هل تفكرين في الحمل مرة أخرى بعد الإجهاض؟ قد تقلقين بشأن سبب فقدان الحمل، وإذا تأخر الحمل فقد تتساءلين "هل تأخُر الحمل بعد الإجهاض طبيعي؟"، فيما يلي إجابات لبعض الأسئلة الشائعة حول الحمل بعد الإجهاض.

ما الذي يسبب الإجهاض؟

الإجهاض هو فقدان الحمل غير المقصود قبل الأسبوع العشرين، تحدث العديد من حالات الإجهاض لأن الجنين لا ينمو كما هو متوقع.
الكروموسومات مسؤولة عن أكثر من 50% من حالات فقدان الحمل المبكر، وتوجد الكروموسومات في كل خلية من خلايا الجسم، وهي تعطي توجيهات لجينات الجسم حول كيفية النمو والتطور، فإذا كان هناك عدد غير عادي من الكروموسومات أثناء انقسام الجنين ونموه، فقد يؤدي ذلك إلى الإجهاض، وتصبح مشاكل الكروموسومات أكثر شيوعًا مع تقدم المرأة الحامل في السن.

في بعض الأحيان قد تؤدي الحالة الصحية إلى الإجهاض، ومن الأمثلة على ذلك مرض السكري الذي لا يمكن السيطرة عليه بشكل جيد والحالات التي تؤثر على الرحم، لكن في كثير من الأحيان، يكون سبب الإجهاض غير معروف.
حوالي 10% إلى 15% من حالات الحمل المعروفة تنتهي بالإجهاض، ولكن من المرجح أن يكون عدد حالات الإجهاض أعلى، حيث تحدث العديد من حالات الإجهاض قبل أن تعرف المرأة الحامل عن الحمل حتى.

ما هي احتمالات حدوث إجهاض آخر؟

معظم النساء الحوامل اللاتي يحدث لهن الإجهاض يكون لمرة واحدة فقط ،ثم بعد ذلك يحدث الحمل الطبيعي لدى الكثير منهن.

يبلغ خطر الإجهاض في الحمل المستقبلي حوالي 20٪ بعد إجهاض واحد، بعد إجهاضين متتاليين، يرتفع خطر الإجهاض مرة أخرى إلى حوالي 25%، وبعد ثلاث حالات إجهاض أو أكثر على التوالي، يكون خطر حدوث إجهاض آخر حوالي 30٪ إلى 40٪.

متى يمكنك ممارسة الجنس بعد الإجهاض؟

يعتمد الجدول الزمني لممارسة الجنس بعد الإجهاض على كيفية تعافيكِ، في أغلب الأحيان، يكمل جسمك عملية الإجهاض من تلقاء نفسه؛ بخلاف ذلك، ستحتاجين إلى دواء أو توسيع وكحت (D&C) لإزالة محتويات الرحم جراحيًا.
قومي بزيارة طبيبتك للحصول على موعد للمتابعة بعد حوالي أسبوعين من الإجهاض، إذا بدا كل شيء على ما يرام، فستعطيكِ الضوء الأخضر لممارسة الجنس في هذا الوقت، ومع ذلك فإن السيدات اللائي خضعن للتوسيع والكحت قد يحتاجن إلى الانتظار بضعة أسابيع أطول للسيطرة على النزيف.

كيف يمكنك الحمل بعد الإجهاض؟

إذا كنت تمارسين الجنس دون وقاية، فمن الممكن أن تصبحي حاملًا عندما تبدأ الإباضة مرة أخرى، وقد يحدث هذا بعد أسبوعين من الإجهاض (أو قد يكون أطول).
يوصي بعض الخبراء بالانتظار أكثر من ذلك للمحاولة مرة أخرى، بينما تظهر الأبحاث أنه لا يوجد سبب فسيولوجي يذكر لفترة الانتظار الطويلة، وتقول الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) إن بعض الأشخاص قد يختارون الانتظار حتى بعد فترة الحيض الأولى، لأنه سيكون من الأسهل حساب تاريخ ولادتهن، ولكن هذا ليس ضروريًا من الناحية الطبية، بغض النظر عن الجدول الزمني الذي تقررينه، تذكري أن تمنحي نفسك وقتًا كافيًا للشفاء عاطفيًا وعقليًا وجسديًا.

