عندما ترضعين طفلك، لا توجد طريقة لمعرفة على وجه اليقين مقدار ما يحصل عليه طفلك من الحليب، لذلكتحققي من هذه العلامات التي تشير إلى أن مخزون الحليب الخاص بك مناسب لطفلكِ:

• يصنع طفلك ستة حفاضات مبللة أو أكثر يوميًا.
• طفلك يكتسب وزنًا.
• يلتزم طفلك بجدول تغذية منتظم (في الغالب) مع ما لا يقل عن ثماني وجبات أو أكثر كل 24 ساعة.
• يمكنك سماع ورؤية طفلك وهو يبتلع الحليب.
• تشعرين بالألم الخفيف في الثدي وأنه أصبح فارغًا بعد إرضاع طفلك.

تجنبي هذه الأطعمة والمشروبات إذا كان لديك نقص في إدرار الحليب

• المشروبات الغازية
• الكافيين مثل القهوة، الشاي الأسود، الشاي الأخضر، الخ.
• فيتامين C وفيتامين B الزائد مثل المكملات الغذائية أو المشروبات التي تحتوي على كمية زائدة من فيتامين C أو B (عصير البرتقال/البرتقال والحمضيات/عصير).
• النعناع
• المريمية