هذه هي أول علامات الحمل بعد التبويض

يزداد ترقب المرأة التي تسعى للإنجاب وتراقب أيام التبويض لحدوث الحمل بعد انتهاء هذه الفترة، لذلك يمكن للتعرف على أول علامات الحمل بعد التبويض أن يثير لديها الأمل ويوجهها لاتخاذ الخطوات اللازمة للتأكد من الحمل والحصول على الرعاية المناسبة. 

ومع ذلك، من الضروري التأكيد على أن الأعراض المبكرة يمكن أن تكون خفية ومتنوعة، وتختلف بشكل كبير من امرأة لأخرى ومن حمل لآخر حتى لنفس المرأة، كما أن أول علامات الحمل بعد التبويض قد تتداخل مع أعراض الدورة الشهرية، مما يستدعي فهمًا دقيقًا لهذه العلامات لتمييزها بشكل صحيح.

ماذا يحدث بعد التبويض؟

تبدأ رحلة الحمل المحتملة بعد عملية التبويض، وهي العملية التي يطلق فيها أحد المبيضين بويضة ناضجة، حيث تحدث الإباضة عادةً في منتصف الدورة الشهرية، وتكون الفترة التي تسبقها وتليها مباشرةً هي الأكثر خصوبة.

هناك طرق مختلفة لتتبع الإباضة، مثل تتبع درجة حرارة الجسم الأساسية التي ترتفع بشكل طفيف أثناء الإباضة، واستخدام اختبارات التبويض المنزلية التي تكشف عن ارتفاع الهرمونات قبل التبويض، وملاحظة التغيرات في الإفرازات المهبلية التي تصبح زلقة وشفافة قبل الإباضة مباشرةً.  

بعد إطلاق البويضة، تبدأ رحلتها عبر قناة فالوب حيث يمكن أن يتم تخصيبها بواسطة الحيوان المنوي، وتبقى البويضة قابلة للتخصيب لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة فقط بعد إطلاقها.

بينما يمكن للحيوانات المنوية البقاء حية في الجهاز التناسلي للمرأة لمدة تصل إلى 5 أيام، مما يعني أن الجماع قبل الإباضة يمكن أن يؤدي إلى الحمل إذا صادف وقت بقاء بويضة قابلة للتخصيب.  

إذا تم تخصيب البويضة بنجاح في قناة فالوب، يتكون الزيجوت، وهو بداية حياة الجنين، يبدأ هذا الزيجوت بالانقسام والتحرك ببطء نحو الرحم خلال الأيام القليلة الأولى بعد الإخصاب، وتستغرق هذه الرحلة عادةً عدة أيام.  

ثم بمجرد وصول البويضة المخصبة إلى الرحم، تبدأ مرحلة حاسمة تُعرف بالانغراس! ونافذة الانغراس هي الفترة التي يكون فيها الرحم في أقصى درجات استعداده لاستقبال البويضة المخصبة وتثبيتها في جداره، وتحدث عادةً بين 6 إلى 12 يومًا بعد الإباضة.

هذا التوقيت للانغراس بالغ الأهمية ويختلف بين النساء، لأنه يؤثر على الوقت الذي قد تظهر فيه أول علامات الحمل بعد التبويض! فكلما حدث الانغراس مبكرًا، زادت احتمالية ظهور العلامات في وقت أقرب.  

بعد نجاح عملية الانغراس، يبدأ الجسم في إفراز هرمون الحمل (hCG)، هذا الهرمون هو المفتاح الذي تكشف عنه اختبارات الحمل، وهو المسؤول عن أول علامات الحمل بعد التبويض، ثم تبدأ مستويات هرمون الحمل في الارتفاع بسرعة بعد الانغراس، وتزداد تدريجيًا لتصبح قابلة للكشف عن طريق اختبارات الحمل المختلفة.  

أول علامات الحمل بعد التبويض 

1) خلال الأسبوع الأول بعد التبويض

خلال الأسبوع الأول الذي يلي التبويض، وقبل أن تتمكن معظم اختبارات الحمل من إعطاء نتيجة موثوقة، قد تبدأ بعض النساء في ملاحظة بعض التغيرات الطفيفة في أجسادهن التي قد تكون أول علامات الحمل بعد التبويض، مثل:

