الشهور الأولى من الحمل ليست مجرّد بداية حياة جديدة تنمو بداخلك، بل هي رحلة مليئة بالمفاجآت التي قد تربك أكثر مما تُبهج، بين غثيان الصباح ، والتعب، وتقلب المزاج، والخوف من أي عرض غامض من اعراض الحمل المبكر .. تشعر كثير من النساء وكأن أجسادهن خرجت عن السيطرة!
لكن لا تقلقي، فالأمر لا يحتاج إلى خوف بقدر ما يحتاج إلى وعي !
هناك ست خطوات بسيطة لكنها حاسمة، قادرة على أن تُنقذك من أغلب مشاكل الحمل في الشهور الأولى ، وتحافظ على صحتك وصحة جنينك دون توتر أو ارتباك.
تابعي القراءة لتتعرفي على الأسرار التي تجعل اعراض الحمل المبكرة تمرّ بسلام، وكيف يمكنكِ تحويلها من أشهر قلق إلى بداية مطمئنة لأجمل رحلة في حياتك..
تُعدّ تقسيمات الحمل إلى "أثلاث" وسيلة مفيدة لفهم مراحل الحمل ، إذ تنقسم التغيرات التي تطرأ على جسمك وجنينك إلى ثلاث فترات زمنية هي:
وتُعرف هذه الفترات بالثلث الأول، والثاني، والثالث من الحمل.
تستمر فترة الحمل الكاملة حوالي تسعة أشهر، وغالبًا ما يقسم الأطباء والقابلات هذه المدة إلى ثلاثة "أثلاث" يبلغ كل منها نحو ثلاثة أشهر.
ورغم أنك تكونين حاملاً منذ لحظة الإخصاب، أي عندما يقوم الحيوان المنوي بتلقيح البويضة، إلا أنّ الثلث الأول من الحمل يُحسب من أول يوم من آخر دورة شهرية وحتى الأسبوع الثاني عشر، لأن تاريخ الإخصاب عادة لا يكون معروفًا بدقة عند الحمل الطبيعي.
قد تعانين من اعراض الحمل المبكرة المتمثلة في :
قبل حتى أن تفوتكِ الدورة الشهرية، قد تلاحظين أنكِ بحاجة للتبول أكثر من المعتاد، وهذه من أكثر اعراض الحمل المبكرة ؛ لأن جسمك أصبح يحتوي على كمية دم أكبر من قبل، فخلال الحمل تزداد كمية الدم في الجسم بشكل ملحوظ.
تقوم الكليتان بترشيح الدم والتخلّص من الفضلات الزائدة، وهذه الفضلات تخرج من الجسم على شكل بول؛ لذا كلّما زادت كمية الدم في جسمك، زادت حاجتكِ إلى التبول.
تشعر الكثير من النساء بتعب شديد خلال بداية الحمل، ويُعزى ذلك إلى ارتفاع مستويات هرمون البروجستيرون في الجسم، وكغيره من اعراض الحمل المبكرة ، يميل الإرهاق إلى التحسّن خلال الثلث الثاني من الحمل (أي بعد الأسبوع الثالث عشر)، لكنه غالبًا ما يعود مجددًا في الثلث الثالث عند كثير من النساء.
على الرغم من الاسم، فإن هذا العرض من اعراض الحمل المبكرة لا يقتصر على ساعات الصباح فقط، بل قد يحدث في أي وقت من اليوم أو الليل.
يمكن أن يبدأ الغثيان في وقت مبكر يصل إلى أسبوعين من الحمل، لكن لا تعاني جميع النساء من الغثيان، كما تختلف شدته من حالة إلى أخرى.
فقد تشعرين بالغثيان دون أن تتقيئي أبدًا، بينما تتقيأ نحو نصف النساء الحوامل بسبب الغثيان، ورغم أن الغثيان من اعراض الحمل المبكرة الشائعة والطبيعية نسبيًا، إلا أنه قد يصبح خطرًا إذا أدى إلى الجفاف.
