العشر الأوائل من ذي الحجة هي أيام عظيمة، تحمل في طياتها فرصة ذهبية للتقرب إلى الله عز وجل من خلال الأعمال الصالحة، وعلى رأسها الصيام. لكن مع حرارة الصيف وتزاحم المهام اليومية، قد يصبح صيام العشر من ذي الحجة تحديًا جسديًا. لذلك، إليكِ هذا الدليل المبسّط والراقي لتجعلي من صيام العشر من ذي الحجة تجربة صحية، منعشة، وخالية من الإرهاق.
مع حلول العشر الأوائل من ذي الحجة في أجواء الصيف الحارة، يصبح الصيام تحديًا حقيقيًا للجسم والعقل. فارتفاع درجات الحرارة يزيد من معدل فقدان السوائل، ويجعلنا عرضة للإرهاق أكثر من أي وقت آخر. لكن لا تقلقي، فمع بعض الحيلة والاهتمام بنمطكِ الغذائي، يمكنكِ تخطي هذه التحديات بسهولة وتحويل الصيام إلى فرصة لتنشيط الجسم وتنقية الذهن.
في الأيام الحارة، يخسر الجسم كميات كبيرة من الماء دون أن نشعر، خصوصًا إذا كنتِ تتحركين داخل المنزل أو تقومين بمهام يومية كالتنظيف أو الطهي. هذا الفقدان يؤدي إلى:
1. جفاف الفم
2. هبوط ضغط الدم
3. الشعور بالتعب والدوخة
ما العمل؟
- ابدأي الإفطار بكوب كبير من الماء الفاتر مع شرائح الليمون أو ورقة نعناع.
- احرصي على شرب كميات متفرقة من الماء حتى السحور (على الأقل 6-8 أكواب).
- تجنّبي المشروبات المدرة للبول مثل القهوة والشاي بكميات كبيرة.
مع قلة تناول الماء خلال ساعات الصيام، يقل تدفق الأوكسجين إلى الدماغ، ما يسبب الصداع، خاصة في الأيام الأولى من الصيام أو لدى من اعتدن على الكافيين يوميًا.
كيف تتفادين ذلك؟
- قللي تدريجيًا من استهلاك الكافيين قبل بدء العشر، لتجنّب الصداع الناتج عن انسحابه.
- تناولي مصادر طبيعية للطاقة في الإفطار مثل التمر، الموز، أو العصائر الطازجة بدون سكر.
- احرصي على الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً، لأن السهر يزيد من الإرهاق.
كثير من النساء يعانين من الانتفاخ، الحرقة أو عسر الهضم بعد تناول وجبة الإفطار، خصوصًا عندما تكون دسمة أو غير متوازنة.
الحل بسيط:
- اجعلي طبق الشوربة والخضار جزءًا أساسيًا من مائدتكِ.
- قسّمي وجبة الإفطار إلى جزأين: ابدئي بالتمر والماء والشوربة، ثم خذي استراحة قصيرة، وبعدها تناولي الطبق الرئيسي.
- تجنّبي المقليات والمأكولات الغنية بالتوابل أو الصلصات الثقيلة، لأنها تزيد العطش وتجهد المعدة.
لا تنحصر التحديات في الجسد فقط، بل إن حرارة الصيف وساعات الصيام الطويلة قد تؤثر على المزاج، خاصة مع تعدد المسؤوليات اليومية.
واجهي هذا التحدي بلطف مع نفسكِ:
- خصصي وقتًا بسيطًا بعد صلاة الفجر أو العصر للراحة أو الذكر أو الاستماع لشيء تحبينه.
- لا تثقلي جدولكِ بالمهام، ووزّعي الأعمال على مدار اليوم.
- ضعي عطرًا منعشًا في الغرفة أو زيوتًا عطرية مثل النعناع أو اللافندر لتجديد الطاقة الذهنية.
السحور ليس مجرد وجبة خفيفة قبل الفجر، بل هو مفتاح يومكِ بأكمله. إنه وقودكِ الذي يحدّد كيف سيكون شعوركِ طوال ساعات الصيام الطويلة، خاصة في أجواء الصيف الحارة. لذلك، لا تهمليه، ولا تجعليه عشوائيًا أو متأخرًا جدًا.
نصائح لسحور صحي ومُرطِّب – يحافظ على نشاطكِ ويقلل العطش:
هذه الأطعمة تُهضم ببطء وتوفر طاقة تدوم لساعات:
- الشوفان بالحليب أو الماء (يمكنكِ إضافة القرفة أو الموز).
- التوست الأسمر أو خبز الشوفان.
- البطاطا المسلوقة أو المشوية بدون دهون.
- الفواكه الطازجة مثل التفاح أو الموز أو الكيوي.
