تقول إحدى المستخدمات: "دورتي غير منتظمة ولا أعرف السبب؛ فهل يمكنني الحمل إذا كانت الدورة الشهرية غير منتظمة؟"، الإجابة المختصرة ملكتي هي: "نعم"! ففي أي وقت تمارسين فيه العلاقة بدون وقاية، قد تصبحين حاملاً.

يرتبط الحمل بالإباضة، فالإباضة هي إطلاق البويضة من المبايض، إنها الوقت الذي تكون فيه الأنثى التي تمارس العلاقة الزوجية أكثر عرضة للحمل، حتى مع الدورة الشهرية غير المنتظمة، ولكن ليس وفقًا لجدول زمني منتظم يمكن التنبؤ به.

ما العلاقة بين الحمل والدورة الشهرية

ليس من غير المألوف أن يكون لدى النساء دورات شهرية غير منتظمة، قد تكونين في شهر 28 يومًا - وهو ما يُعتبر متوسطًا - وفي الشهر التالي قد تكون دورتك 31 يومًا، وفي الشهر التالي 27 يومًا، وهذا طبيعي تمامًا.

تعتبر الدورة الشهرية غير منتظمة عندما تقع خارج النطاق "الطبيعي"، حيث تشير الأبحاث إلى أن الدورة الشهرية غير المنتظمة هي تلك التي تكون أقصر من 21 يومًا أو أطول من 35 يومًا.

وعند حساب أيام دورتك الشهرية، يكون اليوم الأول للنزيف هو اليوم الأول، واليوم الأخير من الدورة الشهرية هو اليوم الأول للنزيف في دورتك التالية.

من الممكن أن تصبحي حاملًا عندما تكون دورتك الشهرية غير منتظمة، ولكن قد تجدين صعوبة في ذلك، لكن إذا كنت غير متأكدة من طول دورتك الشهرية من شهر لآخر، فقد يكون من الصعب معرفة موعد التبويض.

يمكن أن يؤدي توقيت الجماع خلال أيام التبويض إلى زيادة فرصك في الحمل حيث ستحتاجين إلى ممارسة العلاقة الزوجية خلال فترة الخصوبة لديك للحمل، وتكون فترة الخصوبة لديك خلال 5 أيام قبل التبويض ويوم التبويض نفسه.

قد تكون الدورة الشهرية غير المنتظمة أيضًا علامة على التبويض غير المنتظم، فقد لا تحدث الإباضة كل شهر أو قد تحدث الإباضة في أوقات مختلفة من شهر لآخر.

عدم انتظام الدورة الشهرية والإباضة

يمكن لجميع السيدات، وخاصةً اللاتي يعانين من دورة شهرية غير منتظمة، أن تحدث الإباضة لديهن في أوقات مختلفة من دورة إلى أخرى، وهذا يجعل من المستحيل معرفة متى تكون المرأة أكثر خصوبة، كما يمكن أن تجعل الدورة الشهرية غير المنتظمة من الصعب على المرأة معرفة ما إذا كانت حاملًا أم لا، لأنها لا تعرف متى تتوقع دورتها الشهرية، لكن ممارسة العلاقة الزوجية بدون وقاية في أي وقت يؤدي إلى حدوث الحمل.

متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

متلازمة تكيس المبايض هي حالة يفرز فيها جسم الأنثى الكثير من الأندروجينات، حيث يُعتقد أحيانًا أن الأندروجينات هي هرمونات جنسية "ذكورية"، ويمكن أن يمنع وجود الكثير من الأندروجينات البويضات الناضجة من النمو وإطلاقها من قناتي فالوب.

متلازمة تكيس المبايض، التي تصيب ما يصل إلى 21% من النساء، هي السبب الأكثر شيوعًا للعقم بسبب نقص التبويض، ويمكن أن تكون متلازمة تكيس المبايض اضطرابًا وراثيًا، ولكن يمكن أن تتأثر أيضًا بعوامل نمط الحياة، مثل زيادة الوزن والخمول.

سن الأمل

سن ​​الأمل هو الوقت في حياة المرأة الإنجابية عندما ينخفض ​​هرمون الاستروجين والبروجسترون بشكل طبيعي، ويتسبب هذا في حدوث إباضة غير منتظمة ودورات شهرية قبل أن تتوقف تمامًا، مما يشير إلى سن الأمل، عادةً ما يستمر سن الأمل حوالي أربع سنوات، ولكن يمكن لبعض النساء أن يمررن بها لفترة أطول بكثير.

يبلغ متوسط ​​​​عمر بداية سن الأمل 47 عامًا، ويكون 51 عامًا هو متوسط ​​​​عمر الدورة الشهرية الأخيرة، ينتهي سن الأمل عندما لا يكون لديك دورة شهرية لمدة 12 شهرًا، وقد تشمل أعراض سن الأمل ما يلي:

• الهبات الساخنة
• التعرق الليلي
• تقلب المزاج
• عدم انتظام الدورة الشهرية

على الرغم من أنه لا يزال من الممكن أن تصبحي حاملًا أثناء سن الأمل، إلا أنه قد يكون أكثر صعوبة لأن البويضات التي يتم إطلاقها ستكون أكبر سنًا وأقل قابلية للحياة، كما قد لا تطلقين البويضات مع كل دورة.

