بالتأكيد تعلمين ملكتي أن الدورة الشهرية تحدث كل 21 إلى 35 يومًا (الدورة الطبيعية كل 28 يومًا)، ولكن هل سمعتِ من قبل أن الدورة الشهرية مستمرة لمدة شهرين!
غالبًا لا يكون هناك أمر خطير إذا كانت المشكلة الوحيدة التي تواجهينها هي أن دورتك الشهرية أطول قليلًا من المعتاد بالنسبة لك، كما أنه من الجيد أيضًا أن تختلف دورتك الشهرية قليلًا من شهر لآخر.
ولكن ماذا لو كانت الدورة الشهرية مستمرة لمدة شهرين؟ هل هذا سبب للقلق؟ تقدم دكتورة أمراض النساء والتوليد "إيرين هيجينز" نصائح حول ما قد يتسبب في إطالة دورتك الشهرية، وكيفية التحكم فيها ومتى يحين وقت زيارة طبيبتك.

لماذا الدورة الشهرية مستمرة لمدة شهرين؟

1) انتباذ بطانة الرحم

انتباذ بطانة الرحم هي حالة تنمو فيها أنسجة تشبه الأنسجة التي تبطن الرحم خارج الرحم، ويمكن أن تتورم هذه الأنسجة وتنزف استجابةً للهرمونات، تمامًا كما يحدث مع بطانة الرحم أثناء الدورة الشهرية.
لكن لا يمكن لبطانة الرحم الخروج من الجسم، لذا فقد تؤدي إلى الألم ومضاعفات أخرى، مثل الالتصاقات والأكياس، ويمكن أن تشمل أعراض انتباذ بطانة الرحم ما يلي:

• آلام الحيض 
• ألم مزمن في الظهر والحوض
• ألم أثناء ممارسة الجنس
• نزيف بين الدورات الشهرية
• حركات أمعاء مؤلمة
• مشاكل في المعدة، مثل الغثيان والإمساك والانتفاخ
• العقم

2) الأورام الليفية الرحمية والزوائد اللحمية 

الأورام الليفية هي أورام عضلية حميدة تتكون على جدار الرحم؛ أما الزوائد اللحمية فهي نمو أحمر على بطانة الرحم، وكلاهما من المشاكل الشائعة التي يمكن أن تسبب دورات شهرية أثقل أو أطول من المعتاد.

3) التبويض

تعاني بعض النساء من النزيف أثناء التبويض، في معظم الحالات، لن ينتج التبويض سوى بقع دم خفيفة ولا تشكل سببًا كبيرًا للقلق، وعندما يحدث ذلك قرب نهاية الدورة الشهرية، ويمكن أن تكون البقع الناتجة عن التبويض أن تجعل الدورة تبدو وكأنها تستمر لفترة أطول من المعتاد.

4) متلازمة تكيس المبايض

تحدث متلازمة تكيس المبايض (PCOS) عندما تنمو الأكياس بشكل متكرر على المبايض، ويمكن أن تؤثر متلازمة تكيس المبايض على مستويات الهرمونات والخصوبة، وتتضمن أعراض متلازمة تكيس المبايض ما يلي:

• عدم انتظام الدورة الشهرية
• نمو شعر زائد
• زيادة الوزن
• تساقط شعر الرأس
• حب الشباب
• علامات جلدية
• غمقان الجلد حول الرقبة والفخذين والثديين

5) اللولب الرحمي

يتسبب النوعان الرئيسيان من اللولب، الهرموني وغير الهرموني، في حدوث نزيف غير طبيعي، ومن الشائع حدوث دورات غير منتظمة بعد إدخال اللولب، بالإضافة إلى التسبب في طول الدورة الشهرية، ويمكن أن يتسبب وضع اللولب أيضًا في أن تكون الدورة أخف أو أقصر أو تتوقف تمامًا.

6) وسائل منع الحمل الهرمونية

تُغير حبوب منع الحمل الهرمونية مستويات الهرمونات الطبيعية في الجسم، وعلى الرغم من أن العديد من السيدات يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية لتقصير أو تنظيم الدورة الشهرية، إلا أنها قد تؤدي إلى النزيف في الأوقات التي لا تتوقع فيها المرأة حدوث الدورة الشهرية.
من الشائع حدوث دورات غير طبيعية خلال الأشهر القليلة الأولى من تناول دواء هرموني جديد، ولكن إذا استمرت في الحدوث بعد عدة أشهر أو أصبحت مزعجة، فتحدثي إلى طبيبتكِ حول تبديل وسائل منع الحمل بغيرها.

7) مشاكل الغدة الدرقية

الغدة الدرقية مسؤولة عن تنظيم مجموعة متنوعة من الهرمونات في الجسم، بالنسبة للإناث، يشمل ذلك الهرمونات المرتبطة بالدورة الشهرية، وإذا كانت المرأة تعاني من قصور أو فرط نشاط الغدة الدرقية، فقد تعاني من دورات شهرية طويلة.
يمكن أن تسبب مشاكل الغدة الدرقية أيضًا دورات خفيفة جدًا، أو مرور عدة أشهر بدون دورة، وانقطاع الطمث المبكر، غالبًا ما يكون اختبار الدم البسيط كافيًا لتشخيص مشاكل الغدة الدرقية. 