لماذا؟ لأنها تحافظ على مستوى السكر في الدم مستقرًا وتمنع الهبوط المفاجئ للطاقة.
البروتين يُشعركِ بالشبع، ويدعم تركيزكِ أثناء النهار، ويقلل من تكسير العضلات خلال ساعات الصيام:
- بيض مسلوق أو أومليت بالخضار.
- زبادي يوناني غني بالبروتين.
- لبنة أو جبنة بيضاء قليلة الملح.
- الحمص أو الفول بزيت الزيتون والليمون.
- لا تنتظري الدقيقة الأخيرة قبل الأذان لتشربي الماء دفعة واحدة.
- قسّمي كوبين كبيرين من الماء على بداية ونهاية السحور.
- ا ختاري الماء الفاتر أو بدرجة حرارة الغرفة، فهو يُمتص بشكل أفضل.
- يمكنكِ إضافة شرائح الخيار، الليمون، أو أوراق النعناع إلى الماء لتأثير مرطّب ومنعش.
احذري: العصائر الصناعية والمشروبات الغازية لا تُرطّب، بل قد تجهد الكلى وتزيد الشعور بالعطش.
حتى لو كانت لذيذة، فالأطعمة المالحة أو المقلية تسحب الماء من الجسم وتُشعركِ بالعطش والإرهاق:
- قللي أو امنعي المخللات، الجبنة المالحة، الأطعمة المعلبة أو الشوربات الجاهزة.
- ابتعدي عن البطاطا المقلية والسمبوسة في السحور – يمكنكِ الاستمتاع بها بشكل خفيف على الإفطار فقط.
اقتراح: سحور مثالي ومُرطّب يمنحكِ النشاط والراحة
- كوب حليب قليل الدسم
- شريحة توست أسمر مدهونة بملعقة صغيرة من زبدة الفول السوداني
- 3 تمرات ناعمة لرفع الطاقة وتنشيط الجسم
- كوب ماء كبير بنكهة طبيعية (نعناع أو خيار)
لمسة إضافية: يمكنكِ إضافة ملعقة صغيرة من بذور الشيا إلى كوب الماء قبل ساعة من السحور، حيث تمتص الماء وتمنحكِ ترطيبًا طويل الأمد.
كلمات أخيرة لكِ قبل الفجر: السحور ليس فقط لحماية الجسد من العطش والجوع، بل هو سنة نبوية مباركة، وفيه بركة جسدية ونفسية. فاجعليه وقتًا هادئًا، مليئًا بالدعاء والسكينة، وابدئي يومكِ بحب واهتمام لجسمكِ وروحكِ.
ترطيب الجسم أثناء الصيام لا يعتمد فقط على شرب الماء، بل أيضًا على ما تأكلينه في السحور والإفطار:
- تناولي خضروات غنية بالماء مثل الخيار والخس.
- أكثري من الفواكه المرطبة مثل البطيخ، الشمام، والبرتقال.
- قلّلي من شرب القهوة أو الشاي الأسود، لأنها مدرّة للبول.
نصيحة ذهبية: وزّعي كمية الماء المطلوبة على فترات بين الإفطار والسحور، بمعدل كوب كل ساعة.
بعد يوم طويل من الصيام في الصيف، خاصة في أيام العشر من ذي الحجة، تتوقين للراحة وتنتظرين لحظة الإفطار بكل شوق. لكن السر في صيام منعش لا يكمن فقط في الإفطار على وقت المغرب، بل *في ما تأكلينه وكيفية تناوله*. الإفطار المتوازن يمنحكِ شعورًا بالانتعاش، ويقلّل من التعب والعطش، ويهيّئكِ لصيام اليوم التالي براحة أكبر.
ابدئي وجبتكِ بـ:
3 تمرات: التمر غني بالسكريات الطبيعية التي يرفع بها مستوى الطاقة بسرعة، دون أن يُرهق الجهاز الهضمي.
كوب ماء فاتر: يساعد الجسم على التعويض عن فقدان السوائل بشكل لطيف.
شوربة خفيفة: مثل شوربة العدس أو الخضار، لتهيئة المعدة للطعام وتوفير دفعة أولى من الترطيب والمعادن.
نصيحة ذهبية: بعد هذه البداية الخفيفة، خذي استراحة 10 دقائق قبل تناول الطبق الرئيسي. هذا يمنح جسمكِ فرصة للامتصاص التدريجي، ويمنع التخمة المفاجئة.
في الطبق الرئيسي، تذكّري أن التوازن هو مفتاح الانتعاش بعد الصيام. اجعلي طبقكِ يحتوي على:
- صدر دجاج مشوي أو مطبوخ بكمية قليلة من الزيت.
- سمك مشوي أو مطهو بالفرن.
- بيض مسلوق أو مسلوق نصف سلق (إذا كنتِ لا تتناولين اللحوم).