فالنساء اللواتي لا يستطعن الاحتفاظ بالطعام أو السوائل بسبب الغثيان الشديد قد يكنّ مصابات بحالة تُسمّى القيء المفرط الحملي ( Hyperemesis Gravidarum ).
في هذه الحالة، من الضروري التواصل مع الطبيب فورًا.
قد يصبح الثديان حسّاستين للمس خلال الحمل، ويشبه هذا الألم الشعور الذي يسبق الدورة الشهرية ولكن بدرجة أقوى، وقد تلاحظين أيضًا أن الهالة حول الحلمة (Areola) بدأت تزداد قتامة في اللون وتتسع قليلًا.
هذا العرض مؤقت من اعراض الحمل المبكرة ويختفي عندما يعتاد الجسم على ارتفاع الهرمونات، كما قد تلاحظين أن حجم ثدييك قد ازداد وأن صدريّتك أصبحت أكثر ضيقًا من المعتاد.
خلال الثلث الأول، يتحوّل الجنين من بويضة مخصبة إلى جنين طوله حوالي 6 سنتيمترات في الأسبوع الثاني عشر.
وبنهاية هذه المرحلة:
تمرّ المرأة في بداية الحمل بتغيرات جسدية وهرمونية كبيرة، قد تُسبب بعض المشكلات المزعجة لكنها غالبًا طبيعية ويمكن السيطرة عليها بسهولة إذا عرفتِ كيف تتعاملين معها، إليك أبرزها:
من أشهر مشاكل الحمل في الشهور الأولى ، ويظهر بسبب تأثير الهرمونات التي تُبطئ حركة الأمعاء.
الحل: أكثري من تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة والخضروات، واشربي الماء بكثرة، ومارسي المشي يوميًا.
تحدث غالبًا في الساقين ليلًا نتيجة ضعف الدورة الدموية أو نقص المعادن.
الحل: مارسي تمارين تمدد القدمين بانتظام، وارفعي ساقيك عند الراحة، واهتمي بتناول المغنيسيوم والكالسيوم.
من أشهر مشاكل الحمل في الشهور الأولى ، وتنتج عن انخفاض ضغط الدم أو الوقوف فجأة.
الحل: انهضي ببطء بعد الجلوس أو الاستلقاء، ولا تنامي على ظهرك بعد الشهر الرابع، بل على أحد الجانبين لتحسين تدفق الدم.
يحدث بسبب زيادة تدفق الدم والهرمونات.
الحل: ارتدي ملابس قطنية فضفاضة، وتهوية المكان جيدًا، واغتسلي بانتظام لتخفيف التعرّق.
من أولى علامات الحمل و أكثر مشاكل الحمل في الشهور الأولى الشائعة، وتزداد مع ضغط الجنين على المثانة.
الحل: لا تقللي شرب الماء في النهار، لكن تجنّبي السوائل قبل النوم، وتواصلي مع الطبيب إذا كان التبول مؤلمًا أو مصحوبًا بالدم.
قد تلاحظين اسمرار بعض المناطق أو ظهور خط داكن على البطن.
الحل: اصبري قليلا ، فهذه التغيّرات مؤقتة وتزول بعد الولادة.
تذكّري: هذه الأعراض جزء طبيعي من رحلة الحمل، ولا تدعو للقلق إلا إذا كانت شديدة أو مستمرة، وحرصك على التغذية السليمة، وشرب الماء، والراحة، ومراجعة الطبيب بانتظام هو سرّ عبور هذه المرحلة بسلام
خلال أول فحص للحمل، سيُؤكّد الطبيب حملك عادة من خلال تحليل البول أو الدم، وهما أدق من اختبارات الحمل المنزلية.
عادة ما تُجرى فحوصات الحمل في الثلث الأول كل 4 إلى 6 أسابيع، لكن ذلك قد يختلف حسب حالتك الصحية وتطور الجنين.
