تعتبر انقباضات الرحم في بداية الحمل من الأمور الشائعة التي قد تقلق الكثير من الحوامل الجدد، ولكن هل هذه الانقباضات طبيعية؟ وما هي أسبابها؟ وكيف يمكن التمييز بينها وبين الانقباضات التي تدل على وجود مشكلة؟
يرجع سبب حدوث انقباضات الرحم في بداية الحمل عادةً إلى أنه ناتج عن انغراس البويضة المخصبة في الرحم، وتغييرات الرحم لاستقبال الجنين، وغيرها من الأسباب.

هل انقباضات الرحم في بداية الحمل طبيعية؟

قد تشعري بشد وتصلب طفيف في بطنك منذ بداية الحمل وطوال فترة الحمل؛ وهذا يشير إلى أن جسمك يستعد للولادة، وتشمل أسباب الانقباضات المبكرة تمدد الأربطة حول الرحم، والجفاف، والإمساك، وآلام الغازات.
في بداية الحمل، يمكن أن تشبه هذه الانقباضات تقلصات الدورة الشهرية الخفيفة وغالبًا لا داعي للقلق منها؛ أما إذا كانت مصحوبة ببقع دم أو نزيف أو ألم في البطن، فيجب عليك الاتصال بطبيبة أمراض النساء والتوليد للاطمئنان فورًا!

الفرق بين انقباضات الرحم الطبيعية والغير طبيعية

إذا كان الألم خفيفًا ويختفي من تلقاء نفسه، فمن المحتمل ألا يكون هناك ما يدعو للقلق، ولكن يجب إبلاغ طبيبتك بأي ألم مصحوب ببقع دم أو نزيف حاد أو إذا شعرت بألم حاد أو مزمن مصحوب بإغماء أو غثيان أو حمى مرتفعة أو قشعريرة أو دوخة.

أسباب انقباضات الرحم في بداية الحمل

1. تمدد الرحم

خلال الأسابيع الأولى من الحمل، من المحتمل ألا تلاحظي نمو أو توسع الرحم، ولكن بحلول الأسبوع الثاني عشر، يتمدد الرحم وينمو إلى حجم حبة جريب فروت تقريبًا، وإذا كنت حاملًا بتوأم أو أكثر، فقد تشعرين بتمدد الرحم في وقت أقرب.
قد تشمل أعراض تمدد الرحم وخزات أو آلام أو انزعاج خفيف في الرحم أو منطقة البطن السفلية، وهذا جزء طبيعي من الحمل وعلامة على أن كل شيء يتقدم بشكل طبيعي، لكن احذري من ظهور بقع دم أو تقلصات مؤلمة وأبلغي طبيبتك بهذه الأعراض.

2. الغازات أو الإمساك

الغازات والإمساك شائعان خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث ترتفع مستويات الهرمونات في الجسم أثناء الحمل، مما قد يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم واسترخاء العضلات في الأمعاء.
وقد تشعرين بضغط إضافي في الرحم نتيجةً لذلك، وتشمل الأعراض أيضًا برازًا صلبًا وجافًا، أو حركات أمعاء أقل من المعتاد.
كما تعاني بعض النساء أيضًا من الانتفاخ أو الغازات في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل ويعتبر هذا جزءًا طبيعيًا من الحمل، لذلك اشربي ما لا يقل عن 10 أكواب من الماء يوميًا للمساعدة في تخفيف آلام الغازات والانتفاخ.
ولعلاج الإمساك، تناولي الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف أو يمكنك أيضًا التحدث مع طبيبتك حول تناول ملين البراز الآمن أثناء الحمل.

3. انغراس البويضة الملقحة

قد تنتج انقباضات الرحم في بدايات الحمل بسبب انغراس البويضة الملقحة، حيث تكون هذه الانقباضات أحد العلامات المبكرة للحمل، وعادةً ما تظهر قبل موعد نزول الدورة الشهرية بسبب انغراس البويضة الملقحة في الجدار الداخلي للرحم.

4. الإجهاض

الإجهاض هو فقدان الحمل قبل مرور 20 أسبوعًا، والأعراض المحتملة له تشمل:

• نزيف مهبلي أو بقع دم
• ألم في الرحم أو الحوض
• ألم أسفل الظهر
• ألم في البطن
• خروج أنسجة أو إفرازات من المهبل

أخبري طبيبتك إذا كنت تعانين من أعراض الإجهاض لأنه بمجرد حدوث الإجهاض لا يوجد علاج لإنقاذ الحمل، ولكن في بعض الحالات تكون هناك حاجة إلى الأدوية أو الجراحة الطارئة حفاظًا على حياتك!

5. الحمل خارج الرحم

يحدث الحمل خارج الرحم عندما تلتصق البويضة المخصبة بمكان آخر غير داخل الرحم، وعادةً ما يكون في قناتي فالوب، قد تشعرين بألم حاد على أحد جانبي الرحم أو البطن أو كليهما.
الحمل خارج الرحم هو حالة طبية طارئة! لذلك يجب طلب المساعدة الطبية الطارئة على الفور إذا كنت تعتقدين أنك تعانين من الحمل خارج الرحم، والأعراض الخاصة به تشمل:

• نزيف مهبلي أثقل أو أخف من الدورة الشهرية الطبيعية
• ضعف أو دوخة أو إغماء
• ألم في الجهاز الهضمي أو المعدة

كيفية التعامل مع انقباضات الرحم في بداية الحمل

يعتمد علاج انقباضات الرحم على الأعراض التي تعانين منها، فمن غير المحتمل أن يكون الألم الرحمي الخفيف الذي يختفي بعد بضع دقائق أو ساعات أمرًا يدعو للقلق.
يمكنك علاج انقباضات الرحم الخفيفة في المنزل عن طريق الاستحمام بماء دافئ (وليس ساخنًا)، والراحة، وشرب الكثير من الماء والسوائل الأخرى، وأخبري طبيبتك عن الأعراض التي تعانين منها، فقد توصي بنوع آخر من العلاج الآمن لحملك.
من المحتمل أن يتطلب الألم الحاد أو المزمن مع أعراض مثل النزيف أو ضيق التنفس أو الحمى أو القشعريرة رعاية طبية طارئة.

متى تطلبي المساعدة الطبية

اطلبي المساعدة الطبية إذا كنت تعانين من آلام حادة أو مزمنة في الرحم مع أعراض أخرى، مثل:

• نزيف مهبلي
• دوخة
• حمى مرتفعة
• قشعريرة

إذا اختفى الألم من تلقاء نفسه، فمن المحتمل أنه ليس سببًا للقلق، ولكن لا يزال يتعين عليك إخبار طبيبتك، ويجب عليك أيضًا إخبار طبيبتك بأي ألم خفيف في الرحم أثناء الحمل لتقرر ما إذا كنتِ بحاجة إلى الخضوع للفحص على الفور أو إذا كان بإمكانك الانتظار حتى موعد الزيارة التالي.