- خضار مطهوة بالبخار مثل البروكلي، الكوسا، أو الجزر.
- صحن سلطة غني بالخضار الورقية، مع رشة زيت زيتون وقطرات ليمون.
- ملعقة أو اثنتين من الرز البني أو البرغل أو الكينوا.
- يمكنكِ استبدالها بشريحة خبز أسمر أو شوفان مطهو كريمي.
هذه التوليفة تمنحكِ الشبع دون ثقل، وتوفر طاقة ممتدة دون رفع سكر الدم بسرعة.
معلومة مهمة: الكربوهيدرات المعقدة، بعكس الكربوهيدرات البسيطة، تُهضم ببطء وتساعد على الحفاظ على التوازن المائي في الجسم.
- تناول الحلى الغني بالسكر أو المقالي مثل القطايف والكنافة بعد الإفطار مباشرة يرهق البنكرياس، ويؤدي لارتفاع سريع ثم هبوط حاد في الطاقة.
- إن رغبتِ في الحلوى، اجعليها بعد ساعتين على الأقل من الإفطار، وبلّليها بكوب ماء كبير.
- لا تخدعي نفسكِ بطعمها المنعش، فهي تزيد من العطش، وتحتوي على كميات كبيرة من السكر الذي يعطل توازن السوائل.
- استبدليها بعصير طبيعي مثل عصير البطيخ، أو ماء منقوع بقطع الفواكه.
نعلم جميعًا أن الحنين إلى قطعة حلوى بعد الإفطار أمر لا يمكن مقاومته بسهولة، خاصة في أجواء روحانية مثل أيام العشر من ذي الحجة. لكن هل يعني ذلك الاستسلام للحلويات الثقيلة المقلية والمليئة بالسكر؟ أبدًا!
يمكنكِ أن تستمتعي بحلويات لذيذة، صحية، ولا تثقل جهازكِ الهضمي… فقط اختاريها بذكاء.
- اطبخي الشوفان مع حليب اللوز أو جوز الهند، أضيفي القليل من العسل، ورشة قرفة.
- زينيها بالقليل من الفواكه المجففة أو المكسرات النيئة.
- خيار بسيط، مغذي، ولا يحتاج وقتًا.
- يُشبع رغبتكِ في السكر بطريقة طبيعية.
- انقعي بذور الشيا في حليب نباتي طوال الليل، أضيفي لها عسلًا طبيعيًا وقطعًا من الموز أو الفراولة عند التقديم.
- مكونان فقط! اهرسي موزة ناضجة مع نصف كوب من الشوفان، أضيفي قرفة واخبزيها 10 دقائق في الفرن.
تجنبي:
- الحلويات المحضّرة من السكر الأبيض والدقيق الأبيض بكثرة.
- الحلويات المقلية في الزيت (مثل الزلابية والقطايف المقلية) خاصة إن كانت مباشرة بعد الإفطار.
- الإكثار من الشراب السكري كالمهلبية والجلِّي المعلّب.
في صيام الصيف، الترطيب لا يعني فقط "شرب الماء"، بل اختيار مشروبات تدعم توازن السوائل والمعادن في الجسم، وتمنحكِ شعورًا بالانتعاش.
- أضيفي شرائح ليمون، خيار، نعناع، أو فراولة إلى إبريق الماء.
- اتركيه في الثلاجة لبضع ساعات. لذيذ، طبيعي، ومرطّب بامتياز.
- غني بالبوتاسيوم والمعادن.
- يعوّض الأملاح المفقودة بسبب التعرق.
- جرّبي النعناع، الزنجبيل، أو البابونج بدون سكر.
- قدّميه مع قطع ثلج وبضع نقاط من العسل الطبيعي.
- البطيخ يحتوي على أكثر من 90٪ ماء.
- مثالي للترطيب بشرط عدم إضافة سكر صناعي.
- وزّعي شرب الماء بين المغرب والفجر، ولا تكتفي بكوب أو كوبين فقط.
- لا تنتظري الشعور بالعطش؛ اشربي بانتظام.
- تجنّبي القهوة والشاي الثقيل في المساء، فهما مدرّان للبول ويسببان فقدان الماء.
اختياراتكِ على مائدة الإفطار تصنع فرقًا كبيرًا. اختاري طعامكِ كأنكِ تُدلّلين جسدكِ بعد عناء النهار، لا كأنكِ تُثقلينه بما لا يحتمل. الإفطار الصحي لا يعني الحرمان، بل التوازن... التوازن الذي يمنحكِ الخفة، ويهيّئكِ لصيام الغد بنفسٍ مطمئنة.
