متى ترجع المرأة لطبيعتها بعد الولادة ؟!

لعل هذا السؤال هو أكثر سؤال يدور بذهن كل امرأة في أواخر شهور الحمل !  فالنساء مخلوقات يعشقن الجمال، وأثناء فترة الحمل ومع حدوث تغييرات الجسم الغير سارة - فكذلك تكون معظم التغييرات - فما تلبث أن تحلم بانتهاء هذه التغيرات بعد الولادة، فكيف يمكن أن تستعيدي صحتك ورشاقتك سريعًا بعد الولادة ؟ تابعي القراءة لنخبرك بالتفاصيل !

تبدأ فترة النفاس مباشرة بعد الولادة وتستمر عادة من ستة إلى ثمانية أسابيع، حيث يمر جسمك بالعديد من التغيرات الجسدية والعاطفية خلال هذه الفترة، مع استمرار بعض الأعراض لعدة أشهر بعد الولادة؛ لذا ولتستعيدي صحتك ورشاقتك فأنتِ بحاجة إلى الحصول على الراحة، وإعطاء جسمك الوقت للشفاء وتناول الأطعمة المغذية للتعافي من الولادة.

ماذا اتوقع بعد الولادة

إن تعافيكِ - مثل حملك - فريد من نوعه، ولا يوجد جدول زمني واحد يناسب جميع النساء لما بعد الولادة، ولكن هناك جدول زمني عام لما يمكنكِ توقعه !

بعض الأشياء التي يمكنكِ توقعها في الساعات والأيام التي تلي الولادة مباشرة هي:

• يحتاج الرحم إلى الانكماش مرة أخرى إلى حجمه المعتاد : وهذا يسبب تقلصات ونزيف مهبلي، قد يقوم الطبيب بتدليك الرحم من خلال بطنك لمساعدته على أن يصبح أصغر.
• التحولات الهرمونية : يمكن أن يسبب هذا أعراضًا مثل الهبات الساخنة وتغيرات في مزاجك والصداع.
• احتقان الثدي : سينتج ثدياك الحليب، وحتى إذا اخترتِ عدم الرضاعة الطبيعية، فسوف تعانين من ألم وتورم الثديين.
• وجع العجان : من الطبيعي أن تشعري بألم في المساحة بين المهبل والشرج (فتحة الشرج) إذا ولدتِ طبيعيًا، حيث تعاني ما يصل إلى 70٪ من النساء من درجة ما من تمزق المهبل أثناء الولادة، في حين ستشعر النساء اللاتي خضعن لعملية قيصرية بألم حول موقع الشق لبضعة أيام.
• التورم بسبب السوائل الزائدة : هذا أمر طبيعي عادةً وطريقة جسمك للتخلص من السوائل التي تتراكم أثناء الحمل، لكن يجب أن يختفي التورم في غضون أسبوع، انتبهي عندما يأتي التورم مصحوبًا بأعراض مثل ألم الصدر وصعوبة التنفس، فقد يكون ذلك علامة على شيء أكثر خطورة.
• التعب : قد يجعلكِ المخاض والولادة ورعاية المولود الجديد تشعرين بمستوى جديد من الإرهاق، لذا يعد الشعور بالتعب في الأيام والأسابيع التي تلي الولادة أمرًا طبيعيًا للغاية.
• كآبة ما بعد الولادة: كآبة ما بعد الولادة هي الشعور بالحزن بعد الولادة، وفي حين أن هذه المشاعر الجديدة يمكن أن تفاجئك، إلا أنها تميل إلى الزوال بعد بضعة أسابيع.
• فقدان الوزن: مر جسمك بالعديد من التغييرات أثناء الحمل والولادة، ومن الشائع أن يكون لديكِ جلد مترهل وعلامات تمدد، وتوتر بسبب الوزن الزائد حول الوركين أو البطن.

ما هي طرق الاعتناء بنفسك بعد إنجاب طفل؟

أحد أهم الأشياء التي يمكنكِ القيام بها لنفسك بعد الولادة هو منح نفسك وقتًا للراحة والشفاء، في حين أن هذا قد يكون أسهل قولاً من الفعل، فإن الحصول على الراحة يمنح جسدك وعقلك وقتًا للتعافي؛ لذا اطلبي المساعدة عندما تحتاجين إليها، قد يعني هذا الحد من الزوار، وطلب المساعدة في رعاية الأطفال أو طلب المساعدة في أشياء مثل التنظيف وإعداد الوجبات.

وبخلاف الراحة، قد تتضمن بعض الطرق الأخرى لرعاية نفسك في الأسابيع التي تلي الولادة ما يلي:

• التغذية

حاولي شرب الكثير من الماء وتناول الأطعمة الصحية مثل البروتين الخالي من الدهون والفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، كما أن البقاء رطبة يمكن أن يساعد أيضًا في علاج الإمساك.