1. تقلصات خفيفة وآلام طفيفة في البطن: قد تشعر بعض النساء بتقلصات خفيفة في أسفل البطن تشبه تلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية، ولكنها غالبًا ما تكون أقل حدة، وتُعرف هذه التقلصات أحيانًا بتقلصات الانغراس، وهي ناتجة عن التصاق البويضة المخصبة بجدار الرحم. يمكن أن تحدث هذه التقلصات بعد حوالي 6 إلى 12 يومًا من التبويض، وعلى الرغم من أن تقلصات الانغراس غالبًا ما يُشار إليها كعلامة مبكرة، إلا أنها لا تحدث لدى جميع النساء، ويمكن بسهولة الخلط بينها وبين تقلصات ما قبل الدورة الشهرية.  
2. نزول قطرات دم خفيفة (نزيف الانغراس): قد تلاحظ بعض النساء نزول بقع دموية خفيفة وردية أو بنية اللون، ويحدث هذا عادةً بعد حوالي 6 إلى 12 يومًا من الإخصاب نتيجة انغراس البويضة في بطانة الرحم، يكون نزيف الانغراس عادةً أخف وأقصر في المدة من الدورة الشهرية العادية، ويعتبر نزيف الانغراس علامة مبكرة أكثر تحديدًا، ولكن مرة أخرى، لا يصاحب جميع حالات الحمل نزيف ملحوظ! 
3. الشعور بالتعب والإرهاق: يعد الإرهاق من أول علامات الحمل بعد التبويض الشائعة جدًا، وقد تشعر به المرأة حتى قبل غياب الدورة الشهرية، ويرتبط هذا الشعور بزيادة مستويات هرمون البروجسترون والتغيرات الهرمونية الأخرى التي تحدث في بداية الحمل، فقد تشعر المرأة بإرهاق غير معتاد حتى مع قلة النشاط البدني. وعلى الرغم من أن الإرهاق يعد مؤشرًا شائعًا ومبكرًا، إلا أنه أيضًا أحد أعراض العديد من الحالات الأخرى، بما في ذلك متلازمة ما قبل الحيض.  
4. ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم القاعدية: إذا كانت المرأة تتبع درجة حرارة جسمها القاعدية، فقد تلاحظ ارتفاعًا طفيفًا يستمر لأكثر من 18 يومًا بعد الإباضة، وعادةً ما ترتفع درجة الحرارة بعد الإباضة بسبب زيادة هرمون البروجسترون، يعتبر هذا الارتفاع المستمر مؤشرًا أكثر موثوقية للنساء اللاتي يراقبن دوراتهن بدقة، ولكنه ليس علامة أكيدة.

2) خلال الأسبوع الثاني بعد التبويض

مع تقدم الأسبوع الثاني بعد التبويض، وقبل الموعد المتوقع للدورة الشهرية، قد تصبح أول علامات الحمل بعد التبويض أكثر وضوحًا لدى بعض النساء نتيجةً لارتفاع مستويات هرمون الحمل، مثل:

1. زيادة آلام الثديين وتورمها: يعد ألم الثديين أو تورمها من أول علامات الحمل بعد التبويض التي تظهر مبكرًا، فقد تشعر المرأة بامتلاء أو وخز أو ألم عند لمسهما، بالإضافة إلى ذلك، قد تبدأ الهالة المحيطة بالحلمة في الغمقان والاتساع، وتعتبر تغيرات الثديين مؤشرًا مبكرًا وهامًا نتيجةً للتغيرات الهرمونية السريعة التي تهيئ الجسم للحمل والرضاعة.  
2. الشعور بالغثيان أو الدوار: الغثيان الصباحي، على الرغم من اسمه، قد يحدث في أي وقت من اليوم وهو من أول علامات الحمل بعد التبويض المعروفة، قد تشعر بعض النساء أيضًا بدوار أو دوخة، ويرتبط هذا الشعور بارتفاع مستويات الهرمونات، وخاصةً هرمون الحمل، على الرغم من أن الغثيان يعد من الأعراض المعروفة للحمل، إلا أن عدم وجوده لا يعني عدم حدوث الحمل.  
3. تغيرات في الشهية أو النفور من بعض الأطعمة: قد تشعر المرأة برغبة شديدة في تناول أنواع معينة من الطعام أو النفور من أطعمة أخرى كانت مفضلة لديها، وتُعرف هذه التغيرات أحيانًا باسم "الوحم"، وقد تشمل أيضًا حساسية متزايدة للروائح.
4. التقلبات المزاجية: يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية إلى تقلبات مزاجية وشعور بالانفعال أو الحساسية، وتشبه هذه التقلبات المزاجية تلك التي تحدث قبل الدورة الشهرية، وتعتبر التقلبات المزاجية علامة أقل وضوحًا للحمل حيث أنها شائعة أيضًا مع متلازمة ما قبل الحيض.  
5. زيادة الحاجة إلى التبول: قد تلاحظ المرأة أنها تتبول أكثر من المعتاد حتى قبل غياب الدورة الشهرية، حيث يزداد حجم الدم في الجسم أثناء الحمل مما يؤدي إلى قيام الكلى بمعالجة المزيد من السوائل، وبالتالي زيادة إنتاج البول، وتعتبر زيادة التبول علامة مبكرة وملحوظة نسبيًا لدى العديد من النساء.  