صيام الصيف في العشر من ذي الحجة لا يعني بالضرورة التعب والإرهاق. عندما تنظمين يومكِ بذكاء وتعتنين بجسمكِ، ستشعرين بالانتعاش حتى مع ارتفاع الحرارة. إليكِ كيف يمكن أن يبدو يومكِ من لحظة السحور وحتى الإفطار:
- اشربي كوب ماء إضافي بعد الانتهاء من الطعام، وابتعدي عن النوم فورًا.
- اجلسي قليلًا، وابدئي يومكِ بدعاء النية وركعتين قيام أو قراءة صفحات من القرآن. لحظات روحية تصنع فرقًا.
بعد قراءة الأذكار، خذي قسطًا من الراحة، لكن احرصي على النوم في بيئة باردة ومظلمة لتستعيدي نشاطكِ.
لا تؤخري الاستيقاظ كثيرًا. اغسلي وجهكِ بماء بارد، افتحي النوافذ لتجديد الهواء، وقومي بارتداء ملابس قطنية مريحة.
- أنجزي المهمات المجهدة في الصباح الباكر، قبل أن تشتد الحرارة وتقل طاقتكِ.
- اجعلي وقت الظهيرة لأعمال خفيفة: طيّ الغسيل، ترتيب هادئ، أو قراءة مفيدة.
خذي وقتًا للراحة، ولو لساعة واحدة. إغلاق العينين واسترخاء العضلات يساعدكِ على استعادة التركيز.
- حضّري سفرتكِ بهدوء، وتجنّبي الوقوف الطويل في المطبخ.
- حاولي إنهاء إعداد الطعام قبل المغرب بساعة لتتفرغي للعبادة أو جلسة استرخاء قصيرة.
- ابدئي بالتمر والماء، وخذي دقائق للراحة قبل تناول الطبق الرئيسي.
- اجعلي وجبتكِ خفيفة ومتوازنة، تحتوي على الشوربة، خضار مطبوخ، بروتين خفيف، وكمية معتدلة من النشويات.
- لا تهملي الترطيب: اشربي الماء كل نصف ساعة حتى وقت النوم.
- مارسي بعض النشاط الخفيف، كالمشي في المنزل أو ترتيبات بسيطة.
- خصصي وقتًا للذكر أو قراءة القرآن، واستمتعي بروحانية الأيام المباركة.
- تجنّبي المنبهات أو الأطعمة الثقيلة.
- رتّبي نفسكِ للسحور: حضّري ما ستتناولينه، وضعي زجاجة ماء إلى جانب سريركِ.
بهذا التوازن بين الراحة والترطيب والتنظيم، يتحوّل يوم الصيام من عبء إلى فرصة للراحة الجسدية والروحانية.
صيام العشر من ذي الحجة ليس فقط امتناعًا عن الطعام، بل هو تهذيب للنفس، صفاء للنية، ومحطة تجديد لروحكِ. اجعلي نيتكِ خالصة، واملئي يومكِ بالأذكار، قراءة القرآن، والدعاء.
إذا كنتِ حاملاً، مُرضعة، أو تعانين من مرض مزمن يمنعكِ من الصيام، لا تحزني. يمكنكِ التقرب إلى الله بأعمال كثيرة أخرى مثل:
- كثرة الذكر
- إخراج الصدقات
- صلة الرحم
- الدعاء المستمر
أيام العشر من ذي الحجة كنز ثمين لا يتكرر كثيرًا. احرصي على صيامها إن استطعتِ، ولكن لا تُهملي جسدكِ. بالتخطيط الذكي، والترطيب المتوازن، والتغذية الصحية، يمكنكِ أن تحوّلي هذه الأيام إلى محطة للراحة، والعبادة، والتجدد.
صيام صحي في الصيف ليس صعبًا، فقط يحتاج إلى وعي، نية طيبة، وقلب مطمئن. فابدئي من اليوم، وضعي نيتكِ: "اللهم اجعل صيامي مقبولًا، وعملي لك خالصًا، وجسدي مُعافى، وروحي نقية".
هل يمكن علاج تكيس المبايض بالصيام؛ إليكِ الإجابة
ولهذا ارتبط مصطلحي تكيس المبايض بالصيام المتقطع في الفترة السابقة معًا، لأنه وسيلة شائعة بشكل متزايد للتحكم في أعراض
أفضل الأطعمة التي يجب تناولها في السحور للبقاء نشيطة
السحور هي الوجبة التي نتناولها ليلًا قبل أن يبدأ الصيام في شهر رمضان وهي أساسية ولا غنى عنها حيث وصى النبي -صلَّ الله عليه وسلم-
الجريش السعودي؛ فوائد صحية عديدة لم تعرفيها من قبل
الجريش السعودي يطرد سموم الجسم بسبب احتوائه على العديد من المواد المضادة للأكسدة القادرة على التهام جزئيات الأكسجين