هل سبق لكِ أن مشيتِ فوق بركة متجمدة وأدركتِ مدى رقة الجليد؟ ستدركين بسرعة أنكِ بحاجة إلى المشي بحذر شديد ! ينطبق الأمر نفسه عندما تفكرين في إخبار بعض الأشخاص بالخلافات الزوجية بينك وبين زوجك ! فخطوة واحدة خاطئة قد تعني غطسة جليدية زلقة وخطيرة.

إذن هل يجب عليكِ أن تخبري أحدًا أم لا؟ أتمنى لو كان بإمكاني أن أخبرك بـ "نعم" أو "لا" بشكل قاطع، لكن هذا سؤال معقد، ويعتمد على عدة أشياء.

اسألي نفسك 

قبل أن تفرغي الخلافات الزوجية على شخص ما، عليكِ أن تسأل نفسك بعض الأسئلة الأساسية:

1. ما هو هدفك النهائي؟

هناك أسباب وجيهة وأسباب غير وجيهة للكشف عن المشاكل التي تحدث في زواجك لشخص ما، فهل أنتِ...

• تبحثين عن شخص ليخبرك عن حل الخلافات الزوجية ؟
• تبحثين عن نصيحة من شخص متزوج أكبر سنًا وأكثر حكمة مر بهذه التجربة؟
• تبحثين عن شخص يوجهك إلى مستشار زواج جيد؟
• تحتاجين فقط إلى التنفيس عن غضبك والتخلص من التوتر؟
• هل تبحثين عن شخص يوافقك على أنكِ على حق وأن زوجك مخطئ؟
• هل تبحثين عن إذن لمواصلة ما كنتِ تفعليه في زواجك؟

2. من تريدين أن تخبريه ولماذا؟

يعرف المستمعون الجيدون أن هناك ثلاثة جوانب للقصة: جانبك، وجانب زوجك، وما يحدث حقًا، أنتِ لستِ بحاجة إلى مشجع، أنتِ بحاجة إلى شخص على استعداد للاستماع بعناية.

3. ما هي النتائج المحتملة التي قد تترتب على إخبار شخص ما؟

بالتأكيد، قد تشعرين بتحسن عند التنفيس عن غضبك، ولكن بأي ثمن؟ هل سترى صديقتك أو أحد أفراد عائلتك زوجك في ضوء إيجابي أم سلبي؟ هل قد ينتهي الأمر بزوجك إلى الشعور بالأذى من هذا؟

4. هل تجرين محادثة مع شخص ما يجب أن تجريها مع زوجك؟

في كثير من الأحيان، نجري محادثات مع أشخاص آخرين لم نجريها حتى مع زوجنا؛ فإذا لم تتعاوني مع زوجك للعمل على إيجاد الحلول والنمو، فمن غير العدل أن تعملي على نجاح زواجك مع شخص آخر، بل اعملي على نجاح علاقتك مع زوجك.

من هؤلاء الذين لا تخبريهم أبدًا بالخلافات الزوجية ؟

• أفراد أسرتك

بداية أفراد أسرتك لن يكونوا حيادين، وسينضموا لصفك قبل معرفة التفاصيل، كما ستنمو لديهم مشاعرًا سلبية تجاه زوجك تظهر في تعاملاتهم بعد ذلك ! مما سيسبب حرجًا شديدًا !

• الأصدقاء المقربون

بالطبع هم كأفراد أسرتك، سينحازون لصفك دون أن يسمعوا الجانب الأخر من القصة، فيقدمون لكِ نصيحة معيبة، وربما يغارون منكِ إن كنتِ في علاقة زوجية ناجحة !

• أقارب أو أصدقاء رجال

تعتقد بعض النساء بحسن نية أن التحدث عن الخلافات الزوجية مع أحد الأقارب أو زملاء العمل الرجال، قد يوضح الصورة ويجعلهم يفهمون كيف يفكر الزوج، لكنه في الحقيقة يعمق المشكلة ويزيد من حدتها !

تعلمي كيفية حل الخلافات الزوجية

• الخلافات الزوجية حول المال

الخلافات حول المال هي واحدة من أكثر مشاكل الزواج شيوعًا التي يواجهها الأزواج، قد تصبح الأمور التالية مشاكل مالية في الزواج:

• الخلافات حول القرارات المالية (أي الاستثمارات، والإنفاق المنزلي، وما إلى ذلك)
• وجود معتقدات مختلفة حول المال (كم يجب أن تنفق مقابل ما يجب أن تدخره)
• عدم التحدث عن الشؤون المالية قبل الزواج
• أحد الطرفين في الزواج يكسب المزيد من المال
• أحد الطرفين في الزواج ينفق المزيد من المال

حل الخلافات الزوجية حول المال

1. حاولي إجراء محادثة صادقة مع زوجك، عن توقعات كل منكما عندما يتعلق الأمر بالإنفاق والادخار كل شهر.
2. قسمي العمل، ليركز أحد الزوجين على الإنفاق المنزلي والآخر على توفير المال في شهر، وفي الشهر التالي، تقومان بالتبديل.
3. يمكنكِ حتى جعل الأمر أكثر متعة من خلال تحديد موعد شهري "للمال" حيث تقومان بدفع الفواتير وإعداد الميزانيات.
4. تذكري أيضًا أن تضعي ميزانية لليالي المواعدة المنتظمة مع بعضكما البعض - يمكن أن يساعد ذلك في جعل المحادثات المالية أخف وأقل إجهادًا.