كيفية التأكد من الحمل بعد التبويض؟

لتأكيد حدوث الحمل هناك طريقتان رئيسيتان:

1) اختبار الحمل المنزلي

يمكن إجراء اختبار الحمل المنزلي بعد حوالي 14 يومًا من الإباضة أو بعد أسبوع من غياب الدورة الشهرية للحصول على نتائج دقيقة، بعض الاختبارات الحساسة يمكن أن تكشف عن وجود هرمون الحمل في البول قبل 4-5 أيام من موعد الدورة الشهرية.

وفي هذه الحالة يفضل استخدام أول بول في الصباح عند إجراء الاختبار لزيادة تركيز هرمون الحمل، مما قد يزيد من دقة النتيجة، إذ يعتبر توقيت إجراء اختبار الحمل المنزلي أمرًا بالغ الأهمية للحصول على نتائج موثوقة.  

2) اختبار الدم للحمل 

يعتبر اختبار الدم للحمل أكثر دقة من اختبار الحمل المنزلي ويمكن أن يكشف عن الحمل مبكرًا، عادةً بعد حوالي 10 أيام من الإخصاب، حيث يقيس هذا الاختبار المستوى الدقيق لهرمون الحمل في الدم، ويوفر اختبار الدم كشفًا مبكرًا وأكثر دقة للحمل مقارنةً باختبار البول المنزلي.  

ما الفرق بين أول علامات الحمل بعد التبويض وأعراض الدورة الشهرية؟

قد يكون التمييز بين أول علامات الحمل بعد التبويض وأعراض ما قبل الدورة الشهرية (PMS) أمرًا صعبًا، حيث أن العديد من الأعراض المبكرة للحمل تتشابه مع أعراض الدورة الشهرية.

ومع ذلك، قد تكون أول علامات الحمل بعد التبويض الأكثر دلالة هي نزيف الانغراس الذي يتميز بتوقيته وكميته المختلفة عن الدورة الشهرية، بالإضافة إلى تغيرات ملحوظة في الثديين التي قد تكون أكثر شدة واستمرارًا، وظهور الغثيان في وقت مبكر لدى بعض النساء.

لكن بالتأكيد تبقى العلامة الأكثر تأكيدًا لحدوث الحمل هي غياب الدورة الشهرية في موعدها المتوقع! 

نصائح هامة للنساء اللاتي يحاولن الحمل

• تتبع الدورة الشهرية وأيام التبويض بدقة باستخدام الطرق المختلفة المتاحة.  
• الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة الرياضة بانتظام.
• التحلي بالصبر وعدم الشعور بالقلق الزائد في حال عدم حدوث الحمل مباشرةً حيث أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.
• استشارة الطبيبة في حال وجود أي مخاوف بشأن القدرة على الحمل أو في حال تأخر الحمل لفترة طويلة.
• الاستعداد للحمل عن طريق تناول مكملات حمض الفوليك الموصى بها قبل الحمل وأثنائه.  

الملخص

إن متابعة أول علامات الحمل بعد التبويض والاستماع إلى التغيرات التي تطرأ على الجسم يمكن أن يكون مفيدًا للنساء اللاتي يسعين للإنجاب، ومع ذلك، من المهم تذكر أن هذه العلامات ليست دائمًا مؤكدة وقد تتداخل مع أعراض أخرى.

لذلك يوصى دائمًا بإجراء اختبار الحمل في الوقت المناسب للحصول على نتائج موثوقة واستشارة الطبيبة لتأكيد الحمل والحصول على الرعاية المناسبة.

بشكل عام، تشمل أول علامات الحمل بعد التبويض المبكرة جدًا تقلصات خفيفة، ونزيف الانغراس، والشعور بالتعب، وارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم القاعدية.

أما العلامات الأولية الأخرى التي تظهر قبل غياب الدورة الشهرية فتشمل زيادة ألم الثديين، والغثيان، وتغيرات في الشهية، وتقلبات مزاجية، وزيادة الحاجة إلى التبول.

جربي أدوات تطبيق الملكة عند محاولة الحمل، فقط قومي بإضافة بيانات دورتكِ الشهرية لتعرفي موعد التبويض ونافذة الخصوبة، وتابعي مقالات البحث عن حمل، وإذا أعجبك ما قرأته للتو؛ فتابعينا على Instagram Facebook Twitter لتصلك أحدث المقالات والتحديثات!