هل مررتِ بيوم شعرتِ فيه بأن ملابسكِ قد ضاقت فجأة، رغم أنكِ لم تأكلي شيئًا غير اعتيادي؟ أو لاحظتِ انتفاخًا في بطنكِ بعد لحظة بكاء أو خلاف عاطفي؟
قد تعتقدين أن سبب الانتفاخ هو طعام غير مناسب، لكن الحقيقة أعمق... فما لا يُقال يُخزن أحيانًا في البطن!
في هذا المقال، نفتح لكِ نافذة على عالم مذهل من التفاعل بين الجسد والنفس. ستكتشفين فيه أن الانتفاخ قد لا يكون دائمًا هضميًا، بل أحيانًا يكون عاطفيًا بامتياز.
الجهاز الهضمي ليس مجرد "أنبوب للطعام"، بل يُلقّب بـ "الدماغ الثاني" لاحتوائه على ملايين الأعصاب المرتبطة بالدماغ عبر العصب الحائر (Vagus nerve)*.
هذه الأعصاب تجعل الجهاز الهضمي حساسًا جدًا لأي تغير نفسي تمرين به.
فعندما تعيشين توترًا، أو تكتمين غضبًا، أو تشعرين بالرفض أو الانكسار، فإن معدتكِ وأمعاءكِ تتفاعل فورًا:
- تتقلص العضلات المعوية أو تتشنج
- تتباطأ الحركة الهضمية
- يتراكم الغاز
- وقد تشعرين بـ"ثقل" لا يُفسَّر بطعام
-الانتفاخ الهضمي: يظهر بعد تناول وجبة دسمة أو طعام معين (كالعدس أو الألبان).
- الانتفاخ العاطفي: يظهر بعد نوبة بكاء، توتر، شجار، أو حتى بعد موقف لم تعبّري فيه عن شعوركِ.
-الانتفاخ للهضمي: قد يصاحبه تجشؤ، إمساك، غثيان أو صوت في البطن.
- الانتفاخ العاطفي: تشعرين بانقباض، وربما ضيق في التنفس، أو ثقل في الصدر، وغالبًا يكون مفاجئًا ومتنقلًا.
- الانتفاخ للهضمي: يتحسّن باستخدام مشروبات مثل الزنجبيل، الشمر، أو النعناع.
- الانتفاخ العاطفي: تخف الأعراض مع التنفس العميق، البكاء، التحدث مع شخص مقرب، أو كتابة ما بداخلكِ.
حين تكتمين الحزن، تتجاهلين القهر، أو تكبتين الغضب، فإن جسدكِ يبحث عن متنفس... وغالبًا يكون في شكل انتفاخ البطن.
أمثلة لمشاعر تُخزّن وتؤثر جسديًا:
- التوتر المزمن في دوركِ كأم أو زوجة دون الاعتراف بالإجهاد.
- الحزن غير المُعترف به بعد فقدان شخص أو حلم مزعج سبب لكِ الحزن والقلق.
- الغضب المكبوت من علاقة غير متوازنة.
- الخوف المستمر من الفشل، أو الرفض، أو النقد.
هذا الانتفاخ لا يظهر في التحاليل، ولا تُجدي معه أدوية الغازات، لأنه ببساطة... ليس مصدره الطعام!
عندما تشعرين بـ الانتفاخ، لا تفتحي أولًا خزانة الأعشاب… بل افتحي قلبكِ.
اكتبي أو قولي بصوت مرتفع: "أنا الآن أشعر بـ..."
بمجرد أن تفرغي شحنتك العاطفية ستشعرين بتحسن كبير، إذا كان الانتفاخ عاطفيًا.
جرّبي تمرين "4-7-8":
- استنشقي 4 ثوانٍ
- احبسي النفس 7 ثوانٍ
- أطلقيه 8 ثوانٍ
كرريه 4 مرات، وستشعرين براحة فورية.
اجعلي من الكتابة اليومية أو المحادثات المريحة وسيلة للتفريغ العاطفي، حتى لا تتحول مشاعركِ إلى أعراض.
حاولي دمج الرياضة اللطيفة، كالمشي أو التمارين الخفيفة، مع الاستماع لتلاوة تحبينها أو قضاء وقت في الطبيعة.