مرض الغدة الدرقية

تساعد الغدة الدرقية، وهي عضو صغير على شكل فراشة في قاعدة رقبتك، في تنظيم الهرمونات التي تؤثر على التبويض والحيض، وفي إحدى الدراسات، كان لدى ما يقرب من 14% من الفتيات المراهقات المصابات باضطرابات الغدة الدرقية أيضًا دورات شهرية غير منتظمة، ويمكن أن تكون الأعراض الأخرى لمرض الغدة الدرقية، والتي تشمل فرط نشاط الغدة الدرقية وقصور الغدة الدرقية، هي:

• ضبابية ذهنية
• تغيرات الوزن
• تغير معدلات ضربات القلب والأيض

الوزن

يمكن أن يؤدي الوزن الزائد أو الناقص بشكل كبير إلى حدوث تفاعل متسلسل في جسمك يعطل وظيفة الهرمونات، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى غياب التبويض أو عدم انتظامه، مما قد يؤدي أيضًا إلى غياب الحيض أو عدم انتظامه.

وفقًا لبحث نُشر في مجلة BMC Women’s Health، فإن النساء اللاتي لديهن مؤشر كتلة الجسم أقل من 20 أو أكبر من 25 كن أكثر عرضة بنحو 1.1 مرة على الأقل لتجربة اضطرابات الدورة الشهرية من النساء اللاتي لديهن مؤشر كتلة الجسم بين 20 و25.

الإجهاد

يمكن أن يؤثر الإجهاد على مجموعة واسعة من وظائف الجسم، بما في ذلك التبويض، ففي إحدى الدراسات التي أجريت على طلاب الطب، كان أولئك الذين أبلغوا عن مستويات أعلى من الإجهاد المتصور أكثر عرضة لاضطرابات الدورة الشهرية مقارنةً بأولئك اللائي لم يشعرن بإجهاد شديد.

التنبؤ بالتبويض والدورة الشهرية غير المنتظمة

تحدث عملية التبويض عادةً في منتصف الدورة الشهرية، إذا كانت دورتك الشهرية منتظمة لمدة 28 يومًا، فستحدث عملية التبويض في اليوم الرابع عشر تقريبًا، ولكن عندما تكون دورتك الشهرية غير منتظمة، فقد يكون من الصعب التنبؤ بعملية التبويض وتحديد توقيت الجماع لزيادة فرص الحمل.

أدوات التنبؤ بالتبويض دقيقة إلى حد ما في اكتشاف زيادة الهرمون الملوتن، الذي يحفز عملية التبويض، وعلى الرغم من سهولة استخدامها، إلا أنها قد تكون باهظة الثمن، خاصةً عندما تقومين بإجراء الاختبار لعدة أيام أو أسابيع متتالية.

إذا كانت دورتك الشهرية غير منتظمة، فقد ترغبين في الانتظار لاستخدام أداة التنبؤ بالتبويض حتى تلاحظي علامات أخرى للتبويض، مثل:

زيادة في مخاط عنق الرحم

ابحثي عن إفرازات مطاطية وشفافة تشبه بياض البيض على ملابسك الداخلية أو عند المسح بعد استخدام الحمام، هذه علامة على اقتراب عملية التبويض.

ارتفاع في درجة حرارة الجسم الأساسية

قومي بقياس درجة حرارة الجسم الأساسية باستخدام ميزان حرارة الجسم الأساسي أول شيء في الصباح، قبل أن تأكلي أو تتحدثي أو حتى تنهضي من السرير، قومي بتسجيل درجة حرارتك طوال الشهر.

عندما تلاحظي زيادة طفيفة، عادةً نصف درجة إلى درجة كاملة، فقد تكون قد حدثت عملية التبويض، ونظرًا لأن هذه الطريقة تُظهر فقط أن عملية التبويض قد حدثت بالفعل، فهي ليست طريقة جيدة للتنبؤ بنافذة الخصوبة لديك، لكنها قد تساعدك على فهم توقيت جسمك المعتاد للتبويض في الدورات المستقبلية.

كيفية الحمل مع عدم انتظام الدورة الشهرية

إذا كنتِ في فترة التبويض، فلديكِ القدرة على الحمل، ولكن إذا كانت دورتكِ الشهرية غير منتظمة، فقد تكون فرصك في الحمل محدودة أكثر من المرأة التي لديها دورات منتظمة.

الأمر الأكثر أهمية هو ممارسة العلاقة الزوجية بانتظام دون وقاية، حاولي ممارسة العلاقة الزوجية كل يومين إلى ثلاثة أيام على الأقل، لكن إذا كنت تعانين من حالة طبية كامنة تؤثر على الخصوبة، فقد يؤدي علاج هذه الحالة إلى زيادة فرصك في الحمل، وقد يصف لك طبيبك أدوية لتحفيز التبويض.

كما قد يساعد فقدان الوزن أو اكتسابه أيضًا على زيادة فرص الحمل، وفقًا لجمعية التوعية بمتلازمة تكيس المبايض، فإن فقدان 5% إلى 10% فقط من وزن الجسم يمكن أن يساعد في تنظيم التبويض لدى النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن.

متى تطلبي المساعدة الطبية؟

قومي بزيارة الطبيب إذا:

1. لم تأتكِ الدورة الشهرية لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر.
2. كان لديك نزيف حيض يستمر لأكثر من أسبوع.
3. كنت تغيرين الفوطة أو السدادة القطنية كل ساعة أو ساعتين، لعدة ساعات، أثناء فترة الحيض.
4. كانت دورتك الشهرية مؤلمة للغاية.
5. كنت تحاولين الحمل دون جدوى لمدة عام واحد وكنت أصغر من 35 عامًا أو لمدة ستة أشهر أو أكثر وكان عمرك 35 عامًا أو أكبر.