في نهاية هذه المرحلة، قد يعرض عليك الطبيب إجراء فحص الموجات فوق الصوتية (السونار)، حيث يمكنك سماع نبض قلب الجنين للمرة الأولى.
يساعد هذا الفحص أيضًا في:
أولى خطوات النجاة من مشاكل الحمل في الشهور الأولى هي الهدوء النفسي والراحة الجسدية.
ففي هذه المرحلة، يكون جسمك في حالة تأقلم هرموني هائل، إذ ترتفع مستويات هرمونَي البروجسترون والإستروجين بشكل ملحوظ، مما يسبب التعب والنعاس وتقلب المزاج.
الراحة هنا ليست ترفًا، بل ضرورة علمية؛ لأن التوتر الشديد أو الإجهاد الجسدي يمكن أن يؤثر على تدفق الدم إلى الرحم ويزيد من احتمالية انقباضاته.
خصصي وقتًا يوميًا للاسترخاء، وابتعدي عن الضغوط النفسية قدر الإمكان، تنفّسي بعمق، استمعي لما يريحك، وتذكّري أن الراحة ليست كسلاً، بل استثمار في صحة جنينك.
من أول يوم في الحمل، يُعدّ حمض الفوليك منقذًا حقيقيًا من أخطر مشاكل الحمل المبكرة.
يُوصي الأطباء بتناول 400 إلى 800 ميكروغرام يوميًا من هذا الفيتامين الحيوي، لأنه يساعد في تكوين الأنبوب العصبي للجنين، الذي يتحول لاحقًا إلى الدماغ والنخاع الشوكي.
نقص حمض الفوليك قد يؤدي إلى تشوهات خلقية خطيرة مثل السنسنة المشقوقة (تشوه في العمود الفقري).
لذلك، لا تنتظري تأكيد الحمل لتبدأي بتناوله، بل يُفضل البدء به حتى قبل الحمل عند التخطيط له، لأنه يحمي الجنين في أولى أسابيعه حين لا تعرفين بعد أنك حامل.
من أكثر الأخطاء شيوعًا في بداية الحمل تناول الأطعمة غير المطهية تمامًا، مثل اللحوم النيئة، والأسماك غير المطهية، والبيض النيئ في بعض الصلصات أو الحلويات.
هذه الأطعمة قد تحمل بكتيريا أو طفيليات خطيرة مثل السالمونيلا والتوكسوبلازما، والتي يمكن أن تسبب التهابات حادة تهدد الحمل وتؤثر على نمو الجنين.
فاحرصي دائمًا على طهي الطعام جيدًا، وغسل الخضروات والفواكه بدقة، وتجنّب الأطعمة المعلبة غير الموثوقة أو منتجات الألبان غير المبسترة.
تذكري سلامة غذائك تعني سلامة جهازك المناعي وجنينك في آنٍ واحد.
القهوة والشاي قد تبدوان منقذتين في الصباح، لكن في الحقيقة الكافيين الزائد خطر خفي على الحمل المبكر.
تشير الدراسات إلى أن تناول كميات كبيرة من الكافيين (أكثر من 200 ملغ يوميًا) قد يزيد خطر الإجهاض أو انخفاض وزن الجنين عند الولادة.
يمكنكِ الاستمتاع بفنجان واحد من القهوة أو الشاي يوميًا، لكن من الأفضل الاعتماد على مشروبات طبيعية دافئة مثل النعناع أو الزنجبيل (باعتدال).
وتذكّري أن الكافيين موجود أيضًا في الشوكولاتة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، لذا اقرئي المكونات دائمًا قبل تناول أي شيء.
قد تظنين أن الماء أمر ثانوي، لكنه في الحقيقة الدرع الأول ضد مشاكل الحمل في الشهور الأولى.
فالماء يساعد على:
فاحرصي على شرب 8 إلى 10 أكواب من الماء يوميًا، ويمكنكِ إضافة القليل من عصير الليمون الطبيعي لتحسين الطعم.