هذه الأنشطة تدعم "العصب الحائر" وتُحسّن الهضم.
نعم، مشروبات مثل الشمر، الكمون، الزنجبيل، والبابونج تُهدئ الجهاز الهضمي وتُقلل من الغازات.
لكن إن لم يُعالَج السبب العاطفي، فستظلين في دوامة: تتحسنين قليلًا ثم تعود الأعراض مجددًا.
كثير من النساء يقمن بحذف أصناف من الطعام ظنًا أنها سبب الانتفاخ:
تبدأ منتجات الألبان، ثم القمح، ثم البقوليات… حتى يصلن إلى مرحلة "الخوف من الأكل"، دون أي تحسّن فعلي.
ما لم يُنظر إلى الجانب النفسي والعاطفي، ستظل الأعراض عالقة.
حتى الحالات العضوية كـالقولون العصبي (IBS) أو فرط نمو البكتيريا (SIBO) تتأثر بدرجة كبيرة بالحالة النفسية، وهذا مثبت في دراسات علمية كثيرة، تشير إلى دور "محور الدماغ - الأمعاء (Gut-Brain Axis)" في هذه الأعراض.
كونكِ امرأة، فإن تقلبات الهرمونات تؤثر على جهازكِ الهضمي أيضًا:
- قبل الدورة الشهرية: انخفاض الإستروجين يُبطئ حركة الأمعاء.
- أثناء التبويض: قد تشعرين بالانتفاخ مع ارتفاع البروجستيرون.
- خلال الحمل أو الرضاعة: تتغير الهرمونات وتُبطئ عملية الهضم.
هذه التغيرات لا تعني وجود مشكلة دائمة، بل تستدعي منكِ فهم السياق الهرموني لجسمكِ.
حين تنظرين في المرآة وترين "بطنًا منتفخًا"، قد تشعرين بالإحباط أو النفور من جسدكِ.
لكن ماذا لو أدركتِ أن هذا البطن المنتفخ ليس دهونًا… بل "رسالة"؟
رسالة تقول لكِ: "أنا متخمة بمشاعر لم تُقال... فهلّا استمعتِ؟"
احتضان هذا الفهم يمنحكِ رحمة تجاه جسدكِ، ويغير نظرتكِ لنفسكِ من الانتقاد إلى الرعاية.
إذا لاحظتِ أن الانتفاخ:
- مستمر لأكثر من أسبوعين
- مصحوب بألم، فقدان وزن، أو اضطراب نوم
- لا يستجيب للعلاجات الطبيعية
فمن الأفضل التوجه لأخصائية تغذية أو معالجة نفسية.
أحيانًا نحتاج مساعدة لفكّ العقد التي تُتعبنا دون أن نراها.
الانتفاخ ليس عدوًا، بل هو إنذار ناعم يخبركِ أن هناك شيئًا يحتاج لاهتمامكِ.
في المرة القادمة التي تشعرين فيها بالثقل في بطنكِ، لا تتسرعي بالحكم على طبقكِ… بل اسألي نفسكِ:
"ما الذي أحمله في قلبي، ولم أُخرجه بعد؟"
كلما أنصتِ لنفسكِ، اقتربتِ أكثر من الراحة الحقيقية… ليس فقط في بطنكِ، بل في قلبكِ أيضًا.
روح العيد فرصة ذهبية لصحتكِ النفسية لا تضيّعيها
يمكن أن تكون روح العيد نقطة انطلاق جديدة لحياة أكثر توازنًا وهدوءًا. لكن هل تساءلتِ يومًا كيف يمكنكِ استغلال العيد
اكتشفي السبب النفسي وراء الأحلام الجنسية
إن معرفة السبب الكامن وراء الأحلام وخاصةً الحلم بالجنس ضروري للغاية بالنسبة للبعض، وفي الحقيقة هو ليس سببًا وحيدًا يحدث للجميع، فعند
هذه الأطعمة الخمس تثير القلق والتوتر!
في حين أن التوتر هو رد فعل طبيعي وصحي للتحديات التي تحدث طوال الحياة (نسمي هذا الضغط النفسي الجيد) إلا أنه يمكن أن يصبح خطيرًا عندما يكون