• العناية بمنطقة العجان

إذا كنتِ قد أنجبت من خلال ولادة طبيعية، فقد تشعرين بألم لبضعة أسابيع، وربما قدم لكِ الطبيب بعض النصائح للمساعدة في العناية بهذه المنطقة في المنزل، ويمكنكِ استخدام الماء الدافئ للشطف بعد استخدام الحمام للشعور بتحسن.

• الحد من النشاط البدني

بينما قد ترغبين في العودة إلى حجم ما قبل الحمل، فلا تتسرعي في ممارسة الرياضة لإستعادة لياقتك، وانتظري سيخبرك الطبيب عندما يكون من الآمن ممارسة الرياضة.

يمكن لمعظم النساء البدء في المشي أو القيام بحركات لطيفة بعد أيام قليلة من الولادة، وقد تحتاج النساء اللاتي خضعن للولادة القيصرية إلى الانتظار لفترة أطول، وبمجرد أن تتمكني من ممارسة الرياضة، ابدأي ببطء حتى لا تؤذي نفسك عن طريق الخطأ.

• دعم الصحة العقلية

لا تخافي من طلب المساعدة وتحلي بالصبر مع مشاعرك، حيث يمكن أن تكون فترة ما بعد الولادة صعبة في نواح كثيرة، فإذا شعرتِ بالحزن أو الإرهاق أو القلق أو التوتر، فتحدثي إلى صديقة أو إلى الطبيب حول هذا الأمر.

استعيدي صحتك ورشاقتك سريعًا بعد الولادة بهذه الطريقة

• التوقعات المعقولة بشأن فقدان الوزن بعد الولادة

متى ترجع المرأة لطبيعتها بعد الولادة وشكل جسدها النحيل ؟ في حين أنه من الطبيعي أن تشعري بالإحباط بسبب جسدك بعد الولادة (خاصة بالمقارنة بما ترينه في المجلات)، لكن من المهم أيضًا أن تضعي كل شئ في حجمه الطبيعي، فمن غير الواقعي أن تقارني نفسك بالمشاهير الذين لديهم مدربون شخصيون وطهاة شخصيون.

يتغير جسدك بمرور الوقت؛ ويستغرق الأمر بعض الوقت حتى تقتربي من شكل وحجم جسمك قبل الحمل؛ لذا توقعي أن تفقدي بعض الوزن بشكل طبيعي قبل زيارتك الأولى لطبيب ما بعد الولادة (عادةً بعد حوالي ستة إلى ثمانية أسابيع من الولادة)، وبعد ذلك إذا التزمتِ بتوصية طبيبك فمن الطبيعي أن تفقدي 10 إلى 15 رطلاً إضافيًا في الأشهر المقبلة.

• الرضاعة الطبيعية لحرق السعرات الحرارية

إن الرضاعة الطبيعية لطفلك لها فوائد عديدة: فهي تحمي الرضع من الأمراض، وتوفر لهم التغذية المتوازنة تمامًا وتقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض، لكنكِ تحتاجين إلى الطاقة لإنتاج حليب الثدي.

لذا يجب على الأمهات المرضعات تناول وجبة خفيفة إضافية، مثل قطعة من الفاكهة أو كوب من الزبادي، للحصول على 300 سعر حراري إضافي في اليوم، وحتى مع هذا الطعام الإضافي، ستساعدكِ الرضاعة الطبيعية على فقدان الوزن طالما أنكِ تتناولين نظامًا غذائيًا صحيًا ولا تفرطين فيه.

• تمرين ما بعد الحمل مع تمارين تقوية الجذع

بالإضافة إلى تمارين القلب المعتدلة، يجب أن تركز تمارين ما بعد الولادة على بناء عضلات جذعك (التي تعرضت لضربات شديدة أثناء الحمل)؛ فيمكن لكل أم جديدة الاستفادة من تقوية الجذع، حيث تتمدد عضلات البطن المستقيمة أثناء الحمل بطريقة تجعل من المستحيل ممارستها خلال ذلك الوقت، وتعاني بعض النساء أيضًا من انفصال عضلات جدار البطن، وهو ما يسمى بانبساط عضلات البطن المستقيمة، يمكن أن تؤدي التمارين التي تستهدف هذه الحالة إلى إعادة العضلات إلى وضعها الطبيعي مرة أخرى.

• فيتامينات ما قبل الولادة، لأن جسمك لا يزال بحاجة إلى العناصر الغذائية

لا تؤخري تناول فيتامينات ما قبل الولادة حتى الآن، بل استمري في تناولها، خاصة إذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية؛ فأنتِ بحاجة إلى استعادة العناصر الغذائية التي ربما فقدتيها أثناء الحمل، ودعم جسمك أثناء إنتاج حليب الثدي، كما قد يوصيكِ طبيبك أيضًا بتناول مكملات الحديد وفيتامين سي (للمساعدة في امتصاص الحديد).