فإذا لاحظتِ بولًا غامق اللون أو دوخة متكررة، فذلك إنذار بأنك لا تشربين ما يكفي من الماء.
الخطأ الأكبر الذي تقع فيه بعض النساء هو تأجيل زيارة الطبيب لحين ظهور مشكلة، لكن الحقيقة أن المتابعة المنتظمة منذ الأسابيع الأولى هي ما يمنع تلك المشاكل أصلًا.
فخلال الفحص الأول، يُجري الطبيب تحاليل الدم والبول، ويقدّر عمر الحمل، ويتابع نمو الجنين بالسونار للتأكد من أن كل شيء يسير كما يجب.
الزيارات الدورية (كل 4 إلى 6 أسابيع في الثلث الأول) تسمح باكتشاف أي مشكلة مبكرًا مثل فقر الدم، أو التهابات المسالك البولية، أو اضطرابات الهرمونات قبل أن تتفاقم.
وحتى لو كنتِ تشعرين بأنك بخير، فالفحص الطبي هو الضمان الوحيد لحمل صحي ومستقر.
إذًا ملكتي فمشاكل الحمل في الشهور الأولى ليست قدرًا محتومًا، بل يمكن تفاديها بخطوات بسيطة واعية.
فحافظي على نفسك، واهتمي بجسدك وغذائك وراحتك، ولا تترددي في طلب المساعدة الطبية عند أي إشارة غير طبيعية.
واجعلي تطبيق الملكة دليلكِ اليومي، لتجدي فيه كل ما تحتاجينه من مقالات موثوقة تُطمئن قلبك وتمنحك معرفة تليق برحلتك كأم.
يجب استشارة الطبيب فورًا إذا واجهتِ نزيفًا مهبليًا أو ألمًا في البطن خلال الثلث الأول، فهذه قد تكون علامات على مضاعفات مبكرة.
قد تكون الأسباب:
إذًا ملكتي، تذكّري أنّ الشهور الأولى من الحمل ليست مجرد بداية حياة تنمو داخلك، بل مرحلة حساسة تمتلئ بالتغيرات الجسدية والعاطفية التي قد تُربكك أحيانًا، فبين اعراض الحمل المبكرة مثل الغثيان، والتعب، وكثرة التبول، وتقلب المزاج، تمرّين بمرحلة دقيقة تتطلب منكِ وعيًا لا خوفًا.
لكن لا تقلقي، فـ مشاكل الحمل في الشهور الأولى يمكن تجنّبها بخطوات بسيطة: الراحة النفسية، وتناول حمض الفوليك، والغذاء الصحي المطهو جيدًا، والابتعاد عن الكافيين، وشرب الماء بانتظام، والمتابعة الدورية مع الطبيب.
اتبعي هذه الخطوات، وستعبرين هذه المرحلة بسلام واطمئنان، لتستقبلي أجمل رحلة في حياتك بثقة ووعي.
ولمزيد من النصائح والمقالات المفيدة، زوري صفحة تطبيق الملكة لتجدي كل ما تحتاجينه لحمل صحي ومطمئن.
هل تبحثين عن علامة الحمل بولد ؟ إليك أبرز الإشارات !
ولعلّ أكثر ما تتناقله الألسن، وتترصده الأعين، هو البحث الحثيث عن علامة الحمل بولد، تلك العلامات التي يُقال إنها تظهر على الحامل
هل هناك علاقة بين خفقان القلب للحامل ونوع الجنين
تعرفي في هذا المقال على المعدل الطبيعي لنبض الحامل، وأسباب اضطرابه، وكيفية الحفاظ على صحة قلبك طوال فترة الحمل من خلال التغذية السليمة
هل مشروبات الطاقة للحامل آمنة
عندما تنهال عليكِ مسؤوليات الحمل والبيت وربما الأطفال الآخرين، لكن توقفي لحظة واسألي نفسك: هل مشروبات الطاقة للحامل آمنة فعلاً؟