8) الرضاعة الطبيعية

تقول الدكتورة "هيجينز" إن الرضاعة الطبيعية هي وقت للتغيرات الهرمونية الكبرى، بعض الناس لا تأتيهم الدورة الشهرية على الإطلاق أثناء الرضاعة الطبيعية، في حين أن البعض الآخر تأتيهم دورات غير منتظمة لفترة من الوقت قبل العودة إلى دورتهم المنتظمة.
إذا كنت لا ترضعين طفلك رضاعة طبيعية على الإطلاق، فيجب أن تعود دورتك الشهرية إلى طبيعتها بسرعة.

9) سرطان عنق الرحم

يمكن أن يسبب سرطان عنق الرحم نزيفًا غير طبيعيًا، بما في ذلك بين الدورات الشهرية وبعد النشاط الجنسي، كما يمكن أن يسبب أيضًا دورات أطول وأثقل من المعتاد.
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) هو السبب الرئيسي لسرطان عنق الرحم، وهو شائع جدًا وتصاب به العديد من السيدات دون أن يعرفن ذلك، أو دون ظهور أي أعراض، و​​تؤدي أنواع قليلة فقط من فيروس الورم الحليمي البشري إلى سرطان عنق الرحم.
تتشابه معظم أعراض سرطان عنق الرحم مع أعراض الحالات الأكثر شيوعًا، مثل متلازمة تكيس المبايض أو انتباذ بطانة الرحم، لذلك من المهم إجراء اختبارات عنق الرحم بانتظام، والتي يمكن أن تساعد الطبيبة في تشخيص فيروس الورم الحليمي البشري أو سرطان عنق الرحم.

10) الإجهاض

غالبًا ما يسبب فقدان الحمل أو الإجهاض نزيفًا أو بقعًا من الدماء، ويمكن أن يكون هذا النزيف خفيفًا أو غزيرًا وقد يستمر من بضع ساعات إلى بضعة أسابيع، في بعض الحالات، يمكن أن يحدث فقدان الحمل قبل أن تدرك المرأة أنها حامل!

11) اضطرابات الدم

على الرغم من أنها غير شائعة، إلا أن المرأة التي تعاني من دورة طويلة قد يكون لديها اضطراب دموي كامن، ويمكن أن تسبب اضطرابات الدم نزيفًا حادًا ودورات شهرية طويلة، وتشمل الأعراض الأخرى لاضطراب الدم ما يلي:

• فقر الدم
• نزيف حاد بعد الجراحة والولادة
• نزيف الأنف لأكثر من 10 دقائق 
• نزيف لأكثر من 5 دقائق بعد أي جرح
• الإصابة بكدمات كثيرًا وبطريقة متكررة

12) سن الأمل

على الرغم من أن سن الأمل يحدث غالبًا بين سن 45-55 عامًا، إلا أن مستويات هرمونات الجسم يمكن أن تبدأ في التغير قبل عدة سنوات، وتسمى هذه المرحلة سن الأمل، وأثناء هذه الفترة، يمكن أن تكون الدورات الشهرية أقل أو أكثر تواترًا، وكذلك أقصر أو أطول من المعتاد.

متى يجب عليك زيارة الطبيبة

يجب عليكِ التحدث مع طبيبتك عن أي تغيير يحدث في دورتك الطبيعية، تقول الدكتورة "هيجينز": "تعاني العديد من النساء من طول الدورة الشهرية لسنوات دون معرفة وجود طرق لللتحكم وتحسين أعراضهن، لكن يجب على جميع المرضى التحدث للطبيبة إذا كانت لديهن أسئلة حول دورتهن الشهرية أو غيرها من المشكلات النسائية".
يبدأ التحكم في طول الدورة الشهرية وعلاجها بمعرفة سبب حدوثها، وإذا لزم الأمر، علاج السبب الأساسي؛ يمكن أن يشمل العلاج إزالة ورم بطانة الرحم أو التحكم قصور الغدة الدرقية بالأدوية، وما إلى ذلك، وإذا كنت تعانين من أي من الأعراض التالية، فاتصلي بالطوارئ فورًا!

1. تنزفين بغزارة لدرجة امتلاء السدادة القطنية أو الفوطة بالدم في غضون ساعة والاستمرار على هذا النحو لعدة ساعات! يجب عليك أيضًا الانتباه إلى أعراض فقدان الدم الشديد، مثل الدوخة أو الإغماء.
2. إذا لاحظتِ خروج كتل دموية كبيرة، تتكون هذه الكتل من الدم للمساعدة في منع النزيف المفرط، ولكن إذا كانت تخرج كتل أكبر من كرة الجولف، فهذا يعني أنك تنزفين بغزارة وقد يشير هذا إلى حالة صحية خطيرة!
3. النزيف وبقع الدم أثناء الحمل ليسا بالضرورة سببين للقلق، ولكن يجب التعامل مع كمية كبيرة من النزيف كحالة طبية طارئة!
4. إذا أنجبتِ خلال الأشهر الثلاثة الماضية وتنزفين بغزارة، فقد تعانين من نزيف ثانوي أو متأخر بعد الولادة.