• تمارين كيجل لتقوية عضلات قاع الحوض الضعيفة

قد تسبب لكِ التغييرات في جسمك بعض التوتر، ولكن التغييرات الخفية يمكن أن تسبب القلق أيضًا، فبعد الولادة، من الشائع نسبيًا حدوث تسرب في المثانة بسبب الدفع لفترات طويلة أو الولادة بمساعدة الملقط أو الشفط، هذا عادة ما يكون مؤقتًا.

ستلاحظين تحسنًا على مدار عدة أسابيع إلى أشهر أثناء تعافيك، ويمكن أن تساعد تمارين كيجل في تقوية عضلات قاع الحوض حتى تتمكني من استعادة السيطرة على المثانة بسرعة أكبر، وإذا كان التسرب يزعجك حقًا، فاسألي طبيب أمراض النساء عما إذا كانت زيارة معالج صحة الحوض ستكون مفيدة.

• استئناف حياتك الجنسية

تتمدد الجدران المرنة للمهبل كثيرًا أثناء الولادة، لكنها تعود إلى مكانها؛ لذا يمكنكِ استئناف الجماع عندما تشعرين بالاستعداد والحصول على الضوء الأخضر من طبيبك؛ فإذا كنتِ ترضعين طفلك رضاعة طبيعية، فقد تشعرين بقلة التشحيم لأن الرضاعة الطبيعية تجعل جسمك ينتج كمية أقل من هرمون الاستروجين؛ لذا احرصي على شراء مادة تشحيم مهبلية إذا شعرتِ بعدم الراحة.

• قبول حياتك الجديدة

لقد ساعدتِ في خلق إنسان آخر ولا تزالين توفرين الطعام لطفلك؛ لذا فإن إدراك التغييرات الجسدية كجزء من وقت رائع في حياتك هو جزء مهم من احترامك لنفسك الجديدة، ومن الطبيعي أيضًا أن تمري ببعض التقلبات العاطفية أثناء التكيف مع الأمومة، حيث يمكن أن تكون المسؤوليات التي تأتي مع إبقاء شخص صغير على قيد الحياة مع الرضاعة المتكررة، والاستيقاظ ليلاً مرهقة، لكن تقبلي ذلك كوضع مؤقت نسبيًا، وثقي أن حياتك ستتحسن بمرور الوقت بلا شك !

متى يجب أن أتصل بالطبيب ؟

يمكن أن تكون بعض أعراض ما بعد الولادة علامات على وجود مشكلة، فلا يجب أن تتجاهلي أعراضك أو تشعري بالخجل من مناقشة كيفية سير تعافيك.

بعض الأعراض التي يجب أن تنتبهي لها تشمل:

• نزيف مهبلي غزير: هذا يعني عمومًا أنكِ تملأين فوطة كل ساعة لعدة ساعات، يمكن أن يعني أيضًا أنكِ تنزفين أكثر كل يوم بدلاً من النزيف بشكل أقل.
• خروج عدة جلطات كبيرة: والجلطة الكبيرة هي عادةً أي شيء أكبر من ربع دولار، وخروج جلطة كبيرة واحدة أمر جيد، لكن خروج العديد منها قد يكون علامة على وجود مشكلة.
• حمى أعلى من 101 درجة فهرنهايت (38 درجة مئوية).
• آلام جديدة أو زيادة في الألم، فيجب أن تشعري عمومًا بتحسن بمرور الوقت، وليس أسوأ.
• إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.
• ألم في ساقيك أو كاحليك، وخاصة مع التورم.
• تسرب صديد أو إفرازات دموية من شق العملية القيصرية.
• دوخة أو تغيرات في الرؤية.
• صداع شديد ومستمر.
• آلام في الصدر أو ضيق في التنفس.

خاتمة

فترة ما بعد الولادة هي وقت للتكيف والانتقال، من المهم أن تتذكري أنكِ لستِ وحدك! في حين يبدو أن الحمل يحظى بمزيد من الاهتمام، فإن فترة ما بعد الولادة مهمة بنفس القدر ! فأنتِ تتعلمين كيفية التعامل مع الكثير من التغيرات الجسدية والعاطفية، فضلاً عن محاولة التكيف مع الحياة مع مولود جديد.

كوني لطيفة مع نفسك أثناء التكيف، وأعطي الأولوية لرفاهيتك قدر الإمكان واستعيني بالدعم من الطبيب إذا لزم الأمر، حتى لو كنتِ تشعرين أنكِ بخير، فمن المهم حضور جميع فحوصات ما بعد الولادة.