الخلافات الزوجية المتعلقة برعاية الأطفال

يمكن أن يكون إنجاب الأطفال تجربة رائعة تجلب معها مشاعر جميلة، ومع ذلك يمكن أن يكون الأمر صعبًا أيضًا وقد يضع ضغطًا إضافيًا على الزواج.

تتضمن بعض مشاكل الزواج التي قد تنشأ بعد إنجاب الأطفال ما يلي:

• يقضي الزوجان وقتًا أقل (بطاقة أقل) مع بعضهما البعض
• يقضي كل من الوالدين وقتًا أقل بمفرده للتخلص من التوتر أو الانخراط في رعاية الذات
• الضغوط المالية نتيجة لدعم الطفل
• إذا شعر أحد الوالدين بأنه يقوم بالمزيد من "العمل"، فقد يشعر بالاستياء من الأخر.
• الافتقار إلى الدعم من الأسرة والأصدقاء

حل الخلافات الزوجية المتعلقة برعاية الأطفال

على الرغم من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت للتكيف، وخاصة بالنسبة للآباء والأمهات لأول مرة، فحاولي:

1. تطوير شبكة دعم،قد يشمل ذلك الأسرة والأصدقاء، أو إذا كنتِ قادرة ماليًا، جليسة أطفال يمكنها رعاية طفلك في المساء.
2. حاولي أخذ استراحة من أدوارك كـ "والدة" لتذكر أدوارك كـ "زوجة"، سيمنحكِ هذا الوقت لإعادة الاتصال ببعضكما البعض.
3. في حين أن العديد من الآباء يجعلون سعادة أطفالهم أولوية، فمن المهم أن نضع في الاعتبار أن السعادة بين الوالدين وفي المنزل تلعب دورًا مهمًا في تطوير شخصية الطفل وذكائه وإبداعه وصحته العاطفية، بعبارة أخرى غالبًا ما يكون الآباء الأكثر سعادة تساوي أطفالًا أكثر سعادة.
4. يمكنكِ أنتِ وزوجتك التوصل إلى جدول زمني حيث يتحمل كل منكما قدرًا لا بأس به من واجبات رعاية الأطفال، حتى لا تقع جميعها على عاتق أحد الوالدين.

• السلوكيات الضارة

يمكن حل بعض مشاكل الزواج إذا أولى كل زوج المزيد من الاهتمام لعاداته غير الطيبة وعمل على تغييرها.

فلا يتخذ الناس دائمًا قرارًا واعيًا حول تغيير عاداتهم السيئة، بل ينشغلون، ويتراكم التوتر، ويستمرون في العمل تلقائيًا، ثم يجدون أنفسهم يتبعون نفس الأنماط التي لم يدركوا أنهم اختاروها في المقام الأول.

• عدم الاحترام

غالبًا ما يعتاد الأزواج على التذمر أو الانتقاد أو حتى إطلاق الألقاب أو الصراخ على بعضهم البعض، فإذا كانت هذه هي الحالة، فقد حان الوقت لوضع حدود فيما يتعلق بكيفية التواصل مع بعضكما البعض.

• إهمال حياتك الخاصة

إن كونك في زواج يعني أحيانًا أننا نشعر بالرضا عن الذات؛ ولحدوث ذلك يجب أن تظلين قادرة على امتلاك إحساسك الخاص بذاتك، الهوايات والأصدقاء والروتين، الذي سيجلب الفرح إلى حياتك ويسمح لكِ بأن تكونين زوجة أفضل.

خاتمة

إن الشكوى للناس بشأن زوجك أو انتقاده دائمًا أمر غير صحيح، نعلم أنكِ تريدين أن تفعلي ما هو صحي لزواجك، تريدين أن تعملي على حل الخلافات الزوجية؛ لذا امنحي نفسك 48 ساعة لاكتساب شعور بالهدوء والإجابة بصدق على الأسئلة المذكورة أعلاه بنفسك قبل اتخاذ قرار بإخبار الأصدقاء أو العائلة بمشاكلك الزوجية، ثم امشي عبر الجليد الرقيق نحو زوجك، واحترميه بكلماتك.