ربما سمعتِ من قبل عن مرض التهاب الحوض (PID) وتأثيره على حدوث الحمل، لكن هل سمعتِ عن أعراض التهاب الرحم والمبايض التي قد تؤخر الحمل؟! 

يمكن أن يجعل مرض التهاب الحوض أو تتسبب أعراض التهاب الرحم والمبايض في تأخر الحمل، فضلًا عن تعريض الحمل لخطر حدوث مضاعفات خطيرة، لذلك ملكتي سنتحدث اليوم عن مرض التهاب الحوض وأعراض التهاب الرحم والمبايض وما تأثيرهم على حدوث الحمل!

1) مرض التهاب الحوض

مرض التهاب الحوض هو عدوى يمكن أن تؤثر على الرحم وقناتي فالوب أو المبايض، ويحدث عندما تنتقل البكتيريا من مهبل المرأة أو عنق الرحم إلى أعضائها التناسلية الأخرى.

يمكن أن تسبب العدوى والالتهاب الناتجان عن مرض التهاب الحوض تندبًا، مما قد يزيد من فرصة العقم والحمل خارج الرحم، ويمكن أن يسبب التهاب الحوض أيضًا آلامًا مزمنة في الحوض، وخراجات ومشاكل صحية خطيرة أخرى.

أعراض مرض التهاب الحوض

لا تظهر أعراض التهاب الحوض دائمًا في وقت مبكر، أو قد تكون خفيفة لدرجة أن المرأة لا تلاحظها، ولكن مع تفاقم الحالة، يمكن أن يسبب مرض التهاب الحوض ما يلي:

• ألم أسفل البطن
• حمى أو قشعريرة
• إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة
• دورات شهرية أطول أو أكثر نريفًا أو أكثر إيلامًا
• ألم أثناء ممارسة الجنس
• ألم أثناء التبول 

غالبًا ما تتطور أعراض مرض التهاب الحوض ببطء، ولكنها قد تأتي أيضًا بسرعة، وفي كلتا الحالتين، يجب عليك زيارة طبيبتك في أقرب وقت ممكن بمجرد ملاحظتها، فكلما تم تشخيص مرض التهاب الحوض وعلاجه في وقت أقرب، كلما قل احتمال تسببه في العقم أو مشاكل خطيرة أخرى.

أسباب مرض التهاب الحوض

يمكن أن يحدث مرض التهاب الحوض عندما تنتقل البكتيريا من المهبل أو عنق الرحم إلى الأعضاء التناسلية، وغالبًا ما تأتي البكتيريا من العدوى المنقولة جنسيًا مثل السيلان أو الكلاميديا، لكن الأمراض المنقولة جنسيًا ليست السبب الوحيد، حيث يمكن أن يجعل الدش المهبلي من السهل نمو البكتيريا المسببة لالتهاب الحوض، ويمكن أن يدفع البكتيريا من المهبل إلى أعلى الجهاز التناسلي، مما يتسبب في فرط نمو البكتيريا الضارة (ولهذا ينصح الخبراء بعدم استخدام الدش المهبلي).

يمكن أن يزيد اللولب أيضًا من فرصة الإصابة بالتهاب الحوض، لكن احتمالات الإصابة بالتهاب الحوض بسبب اللولب صغيرة، وينطبق الخطر في الغالب على الأسابيع الثلاثة الأولى بعد إدخال اللولب لأول مرة.

كيف يؤثر مرض التهاب الحوض على الخصوبة؟

يمكن أن يجعل التهاب الحوض الحمل أكثر صعوبة، وتصاب واحدة من كل 10 نساء مصابات بهذه الحالة بالعقم، حيث يمكن أن تؤدي البكتيريا التي تشق طريقها إلى قناتي فالوب إلى الالتهاب، مما يتسبب في تكوين نسيج ندبي، ويمكن أن يؤدي هذا النسيج الندبي إلى انسداد في الأنابيب مما يجعل من الصعب التقاء الحيوان المنوي مع البويضة، لكن لحسن الحظ تحمل العديد من النساء المصابات بالتهاب الحوض بمساعدة علاجات الخصوبة.