هل أنت أكثر خصوبة بعد الإجهاض؟

على المدى الطويل لا، لا يوجد أي دليل يشير إلى أنك تصبحين أكثر خصوبة بعد حالة إجهاض واحدة أو أكثر، ومع ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أنه على المدى القصير، قد تكون المرأة أكثر عرضة للحمل بعد الإجهاض إذا حملت في غضون 3 أشهر، مقارنةً بأولئك الذين انتظرن لفترة أطول من ثلاثة أشهر.

أسباب تأجيل الحمل بعد الإجهاض

على الرغم من أنك قد تشعرين بأنك "مستعدة" عاطفيًا للمحاولة مرة أخرى بعد الإجهاض، فمن المهم ملاحظة أن الأمر يستغرق وقتًا حتى يتعافى جسمك وهرموناتك، وفيما يلي بعض الأمثلة المحددة التي توضح الأسباب التي تجعلك تفكرين في الانتظار لبضعة أشهر على الأقل قبل محاولة الحمل بعد الإجهاض.

• الحمل العنقودي

الحمل العنقودي هو نوع من مضاعفات الحمل حيث لا يقوم الحيوان المنوي بتخصيب البويضة بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تشكل ورم غير سرطاني في الرحم بدلًا من المشيمة، هذا الورم أو "الشامة" غير قادر على دعم الحمل المبكر ويحدث الإجهاض.
إذا كان لديك حمل عنقودي، فاعلمي أنه لا يزال من الممكن الحمل مرة أخرى، لكن من المهم الانتظار حتى يكتمل علاجك بالكامل قبل محاولة الحمل، يمكن أن يستغرق هذا ما يصل إلى ستة أشهر في الحالات القياسية وما يصل إلى 12 شهرًا في حالات الصعبة.

• مضاعفات عملية التوسيع والكحت

قد تتطلب بعض حالات الإجهاض إجراء التوسيع والكحت (D&C) لإزالة الأنسجة من الرحم، على الرغم من ندرته، فمن الممكن حدوث مضاعفات نتيجة لهذا الإجراء، مثل تطور أنسجة ندبية أو التصاقات داخل الرحم.
اعتمادًا على شدة أي مضاعفات بعد عملية التوسيع والكحت، قد يوصي طبيبك بالانتظار لمدة تصل إلى ستة أشهر قبل محاولة الحمل مرة أخرى بعد هذا الإجراء، وهذا يمنح الرحم وقتًا للشفاء وإعادة البناء وإعداد نفسه ليكون قادرًا على دعم حمل آخر.

• ارتفاع مستويات هرمون الحمل (قد يؤدي إلى اختبار حمل إيجابي كاذب)

خلال فترة الحمل، يرتفع هرمون الحمل (hCG) بسرعة من أجل دعم الجنين النامي، عندما ينتهي الحمل، لن يعود الجسم ينتج هرمون الحمل، ومع ذلك، فإنه لا يعود إلى مستواه قبل الحمل بين عشية وضحاها، قد يستغرق الأمر بعض الوقت (ما يصل إلى ستة أسابيع) للعودة إلى المستوى الطبيعي.
نظرًا لأن هرمون hCG هو الهرمون الذي يتم اكتشافه في اختبارات الحمل لتأكيد الحمل، فقد ترغبين في الانتظار بعض الوقت قبل محاولة الحمل مرة أخرى، وذلك لأن مستويات هرمون الحمل لديك قد تظل مرتفعة عن حملك السابق (الإجهاض) وليس عن حمل جديد، مما يؤدي إلى نتيجة إيجابية كاذبة.