علاج مرض التهاب الحوض

كلما تم العلاج في وقت أقرب كلما كان أفضل! لأنه إذا طالت مدة إصابتك بالتهاب الحوض، زادت احتمالية تسببه في مشاكل خطيرة، وعلى الرغم من إمكانية إزالة بعض الأنسجة الندبية جراحيًا، إلا أن عملية التندب نفسها يمكن أن تسبب ضررًا دائمًا.

إذا تم تشخيص إصابتك بالتهاب الحوض، فستبدأ طبيبتك بعلاج العدوى بالمضادات الحيوية، يمكن تناول المضادات الحيوية على شكل أقراص أو عن طريق الحقن أو عن طريق الوريد، وذلك حسب شدة العدوى، ولكن قد تحتاجين إلى دخول المستشفى إذا كانت العدوى خطيرة، أو إذا كنت حاملًا بالفعل أو إذا كنت تعانين من خراج في إحدى قناتي فالوب أو المبايض.

2) التهاب المبايض

تعد حالة التهاب المبيض حالة غير شائعة نسبيًا، وعند الإصابة بها فإنها غالبًا ما تترافق مع وجود أكياس وتهيج وتضخم في أحد المبيضين أو كليهما، كما أنها قد تلحق الضرر في قناتي فالوب في بعض الأحيان.

أعراض التهاب المبايض

في بعض الحالات، قد لا تظهر على المرأة المصابة بهذا المرض أي أعراض ملحوظة، وقد لا يتم تشخيص الحالة بتاتًا إلى أن تصاب المرأة فجأة بنوبة من الألم الحاد في منطقة الحوض تجعلها بحاجة لعناية طبية! لكن في حال ظهور الأعراض على المصابة فهذه هي أهم الأعراض والتي تستدعي زيارة الطبيبة:

• ألم في أسفل البطن وفي منطقة الحوض
• صعوبة التبول أو شعور بالألم والحرقان أثناء التبول
• ألم أو نزيف أثناء الجماع
• غزارة وكثافة في الدورة الشهرية
• نزيف بين الدورات الشهرية
• إفرازات مهبلية كثيفة وذات رائحة سيئة

أسباب التهاب المبايض

هناك عدة عوامل وأسباب تلعب دورًا في زيادة فرص الإصابة أو حتى التسبب بالتهاب المبيض بشكل مباشر، مثل:

• إصابة المرأة بمرض التهاب الحوض
• الإصابة بإحدى الأمراض المنقولة جنسيًا، مثل: الكلاميديا، ومرض السيلان
• خلل في مناعة الجسم
• تلوث عنق الرحم بالبكتيريا أثناء إدخال اللولب بطريقة خاطئة أو الولادة الطبيعية أو الإجهاض السابق

علاج التهاب المبايض

يعتمد علاج التهاب المبيض على السبب، فمثلًا:

• إذا كانت عدوى منقولة جنسيًا، فقد تعالج الطبيبة الحالة بوصف المضادات الحيوية للمرأة.
• إذا كان هناك خراج أو صديد في منطقة الحوض، فقد يحتاج الأمر كذلك للمضادات الحيوية أو الجراحة للتخلص من الصديد.
• إذا كانت المرأة مصابة بالتهاب المبيض المناعي الذاتي، فقد يحتاج الأمر لعلاج هرموني.
• وقد يصف الطبيب مسكنات الألم للنساء اللاتي يشعرن بالألم المستمر في منطقة الحوض.

3) التهاب بطانة الرحم

يعرف التهاب بطانة الرحم بأنه التهاب يصيب بطانة الرحم ويؤثر على جميع طبقات الرحم، وعادةً ما يكون سبب هذا الالتهاب انتقال الميكروبات إلى المهبل وعنق الرحم بسبب تمزق الأغشية أثناء الولادة، سواء الطبيعية أو القيصرية، لكنها أكثر شيوعًا في النساء اللاتي يخضعن للولادة القيصرية. 

أعراض التهاب بطانة الرحم

• حدوث نزيف وإفرازات مهبلية غير طبيعية
• الشعور باضطراب في الأمعاء واحتمالية الإصابة بالإمساك
• انتفاخ البطن
• الإصابة بالحمى
• الشعور بألم أسفل البطن أو منطقة الحوض

أسباب التهاب الرحم

السبب الرئيسي لالتهاب بطانة الرحم هو عدوى بكتيرية تصيب بطانة الرحم، وقد تدخل البكتيريا بطانة الرحم عندما يكون عنق الرحم مفتوحًا مثل أثناء الولادة أو الجراحة، وتتضمن أكثر الطرق التي يمكن أن تدخل بها البكتيريا إلى بطانة الرحم ما يأتي: 

• الولادة الطبيعية أو الإجهاض
• الولادة القيصرية
• انتقال البكتيريا الطبيعية من المهبل إلى الرحم
• البكتيريا التي تنتقل أثناء عملية ممارسة الجنس والتي تسبب الأمراض المنقولة جنسيًا مثل السيلان والكلاميديا
• إجراء جراحة للحوض من خلال عنق الرحم مثل التوسيع والكحت
• تنظير الرحم وأخذ خزعة من نسيج بطانة الرحم
• تركيب اللولب
• بعض الأمراض التي يمكن أن تصيب الحوض مثل التهاب الحوض

هل التهاب بطانة الرحم يؤخر الحمل

يؤثر التهاب الرحم على قدرة المرأة على الحمل، وقد يسبب الإجهاض في حال حدوث الحمل، إذ يسبب التهاب الرحم ندوب داخل بطانة الرحم تمنع انغراس الجنين والنمو بشكل طبيعي.

وفي دراسة أجريت عام 2018 على مجموعة مكونة من 95 امرأة وجميعهن مصابات بالعقم الغير مبرر، تم أخذ عينات من بطانة الرحم للزراعة وفحص الأنسجة، ثم أعطيت النساء المضادات الحيوية وإعادة الفحص بعد تناول العلاج، وقد كانت النتائج أن 65.3% من هؤلاء النساء مصابات بالتهاب الرحم، وقد تم علاج 82.3% منهن واستعَدن قدرتهن على الحمل!

وخلاصة الدراسة أن التهاب بطانة الرحم منتشر بين النساء اللاتي يعانين من العقم الغير مبرر، وأنه يؤثر على الخصوبة بالطرق التالية:

• منع البويضة الملقحة من الانغراس في بطانة الرحم.
• زيادة احتمالية حدوث الإجهاض.

علاج التهاب بطانة الرحم

1. المضادات الحيوية: يتم وصفها للقضاء على البكتيريا المسببة للالتهاب، وفي حالات الالتهاب الشديد قد تضطر الطبيبة إلى استخدام المضادات الحيوية الوريدية.
2. إزالة الأنسجة: قد يبقى في الرحم نسيج بعد الولادة أو الإجهاض، وتتوجب الجراحة لإزالته
3. معالجة الخراجات: قد يتشكل خراج في البطن بسبب التهاب وفي هذه الحالة يجب إجراء عملية جراحية أو شفطه بالإبرة لإزالة السائل أو القيح
4. زراعة عينة من عنق الرحم: وذلك للتأكد من زوال البكتيريا المسببة للعدوى، إذ يمكن أن تكون هناك حاجة لوصف مضاد حيوي مختلف
5. في حال انتقال العدوى جنسيًا فيجب على الزوج أيضًا تلقي العلاج حتى لا تتعرض له المرأة مرة أخرى بعد الشفاء بإذن الله